في أوائل التسعينات أثار نواب «الإخوان والسلف والدعوة الصالحة وأهل اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة والأدمغة المقفولة والأيدي العفيفة» زوبعة ليس لها أول وليس لها أخر حول «طالبات في كلية الطب منتقبات ومنعهن عميد الكلية من الدخول إلى المختبر بهذا اللباس الذي يعرضهن للتلوث والإصابة الأمراض» اتهموا العميد بالكفر ووزارة الصحة بالجاهلية والنظام بأكمله بالردة إذ ..«كيف يتجرأ كائن من كان على المساس بنقاب إمرأة مسلمة »؟! قبل ذلك بعشر سنوات اشترت هيئة الاستثمار عقارات وشركات وفنادق في أوروبا تبين أن من ضمن ممتلكاتها مصنع «ويسكي وكونياك ونبيذ» والعياذ بالله وتلك الخمور تباع في بارات الفنادق التي صارت مملوكة لحكومة دولة الكويت التي لديها نواب «إخوان وسلف ودعوة صالحة وأهل لحى طويلة ودشاديش قصيرة وأدمغة مقفولة وأيدي عفيفة» فتحركت الزوبعة وهاج من هاج وثار من ثار من أهل «ثكلتك أمك با ابن الأرندلي» و«ويحك يا أبا عكرمة» فاتهموا وزير المالية بالكفر والحكومة بالجاهلية بعد أن صارت الكويت ..«تصنع الخمر وتبيعه وتسقيه»..دون أن تقصد!. متابعة قراءة من سينما «الفردوس» إلى ويسكي «اسطنبول»!!
الشهر: أكتوبر 2014
مستقبل العرب بين أوراق الكتب!
أشرنا في مقالات سابقة إلى الفارق الكبير بين «العقلية البسيطة» السائدة في منطقتنا و«العقلية المركبة» السائدة في الغرب، وأحد الفروقات الأساسية بين العقليتين يمكن أن يتضح عند تشبيههما بالعقلية البسيطة لصاحب البقالة السائدة لدينا، الذي يفتح دكانه في الصباح وينهي عمله في المساء دون التفكير في الغد، والعقلية المركبة لأصحاب المولات الضخمة، التي تخطط وتعمل لسنوات عديدة قادمة كي تبقى وتستمر وتنتشر. متابعة قراءة مستقبل العرب بين أوراق الكتب!
يا جيبوتي جينا لك
ربما لا تعرف الغالبية أين تقع جمهورية جيبوتي، أو أنها عضو في جامعة الدول العربية، وسبب ذلك يعود ربما إلى احترام تلك الدولة لنفسها وتجنبها الصراعات العربية. تقع جيبوتي في القرن الأفريقي، وتحيط بها الصومال وارتيريا وأثيوبيا، وتطل شرقا على البحر الأحمر وعدن. مساحة جيبوتي صغيرة وسكانها بالكاد يبلغون المليون، وهي فقيرة بمواردها، ودخل %20 من سكانها لا يزيد على 125 دولاراً سنوياً، وليس في ذلك ما يعيب. على الرغم من أفريقية جيبوتي وعلاقاتها التاريخية القديمة بمصر، التي منها أخذت جارتها الحبشة ديانتها القبطية، فإن شعبها انصهر أكثر مع عرب اليمن وحضرموت وعمان، وهم في غالبيتهم العظمى من المسلمين. تغيرت أحوال جيبوتي مع افتتاح قناة السويس عام 1869، وبعد أن أصبحت المنطقة مجال صراع القوى