مبارك الدويلة

القبور تتنفس

وهكذا تستمر فضائح الانقلاب في التوالي، إلا أن آخرها كان أشد وأنكى..!

بدأت الصدمة الأولى مع نهاية اليوم الأول الذي أظهر أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم لم يتجاوز السبعة في المئة! وعندها أدركوا أنها بداية النهاية، حيث إنه، وكما قال أيمن نور: يكون زخم الحضور في اليوم الأول، ثم يتراجع في اليوم الثاني! وهذا فعلاً ما حدث، حيث كانت المشاركة في ثاني يوم مخيبة للآمال، مما اضطرهم إلى مخالفة كل الأعراف التنظيمية وتمديد الانتخابات يوماً ثالثاًَ ليعطي فرصة لفريق الانقلاب ليرتب أموره مع وسائل الإعلام، ويعلن أن المشاركة في اليوم الثالث كانت كبيرة! ومَن هذا الذي سيأتي ويثبت غير ذلك؟! متابعة قراءة القبور تتنفس

سامي النصف

رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي

التهنئة القلبية بفوزكم الساحق في انتخابات حرة نزيهة هي من النوادر في تاريخ مصر «وحتى العرب» الحديث بما في ذلك عصور الملكيات العربية التي كانت تزيف بها الانتخابات وتزور، تلك الثقة الغالية والمحبة التي حصدتموها من شعب أرض الكنانة ومن أغلبية العرب تضع على كاهلكم مسؤوليات جساما ضمن المخاض العسير الذي تمر به المنطقة، وريشة التاريخ كعادتها ترقب وتكتب وتخلد.

***

بودنا يا سيادة الرئيس أن تصدروا في أيامكم الأولى عفوا عن الرئيسين السابقين مبارك ومرسي وعن أقاربهما وأتباعهما ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء، فهذا ما قام به رسول الأمة صلى الله عليه وسلم في يوم انتصاره الأول، كما قام بذلك الرئيس مبارك عندما أطلق سراح مساجين سلفه السادات واستقبلهم في قصر الرئاسة، لذا اعتبرت أول 10 سنوات من عهد مبارك العصر الذهبي له، وهو ما يكفيكم فأنتم لا تعتزمون البقاء لأكثر من 8 سنوات والتي حددها الدستور.

***

نرجو أن يمتد العفو لرجال الأعمال المصريين الذين ألقوا ـ إبان هوجة الانفعال ـ في السجون، وكان جل ذنبهم أنهم أحالوا صحاري مصر إلى مدن وجنات غناء سكنها الملايين وبحجج زائفة هي أنهم حازوا الأراضي التي عمروها بعقود شرعية من الدولة بأسعار متهاودة متناسين كلفة تعميرها، وأن ذلك الرخص ـ إن صدقت المقولة ـ انعكس على سعر البيع للمواطن المصري، وكيف لمستثمر مصري أو أجنبي أن يستثمر في مصر وهو يرى الدولة تنكث عهودها وترمي بالمستثمرين في السجون؟!

***

وبودنا أن تستقبلوا في أيامكم الأولى كبار رجال الإعلام في بلدكم وحتى في عالمنا العربي من أصحاب الصحف والفضائيات وكتابها ومذيعيها، فهؤلاء من دعموكم وهؤلاء من سيتم عبرهم ترسيخ الاستقرار السياسي الذي لا غنى لكم عنه، كي تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران والناس بالعمل، فقد نهضت أمم كحال الهند والصين وهم أكثر عددا من مصر بمرات عديدة وأثبتوا ومثلهم كوريا وماليزيا والبرازيل وسنغافورة وغيرهم كيف لأحلام وأعمال القادة أن تحيي الأمم وهي رميم وتسير بها للمستقبل المشرق.

***

آخر محطة: (1) ما يثبت نزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أن الحال لو كان كما هو في السابق لتم تزوير أعداد المصوتين ولما احتاج الأمر لمد زمن الانتخابات أي إن تمديد الأيام يثبت بشكل قاطع عدم تزوير الأرقام.

(2) أرسل لي مستشار كويتي يعمل في جامعة الدول العربية وانتدب لمراقبة الانتخابات أنه زار عشرات المراكز الانتخابية ولم يشهد ما يريب، كما تابع عملية إغلاق الصناديق ونقلها بمعية القضاة والمندوبين ورجال الأمن.

