داعش وحزب الله وبشار
والحوثي اللي دقّ زيره
جمعٍ بنيّة خبث يندار
بس افطنوا منهو يديره
باكر بتكشف كلّ الاسرار
ويبيّن ابليس وخشيره
داعش وحزب الله وبشار
والحوثي اللي دقّ زيره
جمعٍ بنيّة خبث يندار
بس افطنوا منهو يديره
باكر بتكشف كلّ الاسرار
ويبيّن ابليس وخشيره
حوار وطني، مشروع للتفاهم، محادثات ومصارحة… لكم أن تختاروا ما شئتم من العناوين السابقة، مادام المعنى واضحاً عند السلطة (الشيوخ) والمعارضة من طلاب الإصلاح السياسي بجميع أطيافها ودون استبعاد أي منها، المهم أن يجلس كل الأطراف في مكان واحد، ويتحدثوا مع بعضهم، ويفكروا في إخراج الوضع العام بالدولة من حالة الاختناق الراهنة، وإذا كان بعض الشيوخ من الذين في السلطة (هناك شيوخ نأوا بأنفسهم عن المشاركة في الحكم، بعد أن أدركوا المنزلق الذي تنحدر فيه الدولة) لا يشعرون ولا يدركون حال الدولة السيئ، فأفضل لهم أن يقعدوا في بيوتهم وينزلوا من على كراسيهم العالية، ومن الأولى أن يدركوا أنهم على تلك الكراسي بحكم أسمائهم لا لكفاءاتهم الذاتية، وهذه مصيبة التعيينات في الدولة بكل إداراتها ومن غير استثناء، فشعار "من صادها بالأول عشى عياله" من ركائز الإدارة السياسية هنا.
أفضل، حين يجلس المعارضون مع الشيوخ و"مستشاريهم"، ألا يقدم أي طرف منهما شروطاً مسبقة للحوار، الكل يدرك، مثلاً، أن ائتلاف المعارضة قدم رؤيته للإصلاح قبل فترة، وأهم ما ورد فيها وبتعبير بسيط "حكومة منتخبة" أي أن يكون تشكيل الحكومة من أعضاء المجلس ومن كتلة الأغلبية وبرئيس وزراء "شعبي"، أي من حزب الأغلبية رغم أن كلمة "حزب" من المحرمات في ثقافة كتل عريضة من المعارضين مثل السلف، لا حاجة إلى فرض مثل ذلك الشرط للحوار، ولا يصح أن يُطرَح غيره من شروط، ورغم اليقين بأنها مستحقة فإن اشتراطها بداية سيعني إلغاء الحوار المطلوب في هذه المرحلة من التفاهمات.
في المقابل، على الطرف الآخر في السلطة، ألا يفرض سلطانه وخطوطه الحمراء، كأن يقول إنه لا عودة عن "الصوت الواحد"، ويضع محرماته المسبقة، بألا يقترب أحد من حدود الممنوع في المشاركة السياسية الحقيقية لا "الشكلية"، كالتي نحياها الآن ومنذ عقود ممتدة.
المطلوب الآن فتح الأبواب لكلام صريح بين الطرفين، كلام يعي أصحابه ــ وما أكثر ما أردد هذه العبارة ــ أن الدولة في خطر، خطر من الخارج والداخل، فالمنطقة حولنا تغلي بالصراعات المذهبية، وهي نزاعات اختلطت فيها مصالح لدول كبرى، ولا نعلم إلى أين ستنتهي هذه المخاضات المخيفة، وأي مخلوقات فرانكشتاينية غير "داعش" ستولد طالما ظلت ثقافتنا على حالها، واستمر حكام المنطقة يديرون دولهم بقناعاتهم القديمة رافضين حركة التاريخ وجدلية التغيير الحتمية.