الاستعمارية التي قامت باقتسام مستعمرات مصر الأفريقية بينها، فكانت جيبوتي من نصيب فرنسا، وهنا أصبحت تعرف باسم الصومال الفرنسي منذ 1896. وبقي هذا الاسم متداولاً حتى 1967 عندما أطلقت الإدارة الفرنسية عليه اسم «الإقليم الفرنسي للعفر والعيسى». بدأ كفاح الشعب الجيبوتي لنيل الاستقلال يتخذ شكلاً منظماً بدءاً من عام 1945 مع انتخاب «محمود حربي» رئيساً لفرع حزب وحدة الشباب الصومالي في جيبوتي، وتوج كفاحها بالاستقلال في يونيو 1977. وعلى الرغم من عضوية جيبوتي في الجامعة، وكون لغتها الرسمية هي العربية، فإن الواقع يقول إن اللغة الرسمية الأخرى (الفرنسية) أكثر شيوعاً. كما تنتشر فيها الصومالية، وقلة فقط تتحدث العربية بطلاقة وتستخدمها بصورة مكثفة. تمتلك جيبوتي موارد طبيعية قليلة، بخلاف الملح، وأراضيها في الغالب قاحلة، ولكن موقعها مميز، وفيها عدة قواعد غربية. وعلى الرغم من أن شعب جيبوتي يتمتع بنسبة تعليم أعلى من الشعوب المحيطة به، إلا أن عمالتها تفتقر الى التدريب الجيد. ويمثل المسلمون ما نسبته %94 من شعبها، أما البقية فهم مسيحيون. وقد دخل الإسلام جيبوتي في العهود المبكرة من الدعوة الإسلامية عن طريق التجار العرب ولا يزال الكثير من سكانها من أصل عربي خالص، ومن أشهر القبائل العربية فيها العفرية وقبيلة العيسى. مناسبة هذا المقال تعود إلى مقال سابق لنا (18/9) ذكرنا فيه، ساخرين، بأنه «.. هل كان من المتوقع أن تقود الصومال وجيبوتي الحملة العسكرية على «داعش»، وليس أميركا مثلا؟..»، وقد لفت الصديق سفير فلسطين نظرنا إلى أن تلك الملاحظة أثارت حفيظة سفير جيبوتي سعادة «محمد المؤمن»، الذي قام بالرد علينا بعدها في القبس، مستنكرا سخريتنا من بلاده. وبالتالي.. كان لزاما علينا أن نرد لنعتذر عما ورد في مقالنا، ونقول له صادقين إننا لم نقصد أبدا الإساءة إليه أو لشعبه. ونتمنى أن يقبل اعتذارنا وأن يوافق على منحنا «فيزا» لزيارة بلاده قريبا. • ملاحظة: يا «ملالا يوسف»: حصولك على جائزة «نوبل» للسلام لهذا العام لا يعني أنك فخر لأمتك، فقد رفضتك، ولا فخر لعقيدتك، فقد ظلمتك، ولا فخر لتقاليدك فقد نبذتك. بل نيلك لتلك الجائزة المرموقة فخر شخصي لك ولوالديك، لإصرارهما على تعليمك. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com
الاستقرار العربي.. مجرد كذبة
سنوات عديدة مرت على النظم السياسية في البلدان العربية روجت فيها كذبة تناقلتها الأجيال كان عنوانها العريض «أننا نعيش في منظومة مستقرة سياسياً»، وأن تلك النظم بقواعدها وإجراءاتها وسياساتها هي صمام الأمان لذلك الإستقرار، وهو في واقع الأمر استقرار كاذب.
