سامي النصف

لهذا السبب خُلق «داعش»!

 

في خضم الحرب الأفغانية خلق تنظيم «القاعدة» المشبوه، ومع انتهائها تم تضخيم اشكالية ما سمي حينها بـ«العائدين من أفغانستان» وكأنهم قوم فقدوا عقولهم ولم يعودوا يعرفون الصواب من الخطأ، ولم يمض وقت قصير حتى عرفنا لماذا خلق تنظيم القاعدة، ولماذا كان الحديث عن العائدين، وكيف دس من دس بينهم.

***

فقد لعب «القاعدة» وأتباعه أدوارا خطيرة في إثارة شعوب الأرض على الإسلام والمسلمين، فمن تفجيرات تقتل الأبرياء في أفريقيا الى مثلها في دول اوروبا واميركا وشرق آسيا، وإظهار صور أتباع تلك الدول وهم ينحرون دون ذنب أمام الكاميرات باسم الاسلام. 

وامتد الدور المخرب للقاعدة وخروجه كتنظيم الزرقاوي الى محاولة تفتيت اوطاننا العربية وتأليب بعضها على بعض كما حدث في العراق عندما استهدفوا ائمة ومراقد الشيعة حتى انتشر القتل والقتل المضاد مما اوصل بلاد الرافدين الى خلق واقع مؤلم هو تقسيمها فعليا الى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية قد تعلن أولاها استقلالها قريبا.

***

ان ما نشهده هذه الأيام في شمال وغرب العراق وشرق سورية هو تكرار لطلقة «القاعدة» الناجحة حيث تستغل الحرب السورية كما استغلت الحرب الأفغانية لخلق تنظيم مشبوه آخر هو «داعش» الذي واصل مشوار القاعدة في اثارة النعرات الطائفية والدينية والعرقية بقصد تقسيم الأوطان العربية كحال سورية والعراق تحت راية كاذبة هي الرغبة في وحدتهم في تكرار لما قام به حزب مشبوه آخر هو «البعث» في البلدين أي التفتيت تحت راية التوحيد.

***

وبدأنا نسمع في الخليج مرة اخرى اخبارا وارقاما مبالغا فيها عن اعداد العائدين من سورية، واعتقد جازما اننا سنرى عاجلا في بعض دولنا الخليجية عمليات اغتيال وتفجير تستهدف قيادات واماكن عبادة احدى الطوائف ثم اغتيالات وتفجيرات عند الطائفة الاخرى بقصد تفجير دولنا الخليجية تباعا، والأمران سيقف خلفهما «داعش» المشبوه وعملاؤه ممن سيسمون بالعائدين من سورية والعراق تطبيقا للمثل القائل «الطلقة الناجحة تستحق تكرارها مرارا» فالحذر الحذر!

***

آخر محطة: (1) سؤال طرح على «القاعدة» بالأمس ويطرح على داعش اليوم وفي الغد: من اين المال والسلاح والتنظيم والتدريب؟ وكيف صح تحالف جماعة تدعي السلفية المتشددة مع البعث العلماني والصوفية المتمثلة باتباع الطريقة النقشبندية؟!

(2) لم يعرف عن شعوبنا العربية الاعجاب بالارهاب أو حب العمليات الانتحارية كحال اليابانيين، لذا فمن اخطر وسائل اثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية في البلدان هو زرع المتفجرات في مركبات الاشخاص دون علمهم ثم تفجيرها عن بعد في الاماكن الدينية والعامة وادعاء ان الفاعل هو استشهادي ثار لطائفته ودينه.

وقد فضح أحد الشباب السعودي تلك الأكذوبة بعد ان نجا منها بأعجوبة!

سعيد محمد سعيد

حوار مع «بو درياه»!

 

ربما يتحول فضاء التخيُل إلى فسحة مواتية بكل إسقاطاته، لهذا اخترت شخصية «بودرياه» الفارسي، الأسطورة التي كانت منتشرة قديماً في الخليج، لكي أتحاور معها علني أصل إلى «شفرة» تكشف اللغز. سألته بادئ الأمر: «هل أنت شخصية وهمية تراثية قديمة جاءت من بلاد فارس، أم أنت حقيقة لا تزال على قيد الحياة ومازلت تبث الرعب والخوف في نفوس أهل الخليج؟».