وفي الداخل، هناك أزمة اقتصادية تطل علينا برأسها، غير السياسية الحالية، تتحدث عنها السلطة وتحذرنا من عواقبها، لكنها لا تفعل شيئاً حيالها، أو ربما تخشى ردود الفعل الشعبوية من فواتيرها… وهناك أزمة فساد تستفحل، وأزمات من غير عدد تحيط بنا من زحمة مرور خانقة، إلى أسعار سكن مرتفعة خيالية، إلى بطالة مقنعة وحقيقية، وتدهور في نوعية الخدمات العامة من صحة وتعليم وغيرهما، وهناك رخاوة ولا مبالاة في الوظيفة العامة مع عدم اكتراث لحقوق وكرامات المراجعين للمرفق العام لإنجاز معاملة ما دون روشتة الواسطة أو دون رشوة، وهناك تدنٍّ في مخرجات التعليم… ومع خلطة تلك الأزمات "المغيثة"، يقبع فوقها كابوس قمع الحريات العامة والخاصة، ويتمثل في قوانين وممارسات سلطوية تحاول أن تجتث أحلام الشباب في التغيير والتعبير.
لمَ لا يجلس أهل السلطة وأهل المعارضة مع بعضهم، ليفكروا في حاضر الدولة ومستقبلها الذي لا نقبل أن يكون مجهولاً؟! فلدينا أطفال، نخشى أن ترمى مصائرهم للعبة "القدر"، أو نقول بكلام أوضح، أن يتركوا للعبة العبط والاستغفال والإهمال والجهل.
ght> واضح جدا أن أميركا تقف وراء داعش، وهي التي زودتها بالعتاد، وطلبت منها تاليا أن تحز رقاب مواطنيها! واتفقت معها تاليا على إرسال طائراتها لتقصف معسكراتهم، وتصطاد «مجاهديهم» كالفئران الهاربة. ولكن من الواضح أكثر أن إيران، عدوة أميركا اللدود، هي التي مولت داعش وسلحتها، بالتعاون مع المالكي في العراق، والأسد في سوريا، لكي تثير الرعب في قلوب شيعة العراق من المد السني، وليرتموا في أحضانها، ولكي تستعين بهم في القضاء على التنظيمات المسلحة الأخرى في سوريا. ولكن المعطيات الأخرى، ربما تبين أن دولا أخرى في المنطقة تقف وراء تسليح داعش وتقويتها لأغراض خاصة بها. ولكن المنطق أيضا يقول إن المستفيد الأكبر من جرائم داعش هي إسرائيل، وهي التي تقف وراء تسليحهم. وهناك «حقائق» اخرى تقول بوجود حلف خفي «غير مقدس» بين أميركا وقطر وإيران واسرائيل وسوريا ودول أخرى، بإلهام من كتابات ونظريات زبيغنيو بريجنسكي وكونداليسا رايس، بهدف إعادة تشكيل خريطة المنطقة لمصلحة أطراف الحلف، وبالتالي خلقوا داعش وزودوها بالأموال والسلاح لتنفيذ مخططهم الجهنمي. وهناك طبعا سيناريوهات ومؤامرات أخرى، ولكن أصحابها تناسوا أن هذه الدول، منفردة او مجتمعة، لا تستطيع أن «تتآمر»، وتقنع غير بضعة نفر من داعش بمؤامرتها، لأنه يستحيل عليها، مهما بذلت من مال وجهد، أن تقنع عشرات آلاف المقاتلين، ومن مختلف الدول العربية والأوروبية، على ترك أوطانهم واسرهم وأعمالهم والالتحاق بابو بكر البغدادي، ليقاتلوا بوحشية قل نظيرها، ويقتلوا بعدها، لولا وجود ذلك الإرث الديني الذي تجذر في نفوسهم ونخر عقولهم وأقنعهم بأنهم على حق وأنهم الأفضل على العالمين، وعلى فكرهم أن يسود العالم أجمع. ولو افترضنا جدلا، بأن قوى العالم العظمى اجتمعت ووضعت خطة سرية أو مؤامرة للقضاء على الدجاج، ومحو وجوده من على ظهر الأرض، فكم سيكون عدد من سيتطوع للقتال في سبيل تحقيق هذا الهدف؟ لا أحد تقريبا! فالتطوع للقتال ضد المدافعين عن وجود الدجاج، من اصحاب مزارع وغيرهم من تجار لن يكون نزهة سهلة، وقد يتعرضون لموت محقق، وبالتالي فالموت في سبيل القضاء على الدجاج، أو الموت في سبيل الدفاع عن وجوده، فكرة سخيفة مهما كانت دقة حبكة خيوط المؤامرة! فلا يمكن أن يترك عشرات آلاف المتطوعين اسرهم وأعمالهم ليقاتلوا و«يستشهدوا» في سبيل ذبح الدجاج او المحافظة عليه، وهذا يبين أن الخطورة ليست في تآمر الآخرين علينا، بل الخطورة فيما نهيئه لهم من أسباب ووسائل للتآمر علينا! فلو لم يتم حشو رؤوس تلاميذ مدارسنا، في العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل، بكل ما يؤخر ولا يقدم، لما كان هناك إخوان ولا قاعدة ولا داعش، وبالتالي الخطورة تكمن في مناهجنا المدرسية، وليس في تآمر الآخرين علينا. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com
“>”>ألقى طارق سويدان، الذي يعرّف بالداعية، وهو رجل أعمال علاقاته قوية بالإخوان المسلمين، كلمة في جمعية المعلمين الإخوانية الكويتية، في أوج الحرب الأخيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال فيها، وهو يرتدي ملابس أنيقة، ويتمتع بالأمن والشبع، وغترته تتطاير على هواء المكيف، بعيداً عن دوي المدافع وهدير القنابل وأشلاء القتلى في القطاع، وصياح الأيتام في شوارعها، ونواح الثكالى على ابن وأب وأم وزوج مفقودين، يقول: نحن في صراع وجود مع بني صهيون، و«دولة» إسرائيل «دولة» نشاز، والمعادلة بيننا وبينها انتهت، وكنت في لقاء مع أخي خالد مشعل (في فندق 5 نجوم في الدوحة)، وقال لي إننا لن نقبل بوقف إطلاق النار، فقد انتهى ذلك العهد، انتهى عهد المطالبة به، فالنار ستستمر وإطلاق الصواريخ سيستمر. واستطرد سويدان: إنهم (أي الإسرائيليين) يألمون، كما تألمون (يقصد يتألمون)، وأن صواريخ غزة عطلت إسرائيل تماماً، وتجمد العمل فيها، ودخل الإسرائيليون حجورهم (يقصد جحورهم)، وهم يرتجفون، فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، ونحن ليس لدينا مشكلة مع الموت، بل نتمناه. ونحن نطالب باستمرار إطلاق الصواريخ حتى يركع الإسرائيليون أمامنا! (تصفيق حاد من الحضور)!
انتهى الاقتباس من الخطبة الموجودة على اليوتيوب.
لا أدري حقيقة، ل.مَ لا يذهب السيد السويدان، وجماعته من الإخوان، وأبناؤهم لمحاربة إسرائيل، إذا كانوا حقاً يتمنون الموت، بدلاً من الجهاد من وراء الميكروفونات؟ خصوصاً أن قتلانا في الجنة، فإن نجحوا في مسعاهم استعدنا فلسطين من اليهود، وذهب قتلاهم للنار، وإن فشلوا فسيربحون الجنة، وسنربح نحن «فرقاهم»، وبالتالي مشاركتهم في الحرب الفعلية ستكون «مربحة» لنا جميعاً!
