جبلت العرب منذ القدم على الاهتمام بما يملكون من خيل وإبل فينتقون لها الأسماء، وكلنا يعرف أن ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم اسمها «القصواء»، وأشهر خيوله صلى الله عليه وسلم هو «المرتجز» حتى ان أشهر الحروب في الجاهلية «داحس والغبراء» سميت بأسماء تلك الخيول التي قامت الحرب بسببها.
القصص عن الخيول والابل وارتباطها بحياة الناس كثيرة، حتى اننا إن أردنا مدح شخص عزيز علينا أو اردنا ان نصف شخصا بالصبر والقوة فإننا نطلق عليه أحد أهم أشهر الأسماء التي سميت بها الخيول والابل الأصيلة مثل كحيلان وبليهان.
ورغم أن الحياة في تلك الأزمنة كانت تعتمد على ما يملكون من الأنعام التي تشمل الأغنام والماعز وأي دابة، ولكنهم لا يهتمون بتسمياتها في تلك الفترة، وإن كانت هناك تسميات ولا نعرفها فالقصور فينا نحن وليس في الأغنام.
ولأن الوضع حاليا قد تغير وأصبحت الأغنام والتيوس أهم من الخيول والابل، فأصبح لزاما علينا أن نستشهد بها لتوصيل الفكرة التي نريدها، ومن أشهر تلك الخراف التي سأحكي لكم قصته هو الخروف «برشان».
برشان خروف مدلل نوعا ما، ويحاول أن يميز نفسه بكثرة حركته بين أقرانه من الخراف، وبسبب الخوف عليه قرر صاحبه أن يجعل له محصارا خاصا لحمايته من الذئب، ولكن برشان لم يبلع العافية وأخذ في ممارسة اللعب والقفز من فوق المحصار أكثر من مرة، ولكنه في القفزة الأخيرة وجد نفسه بين فكي الذئب الذي أنهى حياته، وبسببه خرج علينا المثل القائل: «طمرة برشان من الصيرة»، الذي نستشهد به في اللقافة الزائدة لبعض البشر.
تلك القصة عن برشان لا تخص أحدا محددا من البشر، فإن وجدتم أي تشابه أو تطابق بين برشان وبين شخص تعرفونه فهو من باب توارد الأفكار، وان كنتم تصرون على التشابه فإنني غير مسؤول عما تعتقدون.
أدام الله خرافنا الحقيقية بعيدة عن الذئاب، ولا دام أي خروف يعتقد أنني أقصده في المقال.