(3) حصل الرئيس عبدالفتاح السيسي على 23 مليون صوت في انتخابات حرة نزيهة بينما حصل الرئيس مرسي على 13 مليون صوت في انتخابات مماثلة، فمن الأكثر تمثيلا للشعب المصري؟! الإجابة أوضح من الشمس في رابعة النهار.

@salnesf

سعيد محمد سعيد

«مخرخشهم»!

 

تأخذ جماعة «مخرخشهم» العريقة في التاريخ، شكلاً من أشد أشكال القباحة واللؤم والوقاحة والسفالة! وهي إلى يومنا الحاضر، تمثل صيغة إعلام منحط وافر القذارة. إن هذا الصنف يعتاش على الانحطاط وإثارة الفتن والعداوات والتغابن والاتهامات الباطلة والافتراءات اللئيمة التي لا علاقة لها بالإنسانية ولا بالدين ولا بالأخلاق ولا بالوطنية.

هذه الجماعة من الكذابين المحترفين، يجدون في ممارسة الأكاذيب والأباطيل فائدتين: الأولى، مادية دون شك، فهم لا يعملون هكذا من أنفسهم لأنفسهم! فلا ريب أن هناك من يدعمهم؛ أما الفائدة الثانية فهي التعبير بضراوة عمّا يجيش في دواخلهم من طائفية وحقد وأمراض نفسية متراكمة، ولهذا فإن لفيفاً من أفراد الجماعة بمن فيهم «بطيخهم»، «جحشهم»، «طمبورهم»، «حنطورهم»، «مطبلهم»… وغيرهم كثيرون ممن يطلبون لهم كالإعلاميين والكتاب والمذيعين والمراسلين ذوي النفس «الرزيلة»، ليسوا سوى أدوات هي في الأساس مهيأة تربوياً ونفسياً وتجارياً واستثمارياً، لأن تقوم بدور جدهم مسيلمة الكذاب. المهم بالنسبة لهم هي أن يبقوا على صورتهم الذهنية التي انخدع بها المغفلون من أنهم أناس – أي جماعة «مخرخشهم» – يخدمون الدين والوطن والإنسان والحيوان… وهذا الأخير أيضاً له صلة قرابة بهم.

وليس مستغرباً أبداً أن يتبع أولئك المخروشون البطيخيون المطبّلون آلاف من الناس.. الجاهل والمغفل والميال لطقوسهم الخبيثة والمصفق لجنونهم؛ وصنف آخر من عشاق الطائفية والرقص على جراح الناس. ولهذا، فإن للباحث والمترجم المنشاوي الورداني سلسلة أبحاث ومقالات رائعة تحت عنوان: «كذب آلة الإعلام»، حيث يشير إلى أن المتأمل في مسيرة الكذب الإعلامي في قصص الأولين يجد ارتباطها الوثيق بتوجه معين يريده الطغاة، حيث يعزّز هذا التوجه بكل ما أوتي من قوة للحيلولة دون وجود المنافس الذي قد ينزله عن عرش الهيمنة والقهر، فالآلة الإعلامية ليست وليدة العصر الحديث فحسب، بل سبق وأن بسطت رداءها في العصور الأولى ولكن بأشكال تختلف عن وسائل عصرنا الراهن الذي يتمتع بالوسائل الإعلامية الحديثة كالإنترنت والصحافة والإذاعة والتلفزيون.

لقد اشتركت جميع الوسائل الإعلامية – قديمها وحديثها- في الكلمة الكاذبة لتوجيه الجمهور نحو توجه معين يريده من يملك الكلمة. والكلمة هنا هي الخطاب الإعلامي والذي كان في القدم ما يصدر عن اللسان، وفي العصر الراهن أيضاً ما يصدر عن اللسان، ولكن في صور مطبوعة ومرئية ومسموعة. وتأمل موقف القرآن من الشعراء حيث كان ما تلوكه ألسنة الشعراء هو النموذج الإعلامي القديم في ديوان العرب، ومن الجميل أن الباحث ساق شكلاً من أشكال «التوجيه» وهي المساجلات بين جرير والفرزدق من أجل مناصرة الحكام بسلطان الشعر. وما كان يحدث في فجر الاسلام من جانب شعراء الجاهلية بهدف ضرب الدعوة في مهدها، لذلك ذم القرآن ذلك النوع من التوجه الإعلامي الذي يهيم فيه الشعراء: «والشُّعراء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون. أَلَمْ تَرَ أَنَّهم في كُلِّ وادٍ يهيمون. وأَنَّهُم يقولون ما لا يفعلون. إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ وذكروا اللهَ كثيرًا وانتصروا من بعدِ ما ظُلِموا وَسَيَعْلَمُ الذين ظلموا أَيَّ مُنقَلَبٍ ينقلبون» (الشعراء، 224-227). (انتهي الاقتباس).

