سنوات عديدة مرت على النظم السياسية في البلدان العربية روجت فيها كذبة تناقلتها الأجيال كان عنوانها العريض «أننا نعيش في منظومة مستقرة سياسياً»، وأن تلك النظم بقواعدها وإجراءاتها وسياساتها هي صمام الأمان لذلك الإستقرار، وهو في واقع الأمر استقرار كاذب.
ولو أمعنا النظر قليلاً لاكتشفنا الدعائم التي يقوم عليها ذلك الاستقرار«الكاذب»، فنجد أن النظم السياسية العربية كرست جل جهودها لتحقيق مجموعة من الاجراءات لكي تشغل الشعوب بنفسها وتتفرغ لجني المغانم أو المكاسب على حساب تلك الشعوب المغيبة، ومن تلك الإجراءات أو السياسات إن شئنا القول التي استخدمت من أجل تحقيق ذلك «وعود الإصلاح التي تشتري الوقت بينما بقاء الشعب في حالة بحث عن لقمة العيش؛ وكذلك الحقوق هِبةٌ من الحاكم، التي هي ليست حقّاً أصيلاً للمواطن «من وجه نظرهم»، ولا ننسى الامتيازات الناتجة عن الولاء السياسي وسحب هذه الامتيازات تبقي المحيطين والشعب في حالة ترقب وقلق، بالاضافه إلى غياب الثقة بين الطوائف والجماعات والفئات فهي وسيلة لتحقيق الحكم المستقر، وخلق المجتمع الفاقد للثقة بنفسه وبمكوناته هو المجتمع المهيأ للخضوع». متابعة قراءة الاستقرار العربي.. مجرد كذبة
اليوم: 11 أكتوبر، 2014
إنكم تدمرون الكويت
قال لي صديقي الخليجي: ما أسعدكم أيها الكويتيون، فالديموقراطية عندكم لم تعد سمة الحياة السياسية فقط، بل اصبحت تكسو الحياة الاجتماعية ايضاً، فأجبته صدقت! ولذلك لا تجد ولله الحمد في سجوننا أي سجين سياسي أو سجين رأي! بل ان أحدنا ينتقد الحكومة برئيسها من دون وجل ثم يذهب الى بيته وينام من دون ان يتأكد من احكام قفل الباب الخارجي! متابعة قراءة إنكم تدمرون الكويت
عجز الميزانية
نشر في وسائل الإعلام عن خطة اقتصادية مقدمة من المجلس الأعلى للتخطيط ويباركها مجلس الوزراء تهدف إلى تقليص المصروفات في الميزانية العامة للدولة عن طريق مضاعفة أسعار بيع المشتقات البترولية ورفع الدعم عن الكهرباء ليتضاعف سعرها على المستهلك بأكثر من الضعفين ونصف الضعف.
وبغض النظر عن حقيقة هذا التوجه، وهل هو مجرد دراسة للمجلس الأعلى للتخطيط أو رؤية حكومية أو كلتيهما معا؟
هو الآن مجرد بالون اختبار لقياس ردود فعل المواطنين تجاه هذه السياسة المالية، ويجب أن يتفاعلوا معه.
كنت أتمنى من خبراء مجلس التخطيط أن يتحفونا بوسيلة ذكية لزيادة إيرادات الدولة بعيدا عن الحل الأسهل لهم والأصعب على المواطن وهو رفع الدعم والمساعدات.
هل يعلم خبراء التخطيط والحكومة معا أنه قبل أن تفكر أي حكومة في العالم في اتخاذ هذه السياسة المالية الصارمة المقترحة والمتمثلة في زيادة الرسوم، يجب عليها أن تبدأ بوقف الهدر المالي الحكومي في الميزانية.
من الضروري على الحكومة أن تبدأ بسياسة التقشف والحد من المصروفات الحكومية غير الضرورية والمتمثل في الهبات والمساعدات الخارجية السخية جدا.
