ما بعد الثلاثاء هو المهم، لا الثلاثاء. أو، بصورة أدق وأصفى، ما بعد تجمع الثلاثاء، لا التجمع بحد ذاته.
الحضور مهم لا شك، لكن الأهم هي النتيجة.
ولو حدث ما حدث في الكويت وللكويت في أي دولة يحترم شعبها نفسه، لتسابق الصغار والكبار والصبايا والعجائز والحوامل والمرضى ووو… على الوصول إلى ميادين المدن، ولأغلقت الشوارع والأزقة، ولما بقي كائن حي في بيته، ولحبست الحكومات أنفاسها، ولازدحمت مخارج الطوارئ بالفاسدين الهاربين. متابعة قراءة قلمات
الشهر: يونيو 2014
جنون الشعر وفنونه
يبدو أنني لن أكف عن التعرض للشعر وأربابه وأنواعه، حتى لو أوقعني ذلك في «شر كتاباتي»! منذ صغري وانا مغرم بأغاني عبدالوهاب، ولا أذكر عدد المرات التي استمعت واستمتعت فيها بأغنية «مضناك جفاه»، ومع هذا لم افهم يوما كامل معناها، أو أنها من نظم أحمد شوقي. وعرفت اليوم السبب والمعنى، فهي قصيدة جميلة، وأن شوقي استلهمها من قصيدة للشاعر الأندلسي الحصري القيرواني (1059-1029م) التي يقول فيها:
يا ليل الصب متى غده **** اقيام الساعة موعده
رقد السمار فارقه **** أسف للبين يردده
ويقول شوقي في قصيدته التي يخاطب فيها محب حبيبته ان النوم قد جافاه، وأصبح سقيما، ويئس زواره من شفائه، وترحموا عليه، وهو مشرف على الهلاك إلا أنه لا يريد الحياة من دونها:
مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه **** وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــب. مُعَذَّبُـــهُ **** مَقْــــروحُ الجَـــفْن. مُســـهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًـــــا إ.لا رَمَقًـــــا **** يُبقيــــه عليــــك وتُنْف.ــــدُهُ
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه **** ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه **** ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْع.ـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ **** شَـــجَنًا فــي الــدَّوح. تُــرَدّ.دهُ
كــم مــدّ ل.طَيْف.ــكَ مــن شَـرَكٍ **** وتــــــأَدَّب لا يتصيَّــــــدهُ
فعســـاك بغُمْـــضٍ مُســـع.فهُ **** ولعــــلّ خيــــالَك مُســـع.دهُ
الحســـنُ، حَـــلَفْتُ بيُوسُـــف.ه. **** (والسُّورَة.) إ.نـــــك مُفـــــرَدهُ
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا **** حــــوراءُ الخُـــلْد. وأَمْـــرَدُهُ
جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَك.ــيَّ دَم.ــي **** أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ؟
بينــي فــي الحــبّ. وبينـكَ مـا **** لا يقــــــدرُ واشٍ يُفس.ـــــدُه
إلى آخر القصيدة الرائعة المعنى والصياغة. ويذكر أن شوقي، الذي ولد في أكتوبر 1868 لأب کردي وأم من أصول تركية، كانت جدته لأمه الغنية تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، فتكفلت بتربيته، فأظهر منذ صغره نبوغا أدبيا، وانكب على دواوين كبار الشعراء فمدح الخديوي، ولكن الإنكليز لم يكونوا راضين عنه، فنفوه الى أسبانيا، وعاش هناك تاريخها وتأثر به، فوق تأثره بالأدب الفرنسي، وزادته الغربة تعلقا بوطنه، فاهتم بقضاياه، وعندما عاد الى مصر أخيرا بويع أميراً للشعر، ولا يزال عرش إمارته، بعد 82 عاما، خاليا حتى اليوم!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
الهجرة المعاكسة للعقول
في عام 1968 وأثناء سنوات دراستي في كلية مونز العسكرية في بريطانيا، احتجت لمراجعة أحد المستشفيات التخصصية، ولمفاجأتي كان طبيبي المعالج يتحدث العربية فعرفت أنه من أصل عربي وأن قدومه للعاصمة البريطانية كان حديثا، فسألته عن حياته وإن كان ينوي البقاء طويلا أم العودة قريبا لوطنه، فقال لي: وطني حيث لقمة عيشي.
