انقشعت الغمة وزال الكابوس بإعلان طلال فهد الصباح الترشح لرئاسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم والفوز بهذا المنصب قريبا، فطلال الصباح لم يكتفِ بالنكسات المستمرة لكرة القدم من عهد شقيقه الأكبر والأمثل، ولم يشبعه الدمار الذي ألحقه هو شخصياً بكرة السلة عندما تولى رئاسة اتحادها ليقطع العهد على نفسه بأن يكمل المسيرة في كرة القدم كذلك.
ولعل السنوات الأخيرة التي اختطف بها اتحاد القدم قسراً بسبب عجز الحكومة عن تطبيق القانون كافية لأي عاقل لمعرفة المصير القادم بقيادة هذا الشخص، فسنوات رئاسته شهدت حصوله على أضخم مبالغ مادية لكرة القدم سواء عبر ما قدمه له سمو الأمير شخصياً من دعم مادي غير مسبوق، هذا الدعم الذي يفوق ميزانية جميع الاتحادات الكروية السابقة بأضعاف، أو من خلال عقد الرعاية الموقع مع شركة "ڤيڤا" للاتصالات، وهي أيضاً أكبر رعاية بالإضافة إلى المبالغ التي يتحصلها من العقوبات على الأندية التي تفوق أيضاً كل الاتحادات السابقة، ناهيكم عما حصل عليه المنتخب من مكافآت بعد الفوز بكأس الخليج في اليمن ليأخذ جزءاً من هذه المكافآت ويبني بها مسجداً باسم والده في اليمن!!
كل تلك الأموال غير المسبوقة لم تحمنا من الخسائر والنكسات، وحجة طلال ومن معه هي عدم وجود دعم مالي من الحكومة!!
طلال الصباح واتحاد القدم يلخصان لنا حالة الدولة بأسرها، فالموهبة موجودة والإبداع متوافر، ولكن الإدارة مفقودة بل بالأصح فإن الإدارة تنخر في الكيان أو ما تبقى منه إلى أن تقضي عليه تماماً، والمصيبة أن الرياضيين أو ما يسمى بالرياضيين في مختلف الأندية يصرون على اختيار شخص كطلال لقيادتهم، وبالطبع فإن المقابل بعض المناصب وبعض الوفود المسافرة للسياحة على حساب الدولة لا أكثر.
قد يعزو البعض تراجع رياضتنا إلى إهمال الحكومة، وأنا أجد أن الإهمال الحكومي لم يأتِ من فراغ، بل بسبب إهمال الرياضيين أنفسهم لرياضتهم وتسليم دفتها لمن لا يستحق إطلاقاً.
الحلول سهلة وإرغام الحكومة على الاهتمام أسهل، ويتمثل بحسن اختيار من يمثل الرياضيين ويدير الدفة بشكل أفضل من طلال وتكتله الذي قتل رياضتنا.
الشهر: أبريل 2014
القضية الفلسطينية بين تركيا وسورية!
بدأت الهجرة اليهودية بكثافة إلى فلسطين إبان حكم الدولة العثمانية لها في القرن التاسع عشر وقبل عقود من وعد بلفور، وقد زار حينها أمير البيان شكيب أرسلان وهو الداعية العثماني الشهير، بعض المستوطنات اليهودية الألمانية في فلسطين ورأى أنها بذرة خير وقادرة على أن تكون القاطرة التي ستسحب الأمتين العربية والإسلامية معها إلى الأمام وتخرجها من براثن الجوع والفقر والتخلف والتي تعصف بها وقد شاركه بعض العرب والفلسطينيين هذا الرأي قبل أن يتراجعوا عنه لاحقا لأسباب يطول شرحها.
****
ورأت بعض القيادات الفلسطينية إبان مؤتمر السلام في فرساي عام 1919 أن تضم فلسطين إلى سورية وتصبح الإقليم الجنوبي منها كوسيلة للحفاظ عليها، كما عرضت قيادات أخرى على مصطفى أتاتورك بعد انتصاراته المذهلة على القوى الأوروبية أن تصبح تركيا الجديدة هي الدولة المنتدبة على فلسطين حتى نهوضها واستقلالها، وقد وافق الغازي أتاتورك على ذلك المقترح بينما طالب آخرون بأن تكون الولايات المتحدة ورئيسها ويلسون الدولة الوصية والمنتدبة على فلسطين.
