أخطر من الارهاب صنّاع الارهاب
حضارةٍ بالخبث تهدم حضاره
حنّا نفكّر في النتايج والاسباب
والغير يحسبها بربح وخساره
أخطر من الارهاب صنّاع الارهاب
حضارةٍ بالخبث تهدم حضاره
حنّا نفكّر في النتايج والاسباب
والغير يحسبها بربح وخساره
هو والدي عايض بن حسين بن عايض الوشيحي رحمه الله. رجل تسلل خلسة من فصيلة السباع إلى فصيلة البشر. كان هو السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومصدر السلطات جميعاً. وكنت وإخوتي وأقرباؤنا وجيراننا ومعارفنا نمثل الشعب.
وسيستأنس برأيك: “بما أن المرحلة المتوسطة في عطلة مدرسية، ما رأيك لو نذهب إلى مكة اليوم؟ أو غداً إن أردت؟”، فتجيبه بعد أن تشبك أصابع كفيك كما يفعل رؤساء البنوك: “الحقيقة… غداً أفضل طال عمرك”، فتحل الطامة، ويزأر في وجهك: “شيطانك هو الذي أجابني نيابة عنك يا ضعيف الدين”! ثم يلحقها بزأرة أخرى بعد أن يرتكز حاجباه كرمحين: “قم شغل السيارة يا رخمة”، فتتحول في لحظة من رئيس بنك يشبك أصابع كفيه، إلى لص مواسير ضبط متلبساً. متابعة قراءة عايض الوشيحي
استضافتنا الزميلة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على قناة العربية للحديث عن الحملة الدولية القادمة على مواقع تنظيم داعش، ومما ذكرته في اللقاء ان تعامل بعض المفكرين والإعلاميين والسياسيين العرب مع الحدث يدل لربما على تشويش بالفكر وضبابية في النظرة ممزوجين بعند سياسي موروث قائم على قاعدة بسيطة هي مخالفة الولايات المتحدة في كل ما تقول وتفعل بغض النظر عن صحته من عدمه. متابعة قراءة هل اقترب إعلان «داعش» النصر؟!
لا شك انكم لاحظتم ذلك النفس التحريضي وغير المسبوق ضد جماعة الاخوان المسلمين في وسائل الاعلام الخليجية والعربية والعالمية! كما لاحظتم معنا ان معظم الاقلام الليبرالية والعلمانية تخلت عن التمسك بمبادئ الديموقراطية والحريات العامة وأصبحت تضيق ذرعاً بالرأي الاخر، بل واصبحت تجاهر بتبني مبادئ تقييد الحريات والاساليب القمعية في التعامل مع الخصوم!
تعودنا على قراءة مطالبتهم باغلاق قناة فضائية لانها تنشر الرأي الاخر للضحية، ثم سمعنا بالامس مطالبة احداهن بطرد العاملين في هذه القناة من صحافيين واعلاميين وفنيين، لانهم ينقلون الرأي الاخر! وكلنا سمعنا لراعي حقوق الانسان وهو يؤيد مبدأ سحب الجناسي من المخالفين السياسيين، واضعا ابسط حقوق الانسان تحت قدميه! ونذكر غيفارا الكويت عندما أوجد للسيسي مبررا لتصفية خصومه في رابعة العدوية! هذا في الكويت، اما في بعض دول الخليج فيكفي انها اعتبرت جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وأصبح تأييد فكرهم -مجرد تأييد- جريمة يعاقب عليها القانون! متابعة قراءة تكالب الأمم
نهر الزمن لا يرحم أحداً، وفي كل لحظة تمر تقترب من الشيخوخة، وعندها تصل إلى هاوية الموت، ونهاية الوجود، لكن ما هي الشيخوخة! الروائي الياباني "مشيما" وصفها في إحدى رواياته بأنها أشد وطأة من الموت، لم ينتظر مشيما لعنة الشيخوخة، وبقر بطنه منتحراً بطريقة هاراكاري، بعد فشله في محاولة انقلاب ساذجة دعا فيها إلى تمجيد الإمبراطور، وقبل مشيما كان هناك إيرنست همنغوي، وفرجينا وولف والقائمة طويلة.
