مبارك الدويلة

قراءة في الاتفاق الخليجي

تضاربت الأنباء حول الاتفاق الخليجي بشأن إعادة السفراء، الذي أشار اليه بيان وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون. فمن قائل بأنه ألزم قطر بتنازلات جوهرية في سياستها الخارجية والداخلية، ومن قائل إنه لم يتعد كونه اتفاقاً لحفظ ماء الوجه للدول! وطبعاً ستكون الأيام القليلة المقبلة كفيلة بإظهار الحقيقة الغائبة حتى هذه اللحظة.

القراءة اليوم ستكون في البيان الذي صدر بهذا الشأن، والذي كان إنشائياً في معظمه، مما يوحي بأن الاتفاق لم يغير من الأمر شيئاً، ولم يكن سوى مخرج للأزمة الخليجية التي أصابت مجلس التعاون في مقتل، حتى كادت الشعوب الخليجية تكفر بالمجلس وتفقد الأمل في جدواه. متابعة قراءة قراءة في الاتفاق الخليجي

سامي النصف

إلى الانفصاليين في منطقتنا العربية!

علينا ان نعترف في البدء بان الحكومات الثورية العربية أساءت كثيرا لعمليات التنمية في بلدانها التي تغري الجميع بالبقاء ضمن الدولة القطرية الواحدة، كما استخدمت ادوات التمييز والقمع والقتل والحرب ضد اعراق واديان وطوائف ومناطق اطراف شاركتها المواطنة في الدولة، مما جعل كثيرا من تلك الاقليات يستعد مع قدوم الربيع العربي للانفصال عن الاوطان كما حدث مع جنوب السودان الذي سبق انفصاله واستقلاله قبل الربيع بأشهر قليلة.
***

واذا تدرجنا بالخيارات المتاحة لتلك الاقليات بدءا من الافضل حتى الاسوأ، فالافضل اتاحة الفرصة ثانية والبقاء ضمن الدولة القطرية الواحدة بأي صيغة اتحادية ممكنة، اندماجية كانت او فيدرالية او كونفيدرالية، واذا استحال ذلك الخيار فالانفصال بإحسان دون حرب او اراقة دماء، ويبقى الخيار الاسوأ والاخير وهو للأسف الاكثر احتمالا في المنطقة اي خيار الحروب الاهلية التي لا تبقي ولا تذر كوسيلة للانشطار والتي تسفك بها الدماء انهارا، مما يخلق حالة عداء دائمة تبقى بقاء التاريخ.

***

ومن الامور المستحقة ان تصدر حكومات الربيع العربي عمليات اعتذار تاريخية لمن تم ظلمهم والتمييز ضدهم من مكونات شعوبها مع وعد بتغيير المسار وتحسينه للافضل، ولا شك ان اعطاء الرئاسة الدستورية للدول للاقليات هو نوع من الطمأنة العملية المؤقتة حتى تستقر الامور، ولو اخذ بها السودان قبل استفتاء الجنوب لما انفصل، فلم يكن الجنوبيون يطلبون الا القليل من التغيير للبقاء.

ويجب تذكير مــن يطالــب بالانفصـال وخلق دويــلات في منطقتنــا العربية بالاثمان الباهظة لتلك العملية من حاجــة لخلق كــوادر للدولــة الجديدة وجيـــوش ورجال امن وعملة نقدية واقتصاد وسفــارات ووسائل مواصــلات واتصالات والتي ستتحول من مكالمات محلية الى دولية، واسوأ الانفصالات ما سيقوم على الاستفراد للاستفادة من ثروة ناضبة كالنفط بدلا من الاستفادة من كل الثــروات والبنى الاساسية ضمن الوطن الواحد، ثم ماذا سيحصل اذا ما نضــب النفــط او قل سعره، هل ستشحذ تلك الدويلات للعيش؟

***

آخر محطة:

1 ـ انفصال الاقليات في دولنا العربية ضمن الديموقراطيات القادمة سيؤدي الى تغيير جذري في الخارطة السياسية العربية، حيث ان اغلب تلك الاقليات ذات توجهات ليبرالية وعلمانية، مما سيفتح الباب لحكومات دينية متشددة بشكل دائم ودون منافس في عواصم الحضارة العربية كبغداد ودمشق والقاهرة.

