كنت من اشد المتابعين لحملة «سكب الماء المثلج» العالمية لدعم مرضى التصلب الجانبي الضموري: والسبب ان انسانا عزيزا اعرفه كان يعاني من اشتباه هذا المرض الفتاك الخبيث، وعندما طرق ابواب اطباء الاعصاب في الكويت كانت اجاباتهم «رخوه» ومبهمة! فاضطر على اثرهم لأن يجوب العالم بأسره عله يجد علاجا شافيا: فماذا سمع منهم؟ كلاماً يسم القلب ويذبح الامل! كانت جميع اجابات الاطباء تسوق مريضنا سوقا الى قبره: اذهب الى بيتك.. فأنت ستموت بعد بضعة شهور!!.
ايها السيدات والسادة: جميعنا يسمع بين فينة واخرى قصصاً غريبة وكثيرة عن ذبول الانسان والموت المفاجئ دون ان ندركها، وقد يعاني الكثيرون منهم من مرض التصلب الضموري الجانبي الذي يحمل اعراضا شائعة: كالسقوط المفاجئ اثناء المشي، ضعف اليدين على حمل الاشياء، عدم القدرة على البلع، وهن الصوت، انقطاع التنفس، توقف القلب المفاجئ، وحياة قصيرة تمتد ما بين الستة شهور والثلاث سنوات من بعد التشخيص.. وغيرها من الاعراض الخبيثة ابعدها الله عنا واياكم.
عندما ابتكر مؤسسو حملة «سكب الماء المثلج» كانوا يرمون الى ثلاثة نقاط مهمة: اولا، تعريف الناس بالمرض.. ثانيا: الاحساس بآلام مرضى التصلب الضموري الذين يعانون من الرجفة الشديدة والصقعة الدائمة.. ثالثا، تجميع الاموال لدعم دراسات الاطباء خصوصا فيما يتعلق بدراسة «الخلايا الجذعية» التي تستخلص من الحبل السري للاطفال: تلك الدراسة يَعِد بها اطباء العالم بمستقبل باهر للشفاء من هذا المرض باذن الله: انه الأمل يا عالم! بيد ان دراستهم تلك لاتزال في بداياتها وتستدعي مبالغ مالية ضخمه لبدء الاختبارات عليها، وهذا ما نجح به مؤسسو حملة «سكب الماء المثلج» الذين اختصروا دروبا طويلة على الدراسات بجنيهم ملايين الدولارات تحت اشراف مشاهير الغرب في غضون ايام قليلة: فماذا عن ربعنا في الكويت؟ ماذا عن مشاهيرنا الكرام؟ لماذا انقلبت الحكايه هنا عند «معظمهم» الى طنازة وضحك واستهزاء! لماذا تتفحل خفة الدم دائما في القضايا الحساسة والانسانية؟ واحد يسكب الماء مستهزئا على صاحبه، والثاني يقول تبرعوا حق فلسطين ابرك، والثالث يزج بالسياسة الكويتية والتنمية في خضم هذه القضية الطبية! وغيرها من التصرفات الطائشة واللامسؤولة التي لا نراها ابدا عند مشاهير الغرب وغير المسلمين.. فلماذا؟!
ايها السيدات والسادة: دعونا نقول لكل من اساء استخدام هذه الحملة واراد ركوب الموجة من اجل اغراض الشهرة والاضواء: اركد! واحترم مشاعر المرضى وذويهم.. واذا ما اردت المساعدة الفاعلة في هكذا حملات: فأطبق الصمت واسكت ابرك لك.. انتهى المقال!.
آخر مقالات الكاتب:
- كيف باعوا «شبابنا بالسجون».. برخص التراب؟!
- عبد الرحمن السميط.. المسلم الحقيقي!
- أبوي.. جاسم الخرافي
- عبيد الوسمي.. الذي احترمته أكثر!
- مَنْ «صَنَعَ».. عبدالحميد دشتي؟!
- لماذا اجتاح «الإلحاد».. الكويت؟!
- مسلم البراك..«يبي يسجني؟!»
- الشيخ سعد العبدالله.. لم يمت!
- الإلحاد.. وناصر القصبي!
- لماذا سنقيم «فرانچايز اكسبو».. في دبي؟!