مبارك الدويلة

خلط الأوراق

البيان الذي أصدره مجلس الوزراء بالأمس بشأن اتخاذ تدابير حازمة لضبط أمن البلد واستقراره، هو ردة فعل واضحة على الأحداث التي صاحبت حبس مسلم البراك، وما صاحب بعضها من اعمال عنف، استنكرها الجميع، سواء من بعض الشباب المشارك في المسيرات، او من جهة بعض رجال الأمن، الذين نرى أنهم بالغوا في استعمال القوة. وأعتقد بأن الحكومة القوية لا بد أن تكون لهجتها أيضاً قوية إن أرادت فعلاً أن تحافظ على أمن البلد واستقراره! لكن شريطة ألا يكون هناك إفراط ولا تفريط! فالمسيرات مثلاً، السلمية منها أو العبثية، أثبتت الأيام عدم جدواها، بل إن أثرها السلبي كبير وضار على مسيرة العمل الوطني الإصلاحي! ولاحظنا كيف يتم الإعلان عنها باجتهادات فردية من جهات ليس لها حضور في الساحة الشعبية، ثم تضطر بقية القوى الأخرى إلى الاستجابة خوفاً من التفرد في موقف سياسي أقرب ما يكون إلى التخاذل! متابعة قراءة خلط الأوراق

سامي النصف

حرب البشر والشجر والحجر في غزة!

لن نتكلم عما هو معروف بالضرورة من وحشية آلة الحرب الإسرائيلية في حربها على القطاع ولا يمكن تباعا القبول بمن يدعى أنه فوجئ بحجم الرد، ولكن هل يصح ان يبقى مصير الملايين في غزة رهنا بعمليات لا يعرف أحد من يقوم بها ولا الهدف منها كحادثة خطف وقتل الشبان الثلاثة التي اعطت المبرر والذريعة للحرب اللاحقة وحدت من التعاطف الدولي مع الضحايا.

****

وكالعادة نلحظ تكرار الظاهرة المميتة المتمثلة في تغييب صوت الحكمة والعقل والاستماع لمدغدغي العواطف من المتشددين بمختلف توجهاتهم ممن يبقون في منازلهم ووسط أبنائهم دافعين بالآخرين لمواصلة الحرب أو المجزرة غير المتكافئة في غزة لآخر بشر وشجر وحجر فلسطيني، ووصم من يطالب بالتعقل لحماية الأبرياء بأنه ينتمي للصهاينة العرب حسب قولهم وليت المتشددين جعلوا من أنفسهم قدوة في العطاء وبذلوا القليل من أموالهم لا أنفسهم الغالية بدلا من الصياح والصراخ وتخوين الآخرين.

****

وقد ظهر على احدى الفضائيات شاب فلسطيني ذكر أنهم تلقوا اتصالا إسرائيليا بإخلاء منزلهم خلال 5 دقائق كونه سيتعرض للقصف إلا أن اهله بقوا فيه كوسيلة لمنع هدمه الذي تم فقتل الساكنون، والحقيقة أن المباني التي تهدم في القطاع كالأرواح التي تزهق لا يمكن عودتها لضيق ذات اليد ولطبيعة الحصار الذي يمنع دخول مواد البناء حتى اننا في زيارتنا الأخيرة لغزة بعد سنوات من الحرب عليها عام 2007 وجدنا أن المصانع التي دمرت والمزارع التي جرفت مازالت على حالها لاستحالة البناء دون توافر مواد البناء من اسمنت وحديد وجرارات زراعية…إلخ.

****

آخر المحطة:

1 ـ استمعت ومعي جمع من الإسلاميين ورجال الخير الكويتيين للرئيس إسماعيل هنية في غزة وهو يشتكي مر الشكوى ممن لا يقدرون عواقب العمليات التي يقومون بها دون إذن ضد إسرائيل مما يعطيها المبررات التي تحتاجها لتدمير القطاع وزيادة الحصار عليها.

