محمد الوشيحي

تمام أفندم

ها هو أردوغان، يتنقل بين رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة، كما يتنقل الواحد منا بين الصباحية والمنقف، لا يَعوقُه إلا “دوّار”، الأولوية فيه للقادم من اليسار.
ومن أردوغان نطل من الشرفة على حوش الأتراك، فنرى ما لديهم… وكنت في العسكرية المصرية، حيث لا كلمة تعلو على كلمة الأتراك “تمام أفندم”، وحيث كتب السعدني روايته “تمام يا أفندم”، وحيث تنتشر الكلمات “العصملية”، أو العثمانية… فهذه أجزخانة، وهذا صول، وأخوه باشكاتب، وذاك بيه، وذياك باشا، وهذه أبلة تتناول بوظة في الحرملك، دخل عليها عكروت (صفة بذيئة صارت تستخدم للتحبب)، معه صديقه الفنجري، يرتدي “قايش” وفي يده كرباج، في غفلة من النبطشي، ووو… كلها مفردات تركية. متابعة قراءة تمام أفندم

حسن العيسى

تحت ظلال دولة قانون أم ماذا؟!

المادة 33 من الدستور تقرر مبدأً قانونياً عاماً، وهو أن "العقوبة شخصية"، لكن المادة 13 من قانون الجنسية قررت جواز سحب الجنسية… "إذا استدعت مصلحة الدولة العليا أو أمنها الخارجي ذلك، ويجوز في هذه الحالة سحب الجنسية الكويتية ممن يكون كسبها معه بطريق التبعية…" وفي الكويت سُحِبت جنسية أحدهم، ودفعت ذريته أثماناً غالية من كرامتهم حين عدتهم السلطة أصفاراً على الشمال.
القانون الأبكم ينص على أنه "يجوز" سحب الجنسية بالتبعية، وهنا تم استغلال "الجواز" لإيقاع عقوبة لا إنسانية على ذرية المُدان وأهله- دون محاكمة- فهل تحقق هنا إعمال مبدأ "شخصية العقوبة" الدستوري حين أوقعت السلطة عقوبة النفي من الهوية الوطنية على أحمد وأولاده وبناته لأن "مصلحة الدولة العليا أو أمنها الخارجي" يستدعي ذلك؟! وهل بث برامج تلفزيونية أو نشر مقالات مخالفة لنهج السلطة يعد خطراً على "مصلحة الدولة العليا وأمنها الخارجي"؟! وإذا كان بعض "شيوخنا مختلفين ومتهاوشين" على السلطة مع بعضهم، فما شأن بقية خلق الله كي يدفعوا أثمان ذلك الصراع؟!
مثل تلك الفقرة من القانون "المصلحة العليا"، ونجد مثلها الكثير في نصوص قوانين الرعب بالكويت وشقيقاتها العربيات، مستوحاة من أنظمة تسلطية مستبدة، إذ استغلها ستالين لتصفية خصومه في ثورة أكتوبر 1917 بعد وفاة لينين، وكانت تهمة "التروتسكية" المحددة بمصلحة الدولة العليا المثال الفج للمحاكمات الصورية في ذلك الوقت (شو ترايلز)، وللأسف، عندنا لا توجد "محاكمة" ولو شكلية، بل سُحِبت الجنسية وأُسقِطت عن المدان وأهله (دون محاكمة) بمرسوم من السلطة دون أي رقابة قضائية لاحقة تتحقق من مشروعية أو عدم مشروعية مرسوم السحب أو الإسقاط، فهل مصطلح "المصلحة العليا" يعد متسقاً مع مبدأ "شخصية العقوبة"؟ وهل استفراد السلطة بقرارات سحب الجنسية وإسقاطها يتفق مع مبادئ المشروعية واستقلال سلطات الدولة الثلاث عن بعضها مع افتراض أن كل سلطة تحد من السلطة الأخرى؟! أين نحن؟ وأين موقعنا الزماني؟! هل نحن بدولة ومؤسسات يهيمن عليها سيادة القانون ومبدأ المساواة أم أننا نستظل بخيمة قبيلة ومزاج شيوخها المتقلب؟!

