عندما يوصلك أهل الكويت بأصواتهم وثقتهم لمنصبك، وتقسم بالله «العظيم» أنك ستذود عن مصالح الشعب و«أمواله»، وتصبح تحت يديك كل الأدوات الدستورية اللازمة للمساءلة والمحاسبة.ثم تتاح لك الفرصة لاثبات حرصك على المال العام وعلى مصالح أهل الكويت، ولا تفعل شيئا، فعندها تكون.. شيطانا أخرس!
٭٭٭
عندما يكتب لك من تثق برأيه افتتاحية يقول لك فيها: «التنمية ليست طمباخية، تسجل فيها الحكومة هدفا فتفوز بالنقاط الثلاث.لأنه في التنمية، المشروع ينجح اذا أنجز «كاملا» ويسقط اذا أنجز «جزئيا».لذلك، لا يضحكن أحد على الكويتيين ويقول ان خطة التنمية نجحت لأن طريقاً فتح هنا، وطريقاً مازال رهن التعبيد هناك.أو لأن أساسات مستشفى وضعت والباقي يحله الله، أو لأن بوابة المطار التي احترقت أصلحت بعد سنوات وتم فتح بوابة جنبها، أو لأن مشروع الجامعة قائم لكنه توقف بسبب منع الاختلاط، أو لأن المدن الجديدة وضعت خرائطها لكن البدء بالبناء توقف بسبب معوقات البنى التحتية والكهرباء والمياه، أو.. أو..».
عندما تقرأ هذه الافتتاحية التي كتبها رفيق دربك ثم لا تحرك ساكنا، فحينها تكون.. شيطاناً أخرس! متابعة قراءة الشيطان الأخرس!
اليوم: 21 سبتمبر، 2014
من تقشير البرتقال إلى ..«داعش»!
بعد أسابيع قليلة على وفاة أمير الكويت الراحل «جابر الأحمد» كانت طائرة خاصة تابعة لحكومة دولة الكويت قادمة من مكان بعيد في أقصى الارض حاملة على متنها ثلاثة ركاب لهم خصوصية مميزة! جهة الإقلاع ؟ من قاعدة «غوانتانامو» الأمريكية على الارض الكوبية ، والركاب ؟ ثلاثة شباب كويتيين من نزلاء ذلك السجن الأشهر في أمريكا والعالم بعد معسكرات الاعتقال النازية في الحرب العالمية الثانية داخل ألمانيا و..خارجها! متابعة قراءة من تقشير البرتقال إلى ..«داعش»!
أخطر من الارهاب
أخطر من الارهاب صنّاع الارهاب
حضارةٍ بالخبث تهدم حضاره
حنّا نفكّر في النتايج والاسباب
والغير يحسبها بربح وخساره
عايض الوشيحي
هو والدي عايض بن حسين بن عايض الوشيحي رحمه الله. رجل تسلل خلسة من فصيلة السباع إلى فصيلة البشر. كان هو السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومصدر السلطات جميعاً. وكنت وإخوتي وأقرباؤنا وجيراننا ومعارفنا نمثل الشعب.
وسيستأنس برأيك: “بما أن المرحلة المتوسطة في عطلة مدرسية، ما رأيك لو نذهب إلى مكة اليوم؟ أو غداً إن أردت؟”، فتجيبه بعد أن تشبك أصابع كفيك كما يفعل رؤساء البنوك: “الحقيقة… غداً أفضل طال عمرك”، فتحل الطامة، ويزأر في وجهك: “شيطانك هو الذي أجابني نيابة عنك يا ضعيف الدين”! ثم يلحقها بزأرة أخرى بعد أن يرتكز حاجباه كرمحين: “قم شغل السيارة يا رخمة”، فتتحول في لحظة من رئيس بنك يشبك أصابع كفيه، إلى لص مواسير ضبط متلبساً. متابعة قراءة عايض الوشيحي
هل اقترب إعلان «داعش» النصر؟!
استضافتنا الزميلة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على قناة العربية للحديث عن الحملة الدولية القادمة على مواقع تنظيم داعش، ومما ذكرته في اللقاء ان تعامل بعض المفكرين والإعلاميين والسياسيين العرب مع الحدث يدل لربما على تشويش بالفكر وضبابية في النظرة ممزوجين بعند سياسي موروث قائم على قاعدة بسيطة هي مخالفة الولايات المتحدة في كل ما تقول وتفعل بغض النظر عن صحته من عدمه. متابعة قراءة هل اقترب إعلان «داعش» النصر؟!
