ما زالت أداة الاستجواب تشغل الرأي العام مهما زاد أو قل الاهتمام بمتابعة مجلس الأمة، فثقافة أن يكون الاستجواب بمنزلة مقصلة قد تُسقط المستجوب أو المستجوب، بفتح الواو أو كسرها ما زالت سائدة للأسف، والأسباب كثيرة أهمها عدم موضوعية النواب في التقييم، وعدم قدرة معظم الوزراء وأغلبهم من أبناء الأسرة على الرد؛ إما لضعف الحجة وإما لعدم القدرة على قول جملة مفيدة وإما للاثنين معاً. عموماً، فحديثي ليس عن كيفية تحويل الاستجواب إلى مساءلة طبيعية خاضعة للموضوعية والتجرد والردود المنطقية؛ لأنها لن تحدث ما دامت ثقافة المجتمع ثابتة على التعاطي مع المجلس والحكومة كفرق يشجعونها بتعصب. حديثي اليوم وقد ذكرته بشكل مقتضب في مقال سابق عن أن أداة الاستجواب بحد ذاتها يجب أن تدعم لائحياً بنصوص أكثر وضوحاً تمنع أي مجلس من الاجتهاد والتأويل، كلٌ حسب أهوائه وما يشتهيه، فلو نظرنا إلى الموضوع بتجرد تام دون أي حسابات فإن المجلس يتكون من طرفين؛ هما النواب المنتخبون وأعضاء الحكومة، وكما ينص الدستور، فإن للنواب المنتخبين حق الاستجواب، وقد رتبت اللائحة بعض التفاصيل المتعلقة بالعدد والزمن لأداة الاستجواب في حين أنه لا اللائحة ولا الدستور قدما للطرف الثاني من تركيبة المجلس، وأقصد هنا أعضاء الحكومة أي أداة عدا التأجيل، وبالطبع فإن هذا الأمر يعود إلى أن النصوص المكتوبة لم تفترض سوء النية أو عدم الموضوعية أو التجاهل من طرفي المجلس. فعلى سبيل المثال، ماذا لو قدم نائب اليوم استجوابا لوزير الصحة على خلفية عدم افتتاح "استاد جابر الرياضي"؟ ما الأدوات التي يمكن أن تحمي الوزير من هذا التصرف لائحياً وليس عرفاً أو اجتهاداً؟ وعلى سبيل المثال أيضاً، ماذا لو قدم استجواب لرئيس الوزراء حول السياسة العامة للدولة ورفض رئيس الوزراء صعود المنصة بل طالب برفع الاستجواب بكامله؟ ما الأدوات التي تتيح للنائب لائحياً ممارسة حقه؟ أنا هنا لا أتحدث لا عن عرف جارٍ ولا عن تصويت نواب غير خاضع للموضوعية، بل أتحدث عن ضمانة حقيقية لا تحكمها الأهواء. أعتقد أن عدم تضمن لائحة المجلس أموراً أساسية متعلقة بواحدة من أكثر أداوت الرقابة أهمية هو أمر غير مفهوم وغير منطقي أبداً، وهو ما يفتح باب الاجتهاد السيئ في غالبه لعدم موضوعية معظم عناصر مجلس الأمة، وعليه لابد من إقرار نصوص تقدم ضمانة جيدة للمستجوِب والمستجوَب بشكل خاص، وللرقابة وأدواتها بشكل عام. ضمن نطاق التغطية: كلنا ضحية ما حاولت المجالس المتعاقبة ترسيخه بمقولة "المجلس سيد قراراته"، متجاوزة بذلك أهمية أن يكون التعاطي المؤسسي مع الأمور بنصوص ولوائح وليس وفق أهواء الأعضاء ومجالسهم. ضمن نطاق التغطية أيضاً: ما أقدم عليه العضو عبدالله التميمي من سب وإهانة للنائب رياض العدساني وأسرته الكريمة يجب ألا يمر مرور الكرام، فالسكوت عن تلك السلوكيات المشينة هو ما جعلها عادة في جميع مجالسنا، وعلى مكتب مجلس الأمة ورئيس المجلس تحمل مسؤولياتهما تجاه تلك السلوكيات البغيضة وتفعيل اللائحة تجاه هذه الممارسات، بل إضافة عقوبات أكثر شدة على لائحة المجلس للحد من تلك السلوكيات.