ولو أمعنا النظر قليلاً لاكتشفنا الدعائم التي يقوم عليها ذلك الاستقرار«الكاذب»، فنجد أن النظم السياسية العربية كرست جل جهودها لتحقيق مجموعة من الاجراءات لكي تشغل الشعوب بنفسها وتتفرغ لجني المغانم أو المكاسب على حساب تلك الشعوب المغيبة، ومن تلك الإجراءات أو السياسات إن شئنا القول التي استخدمت من أجل تحقيق ذلك «وعود الإصلاح التي تشتري الوقت بينما بقاء الشعب في حالة بحث عن لقمة العيش؛ وكذلك الحقوق هِبةٌ من الحاكم، التي هي ليست حقّاً أصيلاً للمواطن «من وجه نظرهم»، ولا ننسى الامتيازات الناتجة عن الولاء السياسي وسحب هذه الامتيازات تبقي المحيطين والشعب في حالة ترقب وقلق، بالاضافه إلى غياب الثقة بين الطوائف والجماعات والفئات فهي وسيلة لتحقيق الحكم المستقر، وخلق المجتمع الفاقد للثقة بنفسه وبمكوناته هو المجتمع المهيأ للخضوع». متابعة قراءة الاستقرار العربي.. مجرد كذبة
إنكم تدمرون الكويت
قال لي صديقي الخليجي: ما أسعدكم أيها الكويتيون، فالديموقراطية عندكم لم تعد سمة الحياة السياسية فقط، بل اصبحت تكسو الحياة الاجتماعية ايضاً، فأجبته صدقت! ولذلك لا تجد ولله الحمد في سجوننا أي سجين سياسي أو سجين رأي! بل ان أحدنا ينتقد الحكومة برئيسها من دون وجل ثم يذهب الى بيته وينام من دون ان يتأكد من احكام قفل الباب الخارجي! متابعة قراءة إنكم تدمرون الكويت
عجز الميزانية
نشر في وسائل الإعلام عن خطة اقتصادية مقدمة من المجلس الأعلى للتخطيط ويباركها مجلس الوزراء تهدف إلى تقليص المصروفات في الميزانية العامة للدولة عن طريق مضاعفة أسعار بيع المشتقات البترولية ورفع الدعم عن الكهرباء ليتضاعف سعرها على المستهلك بأكثر من الضعفين ونصف الضعف.
وبغض النظر عن حقيقة هذا التوجه، وهل هو مجرد دراسة للمجلس الأعلى للتخطيط أو رؤية حكومية أو كلتيهما معا؟
هو الآن مجرد بالون اختبار لقياس ردود فعل المواطنين تجاه هذه السياسة المالية، ويجب أن يتفاعلوا معه.
كنت أتمنى من خبراء مجلس التخطيط أن يتحفونا بوسيلة ذكية لزيادة إيرادات الدولة بعيدا عن الحل الأسهل لهم والأصعب على المواطن وهو رفع الدعم والمساعدات.
هل يعلم خبراء التخطيط والحكومة معا أنه قبل أن تفكر أي حكومة في العالم في اتخاذ هذه السياسة المالية الصارمة المقترحة والمتمثلة في زيادة الرسوم، يجب عليها أن تبدأ بوقف الهدر المالي الحكومي في الميزانية.
من الضروري على الحكومة أن تبدأ بسياسة التقشف والحد من المصروفات الحكومية غير الضرورية والمتمثل في الهبات والمساعدات الخارجية السخية جدا.
وكذلك يجب أن تتوقف الوزارات والهيئات الحكومية عن صرف المكافآت السنوية «البونص» لموظفيها وخاصة الكبار منهم وأن تشطب بند الرحلات الخارجية للموظفين من أجل المشاركة في المؤتمرات والدورات غير الضرورية والتي تكلف المال العام ملايين الدنانير.
عندما تنتهي الحكومة من سياسة التقشف ولم تتمكن من القضاء على عجز الميزانية يمكنها عندئذ أن تنتقل إلى سياسة رفع الدعم عن الكهرباء والماء ولكن عن العقارات التجارية والاستثمارية فقط.
وإذا استمر العجز المالي ـ وأنا أشك في ذلك كثيرا ـ يمكنها أن تزيد بعض رسوم الخدمات كالهجرة والمرور «الإقامات ورخص القيادة» وتبدأها بمعاملات الشركات وليس الأفراد.
يجب أن يعلم مخططو الحكومة أن آخر العلاج هو الكي، وليس أوله، بمعنى أن الذهاب إلى جيب المواطن البسيط لمعالجة العجز المالي هو القرار الأخير وليس الأول.