ونحن في المجتمع الإسلامي والعربي والخليجي عموماً.. والبحريني خصوصاً، لابد أن نعترف بأن «خطاب الكراهية» لم ينتشر هكذا دون وجود قوة داعمة رافعة له لينتشر! حتى لو تمت المقارنة بين خطاب وإعلام الحكومات ونظيرتها «المعارضة»، في كل مكان في العالم، فإن الخط الفاصل هنا هو قدرة ذلك الخطاب على استخدام «الكذب» ليبقى صامداً، وإلا فإن نازية «غوبلز» المتمثلة في: «اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس»، هي ركن ظاهر لدى كل وسيلة إعلام أو خطابة أو ما ارتبط بأسلوب وتفكير وانحطاط جماعة «مخرخشهم»، وسواء كانت المعارضة صادقة أم الحكومة كاذبة، وسواء كانت المعارضة محترفة في أعلى مستوى كذب، والحكومات صادقة إلى أبعد درجات الصدق، فإن المجتمعات العربية والإسلامية في حاجة ماسة إلى حمل أمانة الكلمة والحق والدفاع عنها، ومواجهة الباطل وأهله وفق الآية القرآنية الكريمة: «ولا تلبِسوا الحقَّ بالباطِلِ وتكتموا الحقَّ وأَنتم تعلمون» (البقرة، 42).

على أية حال، فإن جماعة «مخرخشهم» هي أيضاً تدخل في نطاق وصف الباحث خالد كبير علال مؤلف كتاب «مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي وتدوينه»، على اعتبار أن مسيلمة الكذاب هو الجد الأكبر لتلك القبيلة، فالمؤلف يرى أن أولئك الكذابين شكلوا خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى تياراً فكرياً اجتماعياً طائفياً جارفاً تخصّص في اختلاق الأكاذيب، ولهذه المدرسة رجالها ومنهاجها وموضوعها وخصائصها وآثارها، لكن المهم هو فضحها ومقاومتها والتحذير منها وتطهير المجتمع من قذارتها.

عبدالله غازي المضف

إنه زمن محمد صباح السالم!

قبيل الانتخابات الأخيرة خضت حوارا راديكالياً مع صديق عزيز في احد المطاعم وقد اتخذ قرارا مسبقا وحاسما بعدم المشاركة في الانتخابات على الرغم من انه لا ينتمي لاي حزب او تيار.. كنت أحاول اختراق جدار السلبية الذي غلف قراره العنيد، كان يرفع كفه أمامي محاولا حجب حديثي على حين ان لسانه كان يلهج بكلمات ذات السياق الواحد: يا معود زين، خل يستريحون.. ملينا، زهقنا، عبالهم الشعب لعبة بأيديهم؟ رأيته يضغط على حروفه يائسا، اما أنا فقد كنت أشع بالتفاؤل وقد لمعت عيناي، كانت قناعتي تقول بأن النظام الكويتي لم يعرف منذ عام 2006: استقرارا ولا صديقا ولا حليفا ولا وطنا.. لذا فان الفرصة مواتية اليوم لان تبدأ الحكومة صفحة جديدة مع الشعب وسط اجواء تسودها الرغبة والانجاز والتغيير! كنت أحاول جاهدا اقناعه بتلك الحيثيات التي أحلم بها كمواطن كويتي شاب ينتظر الخلاص، على حين ان صديقي الصدوق كان منشغلا في التهام ما تبقى من ساندويش «البيرجر» وهو يهز رأسه بشكل منغم وثابت وكأنما يسحثني على السكوت.. المهم سافر صاحبنا ولم يصوت! اما انا فكآلاف غيري ذهبنا الى مراكز الاقتراع ونحن نحمل بأكفاننا الجنسية، والتفاؤل، والحب، ورغبة صادقة في التغيير: لبينا نداء الوطن والنظام في عز الحر والصيام: فماذا جنينا؟ متابعة قراءة إنه زمن محمد صباح السالم!