"ازيكيل إمانيول" الكاتب واختصاصي الأورام السرطانية قدم عرضاً، في شهرية "اتلانتيك منثلي" لكتابه بعنوان: لماذا تأمل أن تحيا لما بعد 75 عاماً، فعنده العلوم الطبية الحديثة مدت بعمر الإنسان سنين طويلة، لكن كان هذا الامتداد العمري، على حساب قدرات الفرد وكفاءته وإنتاجيته، فنصف عدد الذين تجاوزوا الثمانين يعانون عطالة في القدرات، وثلث من تجاوزوا 85 هم مرضى بالزهايمر، حتى لو لم نعانِ أمراض الشيخوخة كالخرف وغيره، قاعدة القدر تقرر أن قدرات الفرد وملكاته تتدهور شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن، فقدرته على تحليل الواقع تضعف، وسرعته على حل المسائل تتدنى، وملكته على التركيز الذهني تتضاءل ويتشتت ذهنه لأبسط الأمور، وقوة الإبداع عنده تنكمش وتذوي، ويصير الإنسان عبئاً اقتصادياً على الدولة والمجتمع وعائلته، وينسب لأينشتاين مقولة إن من لم يساهم في العلوم وهو في الثلاثينيات من عمره فلن يساهم أبداً.
في عبارة أينشتاين بعض الشطط، لكن تظل الحتمية البيولوجية، هي الأصل الحاكم.
بكل حال، ماذا يعني أن يمتد بك العمر طويلاً وتتجرع معه ويلات الأمراض المستعصية، فما جدوى العلاج الكيماوي لمريض السرطان الكهل، إذا كان مقابل هذا الدواء جرعات رهيبة من العذاب الجسدي والنفسي، أما كان أولى أن نتركه يموت بهدوء، بدلاً من حقنه بشهور أو سنوات كئيبة من العمر الشقي، فليس المهم، كمية سنوات العمر التي تحياها، إنما "نوعية" هذه السنوات، أتذكر، الكاتب والروائي الأميركي اليساري "كويستلر" صاحب رواية "ظلام في الظهيرة" المنتقدة للنظام الستاليني في ذلك الوقت، عندما علم، وهو في بداية الثمانين من العمر بأنه مصاب بمرض الزهايمر، وكذلك بالسرطان، لم يتأخر في ذلك المساء وأقنع شريكة عمره كي تشترك معه في لعبة الموت مثلما شاركته لهو الحياة، فوضع زجاجة "البراندي" بقربه مع علبة حبوب منومة، وشرع بالنزول من سلالم الدنيا، وفي الصباح وجدوه ميتاً مع زوجته التي كانت تصغره كثيراً، أنهى حياته وحياة حبيبته، ظلمها بأنانيته في قرار النهاية، ظناً منه أنه ينتقم من القدر.
لنترك الإجابة عن تساؤل ما إذا كانت هناك حكمة أو تهور وجنون في انتحار "كويستلر" وغيره من مبدعين وكتّاب، ولندع، جانباً، كتاب ازيكيل إمانويل عن أنه لا جدوى للحياة بعد 75، ونقف قليلاً عند عتبة عالم السياسة ففيها قد تمتد سنون العمر طويلاً لحكام مطلقين كقاعدة، وتقصر حياة الشباب من شعوبهم، هؤلاء الحكام الكهول ليسوا استثناء من الحتمية البيولوجية، فهم قد يعانون، ضعف التركيز، وتشتت الذهن، إلى آخر أمراض العمر المديد، حالهم من حال بقية خلق الله، لكنهم يختلفون عن الخلق، بأن لهم سلطة الحكم المطلق، رغم أمراض الزمن، هم يسيرون بعكس اتجاه تيار الدهر الجارف، وهذا ضد حتمية التقدم الإنساني، وحتمية مسار التاريخ… لندعُ الله أن يرحم مستقبل شعوب منطقتنا العربية من قوانين حتمية "البقاء للأسوأ".