ختاما: انخفاض أسعار البترول المؤقت لا يبرر أبدا، اتخاذ كل هذه الإجراءات الاقتصادية القاسية المقترحة، فالاقتصاد العالمي يتعافى وإن حصل بعض التذبذب في أسعار البترول فإنه سيرتفع قريبا، وبالإضافة إلى أننا نملك فوائض مالية سابقة لأكثر من 10 سنوات، حتما ستعالج عجز الميزانية المؤقت هذا إن حدث أصلا.
٭ ملاحظة أخيرة: تمتلك الكويت «مئات المليارات» موزعة على الاحتياطي العام للدولة والاستثمارات الخارجية والصندوق السيادي من المفترض أن تحقق أرباحا سنوية (بضع مليارات على أقل تقدير)، ويمكن أن تضاف هذه العوائد إلى الميزانية العامة للدولة وستكون كفيلة بالقضاء على أي عجز مالي متوقع ودون المساس بموارد طبقة محدودي الدخل والحظ.
دعاة «جهنم»… رمية السل؟
في مكة المكرمة: أطهر وأقدس بلاد الدنيا، الحجيج هنا ينهلون من خير التوحيد وتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى.
في هذا الموسم العظيم المبارك، يُفترض ألا يكون هناك موطئ قدم للأشرار ولا سيما دعاة التكفير والطائفية والتناحر، ومنهم المتاجرون بالدين الذين يشعلون نيران الصدام بين أبناء الأمة الواحدة.
ربما يصبح هذا الكلام، من قبيل التكرار الكثير والممل، إلا أن الفرصة السانحة هي تلك الخطب التي قدّمها الدعاة هذا العام على سطح الحرم المكي الشريف، وقد تحدثت مع أحدهم متسائلاً عن نقطة طرحها في موضوعه المهم، وهي التحذير من دعاة جهنم ومشايخ الفتنة والخراب والدمار، وكان سؤالي هو: “من أين أتوا هؤلاء؟ من الذين مكّنهم وموّلهم وفتح لهم مساحة واسعة في الإعلام والفضائيات وأتاح لهم حرية التحرك من بلد إلى بلد لبث سمومهم؟”، فما كان من الداعية إلا ابتسم من باب إيصال إجابة من قبيل: “”في فمي ماء”.
الآن، يصبح التحذير والهجوم على مشايخ الفتنة والدعاة الموصوفين بأنهم على أبواب جهنم أمراً فيه ألعوبة مضحكة؟ ترى، كيف يمكن لجم هؤلاء من دون أن يتم لجم من يساندهم؟ ولماذا تتصدر التصريحات والخطب في العلن التحذير منهم، وفي الباطن الطبطبة على أكتافهم؟
حسناً، لنقف على نص الحديث الشريف الذي رواه البخاري في صحيحه، بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان، أنَّه قال: “كان الناس يسألون رسول الله – صلَّى الله عليه وآله وسلَّم – عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: “نعم، وفيه دَخَنٌ”، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: “قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر”، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال: “نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها”. قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: “هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا”، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: “تلزم جماعة المسلمين وإمامهم”، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: “فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك”.
على أية حال، أولئك الثلة ممن ينطبق عليهم المثل العربي: “رمتني بدائها وانسلت”، إلا أن الغريب في الأمر، ولاسيما على صعيد دول الخليج، أن دعاة جهنم المشهورين المشهود لهم بجهودهم الكبيرة العظيمة في إثارة الفتن والقلاقل و”اللعلعة” في الفضائيات بشيكات وهبات مسبقة الدفع، لايزالون يمارسون دورهم التاريخي الجبار في “إلحاق الأذى بالأمة”، بل زد على ذلك، أن هناك من يدافع عنهم بشراسة، ويصف الكلام بالتحذير منهم بأنه حملات شرسة على دعاة “سخروا أنفسهم لخدمة الدين الإسلامي”!