احمد الصراف

التناقض في المواقف

كتبت الصديقة إلهام الحلو تقول إننا لا يمكن أن نطلب من المضطهَد أن ينفعل ويستنكر اضطهاداً يتعرّض له آخرون، إن كان هو متبلّد المشاعر، بعد الخضوع الطويل للعنف والظلم. فشعوبنا تمرّ على المجازر والتصفيات والإذلال والإهانات، وتعبرها وكأنها أمور عادية من يوميّات لا تستحق أي ردّ فعل، أو حتى الاستنكار، وإن حصل الاستنكار فإنه يبقى «موسميّاً» وسريعاً، من باب «رفع العتب»، لا هو صادق ولا بجدي، ولا يستدعي أي معالجة. وبالتالي فإن العربي المسلم، وغير المسلم أيضاً، المقهور والمصادرة حقوقه وحريّاته وكرامته، لا يجد في الظلم، سواء تعرّض له هو أو غيره، أمراً غريباً! ألم تباد قرى كردية في زمن صدام؟ فماذا فعل بقية العراقيين؟ ألم تُطحَن مدينة حماة أكثر من مرة؟ فماذا فعل غالبية السوريين؟ وتقول الصديقة الأخرى وفاء سلطان إن إجازتها لم تنته. كما كانت تريد، فعويل النساء في غزّة قضَّ مضجعها، وزاد من غيظها على أمة منكوبة في عقلها وضميرها وأخلاقها. فحماس، باختصار شديد، إفراز ديني لا يرقى إلى مستوى حكومة بإمكانها أن تواجه مسؤولياتها تجاه شعبها بحكمة! وانها لا تقول ذلك دفاعا عن «اسرائيل»، علما بأن تاريخهم لم يعرف قائدا عسكريا يهوديا واحدا، أما المسلمون إن لم يجدوا عدوّاً يقاتلونه، صنعوا من أنفسهم ذلك العدو! وتتساءل: هل تستطيع أمة تقنع رجالها منذ نعومة أظافرهم بأن «يَقتل أو يُقتل» كي يكسبوا الآخرة؟ هل تستطيع أن تعلمهم في الوقت نفسه أن يؤمنوا بالحياة كقيمة وأن يقدّروا تلك القيمة؟ فبالرغم من أن ما يردها من رسائل تتضمن أسئلة عن قضايا مصيرية شتى، كرأيها في ما يحصل في غزة، فإنه لا أحد سألها مرة عن رأيها في ربع مليون جزائري قُتلوا على أيدي أبناء جلدتهم بأبشع الطرق الهمجية، وكيف كانت النساء العربيات المسلمات يتعرّضن للاغتصاب من قبل الجماعات الإسلامية على أصوات التكبير، فلماذا يسألونها الآن عن رأيها في أحداث غزة؟! وعندما قتل أكثر من 20 ألف مواطن سوري، بسبب أفعال الإخوان المسلمين، وردود فعل السلطات السورية عليهم، لم يتفضّل قارئ مسلم واحد بسؤالها عن رأيها حيال تلك الجرائم! وعندما حدثت التفجيرات في فنادق الأردن، وقتلت بشراً يحتفلون بعرس، فإن قارئا مسلما واحدا لم يحاول معرفة رأيها! وعندما هاجم إرهابيون قرية الكشح المصرية وقتلوا 21 فلاحاً قبطياً، لم تحرك الحكومة المصرية ساكناً ولم يسألها مسلم عن رأيها بتلك المجزرة. وعندما دفن صدّام حسين أكثر من 300 ألف عراقي أحياء، ناهيك عن الذين حرقهم بالسموم الكيماوية، لم يتجرّأ مسلم واحد على سؤالها، أو احتج الباقون على أفعال رئيسهم! وعندما قتلت حماس، قبل أشهر قليلة، أحد عشر شخصا من عائلة واحدة بحجة أنهم ينتمون إلى فتح، لم تتلقَّ سؤالاً من قارئ يشكّ في أخلاقية تلك الجريمة! وبالتالي تبين أنه لا قيمة للحياة عندنا، فنحن نولول على ضحايا غزة، ليس من منطلق الحزن، أو احتراماً لأرواح الضحايا، وإنّما من منطق استنكارنا فقط لهوية القاتل! فلو كان القاتل «حماس» أو «فتح» أو أي مسؤول مسلم، لكان الأمر لدى أيّ مسلم عاديّاً للغاية! وهذا صحيح، فنحن مثلا لا نتردد في انتقاد أوضاع دولنا، ولكن نشعر بالضيق إن فعل الآخرون ذلك! أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com

طارق العلوي

تنبيه الناسي.. في سحب الجناسي!

