الأخ معالي وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود، ان كنت تظن أنك تملك عصا القانون تلوح بها لبعض وسائل الاعلام دون أخرى، فاننا نملك القلم، وبه نكشف ما لا ترغب ان يعرفه الناس عن أدائك.
عندما أتى الوزير السابق أنس الرشيد بقانون الاعلام الجديد، لم يدر بخلده ان يأتي من بعده وزير يسيء الى هذا القانون، فينتقي من وسائل الاعلام من يطبق عليها الاجراءات القانونية، ويتغاضى عن أخرى.. ولا ندري ان كان هذا التغاضي خوفا.. أم طمعا؟!
معالي الوزير، كنا سنشفع تخبطك في قراراتك، ونحملها على محمل «الجهالة»، وأن من حولك من المستشارين والموظفين يقدمون لك تقارير عن مخالفة بعض وسائل الاعلام، ويخفون عنك مخالفات البقية، وأنك بحكم منصبك ومشاغلك، لا يسعك مراقبة كل ما ينشر في الصحف أو يعرض على القنوات الفضائية. متابعة قراءة وزير الإعلام.. اركد
اليوم: 4 يونيو، 2014
أخيراً
عندما وضع الدستور فإن افتراض حُسن النية والموضوعية من النواب والحكومة حينذاك كان على ما يبدو الأساس، وهو ما يتضح جليا سواء في بعض النصوص الدستورية أو حتى نصوص اللائحة الداخلية للمجلس، بل في محاضر المجلس التأسيسي أيضا. وعلى ما أعتقد فإنهم كانوا على حق حينها، نظرا للهوية الكويتية في ذلك الوقت البعيدة عن التشنج والفجور في الخصومة، ومحاولات الإقصاء في غالب الأحيان، إلا أن تراجع المستوى الأخلاقي للمجتمع جعل بعض النصوص أقل جدوى وفاعلية، فمادة كـ"الناس سواسية لا تمييز بينهم" الدستورية، أو الأخرى التي تتحدث عن "العدل والحرية والمساواة" وغيرهما لم تعودا كافيتين لردع المشرعين مع مرور الزمن، ما جعل التشريعات الحكومية منها أو النيابية لا تلتفت لمثل تلك المواد الدستورية، عطفا على ترسيخ الجملة السخيفة "سيادة المجلس لقراراته" رغما عن الدستور واللوائح. إن تجاوز المشرعين للدستور ومواده جعل الشعب يتمترس خلف انتماءاته رغبة في إقصاء الآخر أحيانا، أو حماية له من الإقصاء تارة أخرى، لتترسخ عبارة مثل "كلونا البدو"، أو تعميم الفساد على كل تاجر، أو الخطر من التمدد الشيعي، أو وصف كل متدين بالإرهابي، وهلم جرا، وكان رد الفعل الطبيعي من كل تلك المجاميع وغيرها البحث عن حماية لها من تلك الهجمات، وقد يختلف شكل تلك الحماية من فئة لأخرى، فالكل يخشى من الكل دون حماية مؤسسية فعلية. لقد طالبنا مرارا بأن تُوفر ضمانة حقيقية للمواطنين تجعل هاجس الإقصاء يتلاشى، وأن يمنحوا قدرا هاما من الضمانات يفتت تخندقهم كل في تياره أو فئته، واليوم ومن خلال اقتراح السادة مرزوق الغانم وفيصل الشايع وراكان النصف ويوسف الزلزلة ومبارك الحريص أعضاء مجلس الأمة، القاضي بتعديل بعض أحكام قانون إنشاء المحكمة الدستورية بشكل يتيح للمواطن، أي مواطن، حق اللجوء للمحكمة الدستورية لحماية مكتسباته من أي جور تشريعي سابق أو قادم، وموافقة اللجنة التشريعية في مجلس الأمة على هذا القانون وإدراجه على جدول أعمال جلسة 10 يونيو، تمهيدا لإقراره إن شاء الله، فإن ذلك