2 ـ زرت السودان قبيل انفصال الجنوب، وكتبت حينها ان حكومة الشمال الاسلامية هي التي تشجع انفصال الجنوب العلماني للاستفراد بحكم السودان، وهو الامر القائم.

3 ـ يقال ان انفصال اسكوتلندا اليسارية ـ ان تم بعد اشهر ـ سيمهد لحكم دائم للمحافظين والليبراليين الانجليز وسيبعد حزب العمال عن رئاسة الوزراء لأجل غير معلوم.

4 ـ وللمعلومة، تحسن حال الشعب البريطاني اقتصاديا بعد اعطاء المستعمرات استقلالها ـ وليس العكس ـ والحال كذلك مع جمهورية التشيك بعد انفصال سلوفاكيا عنها.

سعيد محمد سعيد

«فلان»… خلاص استغنينا عنك؟

 

ربما لم يعد مستغرباً أن تجد مواطناً اشتكى من فصله تعسفياً وبلا مبررات، ليجد نفسه وأسرته أمام محنة صعبة! لكن هل يليق أن يحدث هذا في بلد مثل مملكة البحرين؟ هل من المعقول أن يتعرض مواطنٌ للفصل من خلال مكالمة هاتفية يبلغه المتحدث على الطرف الآخر التحية والإكرام ويقول له: «خلاص لا تداوم.. استغنينا عن خدماتك؟».

وإذا أضفنا الملف الثقيل الفاضح، بفصل المئات من أعمالهم لأسباب سياسية، نتساءل: «هل نقف اليوم أمام كل هذه الصورة السيئة عالمياً التي شوّهت سمعة بلادنا في المحافل الدولية دون أن يتم مساءلة الأشخاص الذين جاءوا بكومة الأفكار الطائفية الغبية البغيضة؟». ألن يتم محاسبة مسئول هنا أو هناك يتمتع بفصل مواطن بحريني فقط من أجل أن يرضي غروره المريض أو طائفيته الخبيثة أو جنونه النفسي؟.

قرأت، حالي حال الكثير من القراء الكرام خبر تأجيل المحكمة العمالية (الغرفة الثانية) يوم الثلثاء (15 أبريل/ نيسان 2014) القضية المرفوعة من قبل أحد الزملاء الصحافيين ضد صحيفة محلية أبلغته بالاستغناء عن خدماته دون الوفاء بمستحقاته المالية وحقوقه الناشئة عن عقد العمل المبرم. ولو افترضنا أنه يجوز للمؤسسة – أية مؤسسة – أن تبلغ المواطن «المفصول» هاتفياً بأنه تمت عملية (شحولته)! لكن على الأقل، يتم استضافته وتكريمه لإنهاء إجراءاته بالطريقة القانونية وعدم الاكتفاء بالمكالمة الهاتفية… شوية كرم عربي زعماً.

طبعاً حسب القانون، فإنه «لا يجوز توقيع عقوبة الفصل من الخدمة مع الحرمان من المكافأة إلا إذا ارتكب العامل عملاً تنطبق عليه المادة 113 من قانون العمل»، لكن ذلك الكم الهائل من قضايا الفصل التعسفي، ونقصد بها تلك التي تتضارب مع القانون وتخالفه، في مجتمع صغير كمجتمع البحرين، يدلّ على أن هناك وحوشاً بلباس بشرٍ حقاً! ولن نستغرب أيضاً حين نتساءل: كيف يستمتع هؤلاء بفصل أبناء بلدهم، حتى وإن اختلفوا معهم في الآراء السياسية والمذهبية والفكرية؟ ثم لو أراد أولئك الاستمتاع، كيف تسمح الأجهزة المعنية بأن تقع مثل قضايا «الاستمتاع الإجرامي» على مرآى ومسمع؟ ومن قال لكم أن تجويع مواطن وأسرته أمر جميل ممتع ستنجون من عواقبه إن عاجلاً في الدنيا أم آجلاً في الآخرة.