بقيت هذه الكلمة عالقة في ذهني طويلا، مع كل ما تحمله من تناقضات نفسية وفكرية مع مفهوم الوطن وواقع صعب يدفع بأفضل العقول في عالمنا العربي للاتجاه إلى كافة أصقاع الأرض بحثا عن وطن جديد وفرص جديدة وآمال حقيقية.
لعقود طويلة عانت منطقتنا العربية والكثير من دول العالم الثالث من الدوران في حلقة مفرغة وصعبة من الجهود التنموية، حيث تصرف هذه الدول الكثير من مواردها لتعليم وتخريج الكثير من المهندسين والأطباء والباحثين والعلماء أملا في أن يساهموا في صنع واقع أفضل، ولكن لصعوبة الواقع الذي يجدونه بعد التخرج تهاجر آلاف العقول إلى الدول المتقدمة بحثا عن فرص أفضل، لتبقى أوطانهم تدور في نفس الحلقة، ولتبقى البلدان المتقدمة هي المستفيد الأكبر من أفضل المواهب والعقول القادمة من هذه الدول. متابعة قراءة الهجرة المعاكسة للعقول
زيارة جديدة للقضية الفلسطينية!
أخذنا كفلسطينيين وعرب منذ اليوم الأول للمسألة الفلسطينية عام 1917 مسار التشدد وعدم التفاهم وخيار «كل شيء أو لا شيء» واستمعنا وعملنا بنصح متشددينا ومتطرفينا وهاجمنا وخوّنا عقلاءنا وحكماءنا حتى انتهينا بالهزائم والنكبات وتسليم رقابنا للديكتاتوريات وخسارة الأوطان، بينما قبلت أمم أخرى بحلول وسط كحال جنوب أفريقيا فنهضت وتطورت مقارنة بمثيلتها وجارتها زيمبابوي التي طردت المهاجرين البيض بدل من التعايش والاستفادة فتحولت لأكثر دول العالم فقرا وقمعا.
***
وأحد إشكالات القضية الفلسطينية التاريخية عملية «الأفخاخ المزدوجة أو المتبادلة» حيث تقوم الزعامات الفلسطينية بالمزايدة في مطالبها لحدود اللا معقول رغم ضعف إمكانياتها فيرغمون الزعامات العربية بالتبعية على مزايدة مماثلة كي لا يتهموا بالتهاون وخيانة أصحاب الأرض، إلا أن ذلك التشدد العربي يمنع أهل القضية من القبول بحلول واقعية تتكفل بإنهاء معاناتهم مثل حلول اللجان الملكية البريطانية عام 37 والأمم المتحدة عام 47 وبادرة الرئيس بورقيبة المسماة «خذ وطالب» عام 65 وكامب ديفيد السادات عام 78 وجميعها فرص ضاعت بسبب المتشددين وعمليات المزايدة المتبادلة.
***
وللمعلومة قضية الهجرة والاستيطان «إحلال شعب محل آخر» رغم قسوتها ليست فريدة كما يشاع بل أمر كثير الحدوث في أوروبا بسبب حروبها المستمرة وآخرها الحربان العالميتان حيث نزحت الشعوب المهزومة أو التي حالفت الطرف الخاسر من شرق ووسط أوروبا ودول البلقان وألمانيا وپولندا والتشيك بل إن إشكال إيرلندا الشمالية الشهير لمن يتعمق فيه ليس إشكالا طائفيا بل بين إيرلنديين كاثوليك وبروتستانت قدموا من اسكتلندا وأصبحوا إيرلنديين أي صراع آخر بين أهل الأرض والمهاجرين.
