لم يعد خافياً أنه عندما كشف الشيخ أحمد الفهد عن ما تحصل من مقاطع ومستندات تحوي معلومات خطيرة منسوبة لسمو الشيخ ناصر المحمد وجاسم الخرافي، أو كما أسمتهما القبس «الشخصان»، تمت إحالة هذه الأدلة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء للتوثق من صحتها.
ولا يحتاج المرء لكثير من الذكاء ليخمن أن طلب التوثيق من المعلومات، كي لا يُظلم أحد.
نترك كل الأحداث التي وقعت بعد ذلك، والتدليس وتبادل الأدوار بين جابر المبارك ومرزوق الغانم، وننتقل مباشرة الى الوضع الحالي. الملف الآن لدى النيابة، والاتهامات الموجهة، سواء بشكل مباشر أو ضمني، خطيرة للغاية: تآمر على نظام الحكم.. تخابر مع دولة عدو.. غسيل مليارات من الدنانير.. اختلاس أموال عامة.. تلاعب في نظام الانتخابات.. وغيرها.
آينشتاين ذكر مثالا طريفا للتدليل على نظرية النسبية، قال فيه: «ضع يدك على موقد حار لمدة دقيقة، وسيمر الوقت بطيئا كأنه ساعة.. واجلس مع فتاة جميلة لمدة ساعة، وسيمر الوقت سريعا كأنه دقيقة»! متابعة قراءة النائب العام في الميزان!
اليوم: 22 يونيو، 2014
كيف تم تكفير العرب بالعروبة؟
علم الأعداء أنه لا يمكن لمشروع وحدوي عربي أن يمر من دون دعم ومشاركة جناحي الوحدة التاريخيين، أي شعبي العراق وسورية، لذا كان من الضروري على من يريد ضرب ذلك المشروع أن يعمل من الداخل ويدعي الوحدة العربية الإسلامية التي أضر بها عبر تكفير الشعبين بها، فإن كانت القاهرة تاريخيا هي قلب مشروع الوحدة العربية فدمشق وبغداد هما رئتاها!
* * *
وقد يكون مستغربا (أو غير مستغرب) أن تظهر الوثائق السرية البريطانية لفترة 1958 ـ 1963 تقارير من سفارتها في بغداد تطالب بدعم وتأييد الزعيم عبدالكريم قاسم رغم توجهاته القريبة من الشيوعية في عز الحرب الباردة على حساب نصرة التوجهات والأنظمة القومية والوحدوية العربية، وكان واجبا بعدما ظهر ضعف نظام قاسم وانصراف الشعب عنه وتكرر المظاهرات والإضرابات والاعتصامات ضده، ان يتم اسقاطه بعد ضمان اختراق القادم الجديد.
* * *
ويعتقد أن حزب البعث بفرعيه السوري والعراقي تم اختراقه أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات إبان وجود قياداته واتباعه العراقيين (قسرا) والسورية (رفقا) في القاهرة، وأن الاختراق الدولي تم على يد وزير الداخلية المصري الغامض آنذاك زكريا محيي الدين الذي جعل رجل المخابرات الشهير مايلز كوبلاند كلماته مقدمة لكتابه الأشهر «لعبة الأمم» كدلالة على الإعجاب به، كما اختاره عبدالناصر رئيسا خلفا له بعد خطاب تنحيه في يونيو 1967 كوسيلة لتحسين العلاقات مع الغرب، والأرجح ان اختراق بعث العراق تم عن طريق صدام، وبعث سورية عن طريق اللجنة العسكرية السورية السرية.
