تشرفت مرتين بلقاء حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وكانت الزيارتان كافيتين لأفهم كثيرا من الخفايا.
يتساءل شباب المعارضة عن سبب عدم وصول رسائلهم ومطالبهم المتكررة بالاصلاح الى مسامع صاحب السمو؟! والحقيقة ان هذه الرسائل تصل.. لكنها تصل بتفاصيل أكثر مما تظن المعارضة!
فبينما تتمنى المعارضة ان يُنقل لسموه مدى استيائهم من الوضع الذي نعيشه، وقلقهم من المستقبل الذي ينتظرنا بعد زوال دولة «الرفاه»، فإن المعلومات التي تصل الى صاحب السمو تشمل كل ذلك.. بالإضافة الى الطريقة التي سلكتها المعارضة لايصال رسالتها!
وما زلت أذكر غضب سموه وهو يتحدث عن حادثة دخول الشباب الى مجلس الأمة، وكيف ان الغاية لا تبرر الوسيلة، وأن سموه قد يتسع صدره لكل نقد ما دام في اطار القانون والاحترام المتبادل، لكن عندما يتعرض أمن البلد للخطر أو يتم التخريب وتعطيل مصالح الناس، فلا مجال للتساهل. متابعة قراءة رسالتكم توصل مشوشة!
اليوم: 16 يوليو، 2014
سيطرة ولكن
ما زلنا نتصدر دول الخليج في المجال الفني وتحديداً في مجال المسلسلات والمسرح، فقنوات الخليج التلفزيونية تتسابق على شراء الأعمال الكويتية لتملأ بها ساعات رمضان رغم ضخامة مبالغ شراء تلك الأعمال في إشارة واضحة إلى كثافة متابعة أبناء الخليج للأعمال الفنية الكويتية. وعلى الرغم من أن التهافت على الأعمال الكويتية ليس بالأمر الجديد فإن اللافت أنه ورغم إجماع العاملين في الوسط الفني الكويتي على تراجع مستوى الأعمال الكويتية بشكل ملحوظ فإن الإقبال على هذه الأعمال محليا وإقليميا لا يزال كبيراً، في إشارة واضحة إلى أن الكويت هي "ترمومتر" فني لدول الخليج، ليس فنياً فحسب بل هو اجتماعي أيضاً، لأن ما يعرض على الشاشات يدخل إلى كل بيت دونما استئذان، ويؤثر بشكل مباشر في المتلقي أيا كان، وهذا ما يعني بالضرورة أن تراعي الدولة بالمقام الأول جودة ما يقدم؛ لأنه يؤثر سلباً أو إيجاباً في المنطقة بأسرها. فمن غير المعقول أن تكون كل النصوص الكويتية هشة لدرجة أنها لا تستطيع تقديم مادة فنية مدتها نصف ساعة يوميا طوال شهر رمضان بإجمالي 15 ساعة فقط طوال الشهر!! فنشهد جميعاً كيف تعبأ مسلسلاتنا بمناظر خارجية طويلة أو لحظات صمت لفنان أو فنانة أو حوار لا طائل منه ولا مغزى رغم كثرة المواضيع التي من الممكن طرحها والتعمق فيها، ومن غير المعقول أيضا أن تختزل كل القصص في قضيتين أو ثلاث قضايا فقط منذ عقود طويلة إلى يومنا هذا. نشاهد يوميا كيف يتساقط رواد الفن أمامنا بأعمال هابطة لا ترقى إلى أن تصوّر أصلاً، والهدف هو الوجود في الساحة الإعلامية فقط، حتى المسلسلات التي يمكن أن نستحمل مشاهدتها رغم المط والتطويل لا تعدو أن تكون إلا مضيعة للوقت ولأنها أفضل الموجود ولكنها حتما سيئة. إن ما يحدث اليوم من تراجع في المجال الفني تحديداً، والذي أعتبره من أكثر المجالات أهمية لأنه الوحيد القادر على الوصول إلينا دون استئذان أو رغبة أحياناً، يتطلب بلا شك أن تساهم الدولة في النهوض به، ولا يكون ذلك من خلال لجان رقابية على النصوص، فالرقابة على النصوص تأتي لاحقاً إن قامت الدولة بتأهيل القطاع الفني بالشكل المناسب من خلال مؤسساتها التعليمية التي تعنى بالفن والمعايير الأساسية التي يجب أن يصل إليها العاملون في هذا المجال؛ كي يتمكنوا من تقديم أعمالهم للناس، حينها لن نحتاج إلى أن تكون هناك لجان رقابية، فإذا تم تأهيل من يعمل في الوسط الفني وفق أسس سليمة فستتولد لديهم حتما مسؤولية اجتماعية تجاه ما يقدم. نعم التعليم بشكل عام يمر في محنة بالكويت، إلا أن مشاهدة الأعمال المصورة اليوم سواء عبر شاشات التلفزيون أو الإنترنت بات جزءاً من حياة الأغلبية العظمى في الكويت، وهو ما يعني أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تشكيل سلوكات الأفراد، وتجاهل هذا الأمر سيزيد الوضع سوءاً بكل تأكيد.
رحلة خاصة إلى ليبيا!
