اعذرني يا سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ان لم أطمئن لصدق نواياك حين زعمت ان ما تم أخيرا من «سحب الجناسي» كان تطبيقا للقانون بمسطرة واحدة على الجميع.. دون محاباة!
فلا أظنه خافيا على أحد من أهل الكويت ان ملف الجنسية «متخم»، وأن هناك الكثير والكثير من الحالات التي عليها «علامات استفهام».. ولن نقول حالات تزوير وغش وتلاعب.
وما دمت سموك قد «دقيت الصدر» في فتح هذا الملف، فلا أفهم سبب تصريح حكومتك لـ«القبس» بأنه «لن يكون هناك توسُّع في سحب الجناسي»، وأن الأمر «سيتوقف عند بعض الحالات الفردية ولأسباب مخالفتهم قانون الجنسية»!
ولا أعلم لماذا لا يكون هناك «توسُّع»، ولماذا لا يشمل فتح ملف التجنيس «على مصراعيه» لكل حالات الحصول على «شرف المواطنة»، بالحيلة والتدليس والتزوير، سواء كانوا معارضة.. أو موالاة.. أو من جبهة عدم الانحياز!
واذا كانت ذاكرة سموك ضعيفة، فيسعدني ان أذكرك بما صدر عن القضاء الكويتي أخيرا من أحكام على أكثر من عشرة موظفين في وزارة الداخلية، بالسجن لمدد تتراوح ما بين عشر الى خمس عشرة سنة، لأنهم ارتكبوا جريمة التزوير بما تحت أيديهم من ملفات وهم على رأس عملهم، وتلقوا مبالغ من أشخاص مقابل تمكينهم من الحصول على الجنسية الكويتية.
وقد تضمن الحكم ضرورة قيام الوزير المعني بتشكيل «لجنة تحقيق» لمعرفة ان كانت هناك حالات أخرى لأشخاص حصلوا على الجنسية الكويتية بالتزوير أو الرشوة. متابعة قراءة إخوان البرغش وعيال الجبر!
اليوم: 26 يوليو، 2014
عوووووع..!
هناك عناوين انتشرت في الأسبوع الماضي لتسطر الحالة الكويتية، وقد نتفق أو نختلف عليها، ولكن مما لاشك فيه ان هناك صورة اخرى اكثر عتمةً للكويت من عبارات التفاؤل التي ترددت في الايام القليلة الماضية. فالمطلوبون للبنوك بديون مرهقة اكثر من جياع بعض الدول الافريقية، والمواطن اصبح اكثر التزاما بالقانون ليس احتراماً وقناعةً بل خوف من التطبيق الخاطئ للقانون، وتحاشياً للانتقائية في تطبيقه! ولئن كان مرسوم الصوت الواحد بداية الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد فان ما نتج عنه من تشكيلة غريبة لمجلس الامة وضعف الدور الرقابي لهذا المجلس تسببا في انتشار الفساد المالي والاداري بشكل غير مسبوق، واصبحت المحسوبية والواسطة والشللية صفة لازمة لترتيب العلاقات بين مكونات المجتمع..! لقد اصبح لخريجي المؤسسات الاصلاحية اليد الطولى في الاعلام، يرفعون ويخفضون من يشاءون من عباد الله دون رادع يردعهم، واصبح بعض الدخلاء على النسيج الاجتماعي الكويتي يشتمون عيال الديرة بأقذع الالفاظ، التي لا تكاد تجدها حتى في قواميس عيال الشوارع..! وصار التعامل مع الكويت وكأنها ستختفي خلال شهور او سنوات قليله مقبلة، الجميع يريد أن «يهبش» قدر استطاعته ولسان حاله يقول «تلحق او ما تلحق»! متابعة قراءة عوووووع..!
زيارة لبيت الله الحرام
قام الأديب ورجل الأعمال عبدالعزيز البابطين- وكعادته كل عام- باصطحاب ثلة من كبار رجال الكويت لأداء مناسك العمرة ولقاء المسؤولين السعوديين، وأول ما يلحظه المعتمر هو عمليات التوسعة التي لا تتوقف للحرمين الشريفين والتي لا تمنع ولا تحد من عمليات أداء المناسك، ولا اعتقد ان هناك مركزا دينيا في العالم يحظى بما تحظى به الأماكن المقدسة في السعودية من عناية واهتمام بالغين.
***
وأولى دلالات الاهتمام الفريد والشديد بالمقدسات الاسلامية هي ان الملك قد جعل لقبه الرسمي هو «خادم الحرمين الشريفين» وما يعكسه ذلك من اهتمام متواصل بالعناية والتوسعة المتلاحقة للحرمين الشريفين رغم الصعوبات الفنية المصاحبة بسبب الزحمة الدائمة في الأماكن المقدسة والملكيات الخاصة المحيطة بها، وقد كان أمرا متميزا اقامة وقف الملك عبدالعزيز للصرف على تطوير تلك الأماكن تحوطا لأي تذبذبات في أسعار الطاقة او نقص في الميزانية العامة للمملكة العربية السعودية.
***
وقد التقينا على مأدبة سحور الأمير أحمد بن عبدالعزيز بالمهندس بكر بن لادن الذي ارجع الفضل فيما يحدث من توسعة لعناية ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وقد اثنينا انا وزميلي صالح الغنام على اهتمام القيادة السياسية السعودية وعلى الفكر الخلاق والاتقان الشديد في العمل الذي تقوم به شركة بن لادن، فهناك إبداع جسور الطواف حول الكعبة التي خصص أحدها للكراسي المتحركة فأوقف الحاجة للطواف المحمول حول الكعبة، كما ان هناك برج الساعة الذي اخبرنا م.بكر بن لادن بأنه يزن 80 ألف طن والذي سهل معرفة مكان الكعبة المشرفة من مسافات بعيدة جدا فجزى الله القائمين على تلك المناسك عن المسلمين خير الجزاء.
***
آخر محطة: أغلب البلدان التي توجد بها مراكز دينية رئيسية ومنها دول ثرية في غرب أوروبا وشرق آسيا تكتفي بتحصيل الأموال من تلك المراكز بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وندر ان تصرف على توسعتها او تملك ما حولها كحال المملكة، وهو دلالة- كما قيل- على ان رب العباد يعرف أين يضع بيته.