****
وفي عام 1929 حدثت ثورة البراق بسبب قيام اليهود بعمل حاجز يفصل بين الرجال والنساء عند حائط المبكى واستمرت لعام 1936 عندما أخطأ المفتي أمين الحسيني برفض قرار لجنة «بيل» بإعطاء الاستقلال لدولتين: فلسطينية على 90% من الأرض ويهودية على 10% منها، ثم أعلن رفضه لكتاب ماكدونالد الأبيض ببقاء فلسطين دولة موحدة، مما مهد لعودة الاحتلال العسكري الإنجليزي المباشر لفلسطين، وهرب إلى العراق حيث حرض في مايو 1941 رشيد عالي الكيلاني على الثورة، مما مهد مرة أخرى لاحتلال عسكري إنجليزي مباشر لأرض الرافدين، وهرب إلى إيران ومنها للقاء والتحالف مع الطاغيين المدمرين هتلر وموسليني اللذين مازالت صوره معهما بجبته وعمته تتصدر الكتب الصهيونية حتى اليوم.
****
ورغم سقوط برلين عام 1945 ومحاكمة المتعاونين مع هتلر فإنه لم يصب المفتي أمين الحسيني أي ضرر رغم وجوده في دول يحكمها الإنجليز والفرنسيون، وقام المفتي باستكمال دوره المدمر والمخرب إبان حرب 1948 عندما قامت إذاعاته بإرعاب الفلسطينيين من المذابح وهتك الأعراض وقتل الأطفال مما جعلهم يفرون من أرضهم وكانت حجته أنه لا يريدهم ان يتسببوا في عرقلة مسيرة الجيوش العربية الظافرة (الخائبة)، كما ستسهل هجرتهم، حسب قوله، عملية تدريبهم على السلاح في مخيماتهم خارج فلسطين ـ التي لم يسكنها هو شخصيا ـ تمهيدا لتحرير أرضهم.
****
آخر محطة:
1 – في عام 1959 وبعد الوحدة المصرية ـ السورية قرر عبدالحميد السراج عمل انقلاب عسكري في العراق يقوده العقيد الشواف بعد انكشاف التوجه غير الوحدوي لعبدالكريم قاسم كي يمكن ضم الجيش العراقي للجيشين المصري والسوري في عملية تحرير فلسطين، يذكر نجيب الصائغ سفير العراق حينها في بيروت أن المفتي أمين الحسيني طلب منه إبلاغ قاسم بتفاصيل تلك المؤامرة الهادفة لتحرير فلسطين لقاء مليون ليرة توضع في حسابه الخاص وهو ما تم، وكم من أمين حسيني شهدته وتشهده القضية الفلسطينية حتى يومنا هذا!
ـ
ما أدراك ما هو الآي كيو
الـI.Q. أداة نمطية لقياس ذكاء الأطفال. وأول من استخدم هذه الطريقة الفرد بنيت وثيوفيل سيمون في فرنسا عام 1905، وذلك عندما أرادوا التفريق بين الطلبة القليلي الاستيعاب وغيرهم، وتوصلا لطريقة يمكن بها تحديد العمر العقلي للطفل، والذي قد يختلف عن عمره الفعلي. وقام بعدهما ويليام ستيرن بتقسيم العمر العقلي على العمر الفعلي وضرب النتيجة في 100 ليصل إلى الآي كيو أو Mental Quotient. فالطفل الذي يبلغ السادسة، ولا يستطيع القيام إلا بما يقوم به من في عمره هو طفل بطيء الفهم، أي أن من يحصل على أقل من 80 درجة يكون ذكاؤه منخفضا، ومن يحصل على 80 إلى 100 ذكاؤه عادي، ومن 100 إلى 140 مرتفع الذكاء إلى مرتفع جدا، وفوق 140 عبقري أو موهوب. وهناك في الحياة ذكاء فطري وآخر مكتسب، والمزج بينهما عادة ما يعطي أفضل النتائج. فمن يتواجد ويكبر في محيط مملوء بالمعرفة يكتسب عادة قدرات معرفية أفضل من طفل مساو له في الذكاء، يعيش في بيئة قاحلة مثلا. هذا في ما يتعلق بذكاء الصغار وتحديد أعمارهم العقلية، ولكن الأمر يصبح اكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بتحديد ذكاء الكبار، وهنا نتكلم عما يقدمه ذكاء شخص ما لنفسه وليس بالضرورة لغيره. فمن تجاربي في الحياة تعلمت أن من الخطأ الاعتقاد بأن من يمتلك قدرات ذكاء كبيرة والقادر على حل المستعصي من المسائل، أو من يحصل على أعلى النتائج في اختبارات الذكاء أو حل الالغاز وقوة الذاكرة رهيبة هو بالضرورة أكثر ذكاء من غيره في حياته الشخصية. فبالرغم من أهمية مؤشرات الذكاء فانها لا تعني الكثير في حال لم تسهم في نجاح من يمتلكها في الأمور الثلاثة التالية:
أولا: إن لم يستطع، بالرغم من ارتفاع نسبة الذكاء لديه، في المحافظة على صحته، والإصرار مثلا على الإفراط في الأكل أو التدخين وتعاطي المخدرات! هنا نجد لدى هذا الشخص قصورا في الاستفادة من قدراته الذهنية العالية على المستوى الشخصي. فوظيفة العقل الأولى والوحيدة هي إبقاء الإنسان حيا، وبحالة صحية جديدة، فإن فشل العقل في ذلك، بدرجة أو بأخرى، فلا معنى لما يدعيه ذلك الشخص من ذكاء.
