ذكرت جريدة الشرق الاوسط الصادرة يوم الخميس 1 يناير 2015 ان الدعم الخليجي لليمن شبه متوقف بصورة كاملة وذلك بسبب سيطرة الحوثيين على البلاد ومواردها بشكل كامل، حيث سيطر الحوثيون على البنك المركزي ومعظم شركات الدولة ومؤسساتها وايضا الشركات النفطية ويستنزفون الاموال منها بصورة يومية علما بان اليمن يتلقى مساعدات كبيرة من السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا المصادر اليمنية اكدت بان الحكومة غير قادرة على دفع مرتبات الموظفين في مطلع العام الحالي.
.. السؤال ما هو المطلوب من دول الخليج العربية بعد ان فشلت كل محاولاتها السلمية لحل الخلافات بين الفرقاء اليمنيين هل مطلوب منا ترك القضية لأهلها في اليمن لحل مشاكلهم لوحدهم دون تدخل أحد لوضع حد للنزيف الدموي الذي يعاني منه اليمن والتي قد تؤدي الى تمزق اليمن الى اكثر من دولة متصارعة مع بعضها البعض، تشظي اليمن سيؤثر حتما في امن واستقرار دول الخليج فاليمن له حدود برية طويلة مع كل من السعودية وسلطنة عمان.. فلا احد يعرف حتى الآن نتائج تمزق اليمن وتأثيرها في الخليج.
يخطئ من يظن بأن مشكلة اليمن تتلخص في تزايد نفوذ الحوثيين المشكلة اعمق من الخلافات بين السنة الشوافع والزيديين في اليمن ومنهم الحوثيون.. اليمن فيه مشاكل قبلية، وصراع مناطقي يسعى الجنوبيون للاستقلال عن الوحدة.. كما ان السياسيين والاحزاب فيه فاسدون، كل حزب فيهم يبحث عن مصالحه والقيادات السياسية التي حكمت اليمن لأكثر من ثلاثة عقود ومنهم الرئيس السابق علي صالح يرفض التخلي عن نفوذه ويريد العودة حتى ولو تمزق اليمن.. المشكلة تتعلق باستمرار الدولة اليمنية كدولة موحدة التي يتنافس على السيطرة عليها كل من انصار الله والقاعدة والقبائل اليمنية وانصار الفساد في الدولة.
الدكتور عبدالكريم الارياني مستشار الرئيس اليمني حذر من البعد الاقليمي لتمدد الحوثيين وذكر عندما دخل انصارالله صنعاء وسيطروا عليها لم ترحب بذلك الحدث اي عاصمة في العالم لا عربية ولا اسلامية ولا غيرها ذلك لكن كل التصريحات التي وردت من مسؤولين ايرانيين رحبت بسيطرة الاخوة انصارالله على صنعاء.
تحذيرات الارياني في محلها.. ماذا يمكن لدول الخليج ان تفعل فهي لا تملك حلولا سحرية لكل مشاكل العرب.. فمن المفارقات العجيبة ان دول الخليج المحافظة التي كان العرب القوميون يتهمونها بالرجعية والتخلف ومعاداة التوجهات الوحدوية العربية نرى الجميع اليوم يطالب بتدخل دول الخليج لمنع تمزق الامة العربية وتشرد شعوبها.. الجامعة العربية والامم المتحدة تطالبان بتدخل دول الخليج لوقف الحرب الاهلية في سورية ومنع الارهاب والطائفية البغيضة في العراق.. ومنع تمزق ليبيا واليمن.
الامر الذي لا يعيه الجميع بان قدرات وامكانات دول الخليج المالية والسياسية قد تراجعت بسبب انخفاض اسعار النفط وبروز مشاكل داخلية في الخليج، خاصة بالامن وانخراط شبابنا في العمل الجهادي والارهاب، والاهم من كل ذلك نحن اهل الخليج متهمون ومدانون اذا تدخلنا في حسم الصراعات فهناك اتهامات ضدنا بتدخلنا في شؤون سورية والعراق وليبيا واليمن.. الان عندما ساءت الامور في اوطاننا العربية الجميع ينظر للخليج لحل مشاكله.. لا احد في سورية والعراق واليمن وليبيا، يريد الالتزام بمطالبنا لحل الخلافات الداخلية عن طريق الحوار، الجميع يريد السلطة والنفوذ لانصاره واحزابه ولا احد يفكر بمصلحة بلده.. ويلومنا لعدم التدخل.