* * *
وفي 8/2/1963 نجح حزب البعث وقوى وحدوية متحالفة معه في القيام بانقلاب في بغداد، وفي 8/3/1963 نجح حزب البعث والقوى الوحدوية المتحالفة معه في القيام بانقلاب في دمشق، وتم خلال السنوات اللاحقة التخلص من الوحدويين الحقيقيين داخل حزب البعث وخارجه عبر قتلهم أو رميهم في السجون، كما قام قادة الحزب في بغداد ودمشق بدلا من توحيد البلدين بادعاء العداء الشديد بينهما وتأجيج الفتن الطائفية والعرقية بين شعبيهما وضرب الطوائف بالطوائف والأعراق بالأعراق، وبادروا في عامهم الأول، أي عام 1970، بتحريض عملائهم في المنظمات الفلسطينية بالأردن للتعدي على الجيش الأردني واعديهم بالتدخل بالقتال معهم، ثم جلسوا للتفرج على نيران تلك الحرب التي أشعلوها والتي أضعفت التوجه الوحدوي لدى الشعب الأردني.
* * *
وفي ابريل 1975 أشعل مقاتلو جبهة التحرير العربية الفلسطينية الموالية للعراق فتيل الحرب الأهلية اللبنانية بحادثة عين الرمانة وتكفلت القوات السورية التي دخلت عام 1976 بحجة الرغبة في وقفها ببقائها لمدة 16 عاما حتى كفر العروبيون في لبنان بعروبتهم وبحتمية الوحدة العربية، كما حدث لاحقا في الكويت عام 1990 عندما تسبب الغزو البعثي والقتل والقمع في إضعاف التيار الوحدوي.
* * *
آخر محطة:
(1) المبالغة في العنف والتدمير وسفك الدماء الذي قام به البعث السوري عام 1982 تجاه حماة ومحافظات الشمال كي يكفرهم بالبقاء ضمن الدولة الواحدة، تقابله المبالغة في العنف وسفك الدماء الذي قام به البعث العراقي ضد الأكراد وأهل الجنوب عامي 1988 و1991.
(2) من يقرأ محاضر الوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق عام 1963 يكتشف ان هناك طرفا مصريا يدعي الوحدة إلا انه يقوم بتفجيرها من الداخل، وهو الاستاذ هيكل الذي هاجم القيادات الوحدوية في دمشق وبغداد، وكثير منهم ليسوا بعثيين، فأفشل تلك الوحدة، وكرر ذلك العمل لاحقا إبان مباحثات الوحدة الرباعية بين مصر وسورية والسودان وليبيا عام 1971 عندما حرض السادات على الانقلاب على أتباع عبدالناصر ممن أسماهم بمراكز القوى، فأفشل ذلك المشروع.
(3) في الأيام الأولى لانقلاب «الوحدوي» معمر القذافي وصل لطرابلس بشكل سري كل من البعثي القيادي العراقي سعدون حمادي ومحمد حسنين هيكل، حيث لقنا العقيد القذافي شهادتي دعم العروبة والوحدة قولا، وتدمير العروبة والوحدة فعلا.. وأمجاد يا عرب أمجاد!
@salnesf
هل جاء دور الحبيب البريطاني؟
عندما كنت أعيش في بريطانيا قبل سنوات، كنت وغيري نستغرب كثيراً تسامح، أو غض نظر سلطاتها عن تصرفات اللاجئين الأجانب فيها. كما كنا نستنكر تشجيعهم الرسمي وغير الرسمي لهم، وكنا نتوقع أن كارثة ستحدث بسبب وجود كل هذا العدد من المتطرفين بينهم، والذي كان همهم الأساسي خلق تجمعات «اثنية» ودينية، وتأسيس الجمعيات وبناء المساجد وخلق الكتل والتجمعات المضادة لغيره. ولم يكن غريبا مثلا رؤية فارين من الحرب العراقية – الإيرانية في شوارع لندن، وهم يتسكعون من دون عمل، ليتحولوا بعدها بأشهر قليلة الى مقيمين دائمين، وحتى الى ملاك بيوت توفرها بلدية المنطقة لهم! وقد شجّعت تلك السياسات «الإنسانية» الكثير من «الأجانب» على فعل المستحيل للوصول إلى بريطانيا أو اللجوء إليها، لسبب أو لآخر، وخاصة من المضطهدين العرب، أو المسلمين، وما أكثرهم وأكثر بلاويهم واضطهاد بعض حكوماتهم لهم.