عبارة طريفة علق بها أحدهم على الأوضاع الحالية قائلا: «ليش ما تسحبون جناسي كل الكويتيين.. وبعدين تعيدون توزيعها براحتكم»؟!
تمخض مجلس الوزراء الموقر يوم أمس، فأصدر قرارا جديدا بسحب عشر جناسي جديدة، ليصبح المجموع 12 جنسية (وتوابعهم).. وحتى تاريخه.
واذا أخذنا بالاعتبار تصريح عميد الصحافة، الذي فتحت له آفاق الغيب قبل شهرين، حتى قبل ان تبدأ لجان الداخلية بفحص ملفات التجنيس (الا اذا سالفة اللجان مجرد تمثيلية)، حيث أعلن العميد عن سحب 30 جنسية بالطريق!
وبحسبة بدو، يتضح جليا أنه تبقى سحب 18 جنسية فقط.. وبعدها «تبلّش» الحكومة تنمية. متابعة قراءة تنبيه الناسي.. في سحب الجناسي!

سامي النصف

العدو المثالي!

يذكر المفكر الأميركي د.صامويل هنتنغتون في كتابه الأخير عن النخبة الأميركية أن سبب انقراض شعب الهنود الحمر هو أنهم كانوا يمثلون «العدو المثالي»، أي العدو «الشرس الضعيف»، فشراسته تبرر العدوان عليه والتنصل من الالتزام الاخلاقي نحوه، وضعفه يتسبب في إبادته دون رحمة، والخوف من أن الإخوة الفلسطينيين باتوا ومنذ سنوات طوال يضعون أنفسهم في خانة «العدو المثالي»!

***

يقابل ذلك النهج السيئ المضر بمن يقوم به، النهج الناجح والصحيح الذي يمنع ممارسيه من أن يصبحوا في عداد «الأعداء المثاليين» ومن ثم يمنحهم في المقابل الصفة الإنسانية التي تُخجل أعداءهم وتمنعهم من الاساءة إليهم والعمل على إبادتهم، كما تجعل العالم بالتبعية يصطف مع قضاياهم فتنتهي كما حدث مرارا في الماضي بالانتصار والانتهاء منها.

***

ومن ذلك، هل قام أفارقة جنوب أفريقيا وروديسيا- وقضاياهم تتشابه في المطلق مع القضية الفلسطينية من حلول مهاجرين محل اصحاب الأرض الأصليين- باختطاف الطائرات والبواخر ومهاجمة الطائرات والسفارات… الخ؟ وهل اطلقوا الصواريخ على مساكن البيض؟ وهل تدخل الأفارقة في شؤون وحروب الدول الأفريقية الداعمة لقضيتهم فظهروا وكأنهم المتعدون؟

إن سر انتصار الأفارقة انهم اظهروا للعالم اجمع- وحتى لشعوب أعدائهم- انهم الطرف المجني عليه وليسوا طرفا منتصرا في حرب متكافئة مع العدو، كما حدث ويحدث في حروب «الفلسطينيين» مع إسرائيل.

***

آخر محطة: (1) نهج منع النقد الذاتي والمجاملة وخداع النفس جُرّب في عملية الإبادة الأخيرة لغزة عام 2009، وهو ما مهد الأرض وحرثها لعملية الإبادة الحالية، والواجب المصارحة هذه المرة، فما يُدفع هو أنهار من دماء الأبرياء من أهل غزة وليس ماء، والقبول بما يجري، بل وتحويله لانتصارات باهرة، يعني شيئا واحدا لا غيره، وهو تكراره بعد سنوات قليلة، ومن ثم دفع الشعب الفلسطيني لليأس.

(2) الانتصار الذي يقوم على مبدأ «نحن لا نمانع قتل الآلاف منا» بينما ينسحب العدو عند قتل عشرة او عشرين من جنوده حرصا منه على حياتهم، هو انتصار افضل منه ألف مرة.. الهزيمة!

(3) يقول الجنرال باتون لجنوده: «البطولة ليست في ان تموت لأجل وطنك ويضيع ما استثمره فيك من تعليم وتدريب وتصبح عائلتك عالة عليه، البطولة ان تقتل عدوك لأجل وطنك وبأعداد كبيرة كي يصبح هو وابناؤه عالة على وطنه».

(4) إسرائيل تحاول إلغاء الدور الإستراتيجي المفصلي لمصر في المنطقة، فهل يجوز للبعض مساعدتها عبر محاولة تحجيم الدور المصري؟!