دعا الزميل السعودي حمزة السالم، في مقاله على الصفحة الأخيرة من «الجزيرة» السعودية، دعا المسؤولين للتخلي عن الوهابية، لأن الدعوة الوهابية قد وصلت إلى مرحلة متأخرة من المرض، فهي أشبه ما تكون في العناية المركزة من دون علاج. كما أنها موضع اتهام بسبب ما ينسب إليها من تطرف الحركات الدينية. وقال إن مدرسة الرأي والدين السياسي ليس لها جذور تقيها من العواصف والانتكاسات، فهي مرتبطة بالأشخاص والحوادث المتغيّرة، فهي كنبتة البرسيم تنمو سريعاً وتزول سريعاً. وطالب الكاتب قادة دولته بمواجهة الواقع لكي لا تفاجئهم الحقيقة المؤلمة، فالدعوة الوهابية أصبحت اليوم عبئا، وتخلفت تخلفا شديدا، بعد أن كانت مصدر قوة، كما تجاوزها التطوُّر الإنساني الهائل الذي حدث في العقود الماضية، وأن الإطالة في عمر الدولة القائم على تناقض الجسد والروح، قد خلق مشاكل داخلية عويصة في فكر وتركيبة المجتمع الإداري والاقتصادي والسياسي، لا تُحل إلاّ بالتخلّي عن الروح، وهي الدعوة النجدية. والتخلّي عن الدعوة النجدية مطلب كثير من السعوديين السلفيين، فضلاً عن غيرهم. انتهي النقل. لست بحمزة السالم، ولا القبس بالجزيرة، ولا الكويت هي السعودية، ولكن مقال الزميل، الأول من نوعه في الصحافة السعودية، ما كان ليرى النور لو لم يكن هناك قبول من الجهات المعنية، وإن كانت السعودية قد بدأت ترسل الإشارة تلو الأخرى بما يفيد تململ معظم قيادتها من سابق تحالفاتها، فما الذي دفعنا نحن، الأحوج للاعتدال، لأن نسير عكس تيار العقل والمنطق؟ ولماذا تقوم حكومتنا، بالترخيص، في هذا الوقت بالذات، لثلاث جمعيات (دينية راديكالية)، غامضة الأهداف؟ فهل نحن حقا في حاجة لأنشطتها، وهي التي ستدار غالبا من اصحاب عقليات ربما عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ، وأصبحت خارج سياق الأحداث المتسارعة التي تعيشها المنطقة. ويحدث ذلك في الوقت الذي تقبع فيه عشرات طلبات تأسيس جمعيات عصرية نحن في أمس الحاجة لها، في أدراج قريبة من سلال الزبالة! لقد أصاب زلزال التطرف الديني دول العالم اجمع، والسبب هو جمعياتنا ومناهج مدارسنا وسياساتنا، فالكويت، كانت وربما لا تزال، مقارنة بحجمها، بسبب بعض مواطنيها، الأكثر نشاطا في رفده بالمقاتلين، وبالتالي لم يكن غريبا قيام الولايات المتحدة بإدراج عدد من مواطنينا في قوائم الإرهابيين! وإن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه أو إسكاته بسلاح سحب الجنسية ولا بالمال ولا بتوزيع الجواخير والقسائم الزراعية، ولا برحلات العلاج المجانية وغيرها من المنح والعطايا الحكومية، بل باستراتيجية واضحة المعالم وبعد نظر، وبغير ذلك فإننا سنستيقظ يوما، متأخرين، ونجد أن القطار الوحيد الذي كان من الممكن أن ينقلنا لعالم الحضارة والرقي والتقدم، وقبل ذلك للإنسانية، قد غادرنا.. إلى الأبد! أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com
جرت مكالمة بيني وبين رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وكان حينها نائباً في مجلس الأمة، وكنت رئيسا لتحرير «الكويتية».