المهم أن كلام السويدان، وتعهدات مشعل كانت كلها «كلام في كلام»، فإطلاق النار والصواريخ لم يتوقف بين إسرائيل وحماس الإخوانية فقط، بل وأجبرتها بنود الاتفاقية على أن تصف مقاومتها بـ«أعمال عدوانية»، كما بيّنت بنود الاتفاقية! والتي لم تحصد منها، حتى الآن، غير زيادة بضعة أميال صيد سمك عما كان مسموحاً به في السابق، فمن الذي فاز في تلك الحرب إذاً؟ وهل كسب بضعة أميال صيد بحرية كان يستحق كل هذه التضحيات في الأرواح، والخسائر المادية الهائلة في الجانب الفلسطيني المغلوب على أمره، والمجبر على قبول دكتاتورية الإخوان، إلى الأبد؟ وهل أصيبت إسرائيل حقاً بالشلل، أم أن غزة، وحكومتها، هي التي أصيبت بالشلل؟
إن المعركة مع إسرائيل، التي جف ريقنا ونحن نكررها، حضارية، وليست صاروخية، خصوصاً إن كانت من النوع البدائي. إن قلوبنا وعقولنا ومصيرنا مع الشعب الفلسطيني، ولكن ما تفعله حماس في القطاع هو نوع من الانتحار بحق كل الفلسطينيين، فالذي يحدث، في كل حرب، هو زيادة قتلانا وجرحانا وخسائرنا المادية الهائلة، وبالتالي زيادة تخلفنا مع ازدياد الأيتام والعاطلين عن العمل بيننا، ثم تأتي حماس لا لتعتذر وتبني وتعلم، بل لتصر على النصر وتتعهد بزوال إسرائيل، وانتصار حماس الوحيد هو في بقائها في السلطة، ولو كانت لدى قيادتها شعور بالمسؤولية، لاستقالت بدلاً من أن تدعي نصراً لم يتحقق، وربما لن يتحقق.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
الله يرحم محمود السعدني، خفيف الطينة، خفيف الكلمة، خفيف الصياغة. كتب لنا عن حكايته وصديقه المدرس، عندما كان يجلسان في حانة، أيام الحكم الملكي. وفي الطاولة القريبة منهما “يربض” جاموس ضخم على هيئة جندي إنكليزي، بذراعين ضخمتين، ومنكبين متباعدين، يحيطان برقبة أشبه بالبرج… وإلى جانبه تجلس شابة حسناء. متابعة قراءة حتى الحيوانات لن تقبل
هناك زلات صغيرة مقبولة يرتكبها الساسة من قادة وتنظيمات ينساها التاريخ، وهناك اخطاء وخطايا كبرى لا تنساها الشعوب ولا يغفر لفاعليها كتاب التاريخ، ولا شك ان مواقف بعض القوى السياسية المصرية وتحديدا الاخوان مما يحدث هذه الايام في مصر من ارهاب وتخريب، يندرج تحت خانة الاخطاء والخطايا الكبرى، حيث بات الاخوان أو من تبقى منهم في حالة خلاف شديد مع السواد الاعظم من اهل مصر، فإن ضحك أهل مصر بكوا وان بكى اهل مصر ضحكوا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
***
اسقط ما سمي بـ«شرعية الميدان» نظام الرئيس مبارك ولم يكن بقي له الا 8 أشهر يمكن لمن تحمله 30 عاما ان يتحملها، وكان بامكان مبارك ان يأمر الجيش ورجال الامن بالقتل لابقائه على كرسيه، الا انه لم يفعل، وبدأ الشعب المصري تدريجيا يتعاطف معه هذه الايام بعد ان تكشفت الحقائق امامه وبعد ان جرب نظام الرئيس مرسي الذي بدأ منذ يومه الاول بتدمير مبرمج لمصر وعادى الرئيس الشعب المصري بكافة توجهاته وفئاته فخسر اسلاميي حزب النور والاقباط والناصريين والليبراليين واهل اليسار والقضاء والجيش والاعلام وقطاع الاعمال والازهر ولولا دعم تلك القوى جميعا لما اصبح مرسي رئيسا لارض الكنانة بهامش صغير مشكوك فيه.
***
وقد تلاعب الرئيس مرسي مبكرا بالدستور واظهر شراسة شديدة في التهام الدولة وخلق الميليشيات التي كان يوجهها لاعدائه واعداء تنظيمه وبدأ القتل للمتظاهرين في محيط قصر الاتحادية ابان عهده فنجح بامتياز في عام في تحقيق ما عمله مبارك في 30 عاما، أي خلق حالة تذمر عند الناس وتسويد صورة المستقبل امامهم مما دفعهم للنزول للشوارع بالملايين ومن ثم طبق في انهاء عهده تماما ما طبق في انهاء عهد سلفه مبارك اي التظاهر الملاييني وتقديم «الشرعية الثورية» على «الشرعية الدستورية» بحكم الغلبة والاغلبية.