تكالب الأمم
لا شك انكم لاحظتم ذلك النفس التحريضي وغير المسبوق ضد جماعة الاخوان المسلمين في وسائل الاعلام الخليجية والعربية والعالمية! كما لاحظتم معنا ان معظم الاقلام الليبرالية والعلمانية تخلت عن التمسك بمبادئ الديموقراطية والحريات العامة وأصبحت تضيق ذرعاً بالرأي الاخر، بل واصبحت تجاهر بتبني مبادئ تقييد الحريات والاساليب القمعية في التعامل مع الخصوم!
تعودنا على قراءة مطالبتهم باغلاق قناة فضائية لانها تنشر الرأي الاخر للضحية، ثم سمعنا بالامس مطالبة احداهن بطرد العاملين في هذه القناة من صحافيين واعلاميين وفنيين، لانهم ينقلون الرأي الاخر! وكلنا سمعنا لراعي حقوق الانسان وهو يؤيد مبدأ سحب الجناسي من المخالفين السياسيين، واضعا ابسط حقوق الانسان تحت قدميه! ونذكر غيفارا الكويت عندما أوجد للسيسي مبررا لتصفية خصومه في رابعة العدوية! هذا في الكويت، اما في بعض دول الخليج فيكفي انها اعتبرت جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وأصبح تأييد فكرهم -مجرد تأييد- جريمة يعاقب عليها القانون! متابعة قراءة تكالب الأمم
البقاء للأسوأ
نهر الزمن لا يرحم أحداً، وفي كل لحظة تمر تقترب من الشيخوخة، وعندها تصل إلى هاوية الموت، ونهاية الوجود، لكن ما هي الشيخوخة! الروائي الياباني "مشيما" وصفها في إحدى رواياته بأنها أشد وطأة من الموت، لم ينتظر مشيما لعنة الشيخوخة، وبقر بطنه منتحراً بطريقة هاراكاري، بعد فشله في محاولة انقلاب ساذجة دعا فيها إلى تمجيد الإمبراطور، وقبل مشيما كان هناك إيرنست همنغوي، وفرجينا وولف والقائمة طويلة.
"ازيكيل إمانيول" الكاتب واختصاصي الأورام السرطانية قدم عرضاً، في شهرية "اتلانتيك منثلي" لكتابه بعنوان: لماذا تأمل أن تحيا لما بعد 75 عاماً، فعنده العلوم الطبية الحديثة مدت بعمر الإنسان سنين طويلة، لكن كان هذا الامتداد العمري، على حساب قدرات الفرد وكفاءته وإنتاجيته، فنصف عدد الذين تجاوزوا الثمانين يعانون عطالة في القدرات، وثلث من تجاوزوا 85 هم مرضى بالزهايمر، حتى لو لم نعانِ أمراض الشيخوخة كالخرف وغيره، قاعدة القدر تقرر أن قدرات الفرد وملكاته تتدهور شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن، فقدرته على تحليل الواقع تضعف، وسرعته على حل المسائل تتدنى، وملكته على التركيز الذهني تتضاءل ويتشتت ذهنه لأبسط الأمور، وقوة الإبداع عنده تنكمش وتذوي، ويصير الإنسان عبئاً اقتصادياً على الدولة والمجتمع وعائلته، وينسب لأينشتاين مقولة إن من لم يساهم في العلوم وهو في الثلاثينيات من عمره فلن يساهم أبداً.
في عبارة أينشتاين بعض الشطط، لكن تظل الحتمية البيولوجية، هي الأصل الحاكم.
بكل حال، ماذا يعني أن يمتد بك العمر طويلاً وتتجرع معه ويلات الأمراض المستعصية، فما جدوى العلاج الكيماوي لمريض السرطان الكهل، إذا كان مقابل هذا الدواء جرعات رهيبة من العذاب الجسدي والنفسي، أما كان أولى أن نتركه يموت بهدوء، بدلاً من حقنه بشهور أو سنوات كئيبة من العمر الشقي، فليس المهم، كمية سنوات العمر التي تحياها، إنما "نوعية" هذه السنوات، أتذكر، الكاتب والروائي الأميركي اليساري "كويستلر" صاحب رواية "ظلام في الظهيرة" المنتقدة للنظام الستاليني في ذلك الوقت، عندما علم، وهو في بداية الثمانين من العمر بأنه مصاب بمرض الزهايمر، وكذلك بالسرطان، لم يتأخر في ذلك المساء وأقنع شريكة عمره كي تشترك معه في لعبة الموت مثلما شاركته لهو الحياة، فوضع زجاجة "البراندي" بقربه مع علبة حبوب منومة، وشرع بالنزول من سلالم الدنيا، وفي الصباح وجدوه ميتاً مع زوجته التي كانت تصغره كثيراً، أنهى حياته وحياة حبيبته، ظلمها بأنانيته في قرار النهاية، ظناً منه أنه ينتقم من القدر.
