الله يذكره بالخير، المعلق الرياضي السعودي في إحدى دورات الخليج لكرة القدم في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان منتخب الكويت قنبلة نووية تعصف بكل ما في طريقها من منتخبات.
وكانت المباراة بين منتخبي الكويت والسعودية، وكان أن انفجرت القنبلة النووية الكويتية في وجه المنتخب السعودي، وانتهت المباراة بفوز الكويت… لكن اللافت للنظر، والممتع والطريف، هو ما قاله المعلق السعودي وقتذاك، عندما اشتكى من كل شيء في هذا الكون، بدءاً من اتجاه الريح، وليس انتهاء بتحيز الحكم: “الهواء ضدنا، وأرضية الملعب ضدنا، والجمهور ضدنا، والحَكَم ضدنا، والحظ ضدنا”… قالها بلهجته الرائعة، وطريقته المميزة.
كان كل ما يتحرك على الأرض ضد المنتخب السعودي وفي صف المنتخب الكويتي، بحسب رأي المعلق المبدع. حتى دلافين المحيط الهادئ كانت ضد المنتخب السعودي في تلك المباراة.
كانت أياماً تتربع في وسط الذاكرة، وكان المنتخب الكويتي يلعب بطريقة إنزال النورماندي. واليوم صرنا نرفع أيدينا بالدعاء كلما لعب المنتخب الكويتي: “اللهم استرنا على وجه الأرض أمام أشقائنا، اللهم إنهم سيهزموننا، فخفف فضيحتنا، وارحم ضعفنا”.
المهم… تذكرت كلام المعلق السعودي وأنا أتابع تصريحات المسؤولين السوريين، مع الفارق طبعاً، عن تحالف كل من في الأرض ضد “النظام السوري”، بدءاً من أميركا وإسرائيل وتركيا وقطر وفييتنام وغابون وقبائل الماساي ودول أميركا اللاتينية والهند والسند ودول ما وراء النهرين والهواء والجمهور والحكم والحظ ووو…
وبالتأكيد هم ليسوا ضد بشار، ولا ضد سفكه لدماء شعبه، ولا خنقه لحرياتهم، ولا إذلالهم. ولا تهجيرهم وقصفهم بالبراميل الكيميائية.. لا.. هم ضد سورية. ليش؟ لأنها خيمة المقاومة العربية الوحيدة، وعمود الممانعة الأبية، ورواق الشرف، ويا ليل دانة لدانة.
بقي أن نتذكر ونذكّر بأن خيمة الممانعة، ورأس الممانعة، وحنجرة الممانعة، لم تعطس ولو عطسة واحدة في اتجاه إسرائيل خوفاً عليها من العدوى.
على أن ما يشغلني هو سؤال واحد: هل هناك فعلاً من يصدق تصريحات النظام السوري ومن شابهه أم لا؟ أعتقد أن الإجابة: نعم، وإلا ما كان أتعب نفسه في اختيار المفردات وانتقاء الأفكار والحجج. كان يمكنه أن يخرج في مؤتمر صحافي، ويسأل الصحافيين: مستعدون؟ نبدأ؟ فيجيبوه: على بركة الله. فيُخرج لهم لسانه ويدلدله، ويهزهز لهم أكتافه، ويغمز بالعين اليسرى. وينتهي المؤتمر الصحافي… صح؟