***
كان على اخوان مصر بعد سلسلة تلك الاخطاء الكوارثية ان يصححوا المسار عبر اختيار هذه المرة شخصية كفؤة متجردة تهدف لخدمة مصر لا خدمة التنظيم على حساب الوطن لمحاولة حصد دعم الشارع المصري الذي انصرف عنهم، وان يظهروا قبولهم بالواقع الجديد وان يتم اختيار قيادات اخوانية بعيدة عن الشبهة ومنفصلة عن تعليمات التنظيم الدولي المدمرة تحضيرا للانتخابات الرئاسية والأهم البرلمانية القادمة، والتي يضخ التنظيم الدولي هذه الايام المليارات لكسبها رغم كل ما يقال، الا ان ذلك لم يتم ضمن خطأ تاريخي كوارثي آخر وتم الاخذ بنهج الارهاب والتفجير والاغتيال فتحول التعاطف التاريخي الموروث من الاخوان الى من عاداهم من قيادات مثل الرؤساء عبدالناصر والسادات وحتى مبارك وتأكدت تهمة الارهاب التي الصقت بهم بعد ان جاهدوا لـ 80 عاما لانكارها والتنصل منها.
***
آخر محطة: (1) استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي في شهرين فرض هيبة الدولة وخلق امل صادق بالمستقبل وبدء مشاريع انمائية كبرى والتصالح مع كافة التوجهات التي اصطفت معه وايدت انتخابه للرئاسة، كما اعاد دور مصر التاريخي في المنطقة فساهم في انهاء حرب غزة، وجمع دول الجوار الليبي واستضاف قمة اقتصادية عربية قادمة بعد اشهر في مصر وللدول المانحة لها، وبدأ مباحثات جادة مع اثيوبيا حول سد النهضة، فلماذا بحق يبكي الآخرون من هذه الانجازات الباهرة التي تحققت خلال فترة قصيرة لمصر قلب العروبة والاسلام النابض؟!
(2) وهل يعقل ان يسعد بعض القيادات الاخوانية ولاجل مصالح انانية ضيقة، ان تتحول مصر وهي ثلث الامة العربية واحدى الدول الحامية للعروبة والاسلام الى حالة الفوضى غير الخلاقة ولنهج الحروب الاهلية والتمزق والتخلف والفقر والتشطير والانقسام في نسخة اخرى لما يحدث في الصومال وليبيا واليمن وسورية؟! ايها السادة ان التاريخ يرقب ويكتب ويسجل بريشته ولن يرحم احدا، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
دعوات الحوار الوطني مسألة محيرة وإشكالية، ويصعب علي تبني موقف قاطع يحسم بين "مع أو ضد".
الحوار مع السلطة أو ضد الحوار، كقضية مبدئية؟! إذا فكرت بصوت عالٍ، محدثاً نفسي بحجج المعارضين لفكرة الحوار، كحركة العمل الشعبي ورمزها مسلم البراك ورفاقه، بكل ما يمثله مسلم من ثقل سياسي ونضال عنيد ضد الفساد، ومواقف صلبة بالدفاع عن حريات المواطنين إزاء هجمات القمع السلطوية الأخيرة، فسأنتهي إلى عدم جدوى أي حوار مع سلطة فاقدة المشروعية الدستورية، حين تفردت بحل مجلس 2012 الأول، وفرضت الصوت الواحد، وهمشت شرائح عريضة من المجتمع الكويتي ممثلة في أبناء القبائل، وهي الأغلبية في الدولة شئنا هذا أم لا.
