إلى الزملاء الأميركان مع التحية وفارق التوقيت والحريات… إن كان في أمهاتكم خير، تعالوا نتبادل المواقع، أو تعالوا اكتبوا عندنا في صحفنا، أو اطرحوا آراءكم في فضائياتنا عن أي شأن سياسي تريدون.
و”ذس از ماي فيس، أن تضيع أعماركم كعب داير بين أروقة المحاكم والنيابة وإدارة التحقيقات، وأن تضيع زهرة شبابكم، وتشيب رؤوسكم الشقراء بحثاً عمن يكفلكم”.
هل جربتم التحليق بالطائرة فوق مضادات الطيران؟ أو هل شاهدتم فيلماً عن الطيران فوق منصات الصواريخ؟ صدقوني، الأمر هنا في الكويت أصعب وأقسى وأخطر.
وإن نجيتم من تفسيرات وزير الإعلام وتأويلاته ومضاداته، فلن تنجوا من تهديدات الطائفيين، ولا بعض أدعياء الدين الذين “يفركون” كلماتكم فركاً مبيناً، أو مهيناً، بحثاً عما يمكن أن يساعدهم في رفع دعاوى قضائية عليكم.
زملاءنا الأميركان، كي تنجوا بأنفسكم، في حال كنتم أصحاب رأي معارض في الكويت، ليس أمامكم إلا المتاجرة بالماكياج المغشوش، أو تصميم “دراريع نسائية” أو المتاجرة باللحوم الفاسدة والتحالف مع أحد كبار الجيوب والذمم.
* * *
تفتيت المفتت، هذا هو العنوان الحقيقي للخريطة الجديدة التي يتم تناقلها الآن بين الناس، وتُظهر العراق مقسماً إلى عدة دويلات، والكويت مقسمة، أو مفتتة إلى حبيبات، كحبيبات الرمان.
وأجزم بالثلاث، أن هذه السلطة لم تجتمع لمناقشة جدية هذه الخريطة من هزليتها. وأجزم جزماً بائناً، أنه لو تم تفتيت الكويت إلى حبيبات، فستعجز السلطة عن إدارة أصغر حُبيبة فيها، وستُسرق أموال هذه الحُبيبة، وسيُسجن المعارضون.