وكذلك يجب أن تتوقف الوزارات والهيئات الحكومية عن صرف المكافآت السنوية «البونص» لموظفيها وخاصة الكبار منهم وأن تشطب بند الرحلات الخارجية للموظفين من أجل المشاركة في المؤتمرات والدورات غير الضرورية والتي تكلف المال العام ملايين الدنانير.
عندما تنتهي الحكومة من سياسة التقشف ولم تتمكن من القضاء على عجز الميزانية يمكنها عندئذ أن تنتقل إلى سياسة رفع الدعم عن الكهرباء والماء ولكن عن العقارات التجارية والاستثمارية فقط.
وإذا استمر العجز المالي ـ وأنا أشك في ذلك كثيرا ـ يمكنها أن تزيد بعض رسوم الخدمات كالهجرة والمرور «الإقامات ورخص القيادة» وتبدأها بمعاملات الشركات وليس الأفراد.
يجب أن يعلم مخططو الحكومة أن آخر العلاج هو الكي، وليس أوله، بمعنى أن الذهاب إلى جيب المواطن البسيط لمعالجة العجز المالي هو القرار الأخير وليس الأول.
ختاما: انخفاض أسعار البترول المؤقت لا يبرر أبدا، اتخاذ كل هذه الإجراءات الاقتصادية القاسية المقترحة، فالاقتصاد العالمي يتعافى وإن حصل بعض التذبذب في أسعار البترول فإنه سيرتفع قريبا، وبالإضافة إلى أننا نملك فوائض مالية سابقة لأكثر من 10 سنوات، حتما ستعالج عجز الميزانية المؤقت هذا إن حدث أصلا.
٭ ملاحظة أخيرة: تمتلك الكويت «مئات المليارات» موزعة على الاحتياطي العام للدولة والاستثمارات الخارجية والصندوق السيادي من المفترض أن تحقق أرباحا سنوية (بضع مليارات على أقل تقدير)، ويمكن أن تضاف هذه العوائد إلى الميزانية العامة للدولة وستكون كفيلة بالقضاء على أي عجز مالي متوقع ودون المساس بموارد طبقة محدودي الدخل والحظ.
دعاة «جهنم»… رمية السل؟
في مكة المكرمة: أطهر وأقدس بلاد الدنيا، الحجيج هنا ينهلون من خير التوحيد وتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى.
في هذا الموسم العظيم المبارك، يُفترض ألا يكون هناك موطئ قدم للأشرار ولا سيما دعاة التكفير والطائفية والتناحر، ومنهم المتاجرون بالدين الذين يشعلون نيران الصدام بين أبناء الأمة الواحدة.
ربما يصبح هذا الكلام، من قبيل التكرار الكثير والممل، إلا أن الفرصة السانحة هي تلك الخطب التي قدّمها الدعاة هذا العام على سطح الحرم المكي الشريف، وقد تحدثت مع أحدهم متسائلاً عن نقطة طرحها في موضوعه المهم، وهي التحذير من دعاة جهنم ومشايخ الفتنة والخراب والدمار، وكان سؤالي هو: “من أين أتوا هؤلاء؟ من الذين مكّنهم وموّلهم وفتح لهم مساحة واسعة في الإعلام والفضائيات وأتاح لهم حرية التحرك من بلد إلى بلد لبث سمومهم؟”، فما كان من الداعية إلا ابتسم من باب إيصال إجابة من قبيل: “”في فمي ماء”.
الآن، يصبح التحذير والهجوم على مشايخ الفتنة والدعاة الموصوفين بأنهم على أبواب جهنم أمراً فيه ألعوبة مضحكة؟ ترى، كيف يمكن لجم هؤلاء من دون أن يتم لجم من يساندهم؟ ولماذا تتصدر التصريحات والخطب في العلن التحذير منهم، وفي الباطن الطبطبة على أكتافهم؟
حسناً، لنقف على نص الحديث الشريف الذي رواه البخاري في صحيحه، بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان، أنَّه قال: “كان الناس يسألون رسول الله – صلَّى الله عليه وآله وسلَّم – عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: “نعم، وفيه دَخَنٌ”، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: “قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر”، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال: “نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها”. قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: “هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا”، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: “تلزم جماعة المسلمين وإمامهم”، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: “فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك”.