ثانيا: من الأفضل عدم وصف شخص بأنه عالي الذكاء إن لم يساعده ذكاؤه في تجنب الإفلاس المالي، وما يجره من شل حريته في الحركة والتصرف، أو ربما دخوله السجن.
ثالثا: ان من الحماقة، إن لم يكن الأمر عائدا لأسباب وراثية، الادعاء بذكاء عال إن لم يساعدنا ذلك الذكاء في أن نكون سعداء. فالسعادة هي هدف أي إنسان، ومن حقوقه! وهنا نحن نتكلم، بطبيعة الحال، عن إنسان يعيش في ظروف عادية!
أحمد الصراف
قلمات
عنوان هذه المقالة سيكون ثابتاً، جذره في الأرض وفرعه في السماء، كل اثنين من كل أسبوع. وستكون المقالة “الاثنينية” عبارة عن فقرات قصيرة، لا علاقة لفقرة بأخرى، فلكل فقرة مصرفها الخاص بها ومشربها الخاص بها، ولن أسمح لفقرة قوية أن تستضعف فقرة ضعيفة، وكله بالقانون. متابعة قراءة قلمات
الهويات القاتلة
بعد أيام قليلة ستصادف ذكرى العشرين عاماً على مذابح الحرب الأهلية برواندا، التي قد تعد أشد المذابح وحشيةً في التاريخ الإنساني، حين كان مقاتلو قبائل الهوتو يذبحون أطفال "توتسي" أمام آبائهم بتقطيع أوصالهم قطعة قطعة ثم رميها على الوالدين، ثم ينهي القتلة مهمتهم بقتل الوالدين بطريقة أبشع "الايكونومست العدد الأخير"، ونقلت وسائل الإعلام صوراً لجماجم بشرية لضحايا تلك المذابح رُصَّت على أرفف مثلما تُرصُّ البضائع الاستهلاكية عندنا في الجمعيات التعاونية، تركوها هكذا لتذكِّر الناس ببشاعة الحروب الأهلية "المرجع السابق". اليوم رواندا تحقق أعلى معدلات التنمية في القارة بنسبة 8 في المئة بقيادة ضحايا الأمس من "التوتسي"، ورغم أنهم المستفيد الأكبر فإن الآخرين "هوتو" لم يُستبعَدوا من خيرات التنمية.
مثلما شاهدنا الجماجم المرصوصة في المتحف الرواندي، رأينا في سورية صوراً مشابهة لوحشية الروانديين من عصابات الهوتو، إذ نُشِرت صورة أحدهم وقد قطع رؤوس أعدائه وعرضها أمامه، وكأنه يبيع بضاعة يسهل نقلها وتداولها كما نرى باعة البطيخ هنا على مفترق الطرق، وشاهدنا صوراً أبشع لأطفال مختنقين من كيماوي السلطة قبل أشهر، ونقلت وسائل كثيرة أخباراً عن قناصة النظام يقنصون النساء الحوامل في مناطق الحرب، ويراهن القناصة بعضهم بعضاً على إصابة الجنين في بطن أمه… وحشية مرعبة لنظام السفاح الأسد، قابلتها وحشية مهووسين طائفيين مغيبي الوعي الإنساني مثل عصابات "داعش" ومن على شاكلتها.