– بالفعل، أنا شخصية من محض الخيال وفي ذات الوقت أنا حقيقة! أنا أبو البحر! أنا المخيف المرعب. يقول البعض عني أنني شخصية خرافية، ولكن لا عليك منهم، أنا موجود بشحمي ولحمي، ألا ترى أنني المخيف المرعب كما قلت لك أم لا؟».

– بلى بلى. أنت المخيف المرعب حقاً، عدا أنني لست أعرفك سوى من حدود كونك تنتمي إلى عالم الجن والخرافات والخزعبلات. حكايات كثيرة عنك يتناقلها أهل الخليج منذ القدم كونك تثير الرعب وتتعمد إلحاق الأذى بالناس، خصوصاً الذين يعيشون على السواحل. يقولون، ولا أدرى مدى صحة ما يقولون، أنك تستهدف البحر وأهل البحر، وتعتدي على الصيادين وغواصي اللؤلؤ… أليس كذلك؟

– بلا شك، أنا كذلك! خذ يا بني هذه الحقيقة: كنت أتسلل إلى البوانيش والسنابيك وقوارب الصيد بين صلاتي المغرب والعشاء، واستمتع بخطف البحارة ولربما وجدت صياداً نائماً فاختطفته. ههههه. تذكرت أمراً مضحكاً! قالوا عني أنني بعد الاختطاف، ألتهم الضحايا وأغرق القوارب… والله العظيم في حياة أمي وأبوي هذا غير صحيح.

– أها… تعني أنك مظلوم ومفترى عليك؟ وأنك فقط تخطف الصيادين والبحارة ولكنك لا تأكلهم.

– لا، لست مظلوماً تماماً، لكن في المنزلة بين المنزلتين. لا أحب أن يتهمني أحد بما ليس له صلة بما أفعل.

– قرأت عنك شيئاً غريباً، وسمعته من بعض كبار السن، وهو أن الناس في قديم الزمان كانوا يقومون بتكليف مجموعة من الرجال الأشداء لحراسة البحر والساحل والقوارب، ومع ذلك كنت تباغتهم وتهاجم، حتى أن بعض القصص أو المرويات التراثية كانت تشير إلى أن الحراس، حين يشعرون بقرب هجومك ينادون: «هاتو المشارة والجدوم»، أي أنهم يتأهبون للهجوم عليك بالمنشار والقدوم والمطرقة، وربما استخدموا قضبان الحديد أو الخشب فتهرب. تخاف فتهرب في الظلام الحالك رغم أنك قوي كما تقول ويقولون.

– ههههه. هذا صحيح، سمعتهم أكثر من مرة يحاولون إخافتي باستخدام المنشار والمطارق والحديد، لكن ثق تماماً أنني ما هربت يوماً. ودعني أقل لك بأن كل الخرافات والأكاذيب التي تحاك عني هي لا تهمني أصلاً. اسمع يا هذا، من بين ما سمعته عني أنني في بعض الليالي، وفي قلب البحر، أظهر في هيئة رجل يغرق ويطلب الغوث! لا، بل قالوا بأنهم لو أنقذوني وأركبوني إلى السفينة، فإنني سأغرقها بعد أن أقتلهم وأسرق طعامهم ومؤنهم. يا حجي (وين فيني شدة أسوي كل هذا؟)! أها… تذكرت، قالوا أنني خرافة لكي يخيفوا الأطفال والشباب من الذهاب إلى البحر ليلاً حتى أنهم ألزموا بعض الشباب بحفظ آيات من القرآن الكريم لاتقاء شري. ولا أدري، كيف فعلوا ذلك وأين إيمانهم بالله سبحانه وتعالى؟ يحفظون القرآن فقط لاتقاء شري… (إشدعوة). أنا اختطف ولا أقتل. شرير أنا ولكن حبوب ولطيف.

– وفي هذا الزمن، أقصد في عصرنا الحاضر، بماذا تستمتع؟ هل تصر على إخافة أهل الخليج؟ أجاب:

– (والله شوف يا الّلخو)! دعني أكن صريحاً معك. فكما تعلم، ومن علم الانثروبولوجيا إن كنت تهتم به، فلكل شعوب الدنيا خرافاتها وأساطيرها وحكاياتها، والمشكلة أنهم يزيدون ويحطون فيها على كيفهم. ولهذا، فالناس أعداء ما جهلوا. وما أردت قوله هو أنك إن أردت أن تجعلني في حياتك بما أنا عليه (بو درياه المرعب المخيف)، فهذه مشكلتك، وإن اعتبرتني بودرياه الخرافة فقط فهذه أيضاً مشكلتك! عليك أن تعتبرني بودرياه فقط هكذا… دون أوصاف وملامح.