***
ورأى قادة ومفكرون فلسطينيون وعرب بداية القرن الماضي أن هجرة اليهود المضطهدين في روسيا وأوروبا إلى المنطقة العربية قد يكفل بتطورها والنهوض بها (رفض العرب للهجرة اليهودية جعلها تتجه لأميركا وتساهم في نهضتها العلمية والاقتصادية)، كما كتب لورنس العرب عام 1920 أن الدول العربية وبمساعدة اليهود المهاجرين من أوروبا ستصبح متطورة علميا وتكنولوجيا وستنعم شعوبها بالثراء وستتوحد دولها كونفيدراليا وسبق لليهود أن ساهموا مع العرب في نهضة الأندلس أكثر ممالك أوروبا تطورا وحضارة.
***
أخيرا.. تبقى الحاجة الماسة بعدما يقارب المائة عام من المعاناة الفلسطينية والعربية والعزلة الإسرائيلية الى إيجاد حلول واقعية مبتكرة لا يقودها المتشددون من الطرفين بل يرسمها الحكماء والعقلاء لإنهاء هذا الإشكال إلى الأبد على قاعدة الربح ـ الربح كي يسود سلام حقيقي المنطقة وتبدأ عمليات تطبيع وتنمية اقتصادية كي تلحق المنطقة بدول شرق آسيا وغرب أوروبا وأن نصل متأخرين مائة عام خير من ألا نصل أبدا!
***
آخر محطة: 1 – لو أن هيرتزل كما ذكر المفكر يوري أفنيري اختار باتاغونيا وهي أجمل أرض شاهدتها في حياتي وطنا قوميا لليهود واستقبلهم أهل الأرجنتين المتسامحون كما استقبلوا قبلهم المهاجرين العرب ثم نهضت بالتبعية أميركا اللاتينية بسبب تلك الهجرة لتحسر لربما البعض منا كوننا لم نستقبل أبناء العمومة ممن كانوا يضطهدون في أوروبا بسبب اعتبارهم شرقيين!
2 – أما نحن وحتى دون قضية فلسطين فكنا سنختلق ألف قضية بديلة نختلف ونتنازع حولها.. لألف عام!
دارون ومولر والإنسان القرد
يعتبر العالم الإنكليزي شارلز دارون، أحد أهم الشخصيات في التاريخ البشري. وأحدث كتابه في «اصل الأنواع» ثورة في عالم الأحياء، وهزة عقائدية عميقة في الكنيسة. وكانت أكبر التحديات التي واجهت نظريته بعدها بسنوات طويلة ما توصل اليه العلم في اواخر القرن الماضي عن دور الحمض النووي في الوراثة genetics حيث أصبح بالإمكان إخضاع النظرية المثيرة للجدل لاختبار حاسم يثبت صحتها أو فسادها.
فمن المعروف أن كل خلايا الكائنات الحية تحتوي على كروموسومات، وهذه عبارة عن قطع كثيفة من الحمض النووي DNA، وهي الوعاء الذي يحتوي على صفات الكائن الحي. فخلال عملية التكاثر البشري وغير البشري، تتضاعف كروموسومات كل واحد من الوالدين، لدى الجنين، وتختلط أجزاؤها وتتكون كروموسومات جديدة لديه. ومن أكثر المواضيع حساسية في نظرية أصل الأنواع ذلك الشق المتعلق بموضوع السلف المشترك بين القرد والإنسان، خاصة بعد أن أثبت العلم اختلافا بين عدد كروموسومات القرود العليا، كالشمبانزي والغوريلا، التي لديها 24 زوجا والإنسان الذي لديه 23 زوجا فقط. ولو كان الإنسان والقرد من أصل مشترك، كما يقول معارضو نظريات دارون، لكان من المفترض ان تتساوى أعداد كروموسومات الطرفين.
