في مقال سابق، عقدنا مقارنة بين «انجازات» اماراتية بقيادة سمو الشيخ محمد بن راشد، و«اخفاقات» كويتية برعاية سمو الشيخ جابر المبارك.
ومن بين مئات رسائل الثناء التي غمرتنا من الامارات، أشار بعض الاماراتيين الى ان جرعة الديموقراطية «الزائدة» في الكويت، ربما كانت سببا فيما انتهى اليه حالنا من تدهور اقتصادي وتخلف اجتماعي وجمود تنموي!.. لذا لزم التوضيح.
»ديموقراطية» الكويت وكل «حوستها» السياسية لم تمنعها، في الستينات والسبعينات والثمانينات، من ان تتقدم اقتصاديا، أو ان تتفوق في التعليم والصحة والتطور العمراني، أو ان تخرج لنا جيلا من رواد الثقافة وعمالقة الفن ونجوم الرياضة!
ولم تقف تلك «الديموقراطية» يوما عائقا أمام حبنا لآل الصباح وتمسكنا بهم في أحلك الظروف.. حينما تشردنا وتشتت شملنا.فقد توهم طاغية العراق يوما بأن «معارضتنا» الشديدة ونقدنا العنيف لأوضاعنا المحلية يعنيان رغبتنا في تغيير النظام. وكم كانت صدمته حين بلغه «اجماع» أهل الكويت على رفض حكومته المؤقتة.فرغم احتلاله لأرضنا وتهديده لأرواحنا، تمسكنا بحكامنا الشرعيين الذين ارتضيناهم وعقدنا لهم في قلوبنا بيعة وفي دستورنا عهدا لا نخالفه. متابعة قراءة لا.. يا أهلنا في الإمارات
اليوم: 30 سبتمبر، 2014
الخوازيق «الخشب» والخوازيق «الأوطان»!
«الخازوق» عبارة عن عصا خشبية أو معدنية ذات طرف مدبب تستخدم للتعذيب وأول من اخترعها هو الملك «دريوس الأول» أحد ملوك فارس، حيث ينطق اسمه بالفارسية «داريوش الكبير»، والذي حكم من عام «521» قبل الميلاد، وكان يُجلس أسراه على الخوازيق التي تخرج من رؤوسهم أو ظهورهم أو من رقابهم! أبناء عمنا «الأتراك» زمن الخلافة والدولة العثمانية أخذوها من «داريوش الكبير» وصارت «الخوازيق» على أرض بلاد الشام «فلسطين وسوريا ولبنان» أكثر من المطلقات والأرامل في وزارة الشؤون بأية دولة عربية، أما الجلاد الذي «يتفنن» في دس الخازوق بطريقة فنية تطيل عذاب الضحية ولا تقتله سريعا، فكان يرقى الى رتبة «باش-جلاد»، «أمان يا ربي أمان»! ثم اقتبس اليابانيون هذا الاختراع من جنود الخلافة العثمانية «المسلمة» ونجحت «أمة الإسلام» أخيرا في تصدير اختراع لهذا النوع من البشر الذكي، وكعادة هذا الشعب الأصفر، فقد طوروه ولكن بطريقة شيطانية! صنعوا الخازوق من نبات «البامبو» الذي ينمو بكثرة في مستعمراتهم بجنوب شرق آسيا لكنهم لم ينتزعوه من الأرض، بل كانوا يأتون بالأسرى من تلك الشعوب المسكينة في الفلبين والكوريتين ويجلسون على هذه العصي المدببة حتى تصل إلى منتصف أحشائهم وبعدها يتركونهم لأيام بينما يستمر هذا النبات الحي بالنمو والاستطالة أكثر فأكثر بداخل كل أسير!. متابعة قراءة الخوازيق «الخشب» والخوازيق «الأوطان»!
صدقت أيها اليهودي…
أسوأ الأساتذة الجامعيين حظاً، هو من قام بالتدريس في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث الأيديولوجيات تلتهب، وحيث تفوح دماء الشبان اليساريين والقوميين، وحيث نجومية عبدالناصر ونهجه، وحيث الصراع العربي الإسرائيلي، ووو… متابعة قراءة صدقت أيها اليهودي…
ماشيين على البركة
انتقد تقرير "الشال" قرار مجلس الوزراء بمد عطلة عيد الأضحى إلى تسعة أيام، في دولة أكبر حكومة في العالم، التي يوجد فيها موظف حكومة من كل اثنين من المواطنين البالغين، واصفاً مثل هذا القرار، بأنه يمثل هبةً لموظف عالي التكلفة، ضعيف الإنتاج، وأنه في الوقت الذي تتسابق فيه دول "السنع" – الإضافة من عندي- على مضمار التنمية حين تستهدف هذه الدول "…المستقبل، أو من يستطيع أن يفوز بقصب السبق في رفع إنتاجيته وتطويع العلم لخدمة إنتاجيته"، نجد عندنا في إمبراطورية الموظف العام حالة تطويع البلادة والكسل لخدمة الحاضر على حساب مستقبل مجهول تحفه المخاطر.
عطلة الأيام التسعة التي تعني "حشداً من البشر يتسابقون على حجز مقاعد السفر إلى الخارج"، كما يصورها "الشال"، تعني في الوقت ذاته أننا أمام سلطة رخوة عاجزة عن فهم تحديات الحاضر وأخطاره، وتعاني ضعفَ ذاكرة شديداً، ففي الوقت الذي طالبت فيه الناس قبل فترة قصيرة بشد الحزام، وحذّرت من بداية النهاية للكثير من امتيازات دولة الرفاه، وشددت على أهمية العطاء والإنتاج والاستعداد للتضحيات، نرى اليوم مثل هذا السخاء في دنيا "الربادة" الكويتية.
