من الناحية النظرية يفترض ان هناك عدة جيوش عربية تقف في مواجهة داعش التي يمتلئ اليوتيوب باستعراضات قوة تقوم بها عبر طوابير طويلة من المركبات العسكرية والأفراد والاعلام الخاصة بها دون ان يتعرض لها أحد، علما بأن طائرة واحدة لا أكثر كفيلة بالقضاء التام على تلك الأرتال كونها تمثل ما يسمى بالمصطلح العسكري.. «البط الجالس»!
***
وتظهر الأخبار تحركات وانتصارات داعش واستيلاءها على المدن وحقول النفط في شمال العراق وشرق سورية فيما هو أقرب لنزهة أطفال يتراكضون في حقل مفتوح، فلا معارك ولا هجمات بالطائرات والدبابات، ولا حراسة للمنشآت، ولا إنزال خلف خطوط الأعداء ولا حتى محاولة لإنقاذ الأقليات والأماكن الأثرية، علما بأن حكومتي دمشق وبغداد مدججتان بالأسلحة المتقدمة التي دفعت لأجلها المليارات، يصاحب ذلك صمت مريب من المجتمع الدولي وكأنه سعيد بما يحدث وبالتشويه المتعمد للإسلام الذي تتسبب فيه «داعش».
***
ومن الأمور المستغربة تسليم الأسلحة المتطورة لداعش رغم إمكانية تفجيرها بسهولة أو حتى استخدامها في الانسحاب، ومازالت الأسئلة تطرح عن سبب تلثم الداعشيين، وهو أمر لم نر مثله في حركات التحرر الأخرى كحال الأفارقة والجزائريين والفيتناميين، وكذلك عن سبب تصويرهم الفظائع والمذابح التي يقومون بها ونشرها بدلا من التستر عليها، وهو ما سيدفع الخصوم للقيام بمذابح مضادة تجاه من تدعي «داعش» انها تقوم بحمايتهم، ونعني المسلمين السُّنة!
***
آخر محطة: بعكس ما تدعي «داعش»، وبعيدا عن التهديدات الزائفة لها، فكل تحركات داعش وجرائمها وقتلها وتدميرها محصورة في مناطق السنة المغلوبين على أمرهم، وسيختفي ملثمو داعش ذات يوم كما أتوا، وسيتركون للسنة أحقادا وثارات قائمة ومباني مدمرة!