ثم ماذا عن أولئك الذين يملأون مكان العمل بقومهم، أخوتهم وعيال خالتهم وأولاد عمتهم وأولاد جدة خالة ابن عمهم؟ بالمناسبة، وردتني رسالة مؤلمة من المواطن (ح. م. الحداد)، وهو شاب جامعي مضى على طلب توظيفه في إحدى الوزارات 18 عاماً، يوم أن تقدم إلى وظيفة بتاريخ 21 يوليو/ تموز 1996، والغريب أنه طوال تلك الفترة، دخل على العديد من الوكلاء والمدراء في تلك الوزارة حتى أنه نشر معاناته في الصحافة المحلية، وعندها تم استدعاؤه إلى الوزارة بتاريخ 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 وصدر التوجيه بتوظيفه، لكنه إلى الآن، لم يتلقّ خبراً يفرحه ويفرحه من يعيلهم بالفرج. ولو تحدثنا عن قائمة المسئولين الذين راسلهم وقابلهم لقلنا أنه كان بإمكانه التوجه إلى بان كي مون الذي سيخرج علينا ليقول أنه «يشعر بالقلق».

وبصراحة، يحيّرني سؤال منذ سنين: «لماذا لم نسمع ولم نر ولم نقرأ ولو كل عشر سنوات مرةً، عن مسئول تجاوز وعبث بالمال العام وأساء استخدام وظيفته وتم تقديمه للعدالة لينال جزاءه؟ وبالنسبة لأولئك المطبّلين الذين كلما رفع مواطن صوته مطالباً بحقٍّ من حقوقه، جعلوه في خانة العداء والخيانة والتآمر! أليس عيباً عليكم أن تنظروا وتعايشوا هموم الناس وقضاياهم وما يتعرضون له من جانب بعض المسئولين الفاشلين من ظلم وجور وتساهمون أنتم في كتم أنفاسهم؟ هل المسئولون يشعرون بالسرور حين يحيطهم منافقون أمثالكم يكذبون ويداهنون ولا يوصلون هموم الناس إليهم؟ وسؤال أخير: «متى ستستحون على وجوهكم؟». فأنتم من يتوجب على من يهمهم الأمر أن يستغنوا عن خدماتكم السقيمة.

طارق العلوي

«تشييخ» التجار

أسوأ خطيئة، قام بها قطب حكومي سابق، بحق الكويت، وتبعه فيها قطب حكومي حالي، هي «تشييخ» التجار.
التجارة، مهنة شريفة عمل بها النبي (ص)، ونفخر في الكويت بالكثير من التجار الشرفاء، لكن هذا المقال موجه لعدد لا يتجاوز أصابع اليد من التجار..معروفين عند أهل الكويت قاطبة.
هناك أعراف، غير مكتوبة، عن خطورة خلط السياسة بالتجارة، لكن وللأسف، فان تواضع القدرات القيادية لدى القطب الحكومي السابق والحالي جعلهما في مأزق أمام الشعب الكويتي وأمام القيادة، فكان لابد من ان يتحالفا ولو مع الشيطان، للبقاء على الكرسي! متابعة قراءة «تشييخ» التجار

عادل عبدالله المطيري

المعارضة والمشروع الوطني

أفضل ما كتبته أنامل الكويتيين وخطته أقلامهم هو مشروع الإصلاح السياسي، عصارة أفكار شباب الحراك وشيبهم، طالبنا به منذ بداية الحراك وكتب وغرد حوله اغلب المغردين والناشطين السياسيين في الكويت منذ انطلاق الحراك في أواخر عام 2011.

المشروع خطوة متقدمة ونقلة نوعية نحو آفاق جديدة للديمقراطية الحقيقية حيث يتم فيها تداول السلطة التنفيذية ـ وإنشاء الأحزاب السياسية ـ وتتمتع السلطة القضائية فيه بمزيد من الاستقلالية.