(5) ليتكلم أهل فلسطين، وليصمت من يريد الحرب لآخر بشر وحجر في غزة!

احمد الصراف

أشياء صديقي العشرة

“>يقول صديقي انه يعتقد، ومن واقع قراءاته وما عرفه من حكيم، أن هناك عشرة أشياء في الحياة لا يمكن شراؤها بالمال، مثل التصرف الحسن والأخلاق والاحترام والشخصية القوية والثقة والمصداقية واللباقة والحس السليم، وأخيرا الحب!
فقلت له انه وحكيمه مخطئان، فقد تغير الزمن وتغيرت مفاهيم كثيرة في الحياة، وأصبح ما يرتديه المشاهير هو الموضة، ولو كان أسمالا بالية، كما نرى في بناطيل الجينز الممزقة. كما أن لوسائل الإعلام سطوتها في تغيير الكثير من المفاهيم الراسخة وجعلها منبوذة أو محبوبة، إن من خلال رسائلها الموجهة لأغراض معينة أو من خلال سيل الإعلانات التجارية التي خلقت ورسخت أنماط معيشة تختلف كثيرا عما كنا نعرف. ولو جلس قوم في حضرة دكتاتور واسع الثراء، يطلب الشيء فيكون، يسجن ويعفو، ويحكم بالموت والصلب، ويثري من يشاء بالملايين، فما الذي سيكون عليه رد فعل من هم حوله ان صدر عن ذلك الزعيم تصرف سيئ أو غبي؟ هل سيعترضون أم انهم سيغضون النظر، وكأن شيئا لم يكن؟ وهل لو «تريع» صاحبنا «أو تجشأ» بصوت عال ومقرف سيبدي الذين حوله امتعاضهم من تصرفه أم سيتصرفون، وكأنهم لم يسمعوا شيئا، وربما سيضحك بعضهم بهبل ويتجشؤون مثله؟ وهل هناك حقا من سيهتم بمدى مصداقية اثرياء مثل بل غيتس أو وارن بوفيت أو كارلوس سليم أو لباقتهم أو حسهم السليم، خاصة ان كانوا من العاملين معهم؟ ولو كنا في حضرة ممثلة مثل انجلينا جولي، فهل سنكترث حقا بعدم إلمامها بإتيكيت تناول الطعام؟ لا طبعا، بل سنكتفي بان نكون معها! فغالبية البشر، إن لم يكن جميعهم، سيتجاوزون مثل هذه الأمور لباقة، أدبا أو خوفا من الأذى، أو تجنبا لجرح مشاعر الآخر. وبالتالي من كل ذلك نجد أن الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه بكل ذهب الدنيا.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

الجنسية النووية

دون أدنى مبالغة أقول: استخدام سلاح الجنسية ضد المعارضين في الكويت، أو في أي دولة، أشبه باستخدام الأسلحة النووية المحرمة دولياً. أي أن من يستخدم سلاح الجنسية في حربه مع المعارضة، لا يُستبعد أن يستخدم الأسلحة النووية ضد خصومه لو كانت في حوزته. متابعة قراءة الجنسية النووية

سامي النصف

أسئلة حائرة حول حرب دائرة؟

لمن يريد الحرب في غزة لآخر طفل فلسطيني تحت مسمى ان ما يحدث هو انتصار باهر للمقاومة المشروعة وحرب متكافئة بين الطرفين سينتصر بها كالعادة الطرف الفلسطيني ومن ثم البدء بالتحضير لحروب عديدة قادمة في القطاع، فمن يرفض النصر المتكرر كل عام أو عامين ما دمنا قد ادعيناه وآمنا به في أمة عطشى للانتصارات؟!

***

نسأل المحرضين ومغيبي العقول: هل لدى غزة أي من العناصر التي تحتاجها أي مقاومة في العالم، أو عبر التاريخ؟! اي معين لا ينضب من السلاح والأموال والامدادات المعيشية والمساحات الشاسعة (مساحة غزة 300 كم2)، والجبال والغابات والحدود المفتوحة مع دول النصرة وعبر جبهات تمتد لمئات الكيلومترات، كما كان الحال مع فيتنام والجزائر وجنوب افريقيا وغيرها من حركات التحرر والمقاومة، ان الخيار الآخر للحرب ليس الاستسلام كما يدعى، بل السلام العادل فغزة والضفة وسيناء لم تسترجع بقرقعة السلاح بل عبر طاولة المفاوضات والسلام بعد ان اضاعتها الحروب والهزائم التي تسمى بـ ..«الانتصارات»!