بمنزلة المفتاح الحقيقي للإصلاح لا على المستوى السياسي فحسب بل على المستوى الاجتماعي الكويتي أيضا، وما يشهده من فئوية كريهة ساهمنا جميعا من حكومة ومجلس وشعب في ترسيخها. لقد كتبت قبل عام تقريبا أن حق لجوء الأفراد للمحكمة الدستورية يجب أن يعتلي سلم أولويات المجلس، وها نحن اليوم أمام تشريع تاريخي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يحمي المواطنين ويقدم لهم الضمانة الحقيقية لحماية حقوقهم من أي تطرف، فشكرا لكل من ساهم في هذا التشريع، وكلي أمل بإقراره قبل نهاية دور الانعقاد. خارج نطاق التغطية تأثرت كثيرا برحيل شاب خلوق يدعى فهد الودعاني، وافته المنية مع صديق له في حادث سير، وهما في طريق العودة للكويت، كان آخر لقاء لي به في "لعب كرة" جمعنا معا، وانتهى لقاؤنا بأن اشترى لي قنينة ماء، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته. لم أحتك بفهد الودعاني كثيرا إلا أنه خلف أثرا طيبا في نفسي لن يزول، فعليك وعلى صديقك يا فهد رحمة من الله ولذويكما الصبر والسلوان.
منهو الشعب العربي اللاجئ القادم؟!
كانت أوروبا حتى النصف الأول من القرن العشرين هي مستقر الحروب الخارجية والأهلية والإرهاب والخراب والدمار والاغتيال وإشكالية التهجير المصاحب لما سبق، وكان آخر شعب تم تهجيره هو شعب التتار ممن أجلاهم الطاغية ستالين من موطنهم في شبه جزيرة القرم لاتهامه لهم بأنهم تعاونوا مع الجيش النازي الغازي ولو ظلوا بموطنهم لتغيرت نتائج استفتاء شعب القرم الأخير ولتغير التاريخ معه..
***
توقفت في النصف الثاني من القرن العشرين حتى اليوم الحروب في أوروبا إلا ما ندر واستقرت بالمقابل في منطقة الشرق الأوسط فشهدنا حرب فلسطين وهجرة الشعب الفلسطيني (48 و67) وتحولهم إلى لاجئين في الدول الأخرى وحتى داخل فلسطين، ثم طالت الحروب والتهجير شعب مصر وسكان مدن القناة تحديدا وتلته شعوب لبنان والسودان والصومال والجزائر والكويت والعراق وليبيا وسورية ومازالت كرة النار والحروب والنزوح تتنطط بين دول المنطقة مما يطرح سؤالا: من الشعب العربي الآمن الذي ستسيل الدموع من المآقي مستقبلا تعاطفا مع لاجئيه ومهجريه؟!
***
وشعر الشعب المصري الذكي والعريق بأنه المستهدف الأول لأن يصبح بؤرة التناحر والتقاتل والنزوح والتشتيت والتشطير فكان قراره الذكي بمنع الإساءة للجيش وتماسكه تعلما من تجربتي انفلات لبنان 75 والعراق 2003 واختياره لقائد الجيش لأن يصبح قائد الأمة إفشالا لمخطط ضرب الجيش بالشعب والشعب بالجيش وتكرارا لما حدث في لبنان عام 58 عندما اختير قائد الجيش فؤاد شهاب رئيسا للبلاد فأوقف ذلك القرار الحرب الأهلية ولم تستكمل شهرها الثالث.
***
آخر محطة: (1) – يمكن تشبيه كرة الحرب والخراب بذئب جائع ودول المنطقة بجمع من الخراف يجري أمامه وسينال الذئب عقلا ومنطقا من الخروف الأضعف قدرة والأكثر غفلة والأدنى استعدادا لمواجهته، كما سيسعى الذئب لقتل الراعي ونعني الدولة الأكثر عددا وعدّة كي ينفرد بعد ذلك بالباقي.