قرار مد إجازة العيد، كما حدث في عطلة "الفطر" الماضية، قد لا يعني الكثير في الإضافة أو الانتقاص من رصيد الإنجازات الحكومية "مادياً"، لكنه يخبرنا عن فكر ومنهج إدارة الدولة، وقدرات هذه الإدارة لمواجهة القادم.
مد إجازة العيد أو عدم مدها، لا يعني أمراً كبيراً في دولة هي في إجازة ممتدة حكماً طوال العام، فمادامت "السياسة والاقتصاد في إجازة"، كما كتب في تسعينيات القرن الماضي كاتب في "فورن افيرز" واصفاً حال الدول الخليجية في ذلك الوقت، فلن يعني مد إجازة العيد إلى تسعة أيام أو تسعة أشهر قضية كبرى عند غير المكترثين وغير القلقين على مستقبل الوطن، وكأن أحوال دولنا لم تتغير في الـ20 سنة الماضية، بل ظلت على جمودها وخمولها الريعي، وظلت سياسة الدينار في الداخل- على وزن دبلوماسية الدينار في العلاقات الخارجية- هي المتحكمة في الفكر الحكومي.
فما الاختلاف في أن تهب السلطة المال للمواطنين بمناسبة وبدون مناسبة مقابل تناسي عقود وهبات الفساد، أو تهبهم إجازات دون حساب، فطائرة الترضيات وصفقات شراء الود والصمت واللامبالاة تمضي في سماء حالكة السواد من دون ومضة نور، أو بصيص ضوء يرينا كيف تنتهي رحلة المجهول، فالركاب لاهون باللعب والهدايا التي قدمها لهم طاقم الطائرة.
في مثل ظرفنا هذا، والتحديات "الوجودية" تحوم فوقنا، وأشدد على كلمة وجودية، بمعنى أنها تهدد وجود الدولة كلها، يمكن أن نقرأ المستقبل القريب بكل سوداوية، ويأس لو ظل هذا الفكر متسيّداً في إدارة الدولة، فهو لم يصلح في أيام الرخاء الماضية، ولا يصلح الآن في بداية وقت الضيق، ولن يصلح غداً حين نصير في بؤرة العاصفة.
تاريخ الحركات والدول الإسلامية
كتب ديفيد موتادل، المؤرخ في جامعة كمبردج الأميركية، مقالا في النيويورك تايمز، 9/23، قال فيه ان العالم شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في نوع جديد من الحركات التي تسعى لتأسيس دولة إسلامية مستخدمة العنف المفرط مثل «بوكو حرام»، وشباب الصومال، وداعش وغيرها، وهذه الحركات لا تكتفي بالإفصاح عن نيتها إعلان «الجهاد» على الغرب، بل وتسعى لتأسيس حكومات دينية. وبالرغم من أن الحركات هذه غير مسبوقة في تطرفها ودمويتها، فإن الكثير يجمعها بالحركة الوهابية (1744). ويقول ان أولى الحركات الإسلامية التي تأسست لمحاربة الاستعمار كانت بقيادة عبد القادر «الجزائري» الذي نجح عام 1830 في محاربة الفرنسيين، وتعيين نفسه «أميرا للمؤمنين»، وأسس لذلك جيشا واتخذ لنفسه عاصمة، وطبق الشريعة فيها. ولكن الفرنسيين قضوا عليه عام 1840. وحدث الأمر ذاته بعدها بعشر سنوات تقريبا في السودان، عندما عين محمد أحمد نفسه مهديا، وطبق الشريعة بمنع الاختلاط وشرب الخمرة والتدخين والرقص، واضطهد الأقليات. كما نادى للجهاد ضد المستعمرين المصريين والأتراك والإنكليز، ولكن «الدولة المهدية» انهارت عام 1890. ثم جاءت الدولة الإسلامية الأكثر تعقيدا في القرن 19 وهي «الإمامة القوقازية»، والتي نجحت في جمع مسلمي الشيشان وداغستان تحت راية الجهاد لثلاثين عاما ضد القياصرة الروس. ومنعوا خلال فترة حكمهم التدخين والرقص وشرب المسكرات، وفصلوا بين الجنسين! كما طبقوا قواعد صارمة في ما يتعلق بالأردية الإسلامية، ولكن القياصرة الروس سحقوا دولتهم في النهاية. ويستطرد المؤرخ موتادل في القول إن جميع هذه الحركات الجهادية تجمعها عوامل مشتركة، فجميعها ظهرت في أوقات مضطربة، وتحت أنظمة استبدادية، وجميعها استخدمت العنف المفرط في محاربة أعدائها الداخليين والخارجيين. وجميعها ظلمت المرأة والأقليات فيها، ولكن الحركات الدينية الحالية أكثر راديكالية وتعقيدا. من ذلك نرى أن التاريخ عرف خلال الـ250 سنة الماضية عددا من الحركات الراديكالية الإسلامية التي سعت لتأسيس دول دينية في مناطقها وتطبيق الشريعة بالعنف. وبالتالي فإن «داعش» ليس شيئا جديدا، وهو من صنع مؤامرة غربية بقدر ما كانت الحركات الوهابية والجزائرية والمهدية السودانية والقوقازية من صنع الاستعمار والصهيونية والإمبريالية، عندما لم تكن هناك لا صهيونية ولا إمبريالية أميركية! وعليه فإن القضاء على داعش يتطلب، كما علمنا التاريخ، وجود أنظمة عادلة وإنسانية ومستنيرة في المنطقة، فبغير ذلك سيخرج لنا داعش جديد وبوكو حرام جديد وقاعدة جديدة ونصرة جديدة، هذا إن نجح التحالف الدولي في القضاء على هذه التنظيمات الحالية. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com