أين كنا وأين صرنا؟ راحت المعارضة التي كانت بحق وحقيقة، وجاءت معارضة لا فرق بينها وبين الموالاة وأتباع الحكومة.
معارضة هذا الوقت البائس تشرب الكابتشينو مع الچيز كيك في المقاهي، كحال بقية البشر، والعياذ بالله. بل شوهد بعضهم يتناول الوجبات السريعة، أي والله. وشوهدت أنا مصطحباً أولادي لقسم الألعاب في “الأفنيوز”. ولولا الصور التي التقطت لي بالجرم المشهود في قسم الألعاب، والتي تم تداولها على نطاق واسع، لأنكرت. والحمد لله أن أحداً لم يلتقط لي صورة وأنا أحمل ابنتي “ليان” على كتفي وأغني لها قصيدتي النونية التي نظمتها فيها: “يا لونا يا لونا/ دقي على كونا/ قولي نبي تونا/ وقطيعة ليمونا”… الحمد لله الذي صم آذانهم فلم يسمعوني وأنا أغني لها، وهي تلعب في شعرات شاربي. ربك ستر.
معارضة آخر زمن لا يتوقع أكبر المنجمين ما ستفعله غداً. اليوم تناولوا الوجبات السريعة، واصطحبوا أطفالهم إلى الألعاب، وقام أحدهم بزيارة رئيس الوزراء ضمن وفد جمعية الصحافيين، وتناول أحدهم الكاكاو، وكتب الثالث قصيدة غزلية في “تويتر”، واصطحب أحد نوابهم أبناءه إلى تركيا (ملاحظة: تركيا وقطر أخطر دولتين على الكويت، بحسب رأي البلبل والكاسكو. أما إيران فدولة صديقة لا يأتينا منها إلا كل الخير. مجرد شبكة تجسسية لا أكثر).
من يلوم الناس إن هي كفرت بمعارضتنا وشككت فيها؟ من يلومها بعد أن صار الواحد منا لا يمسك نفسه عن تناول الوجبات السريعة، ولا عن اصطحاب أبنائه إلى تركيا أو إلى الألعاب في المجمعات التجارية؟ الله يرحم معارضة زمان التي لم تكن تخرج من الخندق، ولم تكن تتنفس، ولا تضحك، ولا تشرب الماء.