المقاربة المحزنة بين سورية اليوم ورواندا 1994 أمر واقع، لكنهم في رواندا تجاوزوا المحنة وسبقوا غيرهم في مضمار التقدم الحضاري، فهل يستطيع الإنسان العربي أن يتجاوز محنة الهويات القاتلة؟! هل يستطيع أن يتخطى هويته الطائفية والعرقية والقبلية وانتماءاته لها المقدمة على الانتماء للوطن بعد عشرين أو ثلاثين عاماً من الآن؟ قد نجد الإجابة في التجربة اللبنانية، مثلاً، وما إذا كان اللبنانيون قد تخطوا دولة الهويات، وذكرى مذابح حربهم الأهلية ومشاهد صبرا وشاتيلا مازالت تنبض في الذاكرة، الإجابة اللبنانية قاطعة بالنفي. لنترك لبنان الهويات الطائفية، ونطالع ما حدث في "أسوان" مصر وهي من أقدم أمم التاريخ قبل ثلاثة أيام، حرب قبلية – عائلية قتلت العشرات في ساعات قليلة.
لِنَقُل، بكل يأس، إن الجراثيم الداعشية تحيا في اللاوعي العربي بصرف النظر عن الهوية الطائفية أو القبلية، سواء تشكّلت هذه الجرثومة في مقاومة النظام الحاكم مثل نظام بشار، أو عششت في النظام الحاكم ذاته كالنظام الأسدي وغيره من القابعين على سدة الحكم. لماذا تحيا ولا تموت تلك الجراثيم عندنا ونبقى في أماكننا نراوح عاجزين عن خلق الانتماء للدولة – الأمة وهوية الانتماء للأرض وهو الوطن؟ تفحصوا ثقافتكم وتراثكم لا أنظمة الحكم فقط فهذه وليدة ثقافتنا وصناعة محلية كاملة وليست نتائج استعمارية قديمة فقط، فلعلكم تجدون الإجابة.
ملعقة الوزراء الذهبية
“>أكتب مقالي هذا من اليابان، بعد أن وصلت اليها على الإماراتية، ومن الطبيعي أنه لا هي، ولا الإماراتية تركا لدي مجالا لنقد شيء، وسنكتب عن انطباعاتنا في الأيام القادمة!
كتب الزميل وليد الجاسم مقالا في «الوطن» تطرق فيه، بألم، الى الوضع المخجل لكثير من مرافق الدولة، ومنها بوابة دخول القادمين الى مبنى المطار التي شبهها بباب ملحق للإيجار، وبما يجده المسافر بعدها من تكدس عشرات طالبي الإقامة، أو «الأيانب»، الذين تغيرت ألوان وجوههم من شدة الزحام والتوتر بانتظار استلام تأشيرة الدخول واضطرار الجميع، حسب وصفه، لممارسة كم كبير من ضبط النفس، وفي وضع ابعد ما يكون عن الإنسانية. وقال انه اضطر الى أخذ ابنه الى دورة المياه، وهناك اكتشف أنها تشبه حمامات بيوت عزاب بنيد القار، وأن مستواها أقل من نظيرها في أي مخيم. وأنه تحسر كثيرا على الكويت، التي بلغ بها العجز بحيث أصبحت غير قادرة على بناء دورة مياه محترمة. وقال انه مسح وجه ابنه بالماء، ومسح دمعتين غلبتاه، وتساءل بحسرة عما ينتظر ابناءه في القادم من الأيام! وختم مقاله بأنه لو كان مسؤولا لمنع الوزراء من السفر عبر قاعة التشريفات، ولألزمهم بأن يعيشوا حياة المواطنين ويذوقوا معاناتهم!