على أية حال، أولئك الثلة ممن ينطبق عليهم المثل العربي: “رمتني بدائها وانسلت”، إلا أن الغريب في الأمر، ولاسيما على صعيد دول الخليج، أن دعاة جهنم المشهورين المشهود لهم بجهودهم الكبيرة العظيمة في إثارة الفتن والقلاقل و”اللعلعة” في الفضائيات بشيكات وهبات مسبقة الدفع، لايزالون يمارسون دورهم التاريخي الجبار في “إلحاق الأذى بالأمة”، بل زد على ذلك، أن هناك من يدافع عنهم بشراسة، ويصف الكلام بالتحذير منهم بأنه حملات شرسة على دعاة “سخروا أنفسهم لخدمة الدين الإسلامي”!
ومع أن كلامه من قبيل الإنشاء والخطب الرنانة الفضفاضة المستخدمة للضحك على بسطاء المسلمين، ولاسيما من الآسيويين الذين تجدهم في الصفوف الأولى بطاقية على الرأس دون اتقان اللغة العربية، ذهب إلى القول ما نصه: “إننا نعلم أن هذه الحملة الشرسة الضارية على الدعاة إلى الله عز وجل لتشويه سمعتهم وتلطيخ صورتهم وتجريح دعوتهم والنيل منها للحيلولة بينهم وبين الأمة بصفة عامة والشباب المقبل على الله بصفة خاصة، لأن أصحاب هذه الحملة يعلمون يقيناً أن هذا الشباب إن عاد مرةً أخرى إلى العقيدة الصحيحة القويمة والتفّ حول قيادة مخلصة أمينة، سيحول مجرى التاريخ مرةً أخرى كما تحول أول مرة بالعقيدة الصحيحة والقيادة المخلصة الأمينة.. ومن ثم لم يدخر أعداء الله – في القديم والحديث – وسعاً في تجريح القيادة دائماً لزعزعة الثقة في القائد، ولبذر بذور الشك والريبة بينه وبين أتباعه وتلاميذه! ولم ينج قائد صادق من هذه الحرب على طول التاريخ قديماً وحديثاً… (انتهى الاقتباس).
فهو يرى أن الحرب الشعواء على أولئك الدعاة الجهنميين، هي في الأساس حملة ضد الأمة، ولا أعلم إن كان ذلك المعتوه يدرك أن من قال عنهم أنهم يعملون “لعودة الشباب مرةً أخرى إلى العقيدة الصحيحة”، إنما هم جعلوا الأمهات يخرجن على شاشات الفضائيات يلعنون من غرّر بأبنائهم في رحلة “العودة إلى عقيدة الخراب والدمار”، بالتكفير والتكبير الزائف وقطع الرقاب وتدمير بيوت الله؛ وأن “القيادة الأمينة المخلصة” كما وصفها، إنما هي أدواتٌ في أيدي دول وأقطاب قوى ومجاميع إرهابية. فمتى تترك الحكومات مجرد التحذير من هؤلاء وتنحو نحو تطبيق القانون عليهم؟
ولعل السؤال الأهم :ما هو سر قوة دعاة جهنم الذين يدمرون كل جميل في مجتمعاتنا، ولا تقدر عليهم دولهم التي يعيشون فيها ومنها يشعلون الحرائق ويرسلون الشباب إلى الموت في حروب خاسرة هي لصالح الصهاينة بالدرجة الأولى؟
إلى كل الحكومات أقول، دعاة جهنم، لن يرتاح لهم بال حتى يقتلعوكم من على كراسيكم إن تمكّنوا من ذلك وهذا حلمهم. هكذا قالوا ويقولون في أدبياتهم وتيوباتهم ووسائل إعلامهم، فاتركوا المواطن الذين يعمل ويتحرك ويطالب بسلميةٍ لينال حقوقه، وأظهروا قوتكم على الإرهابي الحقيقي الذين يريد تدمير بلاد الإسلام.