(2) – بلغ من فقر أوروبا المبتلاة بالحروب وثراء مصر المتنعمة بالسلام حتى النصف الأول من القرن العشرين، تفشي الهجرة الأوروبية للسكن والعمل في مصر إضافة الى قضية اشتهرت آنذاك وهي تزويج عائلة نمساوية عام 1937 ابنتهم ماري هوبنر التي لم تبلغ 17 عاما إلى رئيس الديوان الملكي ورئيس الوزراء المصري السابق توفيق نسيم باشا الذي يبلغ من العمر 70 عاما وقد أهداها عطايا بـ200 ألف جنيه وكان الجنيه المصري آنذاك يعادل 5 دولارات أميركية ما جعل الصحافة النمساوية والمصرية تهاجم أسرة الفتاة النمساوية وتتهمها بأنها تضحي بابنتها طمعا في ثروة الزوج المصري.
الصمغ الكاذب
قامت شركة محلية بوضع إعلان يحمل اسمها، مع أرقام هواتفها الثابتة والنقالة، وحتى الإيميل، يتعلق بتوافر كميات من «الصمغ العربي» لديها، وأنه يصلح لتقوية الأعصاب، وعلاج السكر، والتهاب القولون، ومشاكل المعدة والكبد، والتهاب المفاصل، والصداع وآلام الظهر ونقص النشاط الذهني والجسدي والجنسي. كما يصلح أيضا للقضاء على الأورام الحميدة، والخبيثة أي السرطان. وأعلنت أن ليس له آثار جانبية ولا يحتوي على أي إضافات، إضافة لكونه غذاء للبكتريا النافعة! وهذا طبعا كلام فارغ، ولو صح لقامت وزارات صحة العالم بشراء اشجار هذا الصمغ في الدول الأفريقية، ومنها السودان والصومال، وإغلاق المراكز الصحية والمستشفيات التي تقوم حاليا بتقديم العلاج الكلاسيكي للأمراض أعلاه! ولكن ما العمل والمغفلون كثر، والمحتالون اكثر شطارة، خاصة ان الإنسان المريض، أو اليائس، يتمسك بأوهى الآمال، واقلها منطقية، أملا بالشفاء، وهؤلاء هم هدف هؤلاء المعلنين، الذين كثيرا ما تغفل عنهم السلطات الصحية، تكاسلا أو لغياب القوانين، أو لضعف العقوبات!
إعلان هذه الشركة ذكرني بإعلانات معجزات الشفاء بالعسل، وهي كلها غير صحيحة، علما بأن بعض الشركات كانت تضيف مادة الكورتيزون للمنتج، وهو الذي يساعد في الشفاء أو تخفيف أعراض بعض الأمراض، ولكن بثمن غال، إن سعر العسل، أو لأعراض الكورتيزون الضارة جدا!
وفي تقرير صحافي تبين أن الكونغرس الأميركي بصدد وضع ضوابط على إنتاج العسل، وخاصة المستورد منه، بعد أن تبين أن %75 منه قد أزيلت منه مادة اللقاح، بحجة أنه يجعل العسل يبدو غير صاف. كما أن هناك دولا لا يسمح باستيراد العسل منها، بغير فرض ضرائب عالية عليها، كالصين مثلا، التي تقوم ببيعه لدول أخرى ليصدر لأميركا، وإزالة اللقاح من العسل لا يسمح باكتشاف ذلك.
وبالعودة لوضعنا في الكويت فإن ما يستهلكه المواطن والمقيم من أغذية، وكلها بالطبع مستوردة ومعلبة، لا تخضع إلا لقواعد فحص بسيطة، وبالتالي الحاجة ماسة لجهة شعبية وليس رسمية لكي تحمي المستهلك، فالجهة التي ستناط بها حماية المستهلك لن يكون مصيرها أفضل من مصير هيئة مكافحة حرائق الفساد!
أحمد الصراف