هل أنت متيقن بأن الكويت قد تدهورت بما يكفي، حتى بلغت مراتب متأخرة في التنمية وفي أغلب المؤشرات الاقتصادية؟
هل أنت مؤمن بأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لا يملك الكفاءة ولا الرؤية لقيادة البلد الى مستقبل أفضل؟
هل أنت مقتنع بأن مجلس دولة الرئيس مرزوق الغانم يعمل بكل إمكانياته وطاقته، لخدمة فئة قليلة من تجار السياسة، وأن الشعب الكويتي آخر «أولوياته»؟
اذا كانت إجابتك بـ«نعم» عن الأسئلة السابقة، فإن اليوم هو مفترق الطرق للكويت، فإما ان «تخرج» لتعبّر عن استيائك ورفضك للأوضاع.. وإما أن «تسكت».
اخرج بأي طريقة تختارها.. ودون إخلال بأمن أو نظام، ارفع صوتك عالياً.. ليسمعه «من يهمه الأمر»!
لقد كتبت صحيفة مقرّبة من سمو رئيس مجلس الوزراء، وكثيراً ما تعبّر عن رأيه، كتبت اليوم في افتتاحيتها تقول إنك أيها الشعب الكويتي «قوم مكاري»، وتراهن على أن أقصى ردود أفعالك للاعتراض على الأوضاع المتردية والفساد المتفشي هو.. «التثاؤب مللاً»!.
.. نعم، هكذا ينقلون صورتك «لمن يهمه الأمر»، بأنك مواطن «تمبل» كسول تريد الحصول على كل شيء دون أن تبذل شيئاً.. «بطران» لا تقبّل يدك «بطن وظهر» على النعمة التي أنت فيها.. «ساذج» يمكن إسكاتك بمكافأة نهاية خدمة أو بشقة «يهديها» لك المجلس والحكومة بدل بيت العمر.
لا تخرج اليوم لمعلومات عن «شريط» ربما يكون حقيقياً وربما مفبركاً.. ولا تخرج لتكون طرفاً في صراع بين أقطاب لا تعرف ما في قلوبهم.. ولا تخرج لأنك تفضل الأزرق أو البرتقالي.. بل اخرج لتعلن، بالطرق السلمية وفي اطار الدستور، بأن الكيل قد طفح بك، وبأنك لن تقبل بمزيد من التردي والضياع.
لقد تجاوزنا مرحلة التدهور في الخدمات.. وتجاوزنا انتشار الفساد في كل مرافق البلد.. وتجاوزنا سيطرة تجار السياسة على مفاصل الدولة و«رجالاتها».. ودخلنا في مرحلة جديدة، مرحلة «البلطجة».. الرسمية!
فعندما تم إغلاق صحف والتضييق على قنوات فضائية، لأنها تجرأت ونبهت بأن هناك «احتمالاً» ألا يكون كل ما يقال «مفبركاً»، تغاضينا مكرهين عن تصرفات الحكومة!
لكن عندما كشف رئيس تحرير جريدة «الوطن»، عن تلقيه رسالة من سمو رئيس مجلس الوزراء، مفادها «لو تعرضتم لي.. سوف أستخدم كل أدواتي، مثلما تم إيقافكم أول مرة»!.. وعندما نشرت ثلاث صحف نفس المحتوى عن «إنذار الفهد»، ففتحت الحكومة باب جحيمها على اثنتين منها، وتحوّلت النار الى برد وسلام عن الجريدة الثالثة.. فإننا رسمياً نكون قد دخلنا في عهد حكومة «البلطجة»!
اخرج.. لأنك إن لم تخرج وتعبّر عن استيائك، فإن «من يهمه الأمر» قد يصل الى قناعة بأن «الأمور زينة»، كما يكرر دائماً وأبداً سمو رئيس مجلس الوزراء!
الكويت في فترة من الفترات «كادت تضيع».. ونحن اليوم نقول إن القرار لك أيها الشعب الكويتي، وإن لم تخرج وتعبّر عن رأيك فإنها، على يد سمو رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس الأمة، بالتأكيد.. ستضيع!