في الثمانينيات دعا الرئيس القذافي الزعماء العرب إلى حضور احتفاليات الفاتح من سبتمبر وقد قدت الطائرة التي أقلت سمو ولي العهد الكويتي المشارك الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، وما ان وصلنا حتى كان العقيد في الاستقبال وخلفه مظاهرة غوغائية صغيرة تسير أينما سار وتهتف باسمه كزعيم للأمة العربية (قبل أن يصبح ملك ملوك أفريقيا)، ثم استقل العقيد الفقيد وضيفه سيارة كاديلاك أميركية خضراء مصفحة، وفي المساء دعا القادة إلى احتفال في الساحة الخضراء ووصل إليهم بعد طول انتظار وهو يقود سيارة أوروبية خضراء صغيرة كدلالة على الزهد والتواضع وعدم الاهتمام بالمظاهر.
****
بعد أن أبقى القادة العرب وهم يستمعون لخطبه المطولة حتى ساعات الصباح الأولى ذكر لهم أنه سيقلهم في اليوم التالي فجرا إلى بنغازي لإكمال الاحتفالات هناك، بعد عودة الوفد إلى مقر إقامتهم دعوني وطلبوا مني التواجد مع طاقم الطائرة في المطار صباحا خوفا من ألا يوفر العقيد الفوضوي بالترتيب وصاحب الأعمال السوداء الشهيرة الطائرات لتقلهم إلى بنغازي وحينها سنتوجه مباشرة بالوفد الى الكويت، رجعت إلى الفندق الذي كان يعتبر الأفضل في ليبيا وكانت الحرارة تقارب الأربعين والرطوبة خانقة و.. التكييف لا يعمل!
****
وصلت اليوم التالي الى المطار مع الطاقم واتجهت للطائرة الليبية التي تقل الشيخ سعد رحمه الله وكان جالسا بالقرب منه أبوبكر يونس الرجل الثاني فعليا في ليبيا وذكرت لسموه أنني سأتوجه بالطائرة والطاقم للمبيت في تونس وسنحضر يوم المغادرة كما هو مقرر لنقل الوفد إلى الكويت كوننا لا نستطيع النوم بسبب الحرارة والرطوبة الشديدة مما يؤثر على سلامة الرحلة وقد وافق الشيخ سعد إلا أن يونس أعطاني ورقة طلب مني أن أعطيها لمرافقنا كي يقلنا للمكان الذي حدده وإذا لم يعجبنا الوضع فلنا أن نتجه إلى تونس.
****
أخذنا المرافق إلى منطقة الميناء المحظورة في طرابلس والذي تحيط به حراسة شديدة وأوصلنا إلى باخرة (كروز) شديدة الفخامة للإقامة بها وكان في وسطها مرقص ضخم وعلمت أنها مخصصة للقيادات الليبية كي تقلهم إلى مالطا وإيطاليا والتجول في جزر البحر الأبيض مع من يحبون، وكان إلى جانبها يخت أكبر منها وأكثر فخامة اسمه «هانيبال» ملك للقائد الذي وصل تحت الأضواء إلى الساحة الخضراء وهو يركب سيارة أوروبية شديدة التواضع.. وأمجاد يا عرب أمجاد!
****
آخر محطة: صباح اليوم التالي وبعد أن أخذنا كفايتنا من النوم في أجنحة الباخرة توجهنا إلى المطار وطلبنا غذاء وكراتين ماء لسد حاجة الوفد في طريق عودته للكويت في الرحلة التي تستغرق ما يقارب 5 ساعات، وصل الماء ولم يصل الغذاء وما ان أبلغت الشيخ سعد رحمه الله بذلك حتى طلب منا الإقلاع دون غذاء ما دام هناك ماء فلا نريد البقاء دقيقة واحدة في هذا المكان دون داع، حسب قوله، وهو ما تم وقد أخبرني مسؤول التموين في مطار طرابلس أن رحلة الرئيس حافظ الأسد المتجهة من طرابلس إلى هافانا في رحلة تقارب 11 ساعة قد أقلعت قبلنا كذلك بالماء فقط ولا أعلم ان كانوا قد رتبوا للتوقف في الطريق للتزود بالتموين، وقد كان هذا آخر احتفال للفاتح من سبتمبر يحضره قادة عرب في ليبيا الفوضى والمظاهر الخداعة الكاذبة.
أوراق حدس .. خلط متعمد أم أزمة داخلية!
تعتبر الحركة الدستورية الاسلامية “حدس” أكثر الحركات السياسية في الكويت المتهمة في تلونمواقفها، وهي الوحيدة أيضا المحترفة باصدار أكثر من موقف لأكثر من طرف وتتبناها جميعاالحركة، تستخدم هذا الموقف مع السلطة، وذاك الموقف مع أصدقاءها، وذلك الموقف مع أعدائها!
أي باختصار، “حدس” تمارس كافة التلاعب السياسي حتى تكون حاضرة في جميع مواقع اللعبةالسياسية، وأبسط مثال موقفها السياسي مما أثير عن سحب الجنسية الكويتية من بعض المواطنينوكذلك التضييق على جمعيات النفع العام. متابعة قراءة أوراق حدس .. خلط متعمد أم أزمة داخلية!