2 ـ نرجو ألا تكون صواريخ القسام كحال صواريخ صدام أي تكتفي بدغدغة المشاعر دون ضرر حقيقي إلا على مطلقيها ممن يصبحون في مرمى الأسلحة الحقيقية التي تطلق عليهم كرد فعل.

3 ـ في القطاع توجد 18 منظمة فلسطينية لا يعرف أحد من يقف خلفها إلا أن كثيرا منها مرتهن قراره وفعله بدول أخرى تأمره فـ… يطيع وهؤلاء هم سبب المشاكل المتكررة ومنها الإشكال الأخير.

حسن العيسى

تحية لحكم القانون

ليتك يا شيخ تنورنا وتضيء عقولنا البسيطة عن "المخطط الكبير الذي كان يحاك للكويت"، الخطاب موجه هنا للشيخ محمد خالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الذي تحدث في لقاء بهرجة و"تزهلق" إعلاميين لتلميع الذات "بغبقة" ممثلي القمع من أصحاب البدل الزرقاء المموهة والمطاعات الألمانية وهم القوات الخاصة! اشرح لنا يا شيخ عن "المخطط الكبير" الذي كان يهدد الدولة في تجمع المسجد الكبير حين تظاهر بعض الشباب من أبناء الوطن بتعبير سلمي هادئ مفصحين عن رفضهم للتعسف في ممارسة سلطة الاعتقال والحجز للنائب السابق مسلم البراك.
بوهم إعلامي ساذج لـ"المخطط الكبير" تم ضرب الشباب بلا رحمة، وتم تهشيم رأس الهاجري، وسالت دماء عدد من الأبرياء المتجمعين، وحدث أن وضع أحد ضباطكم الكبار حذاءه على رقبة أحد المتظاهرين، وضربه مع توجيه عبارات تحقير ماسة بكبريائه، طبعاً من غير قول آخر كان ضباطكم وشرطتكم ينفذون "حكم القانون" حين تجمع الشباب وتظاهروا دون الحصول على ترخيص مسبق! وبالتأكيد ان مثل تلك التجمعات تمثل "مخططاً كبيراً يحاك ضد الكويت" وينفذه مواطنون مشاغبون مثل عباس الشعبي أو محمد جاسر الجدعي وغيرهما من مواطنين تم اعتقالهم وحبسهم احتياطياً، ربما ليتعبدوا في العشر الأواخر في سجونكم، مثلما ينصح محمد خالد الصباح في غبقة حراس الأمن والعين الساهرة على تطبيق حكم القانون.
كم تغيظني عبارة "تطبيق حكم القانون" حين أسمعها منكم، من ناس طبقوا "الشرعية" وأعملوا نصوص الدستور عام 76 حين حل المجلس، ثم تمت إعادة توزيع الدوائر حسب قواعد التفتيت القبلي والطائفي، كنقيض أهوج ضد "الوحدة الوطنية" التي تتشدقون بالحديث عنها بالأمس واليوم، وبحكم العادة المتأصلة في خطابكم السياسي، ثم، مرة بعد مرات ومن غير حساب أعملتم حكم الشرعية الدستورية بحل مجلس 85، وحركتم بعدها جحافلكم الأمنية في تجمعات دواوين الاثنين عام 89، نعم كنتم تطبقون حكم القانون بالأمس، مثلما طبقتموه في قضايا استثمارات إسبانيا والناقلات بعد التحرير، وليمتد العمر بنا وبكم لقضايا الإيداعات المليونية وشيكات "كبت أمي"، ثم تفصيل المناقصات والعطايا على قد المقامات السامية ثم محسوبيات توزيع أراضي كبد، وبعدها اليوم نسمع إشاعات أم حقائق عن هبات مزارع الوفرة… نعم كنتم تطبقون حكم القانون، ولا أعرف أين أبدأ وأين انتهي حين نتحدث عن تاريخ الدولة ومبدأ المشروعية الدستورية وحكم القانون؟ ولن تكفي صفحات هذه الجريدة لنشره… كم هو مثير حكم القانون في وطني الذي تعجز عن حمله البعارين… فقد وصلنا إلى الكمال لله الحمد بفضل إدارتكم للدولة… شكراً لكم.

