مبارك الدويلة

«داعش».. أم ثورة المقهورين؟!

الكويتيون في حيرة من أمرهم..

لقد شاهد الكويتيون ما فعله نظام المالكي في أهل العراق، وبالذات أهالي الموصل وسامراء والفلوجة وغيرها، وشعروا بمعاناة إخوانهم العراقيين من نظام لا يشعر إلا بهموم طائفة واحدة على حساب بقية الطوائف، حتى أن أبناء الطائفة نفسها بدأوا يشعرون بتمييزه لفئة على أخرى، وكيف أنه سخّر كل إمكانات العراق ومقدراته من أجل مصالح دولة أخرى ونظام آخر!

لكن الكويتيين أنفسهم عرفوا «داعش» من خلال ما فعله في بلاد الشام من أعمال إرهابية وأفعال لا يقرها دين ولا شرع، وكيف أنه كان يُنسِّق مع النظام السوري – الذي لم تُطْلَق عليه رصاصة واحدة منذ دخل الأراضي السورية فجأة – لضرب كتائب الثورة السورية وطردها من مواقعها! متابعة قراءة «داعش».. أم ثورة المقهورين؟!

سامي النصف

لهذا السبب خُلق «داعش»!

 

في خضم الحرب الأفغانية خلق تنظيم «القاعدة» المشبوه، ومع انتهائها تم تضخيم اشكالية ما سمي حينها بـ«العائدين من أفغانستان» وكأنهم قوم فقدوا عقولهم ولم يعودوا يعرفون الصواب من الخطأ، ولم يمض وقت قصير حتى عرفنا لماذا خلق تنظيم القاعدة، ولماذا كان الحديث عن العائدين، وكيف دس من دس بينهم.

***

فقد لعب «القاعدة» وأتباعه أدوارا خطيرة في إثارة شعوب الأرض على الإسلام والمسلمين، فمن تفجيرات تقتل الأبرياء في أفريقيا الى مثلها في دول اوروبا واميركا وشرق آسيا، وإظهار صور أتباع تلك الدول وهم ينحرون دون ذنب أمام الكاميرات باسم الاسلام. 

وامتد الدور المخرب للقاعدة وخروجه كتنظيم الزرقاوي الى محاولة تفتيت اوطاننا العربية وتأليب بعضها على بعض كما حدث في العراق عندما استهدفوا ائمة ومراقد الشيعة حتى انتشر القتل والقتل المضاد مما اوصل بلاد الرافدين الى خلق واقع مؤلم هو تقسيمها فعليا الى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية قد تعلن أولاها استقلالها قريبا.

***

ان ما نشهده هذه الأيام في شمال وغرب العراق وشرق سورية هو تكرار لطلقة «القاعدة» الناجحة حيث تستغل الحرب السورية كما استغلت الحرب الأفغانية لخلق تنظيم مشبوه آخر هو «داعش» الذي واصل مشوار القاعدة في اثارة النعرات الطائفية والدينية والعرقية بقصد تقسيم الأوطان العربية كحال سورية والعراق تحت راية كاذبة هي الرغبة في وحدتهم في تكرار لما قام به حزب مشبوه آخر هو «البعث» في البلدين أي التفتيت تحت راية التوحيد.

***

وبدأنا نسمع في الخليج مرة اخرى اخبارا وارقاما مبالغا فيها عن اعداد العائدين من سورية، واعتقد جازما اننا سنرى عاجلا في بعض دولنا الخليجية عمليات اغتيال وتفجير تستهدف قيادات واماكن عبادة احدى الطوائف ثم اغتيالات وتفجيرات عند الطائفة الاخرى بقصد تفجير دولنا الخليجية تباعا، والأمران سيقف خلفهما «داعش» المشبوه وعملاؤه ممن سيسمون بالعائدين من سورية والعراق تطبيقا للمثل القائل «الطلقة الناجحة تستحق تكرارها مرارا» فالحذر الحذر!

***

آخر محطة: (1) سؤال طرح على «القاعدة» بالأمس ويطرح على داعش اليوم وفي الغد: من اين المال والسلاح والتنظيم والتدريب؟ وكيف صح تحالف جماعة تدعي السلفية المتشددة مع البعث العلماني والصوفية المتمثلة باتباع الطريقة النقشبندية؟!

(2) لم يعرف عن شعوبنا العربية الاعجاب بالارهاب أو حب العمليات الانتحارية كحال اليابانيين، لذا فمن اخطر وسائل اثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية في البلدان هو زرع المتفجرات في مركبات الاشخاص دون علمهم ثم تفجيرها عن بعد في الاماكن الدينية والعامة وادعاء ان الفاعل هو استشهادي ثار لطائفته ودينه.

وقد فضح أحد الشباب السعودي تلك الأكذوبة بعد ان نجا منها بأعجوبة!

سعيد محمد سعيد

حوار مع «بو درياه»!

 

ربما يتحول فضاء التخيُل إلى فسحة مواتية بكل إسقاطاته، لهذا اخترت شخصية «بودرياه» الفارسي، الأسطورة التي كانت منتشرة قديماً في الخليج، لكي أتحاور معها علني أصل إلى «شفرة» تكشف اللغز. سألته بادئ الأمر: «هل أنت شخصية وهمية تراثية قديمة جاءت من بلاد فارس، أم أنت حقيقة لا تزال على قيد الحياة ومازلت تبث الرعب والخوف في نفوس أهل الخليج؟».