قلت له: والله يا بودرياه الحديث معك جميل، لكنك ستبقى مخيفاً مرعباً. مادامت هناك الكثير من العقول التي يمكن ملؤها بالخرافات والأباطيل والخزعبلات، فأنت بلاشك مهم. لكن على أية حال، لو طلبت منك أن تصارحني بالحقيقة، حقيقتك أنت، حقيقة تلك الأسطورة المخيفة على ضفاف الخليج. اعتبرني صديقك وكاشفني… فمن تكون بالضبط؟

– أخبرك ولا تخبر أحداً بالسر إطلاقاً. أنا بالفعل مجرد خرافة.

استانست الحين.

محمد الوشيحي

طالت وهي قصيرة

أهبل من كان يعتقد أن مسلم البراك يمكن أن يُستدرج ليقع في الحفرة التي يعرف مكانها جيداً، ويعرف عمقها، والتي بالكاد نجا الدكتور فيصل المسلم منها، في حكم المحكمة أمس.
الناس لم تتزاحم في ساحة الإرادة، مساء الثلاثاء الماضي، في هذا الطقس البركاني، كي تستمع إلى الأسماء. لا. الناس، أو قل غالبيتهم، إذا خصمنا عدد المباحث والإعلاميين، جاؤوا ليثبتوا أن جذوة الحراك مازالت مشتعلة. متابعة قراءة طالت وهي قصيرة

سامي النصف

قطر واستضافة كأس العالم

أذكر أنني كنت في جنوب أفريقيا أوائل عام 2010، وكانت هناك شكوك عكستها صحفهم وتصريحات مسؤوليهم حول بقاء مونديال كأس العالم عندهم أو إعطائه للدولة الاحتياط، والتي عادة ما تكون إحدى الدول ذات المنشآت الجاهزة والمستعدة مسبقا.

* * *

لذا يعلم الجميع أن هناك إشكالات متصلة بالطقس والمسافة وعدد السكان.. إلخ تشكل عقبات لا دخل لقطر في أغلبها قد تتسبب حتى في العام الأخير أي 2022 في نقل البطولة الى بلد آخر، وهو أمر تم في السابق، وهو أمر لا يغضب الدولة المستضيفة إن تم عبر قرار عادل غير منحاز، فالبطولة لا تقتصر على 90 دقيقة هي زمن المباريات، بل ان هناك متطلبات أخرى مثل ما هو متاح لقضاء المشجعين بقية أوقاتهم.

* * *

ومن البديهيات أن الشقيقة قطر قد استفادت وبذكاء شديد من خبر استضافتها لكأس العالم حتى الآن، كما أنها لن تخسر إن لم نقل إنها ستربح اقتصاديا من أي إلغاء لاستضافتها البطولة ـ إن نجحت الحملة المنظمة ضدها ـ كونها ستوفر عشرات المليارات التي كانت ستدفع للمنشآت (دفعت البرازيل 14 مليار دولار) دون عائد مقابل بالضرورة نظرا لقلة من سيستخدم تلك المنشآت لاحقا، كما سيبقى اقتصاد قطر قويا كونه قائما على ثرواتها الطبيعية وتحولها الى مركز سياحي ومالي وصناديقها الاستثمارية، وما مداخيل تلك البطولة إن تمت إلا قطرة في بحر عائداتها الأخرى.

* * *

تتبقى قضية مهمة هي الحملة الظالمة التي تشنها الصحف البريطانية على قطر أول دولة خليجية وعربية وإسلامية تستضيف كأس العالم، والواجب أن تقف الدول الخليجية والعربية والإسلامية معها ضد تلك الحملة غير المبررة، فمن يدعي أن هناك رشاوى تدفع «للفيفا» للحصول على الاستضافات، فعليه إثباتا للعدالة والإنصاف أن يشكك كذلك في الاستضافات السابقة واللاحقة، ويطالب بالتحقيق فيها، ولا يقتصر الأمر على قطر، فمن سيأكل الثور الأبيض سينتهي بأكل البقية، والتهمة المعلبة جاهزة!