دار بيننا حوار طويل حول استجواب كتلة «التحالف الوطني» الذي قدم للشيخ أحمد الفهد، أذكر وقتها أنني أبديت تحفظي على رفض الكتلة أي احالة للدستورية أو التشريعية، على الرغم من ان الاستجواب يتضمن محاور لا علاقة لها بوزارة الفهد حينئذ.
أتذكر جيدا رد بوعلي الذي قال: «نحن لا نحمل لشخص الشيخ أحمد الفهد الا كل مشاعر التقدير والاحترام، أما بصفته وزيراً فاننا مسؤولون أمام الله وأمام الشعب على محاسبته.. واذا كان الفهد قد قدم استقالته، فسنستمر بمتابعته ومتابعة كل مسؤول يأتي من بعده ولا يصلح هذه المخالفات.. حتى لو اضطررنا للجوء الى النيابة.. من أجل حماية المال العام».
قبل شهر تقريبا، تصدر جميع صحفنا الرئيسية مانشيت واحد: «خطة التنمية.. فشلت»! ومن ضمن الصحف التي أكدت هذا الأمر صحيفة يثق الرئيس مرزوق الغانم بمصداقيتها ثقة مطلقة. متابعة قراءة استجواب مرزوق.. الغانم!
انتهت بسلام عملية الاستفتاء على مصير اسكتلندا وبقيت ضمن المملكة المتحدة دون ضربة كف أو قطرة دم، وانتهى معها حلم الحالمين من مفكرينا بتقسيم المملكة المتحدة وبدء عملية الدومنو أو لوح الزجاج المشروخ كي يمتد التشطير الى دول أوروبية أخرى مثل فرنسا واسبانيا وألمانيا وبلجكيا وغيرها، فلماذا يثبت دائما ان اختلافهم رحمة وسلام ووئام واختلافنا نقمة ودماء وأشلاء؟! متابعة قراءة لماذا اختلافهم رحمة واختلافنا نقمة؟
“لو تشقق ثيابك.. مالك إلا هالراتب.. عاجبك اشتغل، موعاجبك.. غيرك بدالك”.
تلك واحدة من أشهر العبارات التي ينطق بها بعض المسئولين، من البحرينيين والأجانب، في حال استلامهم رسالة أو طلب تعديل راتب من أحد البحرينيين المسحوقين ممن أصبحوا يرون الأخوة الأفاضل الكرام الأحبة الأجانب، لاسيما في القطاع الخاص، يصعدون سريعاً على معدل الترقيات والوظائف والأجور، والبحريني (الأجلح الأملح)، محلك سر.
ليست تلك قاعدة مطلقةً، فهناك من المسئولين، من بحرينيين وأجانب أيضاً، يبذلون جهداً لا بأس به ووفق ما يتيسر لهم من صلاحيات، لتحسين أجور الكوادر البحرينية، لكنهم قلة ونادراً ما تنجح مساعيهم. وفي المقال، هناك نموذج آخر، وهي الترقيات القائمة على قاعدة “لأجل عينٍ تكرم ألف عين”، أو من قبيل (اللي يبينه عيت النفس تبغيه)، أو ربما يدخل في ذلك النموذج من الترقيات والزيادات ما يتماشى مع قاعدة (أحبها وما تحبني وش الفايدة)، ولابد من أن هناك من يستخدم أسلوب (أكثر من روحي أحبك)، وأظن أن القارئ الكريم، فهم القصد بسهولة.
على أية حال، يتوجب على البحرينيين أن يكثروا من الدعاء لله سبحانه وتعالى لأن يكونوا من “المرضي عنهم في عيون مسئوليهم، المحببين لدى مديريهم، القريبين من قلوبهم، العالية أجورهم”!