وفي شهادة شهيرة أدلى بها العالم مولر Muller أمام إحدى المحاكم التي شكلت للبت في هذا الموضوع الجدلي، وإيجاد تفسير علمي للتناقض في عدد الكروموسومات لدى الإنسان والقرد، قال ان العلماء اكتشفوا من واقع ماضي الإنسان التطوري المدفون في الكروموسومات التي يحملها كل البشر بأن في طرفي كل كروموسوم علامات وراثية خاصة، أو قطعا من الحمض النووي تسمى تيلوميرز Telomeres، وفي الوسط نجد علامات وراثية أخرى تسمى قسيما مركزيا Centromeres، ولو أن طفرات حدثت أثناء التطور البشري وتسببت في انصهار كرموسومين مع بعضهما فإننا يجب أن نجد أدلة في تلك العلامات الوراثية بحيث أن التيلومرز لا توجد فقط في أطراف الكروموسوم بل وفي الوسط ايضا، وأن نجد في الوسط أيضا قسيمين مركزيين بدلا من واحد. وبعد التجربة العلمية، التي حبس مؤيدو نظرية دارون أنفاسهم خلالها، تبين أن الكروموسوم رقم 2 يحمل جميع علامات انصهار الكروموسومين، التي تنبأ بها العلماء، بفضل فكرة السلف المشترك، وكلها موجودة في الكروموسوم 2. وهكذا قام علم الوراثة الحديث، وعلوم البيولوجيا الدقيقة، بتأييد نظرية دارون في التطور، وفي أعظم وأدق التفاصيل. كما تبين أنه كلما اقتربت الملاحظة من تفاصيل الجينوم البشري أكثر كانت الأدلة أقوى.
* * *
• ملاحظة:
عندما كتبت مطالباً من لاكت الألسن في سمعتهم المالية، ومصادر ثرواتهم، حذرني البعض من أن محاولتي مع هؤلاء الذين نجحوا في تحقيق كل ما حققوه بسبب وقوف أحزاب ومنظمات دولية معهم، سيستعينون بها وبالوسائل المشبوهة نفسها للرد عليّ، ولكني سأسير في الطريق وحيداً، عند عودتي من الخارج.
أحمد الصراف
الغاز العراقي أو الإيراني.. والاستثمار
مفاوضات استيراد الغاز الإيراني بدأت منذ عقد كامل وامتدت الى الأسبوع الماضي دون جدوى وعلى نفس المنوال، مباحثات الكويت مع العراق حول الاستفادة من أنابيب الغاز المنشأة من قبل 1990 ورغبة الكويت في استيراد الغاز العراقي لم تجد لها استجابة فما العمل؟
في كلتا الدولتين يعتبر الغاز ورقة تفاوض سياسية ومرهون بمصالح سيادية قبل ان تكون اقتصادية، لذا تجد الغاز الإيراني متوافرا للتصدير الى تركيا والى عمان والغاز العراقي ليست له أولوية لدى العراق لرغبة العراق في زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط واستعادة مركزه في السوق النفطي الى مستوى 3 الى 4 ملايين برميل خصوصا في ظل عدم وجود سقف من «أوپيك» يحدد إنتاجه اليومي. متابعة قراءة الغاز العراقي أو الإيراني.. والاستثمار
التفاتة خارج العشة!
يحدث أحياناً أن يحك الكاتب رأسه بحثاً عن موضوع يستحق الكتابة عنه، ويحدث أحياناً أن تمطر السماء فوق رأسه مواضيع لا حصر لها، فيحك رأسه ورقبته حيرة.
وتفلت منك التفاتة إلى الشأن السوري، وانتخابات الرئاسة التي جرت فوق جثث الأطفال، فتعيد التفاتتك إلى مجاريها، أو إلى الشأن الكويتي، فتفلت التفاتة أخرى إلى مصر، وعدد ناخبي حمدين صباحي، فتضحك وتبكي، وتنهر التفاتتك وتعيدها إلى موطنها، فتفلت ثالثة إلى الشأن الليبي وحفتر الذي طالبه أحدهم بتفجير قطر، ورابعة إلى الشأن التونسي، وخامسة إلى الشأن اليمني، وسادسة إلى الشأن الجزائري، وسابعة إلى الشأن الإيراني، وتابعيه الشأن العراقي والشأن اللبناني، فتطارد التفاتاتك لتمنعها من الخروج من الكويت، كما تطارد الدجاج الهارب من عشته. متابعة قراءة التفاتة خارج العشة!