وفجأة، وقبل بضعة أيام، انتفضت بريطانيا، أو رئيس وزرائها الذي تساهلت حكومته وما قبلها كثيرا مع الدعاة والمتشددين الإسلاميين، بعد أن وصلت رسالة نشر ثقافة الخوف والترهيب الديني، ليس للشوارع البريطانية، من خلال منطق وأسلوب الكثير من «الدعاة»، في القنوات التي تُبَث من بريطانيا، بشكل يدعو إلى الغثيان، بل وصل الخطر إلى المدارس البريطانية، والإسلامية بالذات، التي بدأت في بعضها عمليات فصل التلاميذ بعضهم عن بعض بسبب العقيدة أو الجنس. كما أصبح ما يحصل عليه الكثير من الدعاة من أموال ضخمة من الخارج مصدر توتر للحكومة، وأصبحت الهوية البريطانية المميزة محل تساؤل نسبة كبيرة من هؤلاء «البريطانيين المسلمين»، وهو الأمر الذي انعكس على نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة، التي حصل فيها حزب الاستقلال اليميني المتشدد، على نسبة زلزالية، وهو الحزب الذي يطالب بالحد من هجرة الأجانب، لتمثل صفعة لحكومة كاميرون، وبيّنت له أن عليه الاستماع لصوت المواطن البريطاني، والحد من خطر المتطرفين المسلمين في مجتمعه.
وبالتالي كان من الطبيعي قيام بريطانيا بتسليم «الداعية»، أو بالأحرى الإرهابي «أبوقتادة» ليحاكَم في الأردن، إضافة لموافقتها على تسليم الإرهابي الآخر «أبوحمزة المصري» للسلطات الأميركية ليحاكَم هناك. كما أنها لم تتردد قبل أيام في القبض على مشبوه آخر، وهو الباكستاني ألطاف حسين، زعيم «حركة المهاجرين القومية» الباكستانية المتشددة، الذي يعيش في بريطانيا عيشة الأثرياء، والذي يعتقد أن له يدا في أعمال الإرهاب التي تقع يوميا في بلاده، وبالذات في منطقة كراتشي التي يسيطر عليها أعوانه.
ونتمنى أن تصل إجراءات الحكومة الجديدة الى من يمثلون الوجه الخليجي لبثّ الكراهية، والدعوة الى الإرهاب، وهم بعض دعاة القنوات الفضائية، الذين طالما غضت الحكومة النظر عنهم، وهم الذين تخصصوا، ليس فقط في نشر الكراهية المذهبية، بل والدعوة إلى نشر الجهل والتخلف بين «أتباعهم ومستمعيهم».
إن زلزال بن لادن لا يزال مستمرا في تداعياته، وكما حذّرنا فإن الوضع سينقلب على كل إرهابي ومتطرف، وربما ستطرد الحكومات الأوروبية غالبية المسلمين من بلدانها، وسيعودون لدولهم «الإسلامية الحقيقية»، ليواجهوا الواقع، ولكن المؤسف أن الثمن الأكبر سيدفعه المسالمون منهم.
أحمد الصراف
رئاسة المستشار المرشد سليمة .. شكرا الحربش!
بدون مقدمات، ولأدخل في صلب الموضوع مباشرة ..
في لقاء النائب السابق د. جمعان الحربش مع قناة اليوم، تحدث د. الحربش عن استقالة رئيس السلطة القضائية المستشار فيصل المرشد، وما شد انتباهي حديثه “القانوني” والاستدلال بالمواد القانونية، وهذا الأمر ممتاز جدا حتى نخرج من دائرة الحديث العام المبهم الى الحديث المحدد. متابعة قراءة رئاسة المستشار المرشد سليمة .. شكرا الحربش!