ونستذكر أن اليهود الأذكياء لم يحوزوا عطف العالم عبر ادعاء مقاومة الطاغية هتلر والانتصار على قواته المتجحفلة بل قاموا باظهار حقيقة مظلوميتهم وابادتهم وانهم من قُتلوا وأُحرقوا وقُمعوا، ولو ادعوا الانتصار كما تدعيه جماعتنا لقال لهم العالم كفاكم بالانتصار بديلا وتعويضا عما حدث لكم.

***

ومخجل جدا الأرقام التي وردت من غزة بأن مقابل 1300 قتيل حدثت 1400 حالة ولادة ولو كنا نتحدث عن «ماشية» لما جاز ذلك القول، فكل حالة من 1300 والتي صعدت الى ما يقارب الـ 2000 شهيد، هي حالة انسانية بذاتها لا دخل لها بمولود جديد اتى للدنيا، ولن ينفع الأرامل والثكالى والايتام وجود تلك المواليد من عدمه، بل وحتى في منظور المصلحة الفلسطينية العامة فمن استشهد من البالغين استثمر فيه الآلاف والملايين لتعليمه وتدريبه وتأهيله، بينما سيحتاج القادم الجديد الى مبالغ مماثلة خلال سنوات عمره ليتم بعدها على الارجح قتله في حرب قادمة، ليتم الفخر مرة اخرى بأن هناك.. مولودا مقابل ذلك الشهيد!

***

آخر محطة: (1) الذي سيتكفل بإعمار غزة هي دول الخليج من مداخيل ثرواتها الناضبة، ويجب ان يقابل ذلك نزع خيار الحرب والسلام من المجموعات المغامرة ووضعه بيد السلطة الفلسطينية العاقلة في رام الله كي لا يهدم في لحظات كل ما بني في سنوات ودفعت عليه المليارات.

(2) في العادة كل ما يأتي من اسرائيل كذب وزيف الا عندما يتعلق بأقوال تمس الدول الخليجية واتهامها بالتواطؤ على غزة، حينها يصبح كلامهم في قمة الصدق ولا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه.

(3) ونصيحة مخلصة للإخوة الفلسطينيين.. لا يجوز كلما حلت بكم مصيبة لا شأن للعرب او الخليجيين بها ولم يشاوروا بشأنها أن يوجه لهم الشتم والسباب والاتهام بدلا من توجيهه للمتسبب او.. للفاعل!

@salnesf

حسن العيسى

استغفال النائمين في العسل

تعود إلينا من جديد السلطة الحاكمة – وكأنها لا تريد أن تتوقف – عبر تصريحات وزير الداخلية بالتهديد والوعيد عن قرب سحب جناسي لمواطنين، وكأن المواطنين أحمد جبر الشمري وعبدالله العجمي أو من سبقهما في باب العقوبات دون أحكام من قضاء محايد قد قُذِف بهم إلى هاوية النسيان، وكأن المواطنين الذين لم يعودوا مواطنين مجرد كلمات أو أرقام كُتِبت خطأً من طالب على سبورة صف أطفال بمدرسة، وقرر الأستاذ الولي إصلاحها ومسح الأسماء بالممحاة، فلم يعد لهم وجود قانوني، ولم يعد لهم مكان في هذه "الدولة"، كانوا كلماتٍ وأرقاماً مُسِحت من لوح الوجود. قرر أصحاب السعادة من شيوخنا، فجأةً، أن هناك خطأً ما وقع، حين مُنِحت الجناسي للبعض في زمن قديم، وصحت سيادة القانون من غفوتها الطويلة لتضع الأمور في نصابها الصحيح!
غريب أمر هذا القانون، فهو كان ومازال غائباً عن مصائب كبرى، سرقات ونهب واستغلال نفوذ حدثت منذ عقود طويلة ومازالت تسير على قدم وساق، ومحسوبيات في تنفيع "المُؤلَّفة قلوبهم" من المال العام ومن أملاك الدولة، لم يكن أولها، لا آخرها، توزيعات كعك الأراضي الزراعية، ومع ذلك كان القانون ينظر إليها بعين الرضا، وهي "عن كل عيب كليلة"، مهما كانت ضخامة هذا العيب الجارح، ومهما استنزف من رصيد الباقي من عمر الدولة وأعمار أطفالنا، لكن عين "السخط" على المخالفين للرأي السلطوي المنفرد بالقرار السياسي هزت رجال السلطة كي يصحوا من غفوتهم ليحركوا سياط القانون الآن…  
كيف يمكن وصف ما يجري وما يتداوله الناس اليوم عن سحب وإسقاط الجناسي بغير ممارسة الاستغفال من أصحاب القرار على الناس الغافلين، ليس وصف التخويف أو الترويع كافيين لمن "تسول له نفسه" الاعتراض على أهل الحل والعقد، بل استغفالنا بثرثرة بأن "هؤلاء" الذين "تنعموا" بالجنسية دون وجه حق في السابق، سيدفعون أثمان نكران الجميل عندما تمردوا على النعم.
بهذا الاستعباط لوعي الناس تمرر السلطة مسوغاتها لإعدام الوجود القانوني لمواطنين معارضين، هم وحدهم – حسب موسوعة الحكم القانونية- ودون شريك من كبار السلطة، من قاموا بالتزوير والتلاعب بملفات الجنسية وحصلوا على مفاتيح جنات الجنسية دون معرفة وعلم من الكبار، الذين ندري وبيقين مطلق أنهم هم "أهل القرار السيادي" وليس غيرهم من تلاعب بهويات المواطنة بتاريخ مضى بمنحها لمن لا يستحق أو منعها عمّن يستحق وفقاً لسياسة مصلحة الحكم دون مصالح الأمة… بهذا اللامنطق والتصغير لعقولنا تمرر السلطة أسبابها لإيقاع تلك العقوبات على حرية الرأي… فهل نصدقها؟! كفاية واصحوا يا ناس!      

