«أم عبدالله» كانت تجهش ببكاء عنيف لجاراتها ممن جئن لتقديم واجب العزاء في الراحل زوجها «أبو عبدالله» الذي وافته المنية بعد تناول طعام العشاء في تلك الأمسية الرطبة الحارة من شهر يوليو – تموز من عام 1942 وأثناء سماعه لنشرة الأخبار عبر إذاعة «هنا برلين» متابعا أنباء إنتصار جيش الرايخ الألماني الثالث وهو يجتاح ..أوروبا!
المرحوم «أبو عبدالله» مواطن كويتي من مواليد عام 1901 وكان في الحادية والأربعين من عمره لحظة مغادرته دنيانا الفانية، دخل البحر وعانى من شظف العيش، وكمية «العيش والماش» التي أكلها خلال سنوات عمره القصير هذه تعادل ارتفاع جبل «سنام»الواقع على أطراف حدود العراق مع .. الكويت!! ماذا قالت الأرملة «أم عبدالله»لجاراتها؟ كانت تقول: «أبو عبدالله ما فيه إلا العافية، تعشى مشخول بطاط بعد أن رش عليه دهن العداني وماء الطرشي الهندي وشرب اللبن الخاثر وسقط ميتا»!! متابعة قراءة مات «أبو عبدالله».. وعاشت «أم عبدالله»!!