الشهر: أبريل 2014
الشكر والشكوى
“>على الرغم من خيمة الفساد التي تغطي سماء الكويت، والتي أخفت الأدخنة السوداء المتصاعدة من حرائق جبال إطارات «إرحية» وغيرها، جزءا منها، وجعلت الجميع يشعر باليأس من أن الأمور في البلد ربما خرجت عن نطاق السيطرة، وان الوضع قد يكون في انحدار مستمر، فان هناك من يعملون في الدولة بصمت واخلاص ويجعلونك تشعر بأن العالم لا يزال بخير، وأن النخوة والمروءة لم تموتا تماما أو تمحيا من كل النفوس، بالرغم من كل الضغوط والاحباطات وسيل الإشاعات والأخبار الفاسدة والمفسدة التي تتآكل من سماعها وسقمها أكباد الكثيرين من عاشقي هذه الأرض، ومن اصحاب الضمائر الحية، الذين تتناقص أعدادهم كل يوم.
ومن هذه الأخبار الطيبة ما ذكره صديق مطلع في وزارة الشؤون بأن الوضع في دور أبناء الشؤون، أو مجهولي الأبوين، التابع للوزارة، قد تغير 180 درجة في الفترة الأخيرة، بحيث أصبحت هناك «قائمة انتظار» لتبني المواليد الرضع، وهو الموضوع الذي سبق ان كتبت عنه مرارا، بعد أن كانت طلبات تبني هؤلاء ترفض، وغالبا لأسباب غير منطقية. وأن وضع سيئي الحظ هؤلاء قد تغير للأفضل، وان الفضل في ذلك يعود لوكيل الوزارة المحامي عبدالمحسن المطيري.
كما ان الإدارة العامة للهجرة اصبحت مكانا أفضل بعد أن تولى إدارتها عدنان الكندري وطلال معرفي، اللذان نتمنى منهما بذل جهد اكبر لتحسين وضع مبنى الهجرة المتهالك والمتآكل، خصوصا في السراديب.
كما يستحق العميد محمد الفرحان، مدير التوجيه في الحرس الوطني، الشكر منا لقيامه، في وقت قياسي، بالاستجابة لما سبق ان كتبنا عن الوضع المؤسف للساحات المخصصة لإيقاف مركبات منتسبي الحرس، وكيف أنها كانت مثال الفوضى وعدم المسؤولية، وكيف أصبحت خلال أيام قليلة عكس ذلك تماما.
كما نتمنى من مدير المرور، اللواء عبدالفتاح العلي، الذي بالرغم من مآخذنا عليه، بذل جهد أكبر للسيطرة على المخالفات. وان عليه أن يعرف بأن المواطن والمقيم اصبحا لا يفهمان إلا اللغة التي تخاطبه من خلال جيبه.
كما يستحق الشكر منا كل من يعمل على رفع الدعم عن الوقود والكهرباء، وطبعا قبلها علف الماشية وغير ذلك، وتوجيه ما يتم توفيره، وهو بمليارات الدولارات، نحو رفع مستوى الخدمة والمعيشة في الكويت لكل من عليها. فوضع المطار سيئ ووضع الحمامات العمومية مخجل، إن وجدت اصلا، ووضع مواقف الباصات (المكيفة في دبي) مؤسف.. وهكذا!.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
من يهدد الوحدة الوطنية؟!
