نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» بالأمس القريب تحقيقا اثبت ان سبب انضمام كثير من الشباب وخاصة الاجانب الى «داعش» هو الثراء الفاحش لذلك التنظيم حتى انه يدفع رواتب مغرية بالدولار للمقاتلين ويتم اسكانهم في المنازل التي يتم تهجير ملاكها ومعها علاوات للزواج والأبناء تدفع بالدولار وسيارات وبدل بنزين، وان ما يدفع للشباب الأجنبي ـ كحال لاعبي الكرة الأجانب عند الأندية الرياضية ـ يفوق ما يدفع للمقاتل المحلي أو العربي.
****
واعتقد ان هناك سببا آخر لانضمام بعض الشباب العربي والخليجي الى «داعش»، فكثير من هؤلاء هم أما من العاطلين عن العمل او من المستويات الوظيفية الدنيا في بلدانهم، أي ممن اعتادوا ان يكونوا مأمورين لا آمرين، لذا تجد تلك الشريحة نفسها عند الانضمام الى «داعش» قد اصبحت فجأة تحكم وتأمر في مصائر المدن والقرى والبشر والأموال، ويسمى البعض منهم باسم «أمير» وتقدم له فروض الطاعة العمياء وهو مازال في العشرينيات من عمره، ولا شك في أن الشعور المصاحب لتلك العظمة مغر جدا حتى يسهل للمرء الموت لأجله، خصوصا اذا كانت معه رواتب مغرية و«غنائم حرب»، أي الثروات التي تقع تحت يديه من ذهب وأموال وسبايا تصبح ملكا خالصا له دون ان يعتبر ذلك سرقة!
****
آخر محطة:
(1) يذكر التاريخ طمأنة رسول الانسانية والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران وبعده خليفته عمر لنصارى القدس، وهذه محجة الإسلام وتعليماته، فمن اين أتت «داعش» بالأعمال القبيحة والتنكيل الذي قامت به ضد نصارى الموصل وكنائسهم؟!
(2) وصمة عار ستبقى في جبين الأمتين العربية والاسلامية كما بقيت افران الغاز والمحارق وصمة في جبين الأمة الألمانية إذا لم يشهد العالم تحركا جادا وإدانة واضحة من القيادات السياسية والمرجعيات الدينية العربية والإسلامية تجاه ما تقوم به «داعش» تجاه نصارى العراق والشام!
(3) اذا قبلنا بتدمير تراث إنساني عمره 1500 سنة، كحال ما قامت به القاعدة في أفغانستان تجاه التماثيل البوذية، وقبلنا بعده بتدمير «داعش» كنيسة عمرها 1800 عام، فهل سيقبل العالم احتجاجنا إذا ما هدمت مساجدنا التاريخية كحال المسجد الأقصى؟!