وأتصور أن المعارضين مقتنعون بأنه لا معنى للحوار خارج الدستور، وإذا كانت هناك فسحة للحوار مع السلطة فلتكن في الأطر الدستورية التي تصر السلطة على عدم الاعتراف بها، وماذا قدمت هذه السلطة منذ حل ذلك المجلس، غير المزيد من القوانين القمعية مثل قانون الاتصالات على سبيل المثال، ومحاولات حشر الكويت مع الاتفاقية الأمنية لدول مجلس التعاون المناقضة لدستور الدولة لتضحى الكويت بلون واحد مع شقيقاتها الخليجيات في عالم رأي السلطة الأوحد.
وقد يضيف رافضو الحوار أن السلطة لم تقدم شيئاً عملياً يفتح الأمل لافتراض حسن نيتها، فأين هي بشائر الأمل حين نشهد ممارسة منهجية لقمع الشباب المغردين لأبسط الأسباب، حين وضعت قفازات اللكم القانونية على قبضتها، وباشرت توجيه اللكمات وضرب الشباب، بلا رحمة، مدمية وجوههم وأجسادهم.
وشهدنا جلداً قاسياً للمواطنين في التظاهرات السلمية المعارضة، وطالعنا وقرأنا أخباراً يومية عن حملات لا تتوقف بزج مغردين في السجون، ثم تناسيهم في معتقلات الحبس الاحتياطي لفترات طويلة، لا يصح أن يقال بعدها إنه كان حبساً احتياطياً حسب القانون، بل كان تعسفاً وقسوة بالغة في أعمال قانون الإجراءات الجزائية، وهو عقوبة قاسية رامت قطع أيدي المغردين كي لا تلامس لوحة مفاتيح أجهزة الاتصالات… وننتهي اخيرا باستعراضات سحب الجناسي، وهنا أيضاً يقف هذا القانون مع "حق السلطة" بهدر الوجود الإنساني لمواطنين، وترك ذريتهم من الأبرياء منسيين في صحارى المجهول.
ماذا بقى بعد ذلك! الزميل وليد الرجيب عرض بقوة في مقاله بـ"الراي" أمس بعض أسباب رفض الحوار؟
بالمقابل، يسأل الداعون إلى الحوار، وحسن نياتهم مفترض، أين الحل؟! فالحراك السياسي المعارض أضعف من أن يفرض رأياً مثلما حدث في زمن مضى بعد التجمعات الضخمة في قضايا الإيداعات، وهل نتخيل مثل ذلك العسف في إجراءات القمع التي يذكرها المعارضون للحوار، لو وجد في صالة المجلس أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل مسلم وغيرهم من نواب سابقين! فمن المؤكد أنهم (النواب المقاطعين المعارضين) سيضعون سقفاً لتفرد السلطة بإجراءاتها الأخيرة، من سجن المغردين إلى سحب الجناسي وغيرها مثل قضايا المال العام السائب، ومهما ضعف صوت المعارضة بحكم فرض قانون الصوت الواحد، فإن القليل أفضل من العدم.
وإذا كان رياض العدساني النائب السابق الذي طرق باب الصوت الواحد، ووجد نفسه، في ما بعد، مع المجلس الحالي، أنه في سكة "سد" واستقال بعد خيبة أمله في هذا المجلس، ماذا لو كان هناك بعض رموز المعارضة في المجلس وشدوا من أزر رياض في طرح قضايا المحاسبة للحكومة؟
خذوا مثالاً آخر، فنحن لم نسمع غير صوت النائب راكان النصف حين رفض انسياق مجلس الوزراء لجماعات الضغط البائسة لوقف تعيين سعد العتيبي في منصب وكيل وزارة مساعد، هل كان يحدث مثل ذلك اليتم في مواقف الحق، لو وجد أكثر من صوت راكان النصف بمجلس الصوت الواحد، ففي النهاية يردد الداعون لإنهاء المقاطعة للمجلس، مثل "العوض ولا القطيعة"، ويؤكدون قاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله"، فهل يعد طرحهم معقولاً ومتماشياً مع فقه الواقع أم من الواجب قلب هذا الواقع على رأسه كما يطالب المقاطعون… مازلت محتاراً!