تهديد الوحدة الوطنية.. عبارة كثيراً ما يراد بها باطل..! فقد سمعنا في السنوات الاخيرة ترديد هذه العبارة من قبل اجهزة الامن في الانظمة القمعية لتبرير تقييدها للحريات العامة وتحجيم نشاط المعارضة السياسية لديها. والشعوب العربية لها تجارب مريرة مع هذا النوع من الانظمة الدكتاتورية التي كثيراً ما تستعمل اساليب الكبت والقهر بحجة المحافظة على الوحدة الوطنية التي تهددها مجاميع الحراك السياسي التي ذاقت المرّ من هذه الانظمة التي جثمت على صدر الامة لعقود طويلة تجاوز بعضها نصف قرن من الضيم والظلم لدرجة حُرم المواطن فيها من أبسط حقوقه الإنسانية، وذاق المصلحون فيها والوطنيون البطش والتنكيل، وسارعت اجهزة الاعلام المأجورة بإظهار الحاكم الظالم بصورة الملاك الطاهر، بينما صورت المصلحين والوطنيين بالخونة الذين تآمروا على الوحدة الوطنية، حتى ظن الظالم انه في مأمن من السقوط ونسي «ان الله يمهل للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته». وقد تعاملت هذه الانظمة مع شعوبها وفق سياسة «جوّع كلبك يتبعك»، أي بالتجويع والإذلال والقهر الذي احتدم في النفوس لدرجة لم تعد تحتمله، فكان الانفجار الذي شاهده العالم في مصر وتونس وليبيا واليمن وبما يسمى بالربيع العربي، الذي سارعت وسائل الاعلام المأجورة الى تأويله بمؤامرة الاخوان المسلمين ضد الانظمة الحاكمة، ولو صدقوا مع انفسهم لقالوا ثورة الشعوب المقهورة على حكامهم الظلمة! وكان دليلهم على ادعائهم الباطل ان جماعة الاخوان المسلمين تسلمت الحكم في هذه الدول بعد هذه الثورات، وتناسوا ان الاخوان لم يصلوا الا بانتخابات عامة ونزيهة لم يكن للاخوان يد في ادارتها وتنظيمها! حتى قال قاتل شعبه في سوريا إن الاخوان وراء الثورة السورية! متجاهلاً مئات الآلاف من الضحايا وملايين المشردين من مختلف اطياف الشعب السوري المنكوب! فقط لانه وجد ان هذه الاسطوانة مكررة في وسائل الاعلام مدفوعة الاجر، العربية منها والغربية. متابعة قراءة من يهدد الوحدة الوطنية؟!
قلمات
“جورج كلوني أحلى من خطيبته”، علّق العربان، أو بالأحرى علقت العربيات. في حين امتلأت المواقع الإلكترونية الغربية بـ”واااااو” وتعبيرات لا تنتهي من الإعجاب بالخطيبة الإنكليزية الجنسية، اللبنانية المنبت، أمل علم الدين، محامية موقع ويكيليكس، وراحت تهنئ كلوني وتحييه على ذوقه الرفيع في اختيار هذا الوجه الشرقي الساحر الذي يعلو جسداً محملاً بكل هذه الأنوثة. متابعة قراءة قلمات
وجه إنساني رائع
من ركام ظلام بؤس الحياة المتغطرسة، والنظرة المتعالية عند كثير من مرضى الثراء النفطي والتخلف الإنساني نحو غير الكويتي أو غير المسلم أو غير المنتمي إلى ملتنا أو قبيلتنا. وقائمة التفريعات وتصنيف البشر ونبذ المختلف عندنا لا تقف عند تلك الحدود. أشعل لنا الزميل عبدالهادي الجميل شمعة تسقط بقعة الضوء المنيرة على تلك العتمة، فقد قام بالاتصال بشركة الحراسة التي كان يعمل فيها الضحيتان الآسيويان اللذان قتلا في حادث السطو المسلح، وتلك جريمة تمثل نقلة نوعية في عنفها وبشاعتها في الكويت، وتم فتح حساب بنكي لجمع التبرعات الشعبية لأسر الضحيتين.
قد يتصور البعض أن أهل الضحيتين يستحقون من غير خلاف تعويضات مالية، ودية شرعية حسب القوانين، فلماذا تلك التبرعات التي يقودها عبدالهادي ومن وقف معه من نجوم الإنسانية عبر شبكة "تويتر"!
التبرع هنا ليس لأجل عمال حراسة أزهقت حياتهم وهم يؤدون واجبهم فحسب، بل هو من أجلنا نحن، ومن أجل الكويت وإظهار الوجه الإنساني لأهل الديرة. يمكن اعتبار التبرع هنا على أنه ممارسة لتطهير روحي متسام للكثيرين، والأموال التي تدفع ليست من أبواب الصدقات الدينية أو أداء واجب وطني، وإنما تدخل من أوسع أبواب الوفاء الإنساني الكبير، التي ترتفع وتسمو فوق أي اعتبار أو نظرة منغلقة ضيقة تصنف البشر حسب هوياتهم الدينية أو الطائفية أو العرقية. نحن من يحتاج إلى معنى ومغزى مثل ذلك التبرع الفريد في نوعيته، فليست الدولة من يقوم به، وليس هنا، هو مثلاً من باب واجب تقديم المساعدات وعمل الخير لضحايا الحرب في سورية، وإنما هي تبرعات مدفوعة بحس إنساني مرهف وعميق، تخبرنا أن من يعمل على هذه الأرض مغترباً وبعيداً عن وطنه وأهله ليس من جنس آخر، وليس ليأخد "المعلوم" ثم يرحل في ما بعد، وإنما هو إنسان يخدم هذا الوطن وأهله، فلنرد له بعض الجميل، ولو بعمل خيري رمزي صغير باسمه كبير بمعانيه.
