كان الكثيرون يتحدثون عن تواضعه وعن حلمه وطول باله وسعة صدره، وكنت أقول في نفسي إنهم يمتدحونه لأنه شيخ وهم أقرباؤه، ولم يحصل أن قابلته وجها لوجه إلا مرتين فقط، ولم تتعد في كل مرة السلام عليه وتقبيل خشمه ورأسه بحكم سنه ومركزه الاجتماعي.
وتشاء الأقدار أن أتشرف بحواره في لقاء تلفزيوني في قناة «رواسي» على مدى حلقتين تحدث فيهما بكل شفافية وصراحة وكان في اللقاء يحرص في حديثه وردوده على أن ينصح الشباب بالبحث عما ينفعهم، ويركز على دورهم في خدمة بلدهم ويحثهم على ذلك.
حينها كنت أسرح بفكري مع تاريخ هذا الرجل المشرف، وأيقنت أنه يستحق كل كلمة ثناء وإشادة قيلت في حقه، إنه العم الشيخ فيصل بندر الدويش شفاه الله وأطال عمره، فقد لمست فيه قمة التواضع ولو كان بعض من جعلهم الوضع السياسي ذوي شأن مهم ويملكون ما يملكه أبونايف من مميزات التاريخ السياسي والاجتماعي والأصل والفصل لما سمحوا لأحد بمصافحتهم.
اللهم يا شافي يا معافي إن عبدك فيصل قد تعرض لذلك الحادث، وهو في أحد بيوتك وبين يديك ويتعبد للتقرب إليك طالبا لمرضاتك، يا رب العالمين اللهم فاشفه وعافه ورده إلينا ولا تفجعنا فيه، فهو نعم العم والرجل ولا نعرف عنه إلا الصلاح والتقوى والسعي لخدمة بلده.
أدام الله الرجال الذين يريدون خدمة وطنهم كفيصل الدويش، ولا دام من يريد أن يأخذ من وطنه ولا يخدمه.