لا يأتي شيء من فراغ، وبالتالي ما نجده من عنف ديني أو طائفي اليوم له جذور مهّدت وتمهد لاستمرار ظهوره. فقد عاش مسلمو الهند في سلام نسبي طوال قرون، بخلاف معارك هنا وهناك، ثم جاءت النكبة وانفصل جزء منهم في دولة مستقلة، ولكن الأغلبية بقيت في الهند، وطوال 1200 عام لم يعكر صفو العلاقة الكثير. ولكن، ولأول مرة في تاريخ الهند السياسي، بدأت تعرف أحزابا هندوسية مسلحة، ردا على زيادة التطرف الديني لدى الأقلية المسلمة، التي خربتها دعوات بعض «الدعاة» وما حملوه من «بترودولار». كما لم تعرف دول جنوب شرق آسيا، كالفلبين وبورما وتايلند، وحتى الصين، معارك ومذابح بين الأغلبيات غير المسلمة، التي كانت تميل تاريخيا للسلم، وبين الأقليات المسلمة، ثم وصل الدعاة و«الدولار الخليجي» فبدأت المذابح! ويعتقد البعض ــ وقد يكونون على حق ــ أن التطرف الحالي ما كان يمكن ان يكون بكل هذا الزخم والعنف لو لم يسبقه تطرف مضاد. ففور نجاح الخميني في ثورته وبدئه تصدير أفكار ثورته، ونشر التشيع بين دول المنطقة، وكان لبنان والعراق هدفاً، ثم وصلت الشرارة تالياً الى اليمن ثم غزة ومصر وبعض دول الخليج، ولا ننسى ــ بالطبع ــ سوريا. وبسبب ذلك يمكن القول إنه مهما قيل وكتب في وسائل الإعلام العربية عن «داعش» وتصرفات رجاله الإجرامية والخرقاء، فإن بعض السنة لا يعتبرونه خطرا حقيقيا، بل ربما عوناً امام «المد» الشيعي، إن صح التعبير. ولو كان «داعش» يمثل خطرا على الإسلام أو يسيء الى صورته، كما قال الكثيرون لاجتاحت التظاهرات شوارع المدن العربية منددة به، فقد قامت التظاهرات لأسباب وقضايا اقل خطورة على الدين وإساءة الى رموزه من أعمال «داعش» الحالية. وعليه، فإن أي تطرف ديني او مذهبي من اي طرف كان سيقابل بتطرف مضاد أقوى وأشد من الطرف الآخر، ولا ينقص الطرفين من يثيرهما ويمولهما ويسلحهما. وحين يرى العالم كيف يقتل العرب العرب، وكيف يذبح «المسلمون» أبناء وطنهم الذين ليسوا على دينهم أو مذهبهم، وكيف تستغل الصهيونية العالمية حروب القبائل العربية، فلا نستغرب ــ بعدئذٍ ــ إذا لم يكن للدم الفلسطيني الثمن الذي يعطيه العالم لدم اليهود! لا فائدة ترتجى على المدى الطويل، من مجابهة الصهيونية بعصبية طائفية، لأن عصبية اليهود تجمعهم وتوحّدهم، في حين إن عصبيات «المسلمين» تفرّقهم قبائل وشيعاً، وتجعل الحروب بينهم أشد فتكاً من حرب إسرائيل عليهم. وكما قيل: «العصبيات تولّد العصبيات وتأكل الروح». والآن، كيف يمكن أن نتعظ من تجارب الآخرين، ويبتعد «عقلاؤنا»، أو ما تبقى منهم، عن العصبية، وأن نترك الطائفية خلفنا، ونسمو عليها؟ وهل بمقدور حكومتنا السير في طريق الدولة المدنية، وليس الطائفية؟ وهل لدينا القدرة على التعلم من مصائب الآخرين، فلا نقع في المطبات والمشاكل نفسها؟! أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com
داعش ومن مثل داعش من جنود الضلال
تحرم عليهم بلدنا ما يمسّونها
حنّا جنود الكويت ان صكّ جالٍ بجال
نعيش في مجدها ونموت من دونها
يظهر شريط بث على اليوتيوب قبل أيام قليلة صورا تمثل عملية إجرامية قمة في الدناءة وعدم الشجاعة لتفجير مدرعة مصرية شمال سيناء وقتل عشرة من جنودها، وقد أعلن تنظيم بيت المقدس عن مسؤوليته عن تلك العملية النكراء بلكنة غير مصرية وقد لا تكون حتى عربية، وهو تنظيم إرهابي مشبوه آخر يرتكب الأعمال السوداء تحت الرايات السوداء لأصحاب القلوب السوداء والعقول الظالمة المظلمة بهدف تقسيم الأوطان العربية وإضعافها وسفك دماء أبنائها، حال ذلك التنظيم كحال تنظيمات القاعدة والنصرة والزرقاوي وداعش وغيرها من مسميات كرتونية مخادعة لتنظيم مخابراتي واحد ذي هدف شيطاني واحد.