محمد الوشيحي

العرق العربي الذليل

يوماً بعد يوم يزداد يقيني ثباتاً ورسوخاً “العرق العربي هو الأرذل والأذل بين الأعراق كلها”. ستقول والإفريقي الأوسط؟ وسأجيبك: “أولاً هو ليس عرقاً واحداً، ثانياً لم يحصل أبناؤه على خيرات كخيرات العرب كي يحاربوا الجهل، فنحكم على مستوى عرقهم. مازال الجهل مسيطراً هناك”. متابعة قراءة العرق العربي الذليل

سامي النصف

في الانتخابات المهم النزاهة لا نسب المشاركة!

الديموقراطية تفترض كمبدأ عام الإيجابية في المشاركة بالانتخابات مع اعطاء الحرية لمن لا يريد التصويت، ولو كان الأمر غير ذلك لفرضت الديموقراطيات المتقدمة نسبا ادنى للمشاركة الشعبية مثل 30% وتلغى او تعاد الانتخابات ان لم تتحقق هذه النسبة، واضح ان احدا لم يخلق مثل هذا التشريع المختص بالنسب، فالانتخابات تتم بمن حضر ويفوز من يحصل على الأغلبية من هؤلاء ومقياس صحتها هو النزاهة ولو جعلنا نسب المشاركة هي المقياس لأصبحت انتخابات الدول الاسكندنافية باطلة لقلة المشاركة فيها بسبب قلة المشاكل، ولباتت الانتخابات القدوة هي انتخابات جمهوريات الخوف التي يرغم فيها الناس على الخروج والتصويت، فقد حصل صدام في 16/10/2002 على 100% من أصوات من يحق لهم التصويت اي انه لم يمت احد في ذلك اليوم المبارك الا بعد ان ادلى بصوته وقبله حاز الرئيس الديكتاتوري السوري حسني الزعيم 103% من الأصوات التي جرت في 26/6/1949 اي اكثر ممن يحق لهم التصويت بـ 3%.

***

ولم يعرف في اي ديموقراطية محترمة ان يحسب مجموع نسبة من لم يصوت لجهة ما، فإن صوت 40% من الناخبين الاميركيين ادعى طرف ما انه يمثل 60% ممن قاطعوا ولم يصوتوا وهو منطق لا يقول به عاقل لوجود ملايين الاعذار المختلفة لمن لم يصوت اي بعدد المتخلفين، وفي هذا السياق هناك فارق كبير بين الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2012 التي كانت النتائج فيها متقاربة وغير محسومة مما يشجع الناخب على التصويت وبين الانتخابات الحالية التي تسبب الكشف المبكر عن نتائج التصويت في الخارج – وهو ما انتقدناه في مقال الخميس الماضي- في عزوف كثير من الناخبين عن التصويت في انتخابات حسمت سلفا فلم العناء؟!

***

يضاف الى ذلك حصر التصويت هذه المرة في «الموطن الانتخابي» الذي لم يأخذ في الحسبان وجود 13 مليون مصري يعملون بعيدا عن موطنهم كحال اهل الصعيد، ومحافظات الاطراف ممن يعملون في القاهرة والاسكندرية.. إلخ، ما استدعى مد الانتخابات يوما ثالثا لإتاحة الفرصة لهم للسفر والتصويت في مدنهم وقراهم، كما ان للطقس الحار او القارس او الممطر دورا كبيرا في عدد المشاركين في اي انتخابات رئاسية او برلمانية في العالم ومعها قرب الامتحانات النهائية للمدارس في مصر.

***

آخر محطة: في الكويت احد اقدم الديموقراطيات المستمرة في الوطن العربي، تقاطع كثير من التوجهات السياسية الرئيسية مثل التكتل الشعبي والإخوان والمسار المستقل الانتخابات التكميلية الحالية عبر عدم انزال مرشحين لها وهو امر يجب الا يمنعهم من التوصية بانتخاب الاكفاء والأمناء من المرشحين الحاليين بدلا من ترك كراسي البرلمان الخضراء للباحثين عن الثراء السريع.

