كلنا يعرف الحكاية التراثية حول الدب الذي قتل صاحبه الفلاح بحجة أنه يحبه، بعض علماء الاسلام يقومون بالشيء ذاته عندما يصرون على وضع الإسلام دون غيره من الأديان في موقف المتعارض مع حقائق العلوم الثابتة، ومن الضارين بالإسلام من يزايدون من العلماء والأطباء على رحمة رب العباد فيفتون على الشاشات والإذاعات دون فحص بضرورة صيام أصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة التي يهدد عدم الالتزام الصارم بنظامها الغذائي والدوائي حياة المريض، وبالطبع لو أتاهم مريض في غير شهر رمضان وذكر لهم أنه لا يأكل ولا يشرب ولا يأخذ الدواء من الصباح حتى المساء لقالوا له إن ذلك انتحار وان الدين يطلب منه ألا يلقي بنفسه للتهلكة.
***
وكلنا يذكر العالم الجليل الذي أفتى بحرمة نقل الأعضاء كون الابتلاء بالمرض حسب قوله هو دعوة من رب العباد للمريض لملاقاته، فكيف يصح للعبد تعمد تأخير لقاء ربه عبر نقل الأعضاء لإطالة حياته؟!، إلا أن العالم ذاته، رحمه الله، ما إن أصابه المرض وهو في منتصف الثمانينيات من العمر حتى جزع، وأرسل بطائرة خاصة للعلاج في لندن متمسكا بالحياة التي يدعو الآخرين الى عدم التمسك بها كحال شيوخ «فتاوى الدم» الذين يدعون الآخرين للجهاد والاستشهاد وملاقاة الحور العين ويتخلفون ويزوجون أبناءهم بنساء الأرض لا حوريات السماء، وقبل ذلك أفتى شيوخ بتحريم اختراع الدش، وذكروا أن البيت الذي فوقه دش لا تدخله الملائكة (كيف عرفوا؟!) ثم أضحت أسطح منازلهم غابة من «الدشوش» كونهم باتوا يقدمون برامجهم على عدة فضائيات في وقت واحد، ولاحقا حرموا اختراع الانترنت ثم امتلأ فضاء الانترنت بمواقع إلكترونية لهم.
***
وأحد أشهر من وضع الدين في مواجهة الحقائق العلمية الثابتة هو عيد الورداني المحامي الذي رشحه البعض لرئاسة مصر، ففي كتاب من 600 صفحة أسماه «قصة الخلق» يستشهد في تفسيره بالآيات لإنكار كل شيء أتى به العلم، فالأرض مستوية لا كروية والشمس والقمر يدوران حولها ولا توجد جاذبية أرضية وعندما تغرب الشمس على كل بلدان الأرض المستوية في وقت واحد (أمر يمكن نقضه بمكالمة هاتفية بين بلد وبلد) فإنها تذهب لمكان في المحيط تبقى فيه حتى اليوم التالي، ولا علاقة بين شروق الشمس والنهار، حيث يمكن حسب قوله واستشهاداته أن تخرج الشمس بالليل ويبقى ليلا، ولله في خلقه شؤون وشجون.
آخر محطة: (1) يرفق الورداني مع كتابه شهادة من إدارة البحوث بالأزهر تقر طبع كتابه وتطلب منه 5 نسخ .
(2) ومم يظهر أن الورداني قد أتى بما لم يأت به الأولون والآخرون معرفته بالعنوان البريدي لـ «إبليس»، حيث ذكر في كتابه أنه يسكن في نقطة التقاء خط الاستواء بخط طول 140 درجة (مكان في المحيط الهادئ رغم أنه لم يحدد 140 درجة شرقا أو غربا) ولا نعلم لماذا لا يتم قصف منزله – منزل الشيطان بالطبع لا الورداني – بالقنابل الذرية كي نتخلص منه ومن شروره؟!