– بالفعل، أنا شخصية من محض الخيال وفي ذات الوقت أنا حقيقة! أنا أبو البحر! أنا المخيف المرعب. يقول البعض عني أنني شخصية خرافية، ولكن لا عليك منهم، أنا موجود بشحمي ولحمي، ألا ترى أنني المخيف المرعب كما قلت لك أم لا؟».

– بلى بلى. أنت المخيف المرعب حقاً، عدا أنني لست أعرفك سوى من حدود كونك تنتمي إلى عالم الجن والخرافات والخزعبلات. حكايات كثيرة عنك يتناقلها أهل الخليج منذ القدم كونك تثير الرعب وتتعمد إلحاق الأذى بالناس، خصوصاً الذين يعيشون على السواحل. يقولون، ولا أدرى مدى صحة ما يقولون، أنك تستهدف البحر وأهل البحر، وتعتدي على الصيادين وغواصي اللؤلؤ… أليس كذلك؟

– بلا شك، أنا كذلك! خذ يا بني هذه الحقيقة: كنت أتسلل إلى البوانيش والسنابيك وقوارب الصيد بين صلاتي المغرب والعشاء، واستمتع بخطف البحارة ولربما وجدت صياداً نائماً فاختطفته. ههههه. تذكرت أمراً مضحكاً! قالوا عني أنني بعد الاختطاف، ألتهم الضحايا وأغرق القوارب… والله العظيم في حياة أمي وأبوي هذا غير صحيح.

– أها… تعني أنك مظلوم ومفترى عليك؟ وأنك فقط تخطف الصيادين والبحارة ولكنك لا تأكلهم.

– لا، لست مظلوماً تماماً، لكن في المنزلة بين المنزلتين. لا أحب أن يتهمني أحد بما ليس له صلة بما أفعل.

– قرأت عنك شيئاً غريباً، وسمعته من بعض كبار السن، وهو أن الناس في قديم الزمان كانوا يقومون بتكليف مجموعة من الرجال الأشداء لحراسة البحر والساحل والقوارب، ومع ذلك كنت تباغتهم وتهاجم، حتى أن بعض القصص أو المرويات التراثية كانت تشير إلى أن الحراس، حين يشعرون بقرب هجومك ينادون: «هاتو المشارة والجدوم»، أي أنهم يتأهبون للهجوم عليك بالمنشار والقدوم والمطرقة، وربما استخدموا قضبان الحديد أو الخشب فتهرب. تخاف فتهرب في الظلام الحالك رغم أنك قوي كما تقول ويقولون.

– ههههه. هذا صحيح، سمعتهم أكثر من مرة يحاولون إخافتي باستخدام المنشار والمطارق والحديد، لكن ثق تماماً أنني ما هربت يوماً. ودعني أقل لك بأن كل الخرافات والأكاذيب التي تحاك عني هي لا تهمني أصلاً. اسمع يا هذا، من بين ما سمعته عني أنني في بعض الليالي، وفي قلب البحر، أظهر في هيئة رجل يغرق ويطلب الغوث! لا، بل قالوا بأنهم لو أنقذوني وأركبوني إلى السفينة، فإنني سأغرقها بعد أن أقتلهم وأسرق طعامهم ومؤنهم. يا حجي (وين فيني شدة أسوي كل هذا؟)! أها… تذكرت، قالوا أنني خرافة لكي يخيفوا الأطفال والشباب من الذهاب إلى البحر ليلاً حتى أنهم ألزموا بعض الشباب بحفظ آيات من القرآن الكريم لاتقاء شري. ولا أدري، كيف فعلوا ذلك وأين إيمانهم بالله سبحانه وتعالى؟ يحفظون القرآن فقط لاتقاء شري… (إشدعوة). أنا اختطف ولا أقتل. شرير أنا ولكن حبوب ولطيف.

– وفي هذا الزمن، أقصد في عصرنا الحاضر، بماذا تستمتع؟ هل تصر على إخافة أهل الخليج؟ أجاب:

– (والله شوف يا الّلخو)! دعني أكن صريحاً معك. فكما تعلم، ومن علم الانثروبولوجيا إن كنت تهتم به، فلكل شعوب الدنيا خرافاتها وأساطيرها وحكاياتها، والمشكلة أنهم يزيدون ويحطون فيها على كيفهم. ولهذا، فالناس أعداء ما جهلوا. وما أردت قوله هو أنك إن أردت أن تجعلني في حياتك بما أنا عليه (بو درياه المرعب المخيف)، فهذه مشكلتك، وإن اعتبرتني بودرياه الخرافة فقط فهذه أيضاً مشكلتك! عليك أن تعتبرني بودرياه فقط هكذا… دون أوصاف وملامح.

قلت له: والله يا بودرياه الحديث معك جميل، لكنك ستبقى مخيفاً مرعباً. مادامت هناك الكثير من العقول التي يمكن ملؤها بالخرافات والأباطيل والخزعبلات، فأنت بلاشك مهم. لكن على أية حال، لو طلبت منك أن تصارحني بالحقيقة، حقيقتك أنت، حقيقة تلك الأسطورة المخيفة على ضفاف الخليج. اعتبرني صديقك وكاشفني… فمن تكون بالضبط؟

– أخبرك ولا تخبر أحداً بالسر إطلاقاً. أنا بالفعل مجرد خرافة.

استانست الحين.