****
وقد نشرت الصحف المصرية أسماء شهداء تلك الجريمة من رجال أمن وجنود مصر خير أجناد الأرض وكان أول الضحايا اسمه «إسلام» والبقية توزع اسم «محمد» بين أسمائهم الأولى وأسماء آبائهم فهل هناك ما هو أكثر عمالة ولؤما من ادعاء نصرة رب العباد ورسوله محمد، عبر قتل «إسلام» ومحاولة قتل «الإسلام» معه عن طريق قتل المسلمين الآمنين غدرا وصبرا وهم المعصومة دماؤهم بأمر رباني أتى من فوق السماوات السبع، فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة التي دعوا علانية لهدمها.
****
وقد حان الأوان لكشف الدور الداعم من خلف الستار لتلك المنظمات الإجرامية العميلة المتدثرة برداء الإسلام، والإسلام منها براء، والذي يبقيها حية ويساعد على تمددها وتقويتها، فهناك من دول الجوار العربي من أصبح ممرا للرجال والأموال والآليات وقطع الغيار لها، ولو توقف على سبيل المثال تزويد «داعش» بقطع الغيار اللازمة لـ «الآلاف» من سيارات البيك آب معروفة النوع التي تحمل أسلحتها ورجالها لتوقف عملها ولأصبح عملاؤها «بط جالس» يمكن السيطرة عليه بسهولة.
****
وما دامت جميع المنظمات الإرهابية تعمل على الأرض العربية وتستهدف جيوشها الواحد تلو الآخر بقصد إضعافها للانتهاء بتفتيت دولها وهو أكبر تحد تواجهه دولنا العربية في تاريخها، فلماذا لا تتحول الجيوش العربية المستهدفة من الدفاع الى الهجوم عبر تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك (وإلا ما فائدتها) لتتحرك الجيوش تحت راية الجامعة العربية في العراق والشام وليبيا.. الخ كي تقضي على الإرهابيين خلال سنة أو سنتين ليتم الانتهاء من ظاهرة الإرهابيين وتستقر الأوطان وتترجم مشاعر الوحدة والمصير العربي المشترك في أجلّ صورها ومتى نحتاج الجيوش العربية إذا لم نحتجها في هذه الحقبة التاريخية لإفشال مخططات الإرهاب الهادف لسفك الدماء وهدم البناء العربي؟!
****
آخر محطة: (1) على دولنا العربية إعطاء الأولوية القصوى لخلق مناطق آمنة على حدودها تمنع تهريب الأسلحة والمرتزقة والمغرر بهم ومعهم العملاء والخبراء الملثمون الذين لا يعرف أحد هوياتهم إلا أن أعمالهم تدل على الاحتراف الشديد في التخريب والتدمير…
(2) لماذا لا يدين إخوان مصر وأمامهم انتخابات برلمانية قادمة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الدماء وقطع الكهرباء عن المصريين خاصة بعد تصريح البلتاجي الشهير عن ان الأعمال الإرهابية في سيناء ستتوقف فور إعلان السيسي عن إعادة مرسي للكرسي، هل هم راضيون عما يحدث من إرهاب وتدمير لمصر وهل السكوت علامة الرضا التي لن يغفرها التاريخ لهم؟! الدين النصيحة!