للتهجير في مصر تجارب مريرة تجعل المجاميع ترتعب منه، فقد هجّر أبناء النوبة إبّان بناء السد العالي ولم توفر لهم أماكن لائقة بديلة، كما تسببت حرب الاستنزاف- لاحرب 1967- بتهجير سكان مدن القناة الى الداخل وإلى القاهرة تحديدا، وكانت هناك تجربة مريرة أخرى أنهاها الرئيس السادات بفتح قناة السويس وإعادة سكان مدنها اليها، لذا يعمد بعض الداعمين الخفيين للإرهاب هذه الأيام الى تسويق أكذوبة عزم النظام المصري على تهجير قبائل سيناء كوسيلة لمحاربة الارهاب بقصد التحريض والتأجيج. متابعة قراءة أكذوبة تهجير قبائل سيناء!
اليوم: 29 أكتوبر، 2014
«Cheap»
مصطلح Cheap أو رخيص هو ما يستخدم عادة عندما نصف سلوكاً أو أسلوباً أو تصرفاً معيناً لا يتسم بالحد الأدنى من الذوق أو الأخلاق، وهو أقل ما يمكن أن توصف به الحالة التي يعيشها بعض الأطفال في الكويت اليوم. فأن توصي الدولة، بمؤسساتها المعنية، بمنع ما يفوق 500 طفل لا يتجاوز عمر كل منهم السنوات العشر، من الدراسة في أي مؤسسة تعليمية حكومية أو خاصة، وأكرر خاصة، بحجة تصحيح أوضاع "البدون" لا يمكن وصفه إلا بأنه سلوك رخيص، بل إن رخيص مفردة رومانسية ورقيقة جداً لوصف تلك الحالة. فمنذ متى كانت الكويت تستخدم الأطفال وسيلةً للضغط على الآباء؟ وكيف لدولة نالت مؤخراً لقب المركز الإنساني من الأمم المتحدة أن تعتدي على أبسط حقوق طفل يعيش على أراضيها بهذا الشكل القبيح، بحجة أن والديه أو أحدهما، لم يستوفِ شروط الإقامة في هذا البلد؟! فإن سلّمنا جدلاً، أو واقعاً، بأن ذوي هؤلاء الأطفال يقيمون بالكويت بصفة غير قانونية، بل بأنهم مجرمون يستحقون السجن أيضاً، فبأي ذنب يُحرَم هؤلاء الأطفال الذين لا ناقة لهم في جريمة ذويهم ولا جمل؟ وما علاقة حرمان الأطفال من التعليم، في عصر بات فيه التعليم يعادل أهمية الغذاء، بخطأ الآباء؟ قد يقول قائل: إن التعرض للأطفال هو ما سيضمن تصحيح أوضاع الآباء، وبالتالي الوصول إلى الغاية التي تسعى لها الكويت، وهنا أتساءل: منذ متى كنا في الكويت بهذا المستوى المنحدر من الأخلاق؟! فوسائل الضغط التي يمكن أن نستخدمها للوصول إلى الغاية كثيرة كتعذيب الآباء جسدياً والاعتداء على النساء أيضاً وحرق منازلهم، وكلها وسائل ستحقق في الغالب الغاية، لكننا لا نستخدمها، لأنها ببساطة ليست من أخلاقنا في شيء ولا نقبل أن تكون. ليست كل وسيلة ضغط مقبولة، ولا كل الطرق متاحة، والتعرض للأطفال في تعليمهم يعادل في سوئه الاعتداء على النساء أو التعذيب الجسدي غير المقبول، بل لو افترضنا، بعد هذا العقاب غير السوي، أننا اكتشفنا أن 5% من هؤلاء الأطفال، بعد التحقق والتقصي، ثبت أنهم كويتيون أو مستحقون للجنسية، أو على الأقل مقيمون بصفة قانونية في الكويت، وهو ما يعني أن 25 طفلاً على الأقل حرموا تعليماً مستحقاً، حسب رأي الجهات المعنية بالدولة، فمن سيتحمل حينئذٍ عرقلة حقهم الأساسي في التعليم، ألن تمر عقوبة الأطفال بلا حساب لمن حرمهم كما حدث في ملف الجنسية الذي يعاقَب فيه المزور ويُغضُّ النظر عن الذي مرر التزوير من الأساس. إن الأساس في الكويت الإنسانية فعلياً، وهو ما يتضح في التعاطي مع مجهولي النسب بدور الرعاية، حيث يحظون بالتعليم والرعاية والجنسية بكل امتيازاتها، لأنهم، باختصار، لا ذنب لهم في ما اقترفه الآباء، وهو التعاطي الذي يجب أن يكون مع كل طفل دون النظر إلى جرائم ذويه مهما كانت شنيعة، فكفاكم هذا الأسلوب الرخيص في التعاطي مع المشكلة، وأعيدوا إلى الأطفال حقهم في التعليم فوراً. خارج نطاق التغطية: خطوة مميزة جداً إنشاء قناة "المجلس"، على أمل أن تخرج تلك القناة من تقليدية تلفزيون الكويت وأدائها التقني السيئ، كما نتمنى أن تحظى بحرية تقديم الرأي، وخصوصاً المخالف، بدلاً من تقديم الرأي الواحد الذي تنتهجه قنوات تلفزيون الكويت في الغالب.
