التخلف الأجمل على الإطلاق هو أن يكون؛ الزوج مسؤولاً عن زوجته، والعاشق مسؤولاً عن معشوقته، والابن مسؤولاً عن أمه، والأخ مسؤولاً عن أخته، ووو، وهلمّ تخلفاً جميلاً. لا تسلني عن المساواة بين الجنسين في المسؤولية. لا مساواة بينهما بحسب مبادئي وقناعاتي، مهما كانت ثروة الأم أو الزوجة أو العشيقة أو البنت أو الأخت، ومهما كانت شخصياتهن.
الأمر لا علاقة له بالمال فقط، وبالبخل والجود. لا. بكل شيء. الأمر أشبه ما يكون بـ”القتال مع العدو في الأزمنة القديمة”. فمن غير المتخيل أن تمتطي “أنثاك” الحصان، وترتدي الدرع، وتتقدم لقتال الأعداء، بينما تنحصر مسؤوليتك أنت بإشعال الحماسة في رأسها، وانتظار عودتها سالمة!
الرجل، في مقاييسي “المتخلفة”، هو “الحكومة بكل أعضائها” أمام أنثاه، بدءاً من وزير المالية، ومروراً بوزير التربية ووزير الشؤون الاجتماعية، وليس انتهاء بوزير الحرب.
* * *
السلطة تتعامل مع الشعب بنظرية السلحفاة التي تضع بيضها على الشاطئ، وتتركه يواجه مصيره، إما يفقس ويعيش المولود، أو “إن شاء عنه ما فقس”، فلتأكله الحيوانات.
ومعدة كل منا جربت كل ما في جوف الأرض وما على سطحها؛ لحوم فاسدة تلاقي، مياه ملوثة موجودة، كاكاو بدهن الخنزير متوفر، أجبان مسرطنة ماشي، ووو…
حتى العراق، وهو العراق، بكل حروبه الداخلية، ومشاكله الطائفية، استطاعت أجهزته رد اللحوم الفاسدة والدواجن التالفة، فقام تجارها بتحويلها إلى الكويت، حيث مدينة الفوضى، وحيث تتصاعد أبخرة الفساد.
عزاؤنا الوحيد في الموضوع، هو أننا لسنا وحدنا في هذا الموضوع، فالفاسدون أيضاً يملأون بطونهم بالقاذورات والأمراض. لله الحمد.