يشهد مسرح التواصل الاجتماعي وخصوصاً «تويتر» حملة محمومة على أشخاص معينين بالتمجيد أو التجريح، وكأن هؤلاء هم السبب فيما نعانيه من علة في أوضاعنا العامة، مع أن ما نعانيه من تخلف قد بدأ منذ عام 1965، عندما تشكلت أغلبية في مجلس الأمة أقرت قوانين أحرقت بموجبها كل تراث الكويت الديمقراطي، وتوجته بتزوير انتخابات عام 1967، ومنذ ذلك الحين، شهد المسرح السياسي تحالف أعداء المشاركة في الحكم والمافيا المالية للقضاء على كل المكتسبات الديمقراطية.
الأشخاص المتهمون الآن بأنهم السبب فيما نعانيه لم يكونوا موجودين أصلاً في تلك الحقبة، بعضهم كان في بطن أمه وبعضهم كانت «المصاصة» في فمه، أي أنه لا ناقة لهم ولا جمل في أصل هذه المصيبة التي نعانيها، فربط مشاكلنا الآن بأشخاص معينين هو تسطيح فج يجب أن نتجنبه، والأخطر من ذلك أن نصبح دون وعي أداة في تعميق الانقسام الحاصل في المجتمع الكويتي ونزيد الطين بلة، فنخدم بذلك أعداء الوطن، ونلعب معهم في ملعبهم المدمر لنا جميعاً بدل أن تكون مهمتنا نشر الوعي ليعرف الشعب مصدر البلاء فيرفض الحوار مع المندسين المخربين من تحالف أعداء الديمقراطية.
حذار حذار من اللعب مع أعداء الكرامة، عبيد المال، ولابسي أثواب المذلة.
الحوار الشبابي المطلوب يجب أن يكون هدفه توحيد الموقف والرؤية وقطع الطريق على من جاء ليجند وسائل التواصل الإلكتروني كـ»تويتر» وغيره لتمزيق المجتمع.
الاختلاف بالتفاصيل مقبول ومفيد، إلا أن التشهير مرفوض، وجعل هذه الأمور تعمينا عن الإشكال الحقيقي هو المأساة.