حسن العيسى

«اقبضوا من دبش»

قضية ضحلة بقدر ضحالة من تبناها وكرسها، كأنها قضية الساعة في بلد لا يعرف ساسته "كوعهم من بوعهم" (مثل كويتي ينطبق على الخواء والضياع في تحديد أماكن الزلل) هي ما أقرته لجنة الظواهر السلبية، من منع التعري في الفنادق والأماكن العامة… إلخ.
 بطبيعة الحال لم أكن اعرف أن التعري في الكويت يشكل "ظاهرة"، بمعنى أنه مسألة عامة ومتكررة كظاهرة المزايدات السياسية على الأحزاب الدينية شبه الرسمية أو التكسب السياسي من المشاعر الدينية المحافظة في دول الكويت، لكن لجنة الظواهر السلبية، وهي بحد ذاتها ظاهرة سلبية، ودمل بشع من دمامل كثيرة في وجه الدولة، اعتبرت التعري بالكويت ظاهرة مساوية، في الوضع المتخيل في تجاويف أدمغة مشايخ اللجنة، للشواطئ الأوروبية، متناسية في الوقت ذاته، مقولة وزير الداخلية الأسبق، الله يذكره بالخير، الشيخ جابر الخالد بأنكم "لو درتم شواطئ الكويت من شمالها إلى جنوبها ما لقيتم حريم يلبسون حتى وزرة".
 ورغم الإحساس الطاغي الذي ينتابنا حين نتجول في شوارع الدولة ومشاهدة مناظر الأخوات المنقبات (وهذه مسألة تخضع لقناعتهن وحرياتهن) وهن يقدن سيارات الغرب المنحلّ أخلاقياً بأننا أقرب إلى قرى مناطق القبائل بين أفغانستان وباكستان، التي منعت فيها حركة "طالبان"، وهي منتج بترول دولاري بامتياز، الأهالي من ترك أطفالهم يتلقون جرعات التطعيم ضد شلل الأطفال عبر منظمة الصحة العالمية.
 أعود إلى أهل لجنة "الظواهر السلبية" الذين يريدون اليوم أن يثبتوا أنهم لا يقلون شراسة وشجاعة في الدفاع عن القيم الإسلامية المحافظة، كما يدّعون، عن مواقف الكثير من النواب الإسلاميين السابقين في المجلس المبطل الأول، بينما في الواقع، كان لعدد من هؤلاء النواب المحافظين الذين قاطعوا مجالس الصوت الواحد، مواقف واضحة وجريئة في قضايا الفساد المالي والإداري وما تفرع منها من قضايا في الدولة ودفعوا ثمناً كبيراً مقابل هذا الدفاع، بينما جماعات "ملالي" اللجنة هم في الواقع لا في العير ولا في النفير في تلك المسائل، فما حاجتهم إلى تبنّي مثل تلك القضايا، ماداموا يخوضون في أماكنهم المحددة المفروضة في البحيرة الحكومية، وكان أولى أن يعرف أهل اللجنة أن قانون الجزاء الكويتي (لا النمساوي) يحرم ويعاقب التعري في الأماكن العامة تحت باب "الفعل الفاضح المخل بالحياء العام"، لكن ماذا نفعل بذلك الإنتاج النيابي وهذه البضاعة السلطوية؟!
 كلمة أخيرة لبني "ليبرل" على طريقة خطاب الزميل عبدالرزاق الشايجي، وهم الذين "هيصوا" وهللوا لمرسوم مجلس الصوت الواحد متوهمين أن السلطة فتحت لهم أبواب الحريات الشخصية على مصاريعها، أقول لهم اقبضوا بعضاً من بركات الصوت الواحد… "اقبضوا من دبش"…