تشجيع الاغتصاب
“>أعتقد أن الاغتصاب الجنسي، وللنساء بالذات، يعتبر في مفهومي التعدي الأقصى على النفس البشرية، وغالبا ما يكون أقسى من الموت، فبالموت تنتهي الحياة وتنمحي التجربة، ولكن تبعات الاغتصاب البشعة تبقى مع الضحية إلى الأبد، ويلاحقها شبح المعتدي عليها، هذا غير تبعات الأمر النفسية والجسدية من حمل وإصابة بمرض معد. وبالرغم من كل ذلك فان المجتمعات الذكورية المتخلفة تتعامل غالبا مع الاغتصاب بخفة واضحة، وتتصرف بقسوة شديدة مع المعتدى عليها، وليس المعتدي، الذي عادة ما ينفذ بجلده، وبفخر!
تقول الكاتبة العراقية منى حسين ان موضوع التحرش الجنسي والاغتصاب قديم جدا وعنوان لصراع ديني وسياسي. وكل يوم هناك جريمة اغتصاب، والضحية دائما وابدا امرأة، فإن دافعت عن نفسها أو صمتت فهي مدانة. وتشير في مقالها في موقع «الحوار المتمدن»، لما تعرضت له مهندسة ديكور ايرانية بالغة من العمر 22 عاما، التي تعرضت لمحاولة اغتصاب، مع سبق الاصرار والتصميم، ولكنها دافعت عن نفسها ورفضت أن تكون مغتصبة، فقاومت وتمكنت من قتل من حاول اغتصابها، وكانت النتيجة أن «المحكمة الدينية» الذكورية في وطنها حكمت عليها بالإعدام، ربما لأنها رفضت تدنيس كرامتها وإنسانيتها ووجودها، وهي لو رضيت واستسلمت لمغتصبها لما كان مصيرها بأفضل من ذلك، فغالبا ما كان أخ أو اب سيقوم بالانتقام منها، لأنها دنست «شرف» الأسرة، ولا يغسل العار بغير قتلها، والأمثلة من حولنا، في الأردن والمغرب وباكستان وأفغانستان والخليج، أكثر من أن تعد أو تحصى.
وتتساءل الزميلة عن سبب هذا التمييز، ولماذا يسمح «قانون غسل العار»، غير المكتوب غالبا، في دولنا للرجل بقتل من يشك بشرفها، وإن دافعت وانتقمت من مغتصبها تدان فورا ويحكم عليها بالاعدام؟ وتستطرد، من دون الإجابة عن السؤال بطريقة مباشرة، بأن التحرش والاغتصاب بات امر بشعا ومؤلما، ويعبّر عن مدى همجية مجتمع الطبقات الذي يضع قوانينه من يمثلون الذكورية والتمييز والتعصب، مستندين الى تشريعات تبيح لهم الاعتداء على المرأة في كل وقت وزمان، واغتصاب طفولة الصغيرات والقاصرات عموما، ليس بعيدا عن ذلك، هذا غير التعدد والانتقاص، وكل ما له علاقة بإهانة انسانية المرأة واذلالها بحجج تفتقد أدنى متطلبات المنطق من خلال وصفها بالغاوية، وأن مكانها البيت، وإن خرجت فبغطاء يخفيها عن أعين الرجال، ويبعد ميل الاغتصاب عنها.
إن المجتمعات التي تعاقب المرأة ان اغتصبت وتعاقبها بالقدر نفسه إن دافعت عن شرفها وإنسانيتها، وصحتها، هي مجتمعات لا يمكن أن تتقدم، وما علينا غير النظر حولنا، وسنعرف حينها وضعنا، وشقيقاتنا، في هذا العالم الواسع!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
تزييف التاريخ من عرابي إلى القذافي!
