سمعنا أنباء بأن الرئيس «الكومبارس» تنحى جانبا، ولسان حاله يقول: «اش لي بالطلايب..وبشت أطول منك..يعتّك»! وتأكد الخبر عندما دخل على الخط الرئيس «الصجي» جاسم الخرافي، بشكل «رسمي» وبعيدا عن تكتيكاته الدبلوماسية المعتادة خلف الكواليس.
أذكر أنه عقب استدعاء الشيخ أحمد الفهد الى النيابة، للمرة الأولى في قضية المغرد «الا الدستور»، كتبنا مقالا بعنوان «بو عبدالمحسن..شوف شغلك»، قلنا فيه: «اذا كنت ترضاها لنفسك يا معالي رئيس مجلس الأمة السابق، جاسم الخرافي، فنحن لا نرضى بحقك ان يذهب الفهد للنيابة، ويقول: وصلتني مقاطع تكشف عن تعاملات مالية مشبوهة، وقضايا خطيرة تمس الأسرة..وفي هذه المقاطع يظهر سمو الشيخ ناصر المحمد وجاسم الخرافي»!
وأكدنا في مقالنا أن «سمو الشيخ ناصر المحمد ومعاليك من رجالات الدولة المعروفين، وهذه الشهادة التي صدرت عن الفهد قد تسيء اليكما، وربما تبادر الى أذهان البعض، والعياذ بالله، ان لكما علاقة بالأفعال «المشبوهة» التي يؤكد الفهد وجودها في «مقاطع» الفيديو.. بالصوت والصورة!..لهذا فان واجبنا الوطني يحتم علينا ان ننصح أبا عبدالمحسن بأن «يشوف شغله»، ويستعين بـ«أجدع» محام لرفع قضية ضد الشيخ أحمد الفهد على هذا «الادعاء» الخطير»!
انتهى المقال، ويبدو ان أبا عبدالمحسن قد استجاب أخيرا لنصحنا، وبدأ القصف، بكامل أسلحته القانونية الثقيلة.حيث استهل، بعد عودته الميمونة من الراحة والاستجمام، بتقديم بلاغ ضد الشيخ أحمد الفهد يتهمه فيه بـ«استغلال المقاطع ونشرها بمقابل مادي، قبل ان تقول النيابة كلمتها، واصطناع نزاع يخوله الالتجاء للتحكيم، وصولا لاستصدار حكم بغرض اساءة استخدامه..واذاعة أخبار كاذبة داخل وخارج الكويت»!
ومع ان الخرافي لم يقم الا بواجبه لرد اعتباره، الا ان بلاغه فتح الباب أمام كثير من التكهنات.
فمن هي الجهات التي قدمت للفهد «مقابلاً مادياً»؟ هل هي مجموعة لتشخيص مصلحة النظام في دولة «صديقة»؟ أم هو بنك يدعم حزباً صهيونياً في دولة «عدو»؟ أم ربما شركة يملكها ملياردير كويتي وظيفتها الأساسية «غسيل وتنظيف»؟!
ان من يتمعن ويتفرس في بلاغ الخرافي، يجد فيه فروسية في الاختلاف، فأبو عبدالمحسن لم يشكك أبدا في صحة التحكيم الذي لجأ اليه الفهد، والذي حصل بموجبه على شهادة دولية من القضاء السويسري بصحة الشريط مع تفريغ كامل «ومصدق» للحوار المسجل بالتفصيل، وباللغات العربية..والفارسية..والفرنسية.
ولم ينف الخرافي حكم المحكمة البريطانية التي صادقت على التحكيم السويسري..لكن بو عبدالمحسن أبدى استياءه لأن الفهد قد قام بـ«اصطناع» نزاع يخوله الالتجاء للتحكيم.
ونحن نعتب على أحمد الفهد لجوءه الى طرق «ملتوية»، للوصول الى تحكيم دولي، بهدف «اساءة استخدامه»..خصوصا بعد ان أعلن جابر المبارك، بالتعاون مع مرزوق الغانم، عن ان الشريط «مفبرك وخرطي» بشهادة شركة عالمية..وأيدتها في ذلك شركة أخرى محلية..لها علاقة بالطرب والترفيه.
ولعل الجزء الأهم في بلاغ الخرافي هو اتهامه الفهد بـ «اذاعة أخبار كاذبة داخل وخارج الكويت».وبرأينا، هذه جزئية يسهل كشفها و«حرقها» على الفهد.فبامكان بو عبدالمحسن ان يظهر على وسائل الاعلام، ويواجه الشعب الكويتي، ليحدد «بالضبط» العبارات التي ذكرها الفهد والتي ليس لها أساس من الصحة.وبهذا يضع حدا للقيل والقال.. خصوصا أن التاريخ يشهد بأن كلام جاسم الخرافي «مسمار بلوح».
..بقي ان نوضح، حتى لا يساء فهمنا، بأن المقصود بعنوان المقال هو..الشيخ أحمد الفهد!
٭٭٭
سمردحة: يا زين توفيق الدقن لما يقول: «أحلى من الشرف مفيش»!