احمد الصراف

مأساة أم عباد

تسكن المواطنة أم عباد في قرية كويتية نموذجية! ولديها، إضافة لولديها، مزرعة وبضع أبقار وخراف. وبسبب ما اصبحت تشعر به من مرارة مؤخرا، طلبت من ابنها الكبير بث شكواها على الفيسبوك، ليطلع المسؤولون على معاناتها. تقول أم عباد: أشعر بالغضب مما يجري حولي، على الرغم من أنني لست عنصرية، ولست ضد قدوم الغرباء كلاجئين لبلادي للعمل، ولكن ما دفعني للشعور بالغضب ما قرأته عن نية الحكومة السماح لهؤلاء، غير المسلمين، باستخدام الصعق الكهربائي في قتل ذبائحهم، بدلا من الذبح الحلال! أعلم جيدا أنهم في غالبيتهم غير مسلمين، هاربون من ظروف صعبة، وانا أتعاطف معهم، لكنني استغرب خضوع حكومتي لهم. انهم يريدون الآن بناء دور عبادة لهم لدينا، وأن نبنيها لهم من أموال دافعي الضرائب، أمثالي! فهل لو انتقلنا نحن الكويتيين للعيش في السويد مثلا سيسمحون لنا ببناء مساجدنا، وشرائعهم تمنع ذلك؟
الحقيقة انني بدأت أشعر بعدم الأمان، فحتى الخروج بالنقاب الكامل أصبح مشكلة، فلا أضمن عدم قيام هؤلاء المهووسين بمعاكستي، أو حتى اغتصابي، فمنظر المرأة الشرقية، وقصص ألف ليلة وليلة، في مخيلتهم تدفعهم لفعل الغريب من الأفعال.
كنت في السابق اذهب الى مسبح النساء في المنطقة مرتين في الأسبوع، وكنت استمتع باللعب في الماء مع ابني الصغير، وأنا بكامل ملابسي وحجابي. ولكن منذ أن بدأ هؤلاء بارتياد المسابح نفسها وخلع ملابسهم والجلوس نصف عراة أمامي في الشمس، وأنا مشمئزة من المنظر. وأشعر بالغثيان عندما أراهم يستحمون تحت الدوش قبل النزول للبركة، بعكس ما نفعل، وهذا دليل على عدم نظافتهم، وأنهم انجاس، وبالتالي أعتقد بأنني لن أذهب للمسبح بعد الآن.
ولا أدري لماذا تسمح حكومتي لهؤلاء الغرباء بمخالفة القواعد والواجبات، وعدم تطبيق ما هو مطبق علينا؟ فلماذا لا يغتسلون في بيوتهم قبل القدوم للسباحة؟ كما أن ابني أصبح يواجه مشكلة حقيقية في المدرسة، حيث تجبره المدرّسة على ممارسة الرياضة مع الصبية والفتيات، وهو لا يود القيام بذلك، ولا أدري لماذا تجبر الوزارة أطفالنا على اللعب «المختلط»؟
لقد اعتدنا، منذ أن كنا صغارا، أن تأخذنا المدرسة في زيارات تسامح دينية نزور فيها الجوامع والمعابد والكنائس للاطلاع عليها فقط. ولكن أولادي أخبروني بأن أبناء الأجانب يرفضون مشاركتهم في الذهاب الى الجوامع، ويكتفون بزيارة المعابد والكنائس، فهل هذا عدل؟ كما أن ابنة أختي عادت قبل أيام من المدرسة، وهي تبكي بحرقة، بعد أن اخبرها بعض أبناء اللاجئين بأنها متخلفة وتنتمي للعصور الوسطى!
ولا أدري حقيقة لماذا لا ينسجم هؤلاء مع طريقة حياتنا؟ بعد أن اختاروا العيش بيننا هربا من ظروف حياتهم في أوطانهم، وخلاف ذلك فإن من الافضل أن يعودوا الى بلادهم.
انا فخورة ببلدي و تقاليدي وسأساعد كل من يحتاج للمساعدة، لكنني لا اقبل بان يفرض أحد شروطه علينا. فنحن عندما نذهب الى بلادهم نحترم مثلا القوانين التي لا نحترمها حتى في أوطاننا، ونلبس كما يلبسون ونتصرف مثلهم!
ملاحظة: النص أعلاه ترجمة «غير امينة ولا دقيقة» لرسالة كتبتها أم سويدية على صفحتها على الفيسبوك. واللبيب بالإشارة يفهم.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