احدى مزايا التجول بالريف البريطاني الجميل انك تجد في كل قرية مكتبات صغيرة تبيع كتبا قديمة يزيد عمر البعض منها عن قرن ونيف محافظا عليها بشكل جيد، وأحد تلك الكتب التي اشتريتها يتحدث كاتبها كشاهد عيان وكمشارك عسكري في احداث مصر ابان ثورة عرابي 1882 (للمعلومة عدد سكان مصر آنذاك 5 ملايين، وبريطانيا 25 مليونا وفرنسا 30 مليونا، اما الآن فعدد سكان بريطانيا 62 مليونا وفرنسا 65 مليونا ومصر 90 مليونا).
***
ويروي الكاتب ان طلب الانجليز من عرابي بعد تمرده لم يزد عن الاستقالة والبعد عن مصر لمدة عام فقط، ويستطرد ان الانجليز شعروا بالورطة الشديدة عندما انسحبت السفن الفرنسية والايطالية الحربية من امام شواطئ الاسكندرية حيث لم يكن مجموع الجنود الانجليز على السفن يزيد عن 3 آلاف جندي وضابط وكان الحد الاقصى لما يمكن انزاله منهم للبر للحرب وحماية المدنيين الاوروبيين هو 1500 يقابلهم 15 الفا من جند عرابي ومدافعهم مما يعني حسب قوله الهزيمة المؤكدة، الا ان عرابي وبذكاء شديد قرر الانسحاب من الاسكندرية دون حرب وحرقها ونهبها تطبيقا – حسب رؤيته – لسياسة الروس امام غزو نابليون لهم والمسماة بسياسة الارض المحروقة.
***
والحكاية السابقة تظهر زيف تاريخنا العربي منذ زمن عرابي الى عهد القذافي وكيفية تحويل الهزائم الحقيقية المنكرة الى انتصارات وهمية مبهرة، مع عدم الخجل من الاعتراف بالعبط والغفلة عبر التوقع الدائم للهجوم من الشرق فيأتي من الغرب أو العكس كما حدث في موقعة التل الكبير التي توقع عرابي هجوم الانجليز من الغرب فأتوه من الشرق فهرب الى القاهرة طالبا السلامة تاركا جيشه المجحفل مما تسبب في احتلال مصر من قبل قلة قليلة من الجنود الانجليز وقد هجاه احمد شوقي شعرا وهاجمه الزعيم مصطفى كامل في خطبه ومقالاته، كما صفعه احد شباب الحزب الوطني فدخل بيته ولم يخرج حتى وفاته ثم كرت السبحة في انتصارات 48 و56 و67 وأم المعارك الخالدة.. الخ.
***
آخر محطة: (1) في مرحلة تزييف التاريخ الشديد في مصر عقب الانقلاب العسكري صيف 1952 تم الثناء الشديد على العسكري المدمر احمد عرابي والقدح بالمقابل في الخديو المعمر اسماعيل باني مصر الحديثة وشتان ما بين الاثنين.
(2) في خطاب التنحي يونيو 1967 ذكر عبدالناصر وصدقه الليبيون انه توقع الهجوم الاسرائيلي من الشرق فأتى من الغرب تلميحا الى أنه ضرب من القاعدة الأميركية في ليبيا وهو للاسف كذب بواح تسبب في النهاية في سقوط حكم الادريسي، والحقيقة ان مخابرات ناصر خذلته حين لم تبلغه بأن اسرائيل نجحت في تزويد طائراتها الميراج قصيرة المدى بخزانات وقود اضافية مكنتها من الوصول الى اقصى الجنوب والغرب المصري.