ومع أن كلامه من قبيل الإنشاء والخطب الرنانة الفضفاضة المستخدمة للضحك على بسطاء المسلمين، ولاسيما من الآسيويين الذين تجدهم في الصفوف الأولى بطاقية على الرأس دون اتقان اللغة العربية، ذهب إلى القول ما نصه: “إننا نعلم أن هذه الحملة الشرسة الضارية على الدعاة إلى الله عز وجل لتشويه سمعتهم وتلطيخ صورتهم وتجريح دعوتهم والنيل منها للحيلولة بينهم وبين الأمة بصفة عامة والشباب المقبل على الله بصفة خاصة، لأن أصحاب هذه الحملة يعلمون يقيناً أن هذا الشباب إن عاد مرةً أخرى إلى العقيدة الصحيحة القويمة والتفّ حول قيادة مخلصة أمينة، سيحول مجرى التاريخ مرةً أخرى كما تحول أول مرة بالعقيدة الصحيحة والقيادة المخلصة الأمينة.. ومن ثم لم يدخر أعداء الله – في القديم والحديث – وسعاً في تجريح القيادة دائماً لزعزعة الثقة في القائد، ولبذر بذور الشك والريبة بينه وبين أتباعه وتلاميذه! ولم ينج قائد صادق من هذه الحرب على طول التاريخ قديماً وحديثاً… (انتهى الاقتباس).
فهو يرى أن الحرب الشعواء على أولئك الدعاة الجهنميين، هي في الأساس حملة ضد الأمة، ولا أعلم إن كان ذلك المعتوه يدرك أن من قال عنهم أنهم يعملون “لعودة الشباب مرةً أخرى إلى العقيدة الصحيحة”، إنما هم جعلوا الأمهات يخرجن على شاشات الفضائيات يلعنون من غرّر بأبنائهم في رحلة “العودة إلى عقيدة الخراب والدمار”، بالتكفير والتكبير الزائف وقطع الرقاب وتدمير بيوت الله؛ وأن “القيادة الأمينة المخلصة” كما وصفها، إنما هي أدواتٌ في أيدي دول وأقطاب قوى ومجاميع إرهابية. فمتى تترك الحكومات مجرد التحذير من هؤلاء وتنحو نحو تطبيق القانون عليهم؟
ولعل السؤال الأهم :ما هو سر قوة دعاة جهنم الذين يدمرون كل جميل في مجتمعاتنا، ولا تقدر عليهم دولهم التي يعيشون فيها ومنها يشعلون الحرائق ويرسلون الشباب إلى الموت في حروب خاسرة هي لصالح الصهاينة بالدرجة الأولى؟
إلى كل الحكومات أقول، دعاة جهنم، لن يرتاح لهم بال حتى يقتلعوكم من على كراسيكم إن تمكّنوا من ذلك وهذا حلمهم. هكذا قالوا ويقولون في أدبياتهم وتيوباتهم ووسائل إعلامهم، فاتركوا المواطن الذين يعمل ويتحرك ويطالب بسلميةٍ لينال حقوقه، وأظهروا قوتكم على الإرهابي الحقيقي الذين يريد تدمير بلاد الإسلام.