لقد لفت انتباهي في مشروع الإصلاح السياسي للائتلاف انهم حاولوا جاهدين السعي الى تحقيق الاستقرار السياسي للسلطتين التنفيذية والتشريعية ـ فكان مقترح التعديلات الذي يفرض على الحكومة ان تحصل على ثقة البرلمان قبل مباشرة عملها، وان تتشكل من الأغلبية البرلمانية ـ واما من ناحية استقرار البرلمان فحرصت المعارضة على تشديد إجراءات حل البرلمان فلا يكون إلا في دور الانعقاد الأخير وتحت مسمى الانتخابات المبكرة، من المستغرب ان اغلب التيارات السياسية تدعم مشروع الائتلاف إلا التيارات الليبرالية، حيث تقف موقفا سلبيا وانتهازيا من الإصلاحات المقترحة، لأنها تخشى أن تؤدي إلى سيطرة الإسلاميين على الحكومة، وليقينهم ان الشارع الكويتي محافظ ولا يميل لليبرالية والعلمانية.

في الحقيقة، ليس المهم أن يتوافق الائتلاف على مشروع للإصلاح السياسي بل الأهم من ذلك ان يتوافقوا على خارطة طريق يتمسكون بها حتى يصلوا إلى تحقيق إرادتهم، فالهدف كبير وبحاجة الى وسائل كبيرة لتحقيقه.

ختاما ـ مشكلة المعارضة في انها تركت الشارع والساحات وقد كانت تعج بالمتظاهرين، وانزوت في الدواوين مدة ليست بالقليلة، فسّرها البعض بتفسيرات سيئة ـ والآن هي بحاجة إلى معجزة لتحريك الشارع بنفس الزخم السابق، ولكن الحكمة تقول «ان تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا».

 

احمد الصراف

قالوا وقلنا

يقول سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بالأزهر، إن كل من يزعم أن حزبه قائم على أساس ديني، فهو كاذب مخادع لنفسه ولغيره! وقلنا إنه لم تصل دولة متقدمة لما وصلت إليه بغير اتباعها العلمانية طريقا، أي فصل الدين عن الدولة، والأمثلة أكثر من أن تحصى. وأكثر الدول تقدما وشفافية في الحكم والمؤسسات هي الدول الاسكندنافية، وهي الأقل تدينا في العالم المسيحي. كما أن أكثر المجتمعات تدينا وارتيادا للمعابد هي الأكثر تخلفا وبؤسا، وليس للدين علاقة هنا بالأمر بقدر ما هو الإصرار على ربط الدنيا وطريقة الحكم وشؤون الناس اليومية بالدين. وبالتالي ليس غريبا الاعتقاد بأن الاستبداد الديني الذي يشمل غالبية الدول المتخلفة في العالم، ومنها أغلب دول العالم العربي والإسلامي، لا يمكن أن ينتج عنه غير أنظمة دكتاتورية متسلطة تسمح لها نصوص دينية معينة بالبقاء في الحكم عنوة وجبرا من دون سند غير النص.
وفي هذا السياق، يقول المفكر المصري سيد القمني: لم تقم دولة إسلامية واحدة يوما برعاية قيم الحرية والعدالة والمساواة، بسبب خضوع الناس للاستبداد الديني وغياب الديموقراطية. فهذه لم تكن يوما لفظاً معلوماً في مخزوننا الثقافي، فكيف نسعى لاسترداد ما لم نكن نعرف أصلاً؟ فتاريخنا منذ فجر الخلافة وحتى سقوطها، واستمرار الخلافة مستبطناً داخل أغلب الحكومات الإسلامية الحالية، هذا التاريخ لا يعرف معنى للمساواة، فالناس منازل ومراتب، وليس في معجمه شيء اسمه ديموقراطية. موضوعاتنا نعرفها جميعاً، فهي شعر الفخر بالقبيلة ولو كانت من أضغاث الناس، وشعر الهجاء ولو لكسرى أو لقيصر، شعر يتحدى شعراً فقط. لدينا الجن والملائكة والفقه، لدينا كل كلام ممكن أن يقال، وربما كان يصلح لزمنه، أما اليوم فإنه يظل مجرد كلام غير عملي، لأن المجتمع الذي كان يطبقه قد زال من التاريخ منذ أكثر من عشرة قرون. ويقول الكاتب العراقي عبد عطشان هاشم إن الدولة المدنية هي الدولة التي تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والفكرية. وهناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية، التي إن نقصت فلا تتحقق شروط الدولة، وأهمها أن تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث تضمن حقوق الجميع. ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد أو طرف آخر. وتخضع الدولة المدنية للدستور باعتباره عقدا اجتماعيا ينظم العلاقة بين الشعب والسلطة المنتخبة، حيث يتم تطبيق شروط هذا العقد وحمايته من الانتهاك والخرق من قبل الافراد والجماعات من خلال سلطات التشريع والتنفيذ والقضاء، المستقلة عن بعضها البعض. فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة التي يلجأ إليها الأفراد، عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك. فالدولة هي التي تطبق القانون، وتمنع الأطراف المشار اليها من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم ضد الآخرين.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