(3) وفي يناير 1991 وعلى صفحة كاملة لجريدة «مصر الفتاة» كتب الفريق محمد فوزي مقالا مفتوحا وجهه إلى صدام وضع فيه كل خبرته العسكرية كوزير سابق للحربية قال ضمنه ان الهجوم الأميركي سيأتي شرقا من البحر (أتى غربا من البر) وان ضحايا الهجوم في يومه الاول سيزيد عن ربع مليون قتيل أميركي (مجموع ضحايا الحرب 144 قتيلا أميركيا) مما سيرغم الرئيس بوش على الايقاف الفوري للحرب، وكان العبقري فوزي هو من اقترح اشعال حرب الاستنزاف التي استنزفت مصر ولم تضر اسرائيل، وارغمت ناصر على القبول ببادرة روجرز وتسببت في أول ذبحة صدرية له بعد حادثة سرقة رادار الزعفرانة. وفيما بعد تقدم فوزي بمقترح تقديم الاستقالة الجماعية لوزراء الحربية والداخلية والاعلام ورئاسة مجلس الشعب.. الخ. كوسيلة لإسقاط السادات مما تسبب في عزلهم وسجنهم. وهل يحتاج من يملك كل تلك القوى والبيادق بيده للاستقالة لاسقاط الحكم؟! وهل هناك تخبط أكثر من هذا؟
@salnesf
أخبار السفر جواً
اكتشفت أخيرا أنني مررت في السنوات الثلاث الأخيرة فقط بـ200 مطار تقريبا، وهذا دفعني للبحث في بعض أخبار السفر جوا، فتبين لي أن السفر جوا ليس فقط الأكثر راحة، بل والأكثر استخداما وأمانا وبـ180 مرة من السفر بالسيارة. فهناك يوميا ما يزيد على 100 ألف رحلة جوية منتظمة، وأضعاف ذلك من الرحلات الخاصة التي تنقل مئات الملايين. ينصح خبراء السفر بعدم إطالة الجلوس في مقعد الطائرة، أو على الأقل تحريك القدمين بطريقة محددة، أثناء الجلوس الطويل. كما ينصحون بشرب الماء باستمرار، ولكن إن كانت معبأة، فمياه حمامات الطائرة لا تصلح حتى لتنظيف الأسنان، أو المضمضة. وبالرغم من أن تعليمات الطيران تتطلب من المسافرين، عند انخفاض الضغط، وضع أقنعة الأوكسجين قبل مساعدة الغير في ارتدائها، وخاصة الأطفال، إلا أن قلة من الأمهات تؤمن بأن عليهن البدء بأنفسهن، وهذا يشكل خطرا عليهن وعلى أحبتهن. فعندما تتدلى أقنعة الأوكسجين هناك 20 ثانية فقط لوضع القناع قبل مساعدة من معنا، وحتى لو غاب الطفل عن الوعي لثوان بسبب نقص الأوكسجين، فإن هذا لن يؤثر فيه، علما أن هذه الفترة كافية للطيار ليهبط لمستوى أدنى، بحيث يصبح بإمكان الركاب التنفس بصورة طبيعية. وزيادة في الأمان من الأفضل وضع أقفال صغيرة على حقائب اليد، وخاصة في الرحلات الطويلة التي عادة ما يضطر المسافر فيها للنوم. كما أن من الأمور الطريفة أن لا أحد فكر يوما، حسب علمي، بإعطاء المضيف أو المضيفة إكرامية أو بقشيشاً، وسأحاول ذلك في رحلتي القادمة لأعرف ردة الفعل!
ومن إجراءات السلامة في أي طائرة أن كابتن الطائرة ومساعده لا يتناولان الطعام من المصدر نفسه، بل يحرصان على أن يكون من شركتين مختلفتين، خوفا من التسمم. أما التحذير من استخدام الهواتف النقالة، أثناء الإقلاع والهبوط، فلا تأثير له في اجهزة الطائرة، وقريبا ستقوم شركات طيران برفع هذا الحظر. وأساس التحذير يعود إلى أن الطيار لا يرغب في التقاط مئات إشارات استخدام الهواتف النقالة على جهازه، اثناء انشغاله بالإقلاع أو الهبوط. كما أن مجرد تخيّل قيام 100 مسافر أو أكثر، في اللحظة نفسها، بتشغيل هواتفهم أمر مثير للإزعاج.
كما تبين لي، أن الملصقات التي تضعها شركات الطيران على الحقائب، والمتعلقة بضرورة العناية بحملها بسبب قابليتها للكسر أو التلف، أو تلك التي تطالب عمال المطار بإعطاء الحقيبة الأولوية في الوصول لا معنى لها أبدا! فالحقائب تصل غالبا، وهي «مرضرضة» ومن دون أي ترتيب محدد.
كما أن سبب وجود «طفايات» في حمامات الطائرات، بالرغم من أن التدخين ممنوع، يعود إلى أنه حتى لو خالف أحد التعليمات، ودخّن، فيجب توفير طفاية لكي يضع بها عقب سيجارته، بدلا من رميها في الزبالة.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
أمير قبيلة… محرم؟
نحن وشعوب أدغال إفريقيا والشعب الأفغاني ومن جاوره، الوحيدون الذين ما زلنا نُدخل قماش القبيلة في قنينة السياسة، ونظن أنه لولاها لغرقنا في المحيطات… شعوب الموز اللاتينية دفنت “القبيلة السياسية”، ومشت فوق جثمانها.
