وكنت أتمنى، ولا إثم في التمني، أن ينجح الحزب المنافس لحزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان)، لأسباب أهمها أن أردوغان وحزبه أخذا فرصتهما، ويستحقان التحية على إنجازهما، يستحقان التحية صدقاً لا “كليشة” عربية. ثم إن البقاء فترة طويلة في السلطة يقود إلى الترهل السياسي، ويُذكي التنافس بين أعضاء الحزب على المقاعد الأولى، وليس التنافس مع الأحزاب الأخرى، ما يضر بالحزب نفسه قبل غيره… هذه قاعدة ولها كغيرها شواذ.
كذلك كنت أتمنى أن يفوز حزب مدني الفكر والنهج، لتسهل المقارنة بين القيادة بفكر إسلامي والقيادة بفكر مدني (النظام العام في تركيا مدني)، ولأنني أرى أن استخدام الشعارات الدينية يحسم المعارك بسرعة دون أن تظهر قدرات الفريقين المتحاربين وشجاعتيهما، تماماً كالقنبلة النووية.
لكنني قبل ذلك وبعده، أعترف للتيار الديني، المتمثل في أردوغان وحزبه، بأنه أنموذج فاخر، تابعت إنجازاته بفم مفتوح. ومن يُنكر ذلك فستلعنه المستشفيات الكثيرة التي نبتت في كل شبر، والجامعات، والصناعات، والاقتصاد المتعملق، والتنمية البشرية المذهلة، وبقية المفاخر التركية في عهد هذا الأردوغان الشامخ.