67.. الكارثة ليست باحتلال الأراضي!
كانت إسرائيل قد بدأت استعدادها لحرب صيف 1967 منذ انتهاء حرب السويس عبر التمرن على ضرب الطائرات المصرية على الأرض في تكرار طبق الأصل لما حدث عام 1956، فتحويل العدوان الثلاثي الى انتصار منع محاسبة قائد سلاح الجو صدقي محمود وزمرته على قصورهم، وقام الاسرائيليون بتجارب على كمية المياه التي يحتاج إليها الجندي في أجواء سيناء الصيفية، فاكتشفوا انها 5 ليترات لا ليترا واحدا كما هو الحال لدى الجانب العربي، لذا يقال ان من استشهد في تلك الحرب من العطش اكثر ممن قُتل بالرصاص، كما تم تطوير الدبابات الانجليزية التي تملكها اسرائيل وقدراتها وعززت اسرائيل جنازيرها واحضرت رمالا من سيناء لمعرفة ضغط العجلات المناسب لسيارات النقل والجيب كي تبقى متحركة عندما تتوقف مركبات الخصوم بسبب التغريز في رمال سيناء الناعمة.
***
في صباح 5/6/1967 كان في سيناء جيشان متواجدان فقط هما الجيش المصري والجيش الكويتي الذي حدد له الخط الاول للمواجهة مع اسرائيل في غزة، وقدم الجيش الكويتي على العريش حيث استقبلته الجماهير كما يذكر د.ظافر العجمي بهتافات «يا صباح يا حبيب موعدنا في تل ابيب» وكان هذا توقع العرب جميعا، ويقصد بصباح أمير الكويت آنذاك، وكانت تحلق فوق سيناء في تلك الأثناء طائرة رئيس الوزراء العراقي برفقة المشير عبدالحكيم عامر، ما أدى الى ايقاف عمل الدفاعات الجوية وتسهيل عمل الطائرات المغيرة.
وبعد الهزيمة أبقت الكويت جيشها على الجبهة المصرية، حيث شارك في حربي الاستنزاف و73 المجيدة، وسقط منه عشرات الشهداء، كما تم ارسال جيش كويتي آخر الى الجبهة السورية اضافة الى الدعم المالي الذي تكفلت به الكويت طبقا لقرارات قمة الخرطوم 1967. وفي هذا السياق بدلا من ان يقدر ويثمن القومجي الزائف صدام حسين ذلك الموقف المشرف للكويت وجيشها المحتشد على جبهتين، قام بخسة بالغة في 20/3/1973 بهجوم غادر على الجيش الكويتي في موقعة «الصامتة» مستغلا التسهيلات التي قدمتها الكويت لجيشه منذ عام 1969 لحماية ميناء أم قصر العراقي من أي هجوم، وهو بهذا يدعو الكويت الى سحب جيشها من الجبهتين المصرية والسورية لمجابهة جيشه، وكأن هذه هي القومية الحقة وإلا فلا..
***
آخر محطة: (1) الكارثة الكبرى لحرب 1967 ليست احتلال أراضي 3 دول عربية، بل في استغلال حالة الاحباط العامة للقيام بسلسلة انقلابات في العراق 1968 وليبيا 1969 والسودان 1969 وسورية 1970 والتي كان لها الاثر المدمر على الأمة العربية.
(2) إحدى فضائح حرب 1967 كشف اسرائيل لشريط صوتي بين عبدالناصر والملك حسين، يطلب فيه الاول من الثاني اصدار بيان مشترك كاذب عن مشاركة أميركية ـ بريطانية في العدوان على مصر، ويظهر من خلال المكالمة جهل عبدالناصر الشديد بالتواجد العسكري الغربي في شرق المتوسط.
(3) وكانت كذبة أخرى في خطاب التنحي الشهير قد ذكرت أن العدوان على مصر أتى من الغرب، أي من القاعدة الاميركية في ليبيا وليس من الشرق، ما تسبب في النهاية في اسقاط حكم الملك التقي النقي ادريس السنوسي واستبداله بإبليس البشر.. معمر بومنيار!