تذكرت كلمات صديقي وزميلي الجاسم وأنا أستخدم حمام وصالة الإماراتية في مطار الكويت، وتساءلت عن كيف استطاعت بناء صالة جميلة وحمامات نظيفة في مطارنا وعلى أرضنا ولم نستطع نحن أن نفعل ذلك؟ ولماذا قمنا بتأجير صالة التشريفات السابقة للإماراتية بدلا من تخصيصها لركاب الكويتية مثلا؟
أعلم أن مدير المطار، السيد فواز الفرح، يبذل الكثير لرفع مستوى الخدمة فيه، ولكنه يبقى جزءا من دولة متآكلة في مستوى خدماتها، بعد أن عشش الفساد في مرافقها، وأصبح الصرف السليم على الخدمة السليمة سلعة نادرة، وبالتالي ليس غريبا أن جو العمل في الكثير من المرافق مشحون بالتوتر والسلبية وقلة الاكتراث والإحباط. فهؤلاء الوزراء الذين يطالب الزميل الجاسم بإجبارهم على السفر في الطرق العادية ليروا معاناة بقية المواطنين، لم يولدوا وفي افواههم ملاعق من ذهب، بل سبق لهم أن مروا عشرات المرات بتلك المرافق، قبل أن يصبحوا وزراء، واشتكى بعضهم من تدني مستواها، وسيمرون بها بعد خروجهم من الوزارة، ولكن غالبيتهم، يا صديقي، لم يكترثوا يوما، ولن يكترثوا، لأنهم يعرفون أنه لا حساب ولا ثواب، فلم العمل، ولم الاهتمام؟.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
«شريط.. غيت»
أخطأ أبو عبدالمحسن، وقلما يخطئ، وهو يخاطب حينها أحد أبناء الأسرة، قائلا: «لا تحلّون هالمجلس.. ترى والله ما تحصلون مجلس مثله».
وبخبرة أبي عبدالمحسن الطويلة، في مجالس متعاقبة، فقد كان مقتنعا بأن المجلس الأخير، برئاسته، قبل استقالة سمو الشيخ ناصر المحمد، هو الأكثر طواعية والأسهل انقيادا للتوجيهات والتعليمات.
بيد أن المجلس الحالي تفوق بمراحل على ذلك المجلس، وربما نجرؤ ونعلن أنه حطم أرقاما قياسية جديدة في «الطواعية والانقياد»، ببركات الرئيس الشاب.. وصدق المثل القائل: «ابن أخت الوز.. عوّام». متابعة قراءة «شريط.. غيت»
الناس هذي استخفت..!
حتى الآن لم اتمكن من فهم سبب خروج خصوم التيار الاسلامي عن المألوف عند الحديث عن التيار، وبالذات عن الاخوان المسلمين! ولم اتوقع ان الخلاف يؤدي الى هذه الدرجة من الخصومة، وان الخصومة تؤدي الى هذا الحقد الذي يأكل قلب صاحبه حتى يخرجه عن طوره ويفقده اتزانه!
معظم قيادات الاخوان المسلمين بالسجون في مصر والبقية الباقية مطاردة محليا واقليميا ودوليا، وتم تصنيف جماعتهم بالارهابية، وأصبح المنتمون اليها في بعض الدول مطلوبين بالانتربول! واصبحنا نسمع كل يوم عن ترحيل احد القيادات الاخوانية وتسليمه الى السلطات في مصر لمحاكمته محاكمة صورية واحالة اوراقه الى المفتي! واختفت شعارات الاخوان من التويتر والفيسبوك، وأصبح التعاطف مع الاخوان تهمة يعاقب عليها القانون، وتسابقت بعض دول الخليج في التشديد عليهم ومراقبتهم ومطاردتهم، وما زلنا نتذكر المحاكمة الهزلية التي تمت لبعض الشباب المحسوبين على هذه الجماعة والاحكام الجائرة التي صدرت ضد بعضهم ووصلت الى خمس عشرة سنة! متابعة قراءة الناس هذي استخفت..!
يرجى الانتباه
“>في السنوات القليلة المقبلة، ومع التسارع الكبير في عدد السكان، الوافدين منهم بالذات، ستحتاج الدولة إلى طرق أكثر وجسور أوسع ومياه شرب أوفر ومزيد من المدارس والجامعات ومعاهد التدريب، إضافة للتوسع في البنية التحتية، بما في ذلك مجاري تصريف صحي أرحب، ومستشفيات وعيادات متخصصة وأدوية أكثر وقوة أمنية وشركات حراسة وكمبيوترات أقوى للمعلومات المدنية والهجرة والبصمات والأدلة الجنائية والمحاكم وغيرها. كما اننا سنحتاج لتوليد طاقة كهربائية أعظم وسجون أكثر اتساعا، ومخافر أكثر عددا، واسلحة ومركبات شرطة. كما سيتطلب الأمر مواجهة قضايا مرور أكثر تعقيدا مع الزيادة المطردة في أعداد المركبات، وسنحتاج لمبالغ أكبر لدعم أكثر كرما للكثير من المواد الغذائية، هذا غير دعم الأعلاف ومعالجة جبال النفاية ومشاكل التخلص من المخلفات البشرية، هذا غير حاجتنا المتزايدة لأطباء وهيئة تمريضية، وحتى مساحات مقابر أكبر، وغير ذلك الملايين من الأمور الكبيرة والصغيرة!
