اعتدنا منذ نعومة أظفارنا على حب حكامنا.ولم يكن حبنا، مثل الدول القمعية، رهبة من تهديد أو خوفا من تعذيب، وانما لقناعتنا بأن هناك ارتباطا متبادلا بين الحاكم والمحكوم، وأننا ككويتيين أسرة واحدة في هذا البلد الصغير بحجمه والعظيم في تواد وتراحم شعبه.
لم يكن في الكويت «أزلام» لأنظمة ديكتاتورية، يجبرون الشعب تحت قوة السلاح على الخروج والتجمع في الساحات العامة، للرقص والهتاف تعبيرا عن فرحتهم «المصطنعة» بأي مناسبة أو حدث يتعلق بالنظام.بل كان، وما زال، الكويتيون يحتفون بأي مناسبة مهمة بعفوية تامة.فمنهم من يهنئ الحاكم، ومنهم من يدعو له بالخير في ظهر الغيب، ومنهم من يخرج ليشارك في الاحتفالات بتلك المناسبة، ومنهم من يبقى في بيته.. دون ان ينقص ذلك من مكارم الأخلاق التي جبل عليها أهل الكويت، أو التزامهم بالدستور حاكما ومحكوما.
بيد أنه ظهرت لنا في الآونة الأخيرة، بدعة غريبة على أهل الكويت، قادها بعض الحمقى من المرتزقة!.. حيث بدأوا يتتبعون الناس، ويشككون بوطنية هذا إن لم يذهب للتهنئة في مناسبة ما، أو يطعنون بولاء ذاك ان لم يدبج رسائل الثناء في مناسبة أخرى وينشرها في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.
ومع ان أهل الكويت يعرفون هؤلاء الحمقى واحدا واحدا، ويعلمون أنهم مأجورون لبضع شخصيات تلفها الاتهامات والشبهات، وأن هذه المحاولات البائسة لتوزيع «صكوك الوطنية» تأتي تحت أمل كاذب بأن يتمكن أسيادهم «المتهمين» من ابراز أنفسهم بأنهم، ومن لف لفيفهم، هم المخلصون لصاحب السمو، وما عداهم من أهل الكويت فهو خائن مشكوك في وطنيته وولائه!.. أملا ان يصبح صوتهم هو الوحيد الذي يصل الى مسامع سموه.
مع ذلك، يسعدنا ان نوجه رسالتنا الى «المتهمين» بأن ما فعله أتباعهم المأجورون انما زاد المواطنين منهم نفورا، وزاد رغبة أهل الكويت في ان تظهر الحقيقة كاملة، وأن تقتص العدالة ممن نهب أموال الكويت وتآمر على نظامها، ومن صاحبه الذي عاث في مناقصاتها فسادا.
وكم هي مضحكة تلك السذاجة التي وصل اليها أولئك المتهمون وهم يتخبطون للخروج من وحل الجرائم التي لطخت ثيابهم و«غترتهم البيضاء» كما يصفها ابن أخت أحدهم.فقد وصل بهم الهذيان ان يتوهموا أنهم يمكن ان يجعلوا من صاحب السمو أميرا لهم فقط.. وكأن الأمر وكالة تجارية يتملكونها وليس نظام دولة!
عندما ارتقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الحكم في 2006، قبِل الكويتيون ان يكون سموه أميرا لهم، وقبل سموه ان يكون راعياً لكل أهل الكويت ومسؤولا عن رعيته.
تلك حقيقة لم تغب ساعة عن ناظر سموه ولا عن قلبه الكبير، حتى في أحلك ظروف مر بها البلد.فقد كان سموه في يوم ما غاضبا من خروج شباب «البرتقالي» للشوارع، وما جرى من أحداث وقتها.وقد حاول البعض استغلال الوضع ليؤلب ضد الشباب!.. لكن سموه لم يكن لينساق الى ما يتمنى هؤلاء من انتقام وتشف، حيث خاطب هذا الأمير الانسان جلساءه قائلا: «مهما جرى وسيجري، هناك مبدأ ثابت لن أتخلى عنه، وهو ان الكويت واحدة، وأن أهلها يحبون بعضها بعضا، ويضعون يدهم بيد بعض.. مهما كانت الظروف.ولم أشك يوما بأن الكويت هي الكويت.. هي عائلة واحدة، سواء حاكما أو محكوما.. حتى لو أخطأ فينا أحد، فليتحمل بعضنا بعضا».
هذا الحديث جاء ليؤكد ان سموه لم يكن ليتخلى عن حب شعبه، حتى وان رأى ان بعض الشباب قد أخطأ السبيل.ولن يكون سموه، كما يريد ويتمنى بعض المشبوهين، أميرا لهم وحدهم.وانما سيظل سموه أميرنا جميعا.. أميرا على دولتنا، وأميرا في قلوبنا.
نعلم ان نشر هذه الحقيقة يقض مضاجع المتهمين والمشبوهين، ويكشف لأهل الكويت من هم المجرمون الحقيقيون الذي يعملون وراء الكواليس لتأزيم الوضع، وما خفي من مؤامرات حيكت ودبرت على يد هؤلاء ضد الشعب الكويتي، سواء من ضرب شرائح المجتمع ببعضها، أو سحب جناسي «بانتقائية» متعمدة، أو ترهيب وتهديد ومحاولة اسكات أي صوت يعارضهم، أو اهانة لأبناء الكويت وبناتها.. أملا في ان يختلط الحابل بالنابل، ويفلتوا في خضم الفوضى من العقاب!
٭٭٭
سمردحة: حاليا يضغطون على جابر المبارك ليفتح ملف الجناسي «بانتقائية» مرة أخرى، حتى تشتعل الساحة وتضيع «الطاسة».فهل سيكون المبارك فطنا وحذرا؟.. أم سيدق آخر مسمار في نعش رئاسته؟!