لا يمكن ان تخلق الارحام الدولية المعادية للأمة العربية تنظيما مثل «داعش» دون ان تستفيد منه الفائدة القصوى، لذا فمما احصينا من فوائد لـ«داعش» لخالقيه ومؤسسيه يمكن تلخيصه في الآتي، وهو غيض من فيض:
1 ـ فتح «داعش» المجال للاستقلال القريب لكردستان بعد ان اعطى البيشمركة الذريعة للاستيلاء على كركوك بحجة حمايتها من الارهاب وقطع الرقاب الذي يمثله «داعش».
2 ـ فكك «داعش» سورية والعراق وخلق الفتن الدينية و الطائفية فيهما تمهيدا لتقسيمهما بعد ان كانت المسألة خلافات بين الحكومات والمعارضة.
3 ـ أعطى الذرائع لقتل الشعب السوري بحجة محاربة ارهاب «داعش» الى حد بات العالم يشهد فيه رمي البراميل المتفجرة على المدنيين دون ان يرف له جفن!
4 ـ منح «داعش» المبرر الاخلاقي والديني لدول واحزاب للتدخل في الشأن السوري، حيث لم يعد ما يحدث يفسر على انه ثورة شعبية اخرى ضد النظام او قتل النظام لشعبه، بل اصبح ما يحدث هو حرب على ارهاب «داعش».
5 ـ تسببت جريمة «داعش» الطائفية الشنعاء في الموصل في تحول الحرب هناك من صراع حكومي ضد العشائر الى حرب حكومية وشعبية مبررة ضد.. ارهاب «داعش».
6 ـ منح «داعش» القوتين الكبيرتين في العالم المبرر للتدخل ووقوف روسيا مع الحكومة السورية واميركا مع الحكومة العراقية ضد المعارضة السياسية في البلدين.
7 ـ تسببت جرائم «داعش» الكبرى في سورية والعراق في توقف وانحسار الدعم الخليجي الحكومي والشعبي للمعارضتين السورية والعراقية.
8 ـ كما تسبب تسيد «داعش» وجرائمه للمشهد الاعلامي العالمي في توقف الدعم الاوروبي والآسيوي والعالمي وبدء ملاحقة الشباب المسلم في بلدانهم.
9 ـ ساعدت افعال «داعش» وقبله منظومة الزرقاوي والقاعدة على تشويه صورة الاسلام بالعالم وتغييب الضمير الانساني العالمي عن الجرائم التي ترتكب بحق شعوب المنطقة التي باتت الشعوب الوحيدة الحاضنة للارهاب.
10 ـ قام «داعش» بتدمير تراث انساني ضخم لا يعوض في المناطق المنكوبة التي احتلها بحجة انها تماثيل وأضرحة.. الخ، رغم ان بعضها كان موجودا ابان زمن الخلفاء الراشدين ومن اتى بعدهم من دول اسلامية دون ان يمس.
11 ـ يساهم «داعش» بفاعلية شديدة في تقسيم دولنا العربية تحت شعار الرغبة في توحيدها وإزالة الحدود بينها وكأنه يستكمل ما كان يقوم به حزب البعث «الوحدوي» في الشام والعراق.
12 ـ مهد «داعش» الارضية لأعمال تفجيرات واغتيالات مستقبلية في الدول الخليجية والعربية الاخرى لضرب الطوائف بالطوائف والاعراق بالاعراق تمهيدا لـ «بلقنة» المنطقة والدول وخلق فوضى غير خلاقة فيها.
***
آخر محطة: 1 ـ اذا قبلنا بمقولة من يدعي ان الاسلحة الثقيلة والاموال الوفيرة المتوافرة لدى «داعش» هي غنائمه من الاعداء، فمن اين حصل «داعش» على عشرات الآلاف من اعلامه السوداء وكلماته المطبوعة البيضاء مختلفة الاحجام؟ الخوف الا يكون حصل عليها من.. الاعداء كذلك!
2 ـ يكون الانسان في أوج ضعفه ابان سجنه حيث تسهل عمليات الترهيب والترغيب والتعذيب معه، أليس مستغربا حقيقة ان اغلب القيادات الثورية التي ادت بالامة الى المهالك ومنها البغدادي والزرقاوي والظواهري وصدام وغيرهم هم خريجو السجون؟!