«شتسوون بالخارج»؟

منذ أن انقسم الرأي العام حول المشاركة والمقاطعة بعد صدور حكم المحكمة الدستورية المثبت للصوت الواحد في العام الماضي كان لنا رأي حينها بأن المشاركة في الانتخابات رغم سوء النظام الانتخابي أفضل نسبياً من المقاطعة، خصوصا في ظل غياب الرؤية أو البرنامج الذي ترمي له المقاطعة. والأفضلية النسبية للمشاركة لم تكن تعني أبداً أن المجلس سيحول الكويت إلى جنة الله في الأرض أو أن تزدهر الكويت بين ليلة وضحاها أو في أربع سنوات، بل إنها أفضل من المقاطعة بلا هدف، وقد كررت في أوقات سابقة إلى متى ستستمر المقاطعة؟ وإلى الآن لا مجيب؛ لأنني أعتقد أنه أكثر الأسئلة صعوبة بالنسبة إلى المقاطعين الكرام. على أي حال ها قد مر عام تقريبا على المجلس الجديد بمقاطعيه ومشاركيه، وما زال بعض المقاطعين بلا هوية حقيقية للإصلاح الفعلي، فبعض الكلمات أو الأوراق المقدمة دون آلية تنفيذ واضحة وممكنة لا يعد إصلاحا بلا شك، ومتابعة أعمال المجلس الحالي أملا في الوصول إلى هفوات نيابية أو حكومية تؤجج الرأي العام لا تعد إصلاحا، أيضا بل مجرد رد فعل وقتي، والمكوث في العالم الافتراضي "تويتر" وتوابعه ومتابعة من يتفق معهم في الرأي ليشعروا بأنهم كثر لن يتعدى كونه افتراضيا أيضا. أما على صعيد المشاركين فقد شهد هذا المجلس، شأنه شأن مختلف المجالس السابقة، هفوات وأعمالاً منجزة أيضاً، وهنا يكمن الفرق، أما على صعيد الهفوات فتتمثل بإقرار بعض القوانين بعلاتها ومشاكلها الدستورية والقانونية، وكذلك عدم وجود آلية واضحة للتعاطي مع أداة الاستجواب الرقابية، وهو ما سبق أن تطرقنا له في مقال سابق، أما من ناحية الأعمال المنجزة والجيدة فهناك قوانين مثل قانون هيئة النقل، والتي تلخص مسؤولية الطرق في جهة واحدة بدلاً من تقاذف المسؤوليات الحاصل اليوم دون حلول، وقانون المعاملات الإلكترونية المتطور والمميز جداً والذي سيساهم فعلاً في تقليل سطوة البيروقراطية في الكويت، بالإضافة إلى التعديلات على قانون حماية المستهلك الذي يوفر ضمانة جيدة للمستهلك أمام محاولات الغش التجاري، بالإضافة إلى الاستثمار بالأندية الرياضية الذي يحقق عوائد جيدة للأندية تسهم بكل تأكيد في رفع مستوى الرياضة، وقريبا بإذن الله إقرار القانون الأهم وهو حق الفرد في اللجوء المباشر للمحكمة الدستورية، وهو الضمانة الفعلية لكل مواطن من ألا تنتهك حقوقه الدستورية إن جارت الأغلبية على تلك الحقوق. كل النقاط السابقة تثبت أنه بعد عام من المقاطعة والمشاركة علو كعب من قرر المشاركة على المقاطعة، فعلى الرغم من المثالب فإن ما تم إنجازه في الداخل أكبر بكثير من التفرج بالخارج. مجدداً لا يعني كلامي الرضا عن كل ما يحدث بالمجلس وتلك هي طبيعة الأشياء، ولكني على قناعة تامة بأن محاولة الإصلاح من الداخل أفضل وأجدى من "التطمش" من الخارج. خارج نطاق التغطية: دراسة مميزة قدمها الأستاذ حسين العبدالله حول المثالب القانونية والمخالفات الدستورية لقانون هيئة الاتصالات، أتفق مع كل ما ورد فيها، وأتمنى من أعضاء المجلس الالتفات إلى تلك المثالب والمخالفات وتقويمها.

سامي النصف

أمة دخلت إلى الكهف!