نعمة الحرية الإسرائيلية
ورد في موقع جريدة هآرتس الإسرائيلية، وعلى لسان جدعون ليفي بتاريخ 20 مارس 2014، وبعد أن ألحقت روسيا القرم بها، النص التالي: يبدو أن ضم القرم لروسيا مشكلة، ولكنها اخف وطأة من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية!
هذه القدرة على قول أي شيء، من دون خوف، وهذه المساحة من حرية النشر والمعرفة، هي التي تفصلنا حضاريا عن إسرائيل.
***
تضرب الجذور التاريخية لغالبية الدول العربية عميقا، وبشكل مثير. كما تمتلك غالبيتها بترولا ومعادن ثمينة ومواقع سياحية مهمة وشواطئ جميلة وآثارا وكل ما يغري بالسياحة والاستثمار والتقدم والازدهار، ولكن جميعها فشلت في تحقيق شيء ملموس على أرض الواقع، لا في الصناعة ولا في التجارة ولا حتى في مجال الحلويات، باستثناء شركة واحدة! كما لا توجد، مثلا، شركات عربية مدرجة في بورصة نيويورك، فكل ما كسبه العرب من تريليونات سهلة وشبه مجانية من بيع البترول لم تساهم في خلق ورشة عمل واحدة، أو مختبر عالمي أو شيء ملموس، غير «الأرب أيديل» مثلا! في الوقت الذي توجد فيه شركات إسرائيلية عدة مدرجة في البورصات العالمية، وهو أمر فشلت في تحقيقه 22 دولة يزيد عدد سكانها على 300 مليون بكثير، ومجموع سنوات «حضاراتهم» يتجاوز 20 ألف سنة.
قامت شركة «إنتل» الأميركية العملاقة للكمبيوتر، كما تردد اعلاميا، بشراء كامل تقنيات شركة «جنجر سوفتوير» الإسرائيلية مؤخرا بمبلغ كبير، علما بان الشركة الإسرائيلية ليس لديها مال ولا جمال ولا عمارات ولا أصول، بل مجرد حسب ونسب في تقنيات ونظم الاتصال الهاتفي.
إن التقدم والازدهار لا يمكن أن يحدثا هكذا، فمناخ الحرية هو الذي يشجع عليها، ولكن طالما أن غالبية الحكومات العربية معنية أولا وأخيرا بالمحافظة على «استقرارها» وبقائها في الحكم، وليس من بين اولويتها، إن وجدت اصلا، تطوير أوطانها، فإن فجر الحضارة والتقدم في بلادنا لن يأتي أبدا!
ملاحظة: حكم على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (ايهود أولمرت) بالسجن وتم تنفيذ الحكم به، فكم رئيس وزراء في دولنا العربية سيسجن لو طبقت عليهم المعايير الأخلاقية نفسها؟
أحمد الصراف
«فزّاعة».. أحمد!
ا يخفى على أحد العلاقة «المميزة» التي تجمع ناصر المحمد بأحمد الفهد، ومقدار «المودة» التي يكنها كل منهما لابن عمه.لذا، لم يكن غريبا ان يقرأ الناس الأحداث الحالية في هذا السياق.
وأيا كانت الأسباب التي دفعت بالفهد لانذار رئيس مجلس الوزراء، فاننا لن نقف مع طرف ضد آخر، حتى تتبين لنا، بالأدلة القاطعة، الجرائم التي تم ارتكابها أو التخطيط لها، سواء فيما يتعلق بالمساس بنظام الحكم، أو «نهب» المال العام، أو الرشاوى.. أو ما ذكرته صحيفة موالية لناصر وجاسم، عن «معلومات مؤكدة» ان هناك من سيحاول تشويه سمعة بعض «خيرة القضاة» في الكويت، بأنهم قد تلقوا حوالات مالية ضخمة، تم ايداعها لدى بنوك أجنبية خارج الكويت، وبالأخص في بريطانيا وسويسرا. متابعة قراءة «فزّاعة».. أحمد!