«لخبطة»

كنت أنوي التعليق على المشروع السياسي لما يسمى بائتلاف المعارضة، إلا أن تسارع الأحداث في الأسبوع الأخير بدءاً من أزمة الشريط مروراً بمشروع الائتلاف وانتهاءً بتصريح النائب التميمي جعلني أؤجل الحديث عن مشروع ما يسمى بائتلاف المعارضة والتركيز على تصريح النائب التميمي.
فقد أقدم السيد التميمي ومن خلال إحدى الوسائل الإعلامية على اعتراف بأنه تلقى أموالاً من سمو رئيس مجلس الوزراء لتقديمها إلى حسينية، وقد سبق ذلك انتشار صورة ظرف موجه إلى تلك الحسينية يحمل ختم النائب وبطاقة من رئيس مجلس الوزراء، وبناءً على ما سبق أعلن بعض النواب نيتهم استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء واستنكر الرأي العام ما قيل وحدث.
سأصدق ما قاله النائب التميمي بأن ما تلقاه هو مساعدة مالية لحسينية قام بإرسالها لهم ممهورة بختمه من باب أن تعرف الحسينية من قام بإيصال صوتها لرئيس مجلس الوزراء، وبالتالي ترد له الجميل عندما يحتاجها مستقبلا.
فكرت مليا بحثا عن سبب استياء الناس وتصعيد النواب حول ما جرى فلم أجد سببا سوى أن الموضوع مرتبط بأموال نقدية فقط، بمعنى لو أن الظرف الذي يحمل اسم الحسينية لم يكن يحوي أموالا بل معاملة ورقية، ولو أن تصريح التميمي لم يتحدث عن مساعدات مالية بل تخليص معاملة فهل كانت ستحدث هذه الضجة وهذا التصعيد؟
أستبعد ذلك جداً، بل إن الأمر سيمر مرور الكرام وقد يقال أيضا إن التميمي "رايته بيضه وما قصّر"، بل إن كل النواب ولا أستثني منهم أحداً في هذا المجلس أو المجالس السابقة يقوم يوميا بمحاولة تخليص معاملات المواطنين في مختلف الدوائر الحكومية، وتخليص المعاملة من النائب لا بد أن يكون له ثمن كما هي الحال مع تلقي الأموال، وأغلبية الشعب في السنوات الأخيرة على الأقل تحدد اختيارها للمرشحين بناءً على قدرتهم على إنجاز المعاملات.
لكي تتضح الصورة أكثر فقد نجحت الحكومة وعبر السنوات الطوال بأن تجعل كل الحقوق لا تمر إلا عن طريقها وبأسلوب "الواسطة" تحديداً، وقد استسلم النواب بدلا من تقويم هذا السلوك الأعوج لهذا الأمر، وباتوا مناديب تخليص معاملات، والمقابل طبعاً اتخاذ مواقف تصب في مصلحة الحكومة، وقد راق للناس أسلوب تخليص المعاملات فأصبح معياراً أساسيا لاختيارهم.
هذه الدائرة المترابطة لن تنقطع ما دمنا نرتضي هذا الأمر ونرحب به، وشراء الذمم غير مقتصر على المقابل المادي النقدي، بل يتعلق بكل مصلحة يمكن أن تؤديها الحكومة تجاه من يفترض أن يراقبها؛ مما يضعف دوره الرقابي لتشابك مصالحه وبقائه واستمراره مع حدة رقابته.
فإن كنا سنغضب ونصعد فلا بد أن نغضب من كل ما تقدمه الحكومة للنواب ولا نكتفي بالمبالغ النقدية فقط، بل لا بد من قطع اليد التي تحاول أن تلويها الحكومة بتحكمها في تخليص الإجراءات من خلال إقرار قوانين، بل أجهزة مستقلة تعنى بالرقابة على الأداء الخدماتي للحكومة بشكل خاص والفساد الحكومي بشكل عام.