ولا أعتقد أن هناك من البحرينيين من قام بتقديم مقطع مسرحي تمثيلي لطيف يتمنى فيه أن يكون “وافداً” على أن يكون مواطناً وهو يرى الشركة أو المؤسسة أو المنشأة التي يعمل فيها وقد فضّلت الوافد عليه في الأجور والزيادات والامتيازات… وهز يا وز!
ليس ذلك الكلام من جيبي، فآخر إحصاءات هيئة تنظيم سوق العمل الصادرة خلال النصف الأول من العام 2014، تقول إن “الأجانب استحوذوا على 95 في المئة من الوظائف العالية الأجور التي خلقها القطاع الخاص خلال النصف الأول من 2014 والتي تزيد رواتبها على 1000 دينار” (عدل لو لا؟)، ثم تفصل البيانات لتقول: “بلغ عدد الأجانب 812 في مقابل 41 بحرينياً فقط بنسبة 5 في المئة من مجموع الوظائف العالية الأجور التي بلغت 853 للنصف الأول من العام الجاري” (صح لو لا؟).
ثم تمتليء الصحف ووسائل التواصل والنشرات الصحافية بالكثير من التصريحات عن دعم الكوادر الوطنية أولاً، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن وتحسين الأجور، فبالتالي هكذا الكلام ( لا هو عدل ولا هو صح).
لا ننكر أن هناك سعياً لتحسين أجور البحرينيين في القطاعين العام والخاص، لكنه لا يحظى لا بدعم السلطة التشريعية التي هي أصلاً كانت ولا تزال وستبقى مترنحةً في أدائها العقيم؛ ولا السلطة التنفيذية استطاعت فعلياً تحسين مستوى الأجور، ولابد من التركيز على “الخاص” أكثر من العام لوجود شريحة كبيرة من العمالة الوطنية يبلغ عددها 84 ألفاً و367.
نحن كمواطنين، لا نسأل عن زيادة للعاملين في القطاع الحكومي وحسب، بل لابد من إعادة النظر في وضع العاملين في القطاع الخاص، فهو القطاع الذي يمثل الشريحة الأكبر للأيدي العاملة البحرينية، وهذا يعني أن الزيادات ما لم تشمل العاملين في القطاع الخاص، فإن الحال في المجتمع لن تبدو متغيّرةً كثيراً، خصوصاً أن المعاناة مشتركة بين جميع المواطنين، سواءً كانوا في القطاع الخاص أو الحكومي، لأن موجة ارتفاع الأسعار الضارية وارتفاع كلف المعيشة لا تفرق بين القطاعين.
وعلى اعتبار أن مشوار البحث عن الزيادة سيطول، فهذا يعني أن معاناة المواطن ستطول هي الأخرى! فمن ناحية، لاتزال مشروعات الإسكان أقل مما هو مطلوب لتغطية الطلبات، وليس هناك من ذوي الدخل المحدود من يسعفه الحظ لشراء أو بناء منزل! ومن ناحيةٍ أخرى، ارتفع مؤشر أسعار الأغذية والملابس والخدمات وكل ما هو مطلوبٌ للمعيشة، في حين بقيت الرواتب في محلها، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن رواتب القطاع الحكومي تحسّنت بنسب ضئيلة، لكن رواتب العاملين في القطاع الخاص، وخصوصاً في القطاعات المتوسطة والصغيرة، لاتزال منخفضةً وتثير قلق الكثيرين في شأن مستوى الاستقرار الاجتماعي.
قال الشاعر الذي لا أعرفه مع الأسف متفكّهاً مستلطفاً:
كلما جاء المنادي هاتفاً بشراك افرح
فالزيادات قريبة قم صديقي.. قم لتمرح
ثم بعد الفرح مأتم ارتمي فيه وأسرح
أذكر الأقساط ويلي آه ويلي.. آه وح وح
وأجابه شاعر آخر:
خل الكلام العدل واسمع كلامي عدل
مش بوز أم التي شافت ظروفك عدل
وش هالمعاش الذي من يذكرونه انسدح!