احمد الصراف

من يكلم من؟!

“>من الأفضل أن أسير منفردا، عن أن أكون مع جموع غفيرة تسير في الاتجاه الخاطئ!
***
نصح وزير الإعلام والشباب، نصح الشباب، بما يشبه التحذير، بقراءة ما يحدث في دول الجوار. وقال ذلك في سعيه لحثهم على الامتناع عن التظاهر والتجمع! وهذا جميل، ولكن لماذا لا يقوم معاليه، أو سعادته، وزملاؤه الوزراء وتاليا رئيس الحكومة بقراءة ما حدث في دول كثيرة في العالم، بما في ذلك دول الجوار، بدلا من الاكتفاء بمخاطبة الشباب؟ فمن الصعب جدا تجاهل أو التقليل من أهمية وخطورة الأسباب التي دفعت الامور لحالة الهيجان والغضب التي سادت شوارع الكويت مؤخرا، والتي لا تعود أسبابها إلى حبس النائب السابق مسلم البراك، بل لحالة التسيب وعدم الحزم في تطبيق القوانين، ورفض الاقتصاص ومحاسبة المفسدين وسراق المال العام! فعملية حبس النائب السابق لم تكن إلا القشة التي اشعلت نيران تلك العاصفة. ولو كانت الحكومة، أو السلطة جادة في محاسبة المفسدين لما كان هناك صوت مسلم، ولا غيره مرتفعا، ولا حتى كان هناك مسلم أو غيره، فهذا الرجل، بما كسبه ويكسبه من زخم سياسي لا يعود حتما لعدالة ما يطالب به، بل لما وفرته الحكومة، له ولغيره، من أسباب الخراب، هذا غير تردي أدائها، وانتشار الفساد السياسي الذي سمح بالتغاضي حتى عن شراء ذمم بعض نواب المجلس ومشرعي الأمة بملايين الدنانير المسروقة من المال العام، فأي فضيحة أو مصيبة اكبر من هذه؟
وبالتالي، نعتقد أن تحذير معالي وزير الشباب يجب ان يتجه لشخصه ولشخص زملائه، ورئيس الحكومة، قبل اتجاهه للحراك الشعبي الذي لسنا من مؤيديه حتما، ولكننا نتفهم الكثير من دوافعه، ولسنا بغافلين عن السيرة المشبوهة للبعض ممن يقفون وراء هذا الحراك. كما لا يفوتنا هنا التذكير بأن وزير الشباب لم يفعل شيئا للشباب، منذ ان تولى منصبه وأصبح وزيرا لهم. فحالة السئم التي يعيشونها، والفراغ الذي يعانونه، واليأس من اصلاح الأوضاع في تزايد مستمر، وليس في الأفق أي خطط لجعل حياتهم أكثر إشراقة وأكثر إبداعا، فالحكومة كما لو كانت ضد كل إبداع شبابي أو ثقافي، في غمرة انشغالها بكل ما يضيق الخلق ويسد النفس.
نعم الكويت ليست سوريا ولا العراق ولا اليمن أو ليبيا، ولكننا لسنا بعيدين عن أن نكون من السائرين نحو نفقها المظلم نفسه! وقد تكون أحوالنا اليوم، كما يقول البعض، في خير ونعمة، ولكن هذا الخير وتلك النعمة كانا يوما ما موجودين في مصر والعراق وسوريا وليبيا وحتى اليمن، ولكن بفضل السياسات الفاشلة، والنهج الديكتاتوري في تلك البلدان، فقدت تلك النعمة واضاعت تلك الرفاهية وغاب الخير من حياتها، فهل نتعظ ونعرف كيف نخاطب انفسنا ونعدل أوضاعنا قبل ان نخاطب الآخرين وننصحهم، ونطالبهم بضبط النفس.
ملاحظة: يقول الحكيم الإنكليزي: إنني لم اقتل إنسانا من قبل، ولكني قرأت، بسعادة بالغة، كثيرا من كلمات الرثاء.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com