سامي النصف

أكذوبة الحصار المصري!

تقول نكتة شائعة على الإنترنت إن هناك فتوى تقول «إن للمرأة الفلسطينية ان تخلع الحجاب عندما تترك أرض غزة لأنها ستمر على بلاد لا رجال فيها»، ومعروف ما هذه البلاد المقصودة، ولا تتم أي مقابلة مع متعاطف مع حماس إلا ويضمنها هجوما شديدا على مصر العروبة واتهامها بأنها تقوم بحصار غزة، فما صحة هذا القول الذي له دوافع ايديولوجية لا تنظر للمصلحة الوطنية الفلسطينية؟!

****

الحقيقة المعروفة والتي شاهدناها على الطبيعة ان قطاع غزة لا يزرع ولا يصنع ولا تصل إليه حاجياته عن طريق الجو أو البحر، ولا توجد له منافذ برية إلا مع مصر وإسرائيل، فمن أين يأكل ويشرب المليونا فلسطيني بالقطاع؟! واضح ان اتهام مصر بممارسة الحصار يعني بالتبعية ان إسرائيل هي الأم الحنون التي تمد الشعب الفلسطيني بحاجياته، فأين الحقيقة؟!

****

الحقيقة التي رأيناها رؤية العين المجردة في الطريق الى غزة وحتى في غزة، وكذلك عند زيارتنا لأنفاقها، أن كل تلك الأمور وعبر كل العصور (مبارك، مرسي، السيسي) تأتي من مصر وبموافقة الحكومة المصرية وبأسعار رخيصة مدعومة من الحكومة المصرية والشعب المصري، وقد شاهدنا في الطريق من العريش الى رفح مئات القوافل والمركبات المتجهة إلى غزة، والتي تتميز بتغطيتها بالنايلون لمنع تساقط رمال الأنفاق عليها، وتعلم مصر بمقصدها ولم يوقفها أحد.

****

وقد زرنا الأنفاق، وجميعها قامت بمعرفة الحكومات المصرية، وإبان عهد الرئيس مبارك، وسمح بإحضار المكائن المختصة بالحفر حيث ان الأنفاق الضخمة أكبر من قدرات الأفراد، كما ان من السهولة معرفة مكانها على الجانب المصري كونها قائمة قرب الحدود وتعلوها مبان صغيرة متشابهة، ما ان تدخلها حتى ترى بداية النفق في وسطها والمركبات الكبيرة تنقل لها المؤن من سيارات وأغذية وأدوية.. إلخ، فكفوا ألسنتكم عن مصر.

****

آخر محطة: الوقود والأغذية القادمة من إسرائيل الى القطاع أغلى بكثير من القادمة من مصر ومن ثم ليست في متناول شعب القطاع، فليتر البنزين الإسرائيلي بـ 6 شيكلات، بينما المصري لا يتعدى الشيكل الواحد لليتر، وقس على ذلك باقي المواد.