أعظم اللغات وأغناها
يوجد في العالم اليوم سبعة آلاف لغة حية تقريبا، وليس من المتوقع غياب أي منها، بعد أن استقرت ادوات الحفظ والكتابة والطباعة، بحيث أصبح من الصعب اختفاء لغة ما، خاصة بعد أن دونت الكتب والقواميس والمناهج الدراسية والقوانين بها. وعلى الرغم من ثراء اللغة الإنكليزية الظاهر، إن بعدد كلماتها أو تعابيرها، إلا أن من الصعب إيجاد أداة قياس متفق عليها يمكن استخدامها لمعرفة عدد كلمات أي لغة مقارنة بغيرها، فكلمة «كتب» العربية مثلا، أو spring الإنكليزية يمكن ان يكون لها أكثر من معنى، فهل ستدون في القاموس ككلمة أم كعدة كلمات؟ وبالتالي سيبقى السؤال عن أي اللغات أكثر أو أغنى بعدد كلماتها من دون جواب. من جهة أخرى تعتبر لغة المندرين في الصين أكثر لغة يتحدث بها أصحابها الأصليون، وهذا لا يسري على الإنكليزية، الأكثر انتشارا في العالم منها، ولكن كلغة ثانية، فأعداد المتحدثين باللغة الإنكليزية كلغة أُم قلة، مقارنة بالمندرين. كما توجد في غالبية دول العالم أكثر من لغة رسمية، وتعتبر جمهورية بابوا نيوغينيز الاستوائية الأكثر غنى بعدد لغاتها، حيث يوجد فيها 820 لغة حية. ويعتقد ان الإنسان عرف اللغة قبل مئة الف عام فقط، وأن اقدم اللغات المدونة هي السومرية والهيروغليفية. اما اقدم لغة مكتوبة ولا تزال قيد الاستخدام، فهي المندرين الصينية. وفي الوقت الذي يمكن أن نقول، وإن بتحفظ شديد، إن كلمات اللغة الإنكليزية تبلغ 250 ألف كلمة، فإن عدد كلمات لغة شعب سورينام، في أميركا الجنوبية، لا يزيد على 340 كلمة. أما اغنى لغة بعدد الحروف، فهي لغة خامر الكمبودية، التي تحتوي على 74 حرفا، مقارنة بالعربية بحروفها الـ28. وهناك لغات حية لا تزيد حروفها على 12، وهي بالتالي محدودة بعدد نغمات أو اصوات كلماتها، بسبب تكرار استخدام الأحرف نفسها في الجملة الواحدة. كما تعتبر لغة بوتسوانا الأفريقية الأكثر غنى بعدد الأصوات فيها. أما في مجال الترجمة، فإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو النص الذي ترجم لاكبر عدد من اللغات، ومع هذا لا تعترف جميع الدول العربية والإسلامية بكثير من المواد الحيوية في هذه الوثيقة العالمية المهمة، والأسباب معروفة، وبعدها نتساءل عن سبب كوننا المصدر الأكبر للإرهاب في العالم! ومعروف أن تعلم أكثر من لغة له مهارات خاصة لدى الفرد، ولكننا غالبا ما يمكننا اكتساب هذه المهارات بالمثابرة والتدريب، ومخالطة من يتحدثون باللغة التي نود تعلمها. وأثبتت الابحاث الطبية ان الطفل الذي يتحدث بأكثر من لغة يكبر، وهو أكثر ثقة بالنفس، وبمقدوره التحول من أداء عمل ما لآخر بسهولة ويسر، مقارنة بالطفل الذي لا يتحدث إلا بلغة واحدة. كما أن تعلم لغات عدة يؤخر من إصابة الإنسان بالخرف أو النسيان. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com