ويحادثك موظف شاب “طول بعرض”، لو خنق شجرة في ريعان شبابها لفقدت وعيها، لفرط صحته وضخامة جسمه: “نحن نسير خلف أمير قبيلتنا، إن وافق على كذا وكذا وافقنا، وإن رفضها رفضنا”. وتحار أنت، فلا تدري هل تصفعه، أم تركله، أم تسأل عن “محرمه”، بعد أن تأكدت أن روح الأنثى تتملكه. متابعة قراءة أمير قبيلة… محرم؟
العرب وانفصال إسكتلندا
يقول غوار الطوشة قبل ان ينقلب عليه الشارع العربي والمقموعين من أبنائه بعد ان صحوا من نومهم وغفوتهم، في مسرحيته الشهيرة «صح النوم» ما نصه «ان اردت ان تعرف ما في ايطاليا فعليك ان تعرف ما في البرازيل»، اي ان هناك ربطا مباشرا بين الاحداث التي تقع في دول العالم المختلفة.
****
ما سيؤول إليه حال وحدة الأوطان العربية يحوجنا الى معرفة ما حدث ويحدث في بلدان العالم الاخرى، فعلى سبيل المثال اعتمدت وحدة الدول او الولايات الاميركية على تبادل المصالح، لذا فما يقارب 90 سنتا من الدولار الاميركي يصرف على التجارة الداخلية والبينية بين الولايات التي اقتسمت الاعمال، فهذه ولاية تصنع السيارات، وأخرى تصنع الطائرات، وثالثة للزراعة، ورابعة للتجارة.. إلخ. لذا بقيت حالة الاتحاد قوية رغم وجود حركات انفصالية متطرفة في الجنوب الاميركي، وفي يناير من كل عام منذ 1790 يلقي الرئيس خطابه الاهم في الكونغرس المسمى «حال الاتحاد».
****
وفي الاتحاد السوفييتي اعتمد البلاشفة، وعلى رأسهم ستالين، على بقاء حالة الاتحاد عبر القوة والقمع وتوطين الروس البيض في الجمهوريات الاخرى، وجعل امين الحزب الشيوعي- وهو المنصب الاقوى في تلك الجمهوريات- من الروس، ويتبع مباشرة لموسكو. لذا ما ان ضعفت سلطة القوة المركزية في الكرملين حتى انفصلت وانشطرت الجمهوريات سريعا، حيث لا مصالح مشتركة، كما لا تنفع القوة والقمع لإبقاء القوميات والاديان والأقليات والأعراق ضمن الدولة الواحدة.
****
حال الاتحاد البريطاني سيتحدد منتصف سبتمبر القادم، وستؤثر نتائجه سلبا او ايجابا على منطقتنا ودولنا وأماكن اخرى من العالم، وحتى هذه اللحظة هناك تقريبا 42% مع بقاء الاتحاد و40% ضده و18% لم يحددوا موقفهم بعد، ويدعي الانفصاليون ان اغلبهم سيختار الانفصال مع اقتراب موعد التصويت، وسيعادل هؤلاء كفة الاسكتلنديين المولودين في انجلترا من الاتحاديين، وقد قرر حزب العمال المتضرر الأكبر من انفصال اسكتلندا اليسارية عقد مؤتمره القادم في غلاسجو لعله يؤثر في المترددين ويجعلهم يصوتون لبقاء الاتحاد.
****
آخر محطة: (1) شخصيا اعتقد ان اسكتلندا ستصوت للبقاء في الاتحاد البريطاني ضمن نسبة متقاربة، ولن يكون هناك مجال لإعادة التصويت مرة أخرى مستقبلا على حق الانفصال.
(2) يلام الانجليز على العمليات الانفصالية التي تمت في المنطقة العربية والهند، والحقيقة ان الانجليز هم من عمل لوحدة الخليج عام 72 والعرب عام 43، والعمليات الانفصالية يسأل عنها من عمل لها كمحمد علي جناح في باكستان وبعض الزعامات العربية كسعد زغلول الذي رفض وحدة العرب بقوله «ان مجموع وحدة الاصفار صفر كبير»، وعبدالناصر الذي تسبب قمعه في انفصال السودان وسورية وغزة
!