* * *

آخر محطة: (1) استضافة قطر للمونديال بعد القادم إن تمت ستجعل حضور البطولة متيسرا لأول مرة في تاريخها لحضور شعوبنا الخليجية والعربية والإسلامية لقرب المسافة، كما كان متيسرا للشعوب الأوروبية واللاتينية والشرق آسيوية والأميركية.

(2) نرجو أن تكون استضافة قطر للمونديال عام 2022 قضية تلتف دولنا الخليجية حولها كي يكون ذلك الالتفاف بداية لتصفية الأجواء وحل الملفات الأخرى وإظهار حقيقة ان جلدك لن يحكه مثل ظفرك، والدم لا يصبح ماء!

(3) عندما كنت في البرازيل والأرجنتين الصيف الماضي وجدت أن الجميع يعرف قطر كون اسمها مكتوبا على ملابس لعب ميسي ونيمار لاعبي برشلونة معبودي جماهير الكرة في البرازيل والأرجنتين.

@salnesf

احمد الصراف

دعونا نبتسم

1 – يعتبر مبدأ الغفران والتسامح من أعمدة العقيدة المسيحية. وفي يوم أحد كان القس يلقي عظته، وفي نهايتها وجه سؤالا مباشرا الى رعيته قائلا: من فيكم غفر لأعدائه؟ وهنا ارتفعت أيدي %80 من الحضور، فأعاد القس السؤال ثانية، وبصوت أعلى: من فيكم غفر لأعدائه وسامحهم؟ وهنا أجاب الجميع بالإيجاب، إلا السيد والتر بارنز، فقد بقي صامتا، فوجه القس السؤال له: وأنت يا سيد بارنز ألست على استعداد لأن تغفر لأعدائك ما اقترفوه في حقك؟ فرد الرجل بخشونة واضحة، وسط دهشة الجميع، بأن ليس له أعداء! فتهللت أسارير القس، وقال لبارنز: إن هذا أمر رائع وغير عادي، ما عمرك يا سيدي؟ فقال بارنز: 98 عاما! وهنا وقف الحضور احتراما وتقديرا، وهم يصفقون لهذا الرجل الذي قارب المئة، وليس له أعداء. شجع ذلك القس ليطلب منه التقدم للمنصة ليخبر رعيته كيف استطاع العيش كل هذا العمر من دون أعداء. فقام الرجل العجوز من مكانه بتثاقل، وسار حتى أصبح أمام الجميع وقال بصوت أجش: عليهم اللعنة، لقد ماتوا جميعا، وعشت أطول منهم! وعاد بتثاقل الى مقعده.
2 – دخلت السيدة الستينية الى عيادة صديق وطبيب نفسي واشتكت له من أن زوجها أصبح يمارس العنف ضدها كلما عاد ليلا من الحانة. فقال لها الطبيب بأن هناك طرقا عدة لعلاج زوجها، وأسهلها المضمضة بالماء! فسألته السيدة باستغراب عما يقصد. فقال لها إن عليها، فور سماعها صوت اقدام زوجها، وهو يقترب من باب البيت، عائدا من سهرته، أن تقوم من فورها بتناول جرعة من الماء، وتبدأ بالمضمضة لأطول فترة ممكنة! شكرته السيدة، وخرجت وعلامات عدم الاقتناع بادية عليها.
عادت اليه بعد اسبوع شاكرة نصيحته لأن زوجها توقف بالفعل عن ضربها، وسألته عن سر جرعة الماء، فقال لها الطبيب بأن الماء في فمها يمنعها من الكلام، وكلامها كان هو الذي يدفع زوجها للاعتداء عليها.
3 – أوقف الشرطي سيارة تجاوزت حد السرعة، وعندما اقترب من سائقها وجده رجلا وقورا وكبيرا في السن، وليس شابا أرعن، فسأله عن سبب قيادته سيارته بتلك السرعة، في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟ فرد هذا قائلا: إنه في طريقه لسماع محاضرة، ويريد أن يصل بأسرع وقت! فتساءل الشرطي باستغراب واضح: ومن الذي سيلقي محاضرة في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ فرد الرجل بهدوء: زوجتي في البيت!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