خارج نطاق التغطية:

لو أننا كنا ندفع من أموالنا للدولة تجاه تقديم الخدمات الصحية أو التعليمية أو المتعلقة بالبنى التحتية، فهل كنا سنرتضي وضع الكويت الحالي، أعتقد أن الضرائب ستشعرنا بمسؤولية أكبر تجاه ما يقدم لنا.

سامي النصف

حساب الأعوام بين مهاتير وصدام!

لا يمكن تصور مدى تأثير الفرد الواحد على مصائر الدول والشعوب دون عمل مقارنة بسيطة لدول متقاربة المساحة والسكان كحال العراق (440 الف كم2 وما يقارب 30 مليون نسمة) وماليزيا (330 ألف كم2 وما يقارب 30 مليون نسمة) وما آل إليه حال البلدين تحت قيادتين حكمتا لنفس المدة اي منذ بداية الثمانينيات حتى عام 2003 ونعني بالطبع صدام حسين ومهاتير محمد.

***

والبلدان يحتويان على تنوع عرقي وديني ومذهبي، فالعراق يضم شيعة وسنة وعربا وأكرادا وأقليات مختلفة كالتركمان والمسيحيين والصابئة..إلخ، بينما تضم ماليزيا 3 أعراق و3 ديانات هي: الملايو والصينيون والهنود إضافة الى عدة أقليات عرقية ودينية خاصة في ولايتي صباح وسرواك، واللافت ان ماليزيا منحت سنغافورة استقلالها سلما وطواعية كوسيلة لتخفيف اشكال الداخل الماليزي، بينما غزا صدام قسرا وقهرا جارته الصغيرة الكويت كوسيلة لتخفيف اشكالات الداخل لديه..!

***

وقد قام مهاتير باستغلال التنوع العرقي والديني الماليزي لخلق حالة تنافس موجب بين الاطياف قائم على معادلة الربح ـ الربح اي استفادة الجميع من حالة الوئام الاجتماعي والسلام السياسي والازدهار الاقتصادي في البلد، بينما أجج صدام نيران الصراع داخل العراق بين الاعراق والمذاهب ومع الجيران فمن حرب الى حرب ومن قمع الى قمع مما نتج عنه معادلة خسارة ـ خسارة، حيث خسر الجميع مما يحدث وقد نتج عما سبق ان اصبح الناتج القومي لماليزيا يفوق بما يقارب 400% الناتج القومي للعراق، وقد قاربت ماليزيا ان تصبح دولة من دول العالم الأول، بينما اصبح العراق نتيجة للتدمير الذي أصابه في ذيل دول العالم الثالث.

***

آخر محطة: لم يشهد تاريخ المنطقة منذ عهد هولاكو أنظمة كالتي وصلت للحكم عن طريق الانقلابات العسكرية اعوام 68 و69 و70 على التوالي والتي جعلت جرائمهم بحق الأمة العربية هزيمة

67 تبدو وكأنها قرصة طفل صغير. 

 

twitter @salnesf

 

 