ويمكن بقرار «سيادي» واحد إلغاء نصف هذه التوسعات والمشاريع المكلفة وذلك بتفعيل قرار مجلس الوزراء المتعلق بتعديل التركيبة السكانية، وهو المشروع الذي أعلنت عنه وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الأستاذة ذكرى الرشيدي في حينه، والذي تعلق بتخفيض أعداد الوافدين سنويا، وبنسب محددة، لكي يتم في النهاية تعديل التركيبة السكانية لتصبح مقبولة أكثر بعد أن اصبحت نسبة غير الكويتيين تتجاوز الـ%75! ولكن قوى الضغط وقفت ضد الوزيرة، ونجحت في إجهاض مشروعها، وقامت أطراف معروفة، تتاجر بالحجر والبشر والإقامات وبتأجير شقق البنايات وببيع السندويشات، للوقوف في وجهها وتفشيل خططها!
المشكلة أن معظم كبار المسؤولين يودون التوقف ولو للحظات والتساؤل: أين نحن ذاهبون؟ وما هي نظرتنا المستقبلية؟ وهل نحن حقا بحاجة لرفع عدد السكان لمستويات عالية مؤثرة وخطرة، ولو على حساب أمننا الداخلي وثرواتنا الزائلة، من دون وجود رؤية واضحة لدينا؟ ولماذا الإصرار على بقاء مئات آلاف العاطلين عن العمل، من مواطنين ومقيمين، لدينا من دون سبب، هل لكي نرضي صاحب العمارة والمتاجر بالإقامة؟.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
نوح والرسالة
حضرت بالأمس عرض فيلم «نوح» في بريطانيا، والفيلم ليس وثائقيا كي يعتمد عليه في معرفة قصة نبي الله نوح عليه السلام والطوفان بل استعان بتلك القصة التي ترويها جميع الكتب السماوية وحبّك حولها قصة سينمائية هي مزيج من افلام هاري بوتر والمصارع الروماني والتايتانيك في فيلم وجدته مملا جدا ولا يستحق الضجة القائمة حوله، والظريف ان لبس ابطال الفيلم في تلك الفترة السحيقة من التاريخ كان اقرب لبنطايل الجينز التي تستخدم في افلام الكاوبوي الأميركية.
***
ولا أعتقد أن الفيلم بشكله الحالي سيعرّض إيمان اي شخص للخطر، ومازلت لا أفهم ثقة اصحاب الديانات الاخرى بإيمان أتباعهم، وشعور بعض القائمين على دين الحق بالضعف الشديد لإيمان تابعيهم الذين يتسبب كاريكتير أو فيلم او كتاب او مقال في اهتزاز ثقتهم بدينهم واحتمال ارتدادهم عنه وهو ما يعكس ضعفهم لا ضعف الاسلام والمسلمين.
***
وسبق للسينما الاميركية ان اعادت بعد سنوات طوال عرض افلام تاريخية مثل فيلم «لورانس العرب» وافضل ما يمكن للعرب والمسلمين عمله هذه الايام هو اعادة عرض فيلم «الرسالة» في نسخته الناطقة بالانجليزية والتي كانت من بطولة الممثل العالمي انتوني كوين كونه الفيلم الاكثر اثارة وتشويقا ودقة تاريخية من فيلم «نوح»، وقد ظلم الفيلم كثيرا بسبب خلاف السادات ـ القذافي الذي صاحب ظهوره والذي جعل شيخ الازهر يسحب موافقته الخطية على إنتاجه بحجة ان المسلمين استخدموا الدفوف ولم يستخدموا الطبول في غزواتهم كما ظهر في الفيلم.. ويالها من حجة..!
***
آخر محطة: إبان مجد الاسلام كان الاصل في ديننا الحنيف السماح والاستثناء هو المنع، في عصور الظلام التي مازلنا نعيشها اصبح كل شيء وخاصة العلوم الحديثة ممنوعا والاستثناء هو المنح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
– @salnesf