حكاية

جلس في منزله وحيداً بعد أن انفضّ الجمع من حوله، وكيف لا ينفضّ هذا الجمع وهو الذي لم يقم إلا على المصلحة والمال ولا شيء سواهما، وما إن تلاشت تلك المصلحة حتى تلاشوا معها. أخذ يفكر بالأيام والسنوات التي مضت عندما شرع أولاده في تولي إدارة مؤسسته الضخمة رغم قلة فهمهم وإدراكهم، وهو يعلم تمام العلم قلة الفهم تلك، فهو الذي حرص ومنذ نعومة أظفارهم على أن يُستثنوا من كل شيء، فلم يحسن تعليمهم ومكنهم من الحصول على كل ما يشتهون، ولم يقدم لهم سوى قاعدة واحدة للحياة، وهي أن المال هو الوسيلة والغاية وهو الذي يحقق لهم كل شيء. قدم لهم الإدارة دون عناء ليرتاح هو من مشقتها وهمومها، نصحه أصدقاؤه مراراً بأنهم (الأبناء) غير مؤهلين أبداً للإدارة، فهم لم يتعلموا أسسها، فكان يرد عليهم بآية كريمة مغلفة بابتسامة ثقة "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وبعد أن تكرر نصح الأصدقاء وسئم من إزعاجهم استبدلهم بجوقة يقولون ما يشتهي أن يسمعه فقط. كان يشاهد أبناءه وهم يتنافسون على الإدارة دون الاهتمام بتطويرها وتوسيع رقعتها، كان يعتقد أن تلك المنافسة ستجعل أحد الأبناء أكثر استحقاقاً من غيره، متناسياً أن منافستهم كانت ترتكز على السيطرة وليس المحتوى، وشغلتهم تلك المنافسة، وأخذت تستنزف كل موارد مؤسسته التي بناها آباؤه وأجداده. مرت السنوات وازداد طمع الأبناء ورغبتهم في السيطرة على المؤسسة بكاملها، فالأموال تناقصت ولا مجال للشراكة أبداً، ولا بد من أن يقصي أحدهم الآخر متجاهلين مع فورة المنافسة أنه لم يعد هناك شيء أصلاً يتنافسون عليه، فمؤسستهم لم تعد قادرة أصلا على الاستمرار في إشباع أدواتهم التي استأجروها لتعزيز مواقعهم ونفوذهم، فكانت النهاية. تلك الحكاية شبيهة بكثير من الحكايات التي رويت لنا منذ الصغر، مقروءة كانت أو مصورة، وإن اختلفت التفاصيل إلا أن النهاية واحدة، فسوء التصرف يعقبه سوء النتيجة، لماذا لا نتعلم إذاً؟ ما المختلف الذي نتوقعه كنتيجة لسوء التصرف؟ هل يجب علينا جيلاً بعد جيل أن نعيش مرارة نفس الأخطاء كي نتعلم منها رغم علمنا بالنتائج الحتمية مسبقاً؟ لماذا لا نأخذ بنصائح المخلصين؟ ولماذا نسلم من لا يستحق الإدارة؟ ولماذا نلجأ إلى المنافقين ليجملوا لنا أخطاءنا وهفواتنا؟ ولماذا تدور هذه الدائرة دائما دون عبرة تطبق فعلا؟ من لا يستحق الإدارة ينبذ ومن ينصح بصدق يقرّب والمنافق يبعد، تلك هي الأسس والأصول لنتمكن من الارتقاء، ولا بديل لنا عن هذا الطريق قبل أن تنتهي الحكاية.

سامي النصف

نصائح ملك حكيم!

لا يختلف اثنان على حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حيث واصل قيادة المركب السعودي إلى بر الأمان وسط تحديات غير مسبوقة في المنطقة ودون الحلفاء التاريخيين الذين انقلب بعضهم إلى أعداء طبقا للمتغيرات التي حدثت على الساحة الدولية بعد سقوط دول المعسكر الشرقي.

***

ففي رسالة نصح ومودة أرسلها الملك عبدالله لأخيه عبدالفتاح السيسي بعد دقائق من فوزه طلب منه فيها الاستعانة بالقوي الأمين وحذره من بطانة السوء التي تجمل وجه الظلم القبيح غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة فهؤلاء كما أتى في الرسالة التاريخية هم أعوان الشيطان وجنده في الأرض.

واسترسل حكيم العرب طالبا من الرئيس السيسي أن يكون صدره رحبا فسيحا لتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه وفق حوار وطني يلتقي فيه الجميع على أهداف نبيلة وتحسن خلاله النوايا.