ماذا لو تصفحت الجرائد الأميركية هذه الأيام ووجدت انها لاتزال تناقش «المكارثية» وحقوق السود المدنية، ثم اطلعت على الصحف البريطانية فوجدت انها مشغولة على أشدها بتأميم قناة السويس وأحقية التدخل العسكري للسيطرة عليها؟! قطعا ستظن ان تلك دخلت الى الكهف واختفت لنصف قرن او يزيد وعادت هذه الأيام كون الأمم الحية تمتاز بالحراك لا الجمود، فتطوي ملفاتها وتتقدم الى الأمام ولا تبقى واقفة «مكانك سر» في المربع الأول لا تبارحه.

***

اطلعت على ما كتبه شهيد الصحافة العربية الكبير كامل مروة في الفترة من 1951 الى 1955 وقد اخترت مروة لتفاعله مع القضايا العربية، وسأعرض قليلا مما كتبه منعا للإطالة لنعرف هل تغير الحال في أمتنا العربية المجيدة ام مازلنا ندور في المشاكل نفسها منذ قبل 60 عاما مع متغيرات صغيرة هنا وهناك؟ وقد أتى في الآية الكريمة: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) أي مرت عليهم السنون وكانوا يعتقدونها يوما او بعض يوم كحال أمتنا هذه الأيام!

***

في مقال 23/9/1952 يكتب مروة عن صعوبات وإشكالات انتخابات الرئاسة اللبنانية آنذاك بعد استقالة الرئيس بشارة الخوري ودخول البلد في مأزق سياسي، فيقول نصا: «ليس مهما من ينتخب رئيسا للجمهورية، المهم ما يتعهد الرئيس بتنفيذه»، وعن الانتخابات السورية يكتب في 6/8/1955 حول انحصارها في القوتلي وحفار «هذه الأيام بين بشار وحجار» بعد حكم ديكتاتوري طويل (حكم الشيشكلي) وأن سورية لم تعد مشكلة إقليمية بل عالمية وانها في حاجة لرئيس يرجعها للصف العربي، ويلوم في مقال 16/8/1955 النواب السوريين بأنهم من يصنعون من الرئيس ديكتاتورا عندما يصورونه داهية وعبقريا!

***

وإلى العراق حيث يتحدث في مقال 12/6/1954 عن السيد نوري السعيد (لا نوري المالكي) فيقول انه كان يحوز أغلبية في المجلس السابق، اما في هذه الانتخابات فلم يحز إلا 56 مقعدا من 136، لذا فقد السيطرة على المجلس النيابي وأصبح أسير المستقلين والكتل الأخرى. والى مشكلة القدس يكتب في 15/12/1953 عن وصول القاصد الرسولي الجديد اليها الذي عكس قلق قداسة البابا ورغبته في ان تكون القدس مفتوحة للأديان السماوية الثلاثة.

***

آخر محطة: (1) في يوم الأربعاء 7/7/1954 يكتب الراحل الكبير مقالا بعنوان «عندما يبور الاصطياف» يقول فيه ان موسم الاصطياف قد ضرب، ويلقي باللائمة على العوامل الداخلية وسوء استغلال السائح، وقبل ذلك في 12/7/1952 يكتب مقالا عن «منحة الاصطياف» وهي ما تقوم به آنذاك مفوضية السياحة اللبنانية من دفع ثمن تذاكر سفر للمصطافين الى لبنان تشجيعا لهم، ويقترح ان يضاف للمنحة دفع ثمن تذاكر موسم الاصطياف القادم للسائح لضمان عودته، وفي 18/6/1952 يقول ان أقرب طريق للموت هو قيادة السيارة في لبنان «ومازال».

***

(2) في 16/5/1966 أوعزت المخابرات الناصرية الى الناصري ابراهيم قليلات بقتل كامل مروة فأرسل عدنان سلطاني فقتله بمسدس كاتم للصوت، متناسيا سيرته النضالية الطويلة، حيث توجه مروة إبان الحرب الثانية لأوروبا الشرقية لمحاربة الإنجليز والفرنسيين وسجن إثر ذلك، ويروى ان الناصري «منح الصلح» أراد ان يظهر إنسانية نظام الرئيس عبدالناصر فقال للشيوعي الساخر محسن ابراهيم: هل تعلم ان عبدالناصر أبرق فور اغتيال كامل مروة لعائلته يعزيهم في الحادث الأليم؟ فأجابه إبراهيم على الفور: «منيح انه لم يرسل البرقية قبلها بيوم».

@salnesf