الحق يا دولة الرئيس.. أحد رعايا مجلسك الموقر.. أخذ يتعاطف مع هموم الشعب!
لكن قبل ذلك لابد ان نهنئ معاليكم على تغيير شعار المجلس، فالشعار السابق كان مناسبا لحقبة مضت من أعضاء المجلس.. أعضاء كان يناسبهم اللون الذهبي، أما مجلسكم الحالي فنرى أنكم أحسنتم في اختيار اللون الأسود له.كما نتفهم حرصكم على ازالة «الصقر» من الشعار.. خوفا وطمعا!
نعود الى العضو الفاضل الدكتور سيد يوسف الزلزلة، والذي فاجأنا يوم أمس بتصريح كنا نتوقعه من نائب مثل علي الراشد أو صفاء الهاشم أو رياض العدساني.. لكن ان يصدر من شخص قريب الى قلب الرئيس الغانم.. فهذا لعمرك عجيب!
ان الشعب الكويتي كله، عدا خمسة أشخاص (حتى لا يزعل علينا عبدالحميد دشتي)، قد أجمع على ان التنمية في البلد قد توقفت، وأن أداء حكومة سمو الشيخ جابر المبارك، حفظه الله، فاشل بالثلاثة.وأن المجلس الحالي قد مد أيدي وأرجل التعاون للحكومة، وقال لها: «شبيك لبيك.. مجلس أمتك بين ايديك.. اطلب واتمنى يا جابر المبارك.. بس يرحم والديك أنجز أي شيء»!
وقرأ أهل الكويت كلهم، وهالمرة حتى الخمسة معاهم، ما كتبته صحف الكويت، سواء الصحف الأولى في المصداقية والمشاهدة، أو تلك التي لم تتقدم أنملة على الرغم من الملايين التي صرفتها، عن فشل خطة التنمية، وعن تصريحات الحكومة «الفضيحة» بأن %80 من القياديين لم يقرأوا خطة التنمية، وبأن امكانات الحكومة لا تسعفها في أي خطة طموحة، وأن الحكومة ستبدأ بالتنمية من «تحت الصفر»!
وصفقنا اعجابا بما قامت به حكومة الشيخ جابر المبارك الرشيدة من تعاقد مع اليابان، كي يرسموا لنا خطة تنمية «صجية»، وليست «بيعا للوهم».خطة يقضي بها اليابانيون على كل مظاهر الفساد، ويقتلعون بها أي رئيس وزراء أو وزير أو قيادي جاء بالواسطة أو لحسبة اجتماعية أو سياسية، ومن ثم يعملون على «تمكين الكفاءات».. واخد بال حضرتك؟!
المهم، كنا نظن ان دولة الرئيس الحاج مرزوق الغانم «متوبك» أعضاء المجلس، لكن يبدو ان الزلزلة فلت من الحظر المفروض، وخالف «السواد» الأعظم في المجلس، فأطلق أمس تصريحا ناريا يتطاير منه الشرر، فلم يبق لكم ماء وجه ولم يذر!
قال سيدنا يوسف الزلزلة يوم أمس، تحت قبة «تويتر»: «تذكير للحكومة التي لم تقدم خطتها الاستراتيجية للتنمية.. تقرير التنافسية العالمية يؤكد أننا تراجعنا في «كل» مقومات التنمية!.. يكفي ان نبين الآن مؤشرا واحدا، يثبت بالمقارنة مع دول مجلس التعاون الخليجي، أننا نعتبر في المواقع الأخيرة بالترتيب، بما يتعلق بمؤشر الصحة والتعليم ما قبل العالي، بين 144 دولة: قطر ترتيبها 28.. الامارات ترتيبها 30.. البحرين ترتيبها 40.. السعودية ترتيبها 50.. عمان ترتيبها 54.. الكويت ترتيبها 82».
ويختم الزلزلة بعبارة تحمل رسالة لسمو الشيخ جابر المبارك: «فهل وصلت الرسالة أم ما زلنا فقط بحاجة الى سد الفراغات في الحكومة؟!».
طبعا بعض المتصيدين في الماء «الحلو» رأوا ان هذا التصريح ربما ينطبق عليه قول الله عز وجل: «فان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون».والبعض الآخر ممن، خالف هذا الرأي، قال انما هي رسالة من الحاج صاحب هواية «تأليف القلوب، مفادها: «اما ان تبدأ بسحب الجناسي.. والا»!
وأيا كان المغزى في بطن الشاعر، فقد اخترق الزلزلة، بقصد أو بغير قصد، العرف الذي ضربه هذا المجلس على نفسه بأنه مجلس «مناشدة».. وليس مراقبة ومحاسبة!
ورغم التعليقات الساخنة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي تعقيبا على تصريح الزلزلة، مثل «قدم استجواب لرئيس الحكومة ولا تخافون، رياض العدساني قدم استجواب على موضوع التنمية كلكم وقفتوا ضده».. أو «وصلت الرسالة، بس انت يا سيد المحترم بشنو مشغول؟ وما هو عملك بالضبط؟؟.. وشكرا».. أو «دكتورنا الفاضل، صوتكم للحكومة لا يأتي عن طريق عدة أحرف لا تتجاوز سطرين في تويتر!! ملينا وقلقين على مستقبل عيالنا!».. أو».. صح النووووم»!
على الرغم من هذه التعليقات فاننا نؤمن بأن ما ذكره سيد يوسف الزلزلة يمثل ما يدور في ضمير الرئيس «العزيز» مرزوق الغانم ومجلسه الموقر، وأن هذه «الصحوة»، وان كانت متأخرة، الا أنها أفضل من ألا تأتي أبدا!
.. أما وقد حصحص الحق على لسان يوسف.. فماذا أنت فاعل أيها العزيز؟