وفي نصح الملك عبدالله لأمير الرياض بعد أدائه القسم يطلب منه «الاهتمام بالمواطن السعودي، فهو أول شيء وقبل كل شيء فالمواطن أهم عليك مني، وحق المواطن هو حق لي أنا، وأحثك على الصبر والتأني والتحري عن كل خبر يأتيك والتأكد منه» كما أتى في النصيحة.. وكم من مآس ومظالم تحدث بسبب استعجال المسؤول في اتخاذ القرار قبل التحري والتأكد.

***

وضمن لقاء مصور مع الوزراء يطلب الملك عبدالله ألا يغلقوا على أنفسهم الأبواب أمام العامة، فالجميع خدام الدين والشعب، ثم يحثهم على العمل والجد والاجتهاد وأن عملهم هو أمانة من عنقه إلى أعناقهم، ولا شك أن الحاكم الذي يخشى الله ويحرص على تاريخه كحال حكيم العرب الملك عبدالله لا يمكن إلا أن يكون حاكما عادلا ومنصفا.

***

آخر محطة: في قمة شرم الشيخ حاول الخبيث القذافي أن يتذاكى ويطعن في المملكة بالهمز واللمز والتلميح الذي هو أكثر ضررا من التصريح أمام كاميرات العالم، وعلم الملك عبدالله بحكمته أن السكوت في هذا الموقف ليس حكمة حيث يصبح ما ذكره القذافي من أكاذيب حقائق مثبتة، لذا رد عليه قائلا: «كلامك مردود عليه فالمملكة العربية السعودية ليست عميلة للاستعمار مثلك، من جابك للحكم؟ قول الصحيح من جابك؟ ولا تتكلم ولا تتورط في أشياء لا لك فيها حظ ولا نصيب، الكذب أمامك والقبر قدامك» ولم تمض إلا اعوام قليلة الا والقذافي كما تنبأ الملك عبد الله بن عبد العزيز، في القبر ميتا شر ميتة ذاهبا الى مزبلة التاريخ دون أن يترحم عليه أحد.

احمد الصراف

النسيان أو الخرف

“>النسيان، او الدمنشيا dementia، موضوع مقلق للكثيرين، وخاصة في البداية، ولكن مع مرور الوقت ينسينا النسيان ما اصبنا به، ولكن تزداد في المقابل معاناة الأهل، مع تزايد مرضنا. ومرض النسيان، كغالبية الأمراض، يمكن الوقاية منه، وتأخير قدومه قدر الإمكان، وهذا الاهتمام يجب أن يبدأ في الأربعينات من العمر، او حتى قبلها بقليل، ولا يعني ذلك أن على من هم في سني اعتبار الوقاية متأخرة، فهناك دائما متسع من الوقت لتلافي السلبيات، قدر الإمكان. وهنا ينصح الاطباء باتباع الأمور التالية، إن كنا نود تجنب الإصابة بالخرف، أو على الأقل تأخير قدومه:
1 – أن نكون جزءا من اي تجمع او فريق أو ناد اجتماعي أو صحي، وعدم الجلوس منفردين في البيت. فالوحدة تضعف الذهن بشكل قوي. ويفضل التطوع للقيام بأي عمل إنساني، كالعمل في «بيت عبدالله» مثلا، فنحن بحاجة لأن نشعر بأن وجودنا له أهمية.
2 – كما يجب أن نطور هواية محببة ونتعلق بها، كالقراءة، الاهتمام بتنسيق الزهور، لعب الورق، أو حتى مرافقة كلب في نزهته اليومية.
3 – محاولة استخدام اليد التي لا تستخدمها، اليسرى عادة، ولو لدقائق يوميا وخاصة في الكتابة، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على الجانب المعاكس من المخ، ويحفز الخلايا العصبية.
4 – ممارسة رياضة المشي، ولو 2.5 كلم يوميا، فالاحتفاظ باللياقة الجسدية يساعد الدورة الدموية، وهذا ينشط المخ.
5 – ممارسة القراءة يوميا، ومحاولة تلخيص ما قرأنا، أو كتابة شيء ما، ولو كانت ذكريات شخصية.
6 – ممارسة الحياكة، أو اية هوية تتطلب استخدام اليدين بالمهارة نفسها، كالطبخ. فهذه الممارسات السهلة تقلل من الضغوط النفسية.
7 – تعلم لغة جديدة، سواء لغة محكية او لغة إشارات. فالانتقال بين اللغة الأصلية واللغة الجديدة يؤخر كثيرا ظهور أعراض الخرف.
8 – ممارسة ألعاب طريفة كالمونوبولي. فالألعاب الجماعية أفضل لتنشيط المخ وتحفيز الذاكرة من الألعاب الفردية.
9 – نحاول أن نتعلم كل يوم شيئا جديدا، وهناك عشرات المعاهد التي توفر مثل هذه الخدمة كتعلم استخدام الكمبيوتر أو ألعاب الهاتف.
10 – الاستماع للموسيقى الكلاسيكية، فهي، اكثر من غيرها، تجعل جانبي المخ يعملان بصورة متناغمة.
11 – تعلم العزف على أية آلة موسيقية، كالعود مثلا.
12 – السفر، وخاصة لأماكن جديدة وغريبة، فهذا يحفز الذاكرة ويجعل العقل يعمل بقوة.
13 – ممارسة اليوغا، او التأمل، او حتى العبادة بصورة جماعية، فهذه كلها تساعد على استقرار النفس والشعور بالراحة.
14 – أن نأخذ قسطا وافرا من النوم يوميا.
15 – أن نتناول الأغذية التي تحتوي على أوميغا 3، كاسماك السردين والسلمون والتونة والتراوت والماكريل، ومكسرات الجوز، وبذر الكتان، وزيت كبد سمك الكود.
16 – أن نكثر من تناول الخضار والفواكه.
17 – تناول وجبة واحدة على الأقل في اليوم مع الأهل والاصدقاء
وكل عام وأنتم بصحة جيدة.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