إيران + علي صالح = الحوثيين
كان صالح يستخدم «ورقة الحوثيين»، ليبتز بها دول الخليج. تطورات الساحة السياسية اليمنية ـــ التي أدت الى اتفاق بين الرئيس عبد ربه منصور والحوثيين، وبموجب هذا الاتفاق، الذي بطعم الإذعان ـــ جعلت من الحوثيين ومن يدعمهم رقماً صعباً وأساسياً في الدولة اليمنية. ومن يختصر دعم الحوثيين في إيران فهو مخطئ، فلولا دعم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لما حقق الحوثيون هذا الانتصار والتمدد، حتى وصل بهم الامر الى احتلال العاصمة اليمنية صنعاء، قبيل توقيع الاتفاق بين الطرفين. فهناك تقاطع مصالح بين ايران وطموح علي عبدالله صالح، للعودة الى الحكم، ولذلك تم التعاون بين الطرفين. فقد كان علي عبدالله صالح يستخدم ورقتين لتثبيت حكمه، وأخْذ شرعية ودعم من الدول الاقليمية والمجتمع الدولي، وهما ورقة الحوثيين، التي كان يبتز بها دول الخليج، وأن ايران قد اصبحت على حدودكم، ونظامي هو القادر على توقيف هذا التمدد، والخطر الذي يمثلونه! وأما «القاعدة» فيها فلابتزاز المجتمع الدولي. فهو قد جعل لها مناطق محدودة ولم يقض. عليها لكي يجعل نظامه حاجة الى الغرب لمحاربة هذا التنظيم! وبعد سقوط نظامه استغنى عن ورقة «القاعدة» وتحالف مع الحوثيين، وم.ن ورائهم ايران، وتم تمدد الحوثيين في اليمن، وسقطت المنطقة، تلو الاخرى، وهدف الرئيس المخلوع من هذا الدعم هو ايصال تهديد مباشر الى دول مجلس التعاون الخليجي، بأن من كان يحمي خاصرة الخليج من التهديد الحوثي هو وجودي على سُدة الرئاسة اليمنية! ومن المصادفة العجيبة ان جميع من كانوا رأس حربة في تحركات الثورة اليمنية ضد صالح أصبحوا اول الضحايا للحوثيين من استحلال بيوت عائلة الاحمر وتشريدهم الى الناشطة توكّل كرمان، وهذا دليل واضح بوجود اهداف وبنود اتفاق بين الحوثيين وصالح، على المشهد السياسي اليمني. فقد اصبحت الآن ايران رقما صعبا في المعادلة اليمنية، بسبب تحكم الحوثي في الدولة اليمنية الجديدة. والذي يود ان يبعد الخطر الحوثي وتحالفاته الاقليمية يجب عليه سحب الحصانة والاتفاق الخليجي من علي عبدالله صالح، وابعاده خارج اليمن، او اتاحة الفرصة للشعب اليمني لمحاكمته على ما اقترفته يداه بحقهم، وبذلك يفقد الحوثي حليفا قويا على المشهد اليمني.
العرب والفرس: بين السوار و«البغلة»!
في بداية الثمانينيات ومع نشوء ما سمى وقتها بـ«الصحوة الإسلامية المباركة» وحتى نكون أكثر دقة فى الوصف «الصحوة الإسلامية السنية المباركة» والتى كانت نائمة ويسمع صوت شخيرها «الانس والجن»، حتى استيقظت على صوت محركات طائرة البوينج 707 التي تحمل شعار الخطوط الجوية الفرنسية وهي تهبط في مطار «مهرباد» بوسط العاصمة طهران حاملة على متنها أول من أشعل ثورة بأشرطة الكاسيت. متابعة قراءة العرب والفرس: بين السوار و«البغلة»!
بين الدولة الأمنية والحاجة إلى عقد عربي جديد
عندما تثور الشعوب وتبدأ تحركاتها العفوية تكون قد تطورت لديها أحاسيس عن تصورات ومطالب لم تكن تشعر بضرورتها قبل ذلك. فقبل الثورات العربية لم يكن المواطن العربي مسكوناً بالحاجة الملحة إلى إسماع صوته والتعبير عن رأيه والخروج إلى الشوارع، ولم يكن غياب الحريات والديموقراطية كما هي مطبقة عالمياً يعنيه ويمثل هاجساً من هواجسه. كان يشعر أن الدولة تمثله بنسبة من النسب وأنه سيكون راضياً طالما قامت بواجباتها العامة التي جعلته راضياً. كان المواطن العربي يمر بحقب من القلق، لكنه كان يغض النظر عنه من منطلق أن الأمور ستتطوّر وأن ضريبة الأمان تتطلّب منه التخلي عن جزء من حريته. وعندما أيقن المواطن العربي أن الدولة العربية أخلّت بواجباتها تجاهه في مجالات شتى، بدأ يخشى من المستقبل ودخل في عالم التساؤل والمقاومة لما هو قائم أمامه. متابعة قراءة بين الدولة الأمنية والحاجة إلى عقد عربي جديد