احمد الصراف

إحم إحم

“>نقلاً عن كتاب التربية الإسلامية للصف الثاني عشر، والذي يتعلّق بقوامة الرجل على المرأة، من تأليف عجيل النشمي، وكوكبة من «العلماء»، ورد فيه التالي في أسباب «تفضيل» الرجال على النساء، وفي وصف غير مباشر لوضع ونفسية رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة الهند الراحلة أنديرا غاندي، والرئيسة السريلانكية باندرانايكا، والرئيسة الراحلة مارغريت تاتشر، وفلورنس نايتنجيل، والمحاربة الوطنية جان دارك، والطيارة المغامرة إيميليا إيرهارت، والمهندسة العالمية زهى حديد، والأم تريزا، وروزا باركس، والملايين غيرهن، أن «بحوث العلم وتحقيقاته» أثبتت أنهن يختلفن عن الرجل في كثير من جوانب الصورة والسمة (!)، ومع بلوغهن سن الشباب يعروهن المحيض الذي تتأثر به أفعالهن ومشاعرهن وجوارحهن! وتدل براهين علمي الأحياء والتشريح أن المرأة تطرأ عليها تغيرات مدة حيضها بأن تقل في جسمها قوة إمساك الحرارة، فتنخفض، ويبطئ نبضها وينقص ضغط الدم، وتقل عدد خلاياه، وتصاب الغدد الصماء واللوزتان والغدد اللمفاوية بالتغير، ويختل الهضم، وتضعف قوة التنفس، ويتبلد الحس، وتتكاسل الأعضاء، وتتخلف الفطنة (!)، وتقل قوة تركيز الفكر (!) وأشد منها فترة الحمل، علماً أن خصائص الأنوثة نفسها هي التي تجعل لديها قدرا كبيرا من العاطفة والوجدان بينما لا تبلغ ذلك في أمور الفكر والنظر (!).
وتتساءل هنا الزميلة ابتهال الخطيب، في مقال لها، عن سبب تعشش فكرة دونية المرأة عند الرجل العربي، والخليجي تحديداً؟ وترد بأنها لا تدري، وأدري أنها تدري، ولكنها اختارت وضع كلمة «إحم» لمقالها!
إن سبب تعشش مثل هذه الأفكار معروف، وإن كان مطموراً في بطون الكتب الصفراء لقرون، وكنا في غنى عن معرفتها، ثم جاء البعض بكتب ومناهج فيها الشطب والإزالة والتخريب الكثير، وحوّلوا كل ما يدعون فيها للرحمة والمحبة والتعاون إلى كراهية الآخر، المختلف عنا ديناً ومذهباً، وحتى جنساً! وبالتالي، فإن ما نراه الآن من تطرف وغلو لا يعدو أن يكون نتاج فساد ما زرعناه في مناهجنا من حقد وكراهية، فمتى نغير هذا التراث الأسود، ونزيل كل هذا التطرف من مناهجنا، ونضع نهاية لمرحلة بائسة ومعتمة من تاريخ التعليم في الكويت؟ ويصبح الأمر مدعاة للحزن حقاً عندما نعلم أن النصوص أعلاه مقررة على الجنسين، ولنا تخيل تداعيات ذلك المؤلمة على نفسية الطالبات!
ملاحظة: يقولون إن العلمانية معادية للإسلام، ولكن لو نظرنا إلى حكومات الدول العلمانية، لوجدنا أن المرأة، والمسلمة بالذات، قد وصلت فيها إلى أعلى المراتب، فماذا قدّمت جميع حكوماتنا للمرأة، ولغير المسلمة بالذات؟ لا شيء! وإذا كان توزير المسلمة في الغرب يهدف إلى تخريبها، فلماذا لا نخرب غير المسلمة عندنا بتوزيرها؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

د. أحمد الخطيب

فكوا حصاركم عن المحكمة الإدارية

يسود المجتمع شعور بالإحباط واليأس، بسبب فقدان العدالة للحصول على وظائف في المراكز القيادية بالدولة، إذ أصبح بعض هذه الوظائف حكراً على قوى الفساد وحرامية المال العام، التي أحكمت قبضتها على مفاصل الدولة المهمة، وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من تخلف جعلنا في حال تندر، بعد أن كنا منارة للمنطقة، إلا أن ما رأيناه أخيراً من لجوء كثيرين إلى المحكمة الإدارية لانتزاع حقوقهم يبشر بالخير، فقد وجد الناس ملاذاً لهم من الظلم والاضطهاد والتعسف الذي عانوه سنين عديدة، وها هو القضاء يبرهن على أنه الملاذ الأخير لكل مظلوم. متابعة قراءة فكوا حصاركم عن المحكمة الإدارية