طارق العلوي

عندما يمارس رئيس الوزراء «البلطجة»!

هل أنت متيقن بأن الكويت قد تدهورت بما يكفي، حتى بلغت مراتب متأخرة في التنمية وفي أغلب المؤشرات الاقتصادية؟
هل أنت مؤمن بأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لا يملك الكفاءة ولا الرؤية لقيادة البلد الى مستقبل أفضل؟
هل أنت مقتنع بأن مجلس دولة الرئيس مرزوق الغانم يعمل بكل إمكانياته وطاقته، لخدمة فئة قليلة من تجار السياسة، وأن الشعب الكويتي آخر «أولوياته»؟
اذا كانت إجابتك بـ«نعم» عن الأسئلة السابقة، فإن اليوم هو مفترق الطرق للكويت، فإما ان «تخرج» لتعبّر عن استيائك ورفضك للأوضاع.. وإما أن «تسكت».
اخرج بأي طريقة تختارها.. ودون إخلال بأمن أو نظام، ارفع صوتك عالياً.. ليسمعه «من يهمه الأمر»!
لقد كتبت صحيفة مقرّبة من سمو رئيس مجلس الوزراء، وكثيراً ما تعبّر عن رأيه، كتبت اليوم في افتتاحيتها تقول إنك أيها الشعب الكويتي «قوم مكاري»، وتراهن على أن أقصى ردود أفعالك للاعتراض على الأوضاع المتردية والفساد المتفشي هو.. «التثاؤب مللاً»!. متابعة قراءة عندما يمارس رئيس الوزراء «البلطجة»!

مبارك الدويلة

أبناء الأسرة.. وضياع البلد

لا أجد مبرراً لهذا التوتر الذي تشهده الساحة السياسية في الكويت من جميع الاطراف! التفسير الوحيد الذي لدي ان البعض عندنا غير مؤهل لممارسة السياسة بديموقراطية تحترم الرأي الآخر! وغير مستعد لتفعيل الادوات السلمية لتبرير المواقف، لذلك تجده متوترا وهو يرى خصمه يمارس العلنية والشفافية والسلمية في طرح آرائه المخالفة لفكره ورأيه!

اكتب المقال قبل ان استمع الى ما سيقوله مسلم البراك الليلة (أمس)، ولا يهمني ما سيقول، فأنا عندي يقين بأن البلد يسير بشكل خاطئ منذ عدة سنوات، وسواء كشف البراك معلومات تفصيلية ام لم يكشف، فليس لدي شك في ان البعض استخدم المال السياسي بشكل اجرامي لكسب الولاءات، وانه ونظراً إلى صغر حجم الدولة وعدد سكانها فان المؤشرات الاولية تبين ان الفعل الاجرامي وصل الى معظم مرافق الدولة وطال معظم المسؤولين! وانا لا انتظر من البراك ولا من غيره ان يبين لي من هم المسؤولون الذين تدنسوا بهذه الجريمة ولا بأسماء في القضاء – إن وجدوا. متابعة قراءة أبناء الأسرة.. وضياع البلد