لنترك الإجابة عن تساؤل ما إذا كانت هناك حكمة أو تهور وجنون في انتحار "كويستلر" وغيره من مبدعين وكتّاب، ولندع، جانباً، كتاب ازيكيل إمانويل عن أنه لا جدوى للحياة بعد 75، ونقف قليلاً عند عتبة عالم السياسة ففيها قد تمتد سنون العمر طويلاً لحكام مطلقين كقاعدة، وتقصر حياة الشباب من شعوبهم، هؤلاء الحكام الكهول ليسوا استثناء من الحتمية البيولوجية، فهم قد يعانون، ضعف التركيز، وتشتت الذهن، إلى آخر أمراض العمر المديد، حالهم من حال بقية خلق الله، لكنهم يختلفون عن الخلق، بأن لهم سلطة الحكم المطلق، رغم أمراض الزمن، هم يسيرون بعكس اتجاه تيار الدهر الجارف، وهذا ضد حتمية التقدم الإنساني، وحتمية مسار التاريخ… لندعُ الله أن يرحم مستقبل شعوب منطقتنا العربية من قوانين حتمية "البقاء للأسوأ".
خذونا للإنسانية قبل فوات الأوان
دعا الزميل السعودي حمزة السالم، في مقاله على الصفحة الأخيرة من «الجزيرة» السعودية، دعا المسؤولين للتخلي عن الوهابية، لأن الدعوة الوهابية قد وصلت إلى مرحلة متأخرة من المرض، فهي أشبه ما تكون في العناية المركزة من دون علاج. كما أنها موضع اتهام بسبب ما ينسب إليها من تطرف الحركات الدينية. وقال إن مدرسة الرأي والدين السياسي ليس لها جذور تقيها من العواصف والانتكاسات، فهي مرتبطة بالأشخاص والحوادث المتغيّرة، فهي كنبتة البرسيم تنمو سريعاً وتزول سريعاً. وطالب الكاتب قادة دولته بمواجهة الواقع لكي لا تفاجئهم الحقيقة المؤلمة، فالدعوة الوهابية أصبحت اليوم عبئا، وتخلفت تخلفا شديدا، بعد أن كانت مصدر قوة، كما تجاوزها التطوُّر الإنساني الهائل الذي حدث في العقود الماضية، وأن الإطالة في عمر الدولة القائم على تناقض الجسد والروح، قد خلق مشاكل داخلية عويصة في فكر وتركيبة المجتمع الإداري والاقتصادي والسياسي، لا تُحل إلاّ بالتخلّي عن الروح، وهي الدعوة النجدية. والتخلّي عن الدعوة النجدية مطلب كثير من السعوديين السلفيين، فضلاً عن غيرهم. انتهي النقل. لست بحمزة السالم، ولا القبس بالجزيرة، ولا الكويت هي السعودية، ولكن مقال الزميل، الأول من نوعه في الصحافة السعودية، ما كان ليرى النور لو لم يكن هناك قبول من الجهات المعنية، وإن كانت السعودية قد بدأت ترسل الإشارة تلو الأخرى بما يفيد تململ معظم قيادتها من سابق تحالفاتها، فما الذي دفعنا نحن، الأحوج للاعتدال، لأن نسير عكس تيار العقل والمنطق؟ ولماذا تقوم حكومتنا، بالترخيص، في هذا الوقت بالذات، لثلاث جمعيات (دينية راديكالية)، غامضة الأهداف؟ فهل نحن حقا في حاجة لأنشطتها، وهي التي ستدار غالبا من اصحاب عقليات ربما عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ، وأصبحت خارج سياق الأحداث المتسارعة التي تعيشها المنطقة. ويحدث ذلك في الوقت الذي تقبع فيه عشرات طلبات تأسيس جمعيات عصرية نحن في أمس الحاجة لها، في أدراج قريبة من سلال الزبالة! لقد أصاب زلزال التطرف الديني دول العالم اجمع، والسبب هو جمعياتنا ومناهج مدارسنا وسياساتنا، فالكويت، كانت وربما لا تزال، مقارنة بحجمها، بسبب بعض مواطنيها، الأكثر نشاطا في رفده بالمقاتلين، وبالتالي لم يكن غريبا قيام الولايات المتحدة بإدراج عدد من مواطنينا في قوائم الإرهابيين! وإن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه أو إسكاته بسلاح سحب الجنسية ولا بالمال ولا بتوزيع الجواخير والقسائم الزراعية، ولا برحلات العلاج المجانية وغيرها من المنح والعطايا الحكومية، بل باستراتيجية واضحة المعالم وبعد نظر، وبغير ذلك فإننا سنستيقظ يوما، متأخرين، ونجد أن القطار الوحيد الذي كان من الممكن أن ينقلنا لعالم الحضارة والرقي والتقدم، وقبل ذلك للإنسانية، قد غادرنا.. إلى الأبد! أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com