لمن يريد الحرب في غزة لآخر طفل فلسطيني تحت مسمى ان ما يحدث هو انتصار باهر للمقاومة المشروعة وحرب متكافئة بين الطرفين سينتصر بها كالعادة الطرف الفلسطيني ومن ثم البدء بالتحضير لحروب عديدة قادمة في القطاع، فمن يرفض النصر المتكرر كل عام أو عامين ما دمنا قد ادعيناه وآمنا به في أمة عطشى للانتصارات؟!
***
نسأل المحرضين ومغيبي العقول: هل لدى غزة أي من العناصر التي تحتاجها أي مقاومة في العالم، أو عبر التاريخ؟! اي معين لا ينضب من السلاح والأموال والامدادات المعيشية والمساحات الشاسعة (مساحة غزة 300 كم2)، والجبال والغابات والحدود المفتوحة مع دول النصرة وعبر جبهات تمتد لمئات الكيلومترات، كما كان الحال مع فيتنام والجزائر وجنوب افريقيا وغيرها من حركات التحرر والمقاومة، ان الخيار الآخر للحرب ليس الاستسلام كما يدعى، بل السلام العادل فغزة والضفة وسيناء لم تسترجع بقرقعة السلاح بل عبر طاولة المفاوضات والسلام بعد ان اضاعتها الحروب والهزائم التي تسمى بـ ..«الانتصارات»!
ونستذكر أن اليهود الأذكياء لم يحوزوا عطف العالم عبر ادعاء مقاومة الطاغية هتلر والانتصار على قواته المتجحفلة بل قاموا باظهار حقيقة مظلوميتهم وابادتهم وانهم من قُتلوا وأُحرقوا وقُمعوا، ولو ادعوا الانتصار كما تدعيه جماعتنا لقال لهم العالم كفاكم بالانتصار بديلا وتعويضا عما حدث لكم.
***
ومخجل جدا الأرقام التي وردت من غزة بأن مقابل 1300 قتيل حدثت 1400 حالة ولادة ولو كنا نتحدث عن «ماشية» لما جاز ذلك القول، فكل حالة من 1300 والتي صعدت الى ما يقارب الـ 2000 شهيد، هي حالة انسانية بذاتها لا دخل لها بمولود جديد اتى للدنيا، ولن ينفع الأرامل والثكالى والايتام وجود تلك المواليد من عدمه، بل وحتى في منظور المصلحة الفلسطينية العامة فمن استشهد من البالغين استثمر فيه الآلاف والملايين لتعليمه وتدريبه وتأهيله، بينما سيحتاج القادم الجديد الى مبالغ مماثلة خلال سنوات عمره ليتم بعدها على الارجح قتله في حرب قادمة، ليتم الفخر مرة اخرى بأن هناك.. مولودا مقابل ذلك الشهيد!
***
آخر محطة: (1) الذي سيتكفل بإعمار غزة هي دول الخليج من مداخيل ثرواتها الناضبة، ويجب ان يقابل ذلك نزع خيار الحرب والسلام من المجموعات المغامرة ووضعه بيد السلطة الفلسطينية العاقلة في رام الله كي لا يهدم في لحظات كل ما بني في سنوات ودفعت عليه المليارات.
(2) في العادة كل ما يأتي من اسرائيل كذب وزيف الا عندما يتعلق بأقوال تمس الدول الخليجية واتهامها بالتواطؤ على غزة، حينها يصبح كلامهم في قمة الصدق ولا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه.
(3) ونصيحة مخلصة للإخوة الفلسطينيين.. لا يجوز كلما حلت بكم مصيبة لا شأن للعرب او الخليجيين بها ولم يشاوروا بشأنها أن يوجه لهم الشتم والسباب والاتهام بدلا من توجيهه للمتسبب او.. للفاعل!
@salnesf