يحدث أحياناً أن يحك الكاتب رأسه بحثاً عن موضوع يستحق الكتابة عنه، ويحدث أحياناً أن تمطر السماء فوق رأسه مواضيع لا حصر لها، فيحك رأسه ورقبته حيرة.
وتفلت منك التفاتة إلى الشأن السوري، وانتخابات الرئاسة التي جرت فوق جثث الأطفال، فتعيد التفاتتك إلى مجاريها، أو إلى الشأن الكويتي، فتفلت التفاتة أخرى إلى مصر، وعدد ناخبي حمدين صباحي، فتضحك وتبكي، وتنهر التفاتتك وتعيدها إلى موطنها، فتفلت ثالثة إلى الشأن الليبي وحفتر الذي طالبه أحدهم بتفجير قطر، ورابعة إلى الشأن التونسي، وخامسة إلى الشأن اليمني، وسادسة إلى الشأن الجزائري، وسابعة إلى الشأن الإيراني، وتابعيه الشأن العراقي والشأن اللبناني، فتطارد التفاتاتك لتمنعها من الخروج من الكويت، كما تطارد الدجاج الهارب من عشته.
والوطن العربي اليوم بين هاويتين، إما أن يسقط ذات اليمين، أو يهوي ذات الشمال، ما لم تكف الحكومات عن دعم الحكومات، في حين تعجز الشعوب عن دعم الشعوب.
لذا، أرى أن الشعوب العربية يجب أن تخرج من قمقمها، فيجتمع عدد لا يقل عن خمسمائة عربي من مختلف الجنسيات، في إحدى العواصم العربية، ويشكلون “برلمان الشعوب العربية”، وتتولى إحدى لجانه “لجنة الأوضاع الداخلية” شرح كل ما يحدث في الداخل للرأي العام الغربي، عبر الفضاء الغربي الحر، بالأدلة والصور والمستندات، لتضغط الشعوب الغربية بدورها على حكوماتها كي تتوقف عن دعم الديكتاتوريات العربية والاعتراف بها، أو على الأقل تحييدها، قبل أن تطالبها بالتحرك لدعم “الإنسان” ضد الديكتاتوريات.
يجب أن يتم التحرك فوراً عبر الجاليات العربية في أوروبا وأميركا، فالغربيون الآن يعتقدون أن العربان على دين حكوماتهم، وهذا ما تفعله وسائل الإعلام العربية الحكومية، التي تروج أن الروح الحكومية مستنسخة في أجساد الشعوب، وأن هذا نسخة من ذاك.
ولو كان القرار في يدي، لدعوت إلى جلسات مفتوحة لـ”برلمان الشعوب العربية”، قبل أن تتحرك لجانه في جميع الاتجاهات. ويمكن حصد بعض الإنجازات قبل أن تتدخل الحكومات العربية، عبر عبيدها، لخلخلة الأمور من الداخل.
فكروا في الموضوع، لعل وعسى.