بدأ يزداد التركيز الاعلامي على «داعش» والحديث عن خطورتها التي لا تتهدد المنطقة فحسب بل العالم بأسره.
ففرنسا وبريطانيا اعلنتا حالة التأهب خشية من اعمال ارهابية مرتقبه ربما سيقوم بها الداعشيون الغربيون عند عودتهم لديارهم.
«داعش» وأخواتها بل وحتى أمهم القاعدة – خطرها الحقيقي ليس في دولة الخلافة الوهمية ولا في القتل ونشر مقاطعهم الاجرامية، بل في انتشار افكارها بمجتمعاتنا. ربما تقاطع مصالح الغرب ودول المنطقة بمحاربة «داعش» دون سواها من المتطرفين كالجماعات الشيعية في العراق وسورية ولبنان وحتى في اليمن. ومن المؤكد ان للعرب اسبابهم التي تختلف عن الاسباب الغربية رغم اتفاقهم على الهدف.
فالولايات المتحدة ومعها الغرب لا يرون في الإرهاب الشيعي خطرا ملحا على مصالحهم، فالحوثيون مثلا في اليمن يستولون على المدن بكل وحشية وارهاب ولكنهم لم يخطفوا رهائن غربيين ولم يفجروا في السفارات الغربية، ولم ولن يهددوا مصالحهم ولم يقطعوا الطرق الملاحية حتى الان على الاقل، ولم يفجروا في ناقلات وسفن الغرب كما كانت تفعل القاعدة سابقا.
وفي العراق ومنذ سقوط صدام كانت الحكومة الطائفية وميليشياتها تمارس أسوأ انواع الارهاب والتطرف ـ فهي تقتل وتسجن وتعذب المواطنين باسم القانون ودولته، ولكنهم من الجهة الاخرى يتعاونون الى اقصى حد مع الوجود الأميركي في العراق ويحمون المصالح الغربية النفطية والمالية، بينما متطرفو السنة دخلوا مع المقاومة المشروعة ضد الوجود الأميركي، وشكلوا خطرا على الولايات المتحدة ومصالحها.
وحتى في سورية ولبنان كان النظام السوري العلوي الطائفي وحزب الله اللبناني يمارسان ابشع انواع الظلم والاستبداد في الشعبيين اللبناني والسوري معا ولكنهما من الناحية الاخرى ـ حافظا على أمن اسرائيل الطفل المدلل للولايات المتحدة والغرب وأمنا حدودها لسنوات طوال، بينما متطرفو السنة لا يمكن معرفة توجهاتهم او التنبؤ بسلوكهم ان سيطروا على الاوضاع في الشام.
أما الأسباب العربية في التركيز على داعش دون سواها ـ فتعود الى ان متطرفي الشيعة هم اعداء واضحون لا يمكنهم احداث تأثير كبير داخل مجتمعاتنا ذات الاغلبية السنية وسيكون سهلا على الحكومات العربية محاربتهم اذا اقتضى الامر.
أما «داعش» واخواتها ـ فهم من نفس النسيج الاجتماعي والفكري لمجتمعات الدول العربية السنية، مما يسهل لهم اختراقها وتجنيد الاتباع والانتشار فيها.
وهنا تكمن خطورة القاعدة وكل بناتها من التنظيمات الارهابية على دولنا.
ربما تقاطعت مصالح الغرب والشرق لمحاربة القاعدة دون سواها ـ لأنها الفصيل الارهابي الاكثر غباء من غيره فهي تحارب الجميع في وقت واحد.
ختاما ـ الارهاب الشيعي والسني وجهان لعملة واحدة هو الارهاب الطائفي ـ بعض اليائسين والمحبطين من نظام المالكي وبشار كانوا يأملون خيرا في الجماعات السنية المتطرفة وخاب ظنهم حيث قتلوا من اهل السنة في العراق وسورية بالكم الذي قتلوا فيه الآخرين، فليرحلوا غير مأسوف عليهم.
almutairiadel@