سامي النصف

عفوا.. لا مانديلا لدينا!

لم يكن مستغربا على الاطلاق الوداع العالمي غير المسبوق للرئيس نيلسون مانديلا الحائز جائزة نوبل للسلام و250 جائزة دولية اخرى والذي اجتمع لوداعه رؤساء اميركا وكوبا، وافغانستان وزيمبابوي، رغم التباينات والخلافات والصراعات القائمة بينهم، الا انهم و100 رئيس عالمي آخر اجتمعوا على توقيره وتمجيده وتخليده.

***

ولد نيلسون مانديلا العام 1928 منتميا لقبيلة كوسا (الكوسا والله عربنا) ومن الفرع الملكي الحاكم في القبيلة المسمى تيمبو، وحاز شهادة الحقوق ثم بدأ نشاطه السياسي، فحوكم بتهمة الخيانة العظمى اعوام 1956 ـ 1961 (الخيانة العظمى عند عربنا)، وفي العام 1962 زار الرئيس عبدالناصر في القاهرة ثم الرئيس ابورقيبة في تونس الذي منحه 5 آلاف جنيه استرليني تشجيعا له على النضال، ثم زار ثوار الجزائر وصور معهم في الصحراء قبل ان يعود لبلده ليحكم عليه بالسجن المؤبد، حيث امضى 27 عاما في السجون المرعبة لا الفنادق الفخمة كحال مناضلينا، ولم يتزوج شقراء اسمها سهى او ملكة جمال اسمها جورجينا وسيدة متزوجة تدعى سميرة شهبندر، ولم يملأ حساباته الشخصية بثروات شعبه.

***

في فبراير 1990 وبينما نحن مشغولون بالكويت بفعاليات دورة الخليج وعدم فهم مغزى انسحاب الفريق العراقي بعد تعديه المقزز على الفريق والجمهور الكويتي (لا يجرؤ على عملها الا بأوامر من عدي) ومعها عدم استيعاب رسائل التهديد التي حملها اكثر من مبعوث صدامي آنذاك، تم اطلاق سراح مانديلا، وفي العام 1994 انتخب رئيسا لجنوب افريقيا، وقرر التبرع بثلث دخله للاطفال المرضى، ثم قرر الا يترشح لولاية ثانية وان يتفرغ لنشر السلام في العالم والكتابة والقاء المحاضرات للساسة.

***

آخر محطة: 1 ـ في احدى خطب الرئيس جورج بوش الابن وردا على من طلب منه اطلاق سراح صدام حسين كما اطلق النظام الابيض سراح نيلسون مانديلا قبل ذلك، اجاب بانه يأسف كون صدام حسين اعدم جميع مانديلات العراق، لذا لم يبق احد في الشعب العراقي الا يريد الانتقام منه.

2 ـ احد الشخصيات التي شكلت فكر مانديلا في شبابه وجعلته لا يحمل كثيرا من الحقد على البيض كما اتى في كتاب ذكرياته المسمى «المسيرة الطويلة للحرية»، هو الشيوعي اليهودي الابيض نات بريغمان الذي فتح له كثيرا من آفاق العمل والدراسة والحوار مع الشيوعيين والليبراليين البيض.

3 ـ لا يوجد للاسف في مسيرة النضال العربي المعاصر شخصيات مؤثرة مثل نيلسون مانديلا في تضحياته واخلاصه وحبه لوطنه وتسامحه مع اعدائه.

 

 

 

 

 

 

حسن العيسى

من ينصت لكم؟

في برنامج "اسمعني" لقناة الوطن، استمعت لهموم الشباب الباحثين عن لقمة العيش في المشاريع الصغيرة، لكن لا جدوى من استماعي أو استماع غيري من كتاب "املأ الفراغ" لشكوى الشباب، ولو استمع لهم "أكبرها وأسمنها" فأيضاً لا جدوى من استماع الأخيرين، فقد يتفاعل "الكبير" معهم، ويحاول أن يتفهم قضيتهم لكنه في النهاية لا يمكنه، أو لا يريد قلب "النظام" (السيستم) الذي تسير عليه الدولة لعقود، من أجل شكاوى شبابية.
لا جديد في تلك الشكاوى فعمرها يكاد يكون من عمر الدولة، وهي تتلخص في كلمات مثل البيروقراطية القاتلة، وإجراءات غبية في اشتراطات منح تصاريح العمل وأذوناته، وهي قوانين ولوائح إدارية يفترض أنها شرعت لتحقيق المصلحة العامة. كتحديد الحاجة لليد العاملة الأجنبية وجدية المشروع… إلخ، إلا أن تطبيقها أصبح وسيلة للاستبداد والتخبط الإداريين.
دولة "مناديب" (جمع مندوب باللهجة الكويتية) فلا معاملة تتم في الدولة دون "المناديب" الذين هم وكلاء لصاحب العمل، ومهمتهم الوحيدة هي "التفرغ" للاستهلاك البيروقراطي في الدولة، هناك مندوب لوزارة الشؤون، ومندوب لوزارة التجارة، ومندوب لوزارة الداخلية، ومندوب (يعرف من أين تؤكل الكتف) للبلدية والأشغال… والقائمة لا تنتهي مع "ديرة الله لا يغير علينا"، ورغم وفرة المندوبين فإن إمبراطورية الموظف العام تفرض، في أكثر الأحيان، حضور صاحب المعاملة شخصياً حتى يتم إذلاله.
الوافدون (العمالة الأجنبية) تشكل ضعفي عدد السكان، ومع ذلك يشكو الشباب من شح الأيدي العاملة، ورفض وزارة الشؤون التصريح لهم باستقدامها من الخارج… أين العلة في هذه الدولة إذاً إن لم تكن غير التقنين الرسمي لحالة الفساد الإداري، وإلا كيف لنا أن نفهم مثل تلك المعادلة في بلد متضخم من عمالة زائدة ويشكو الشباب من شح العمالة في آن واحد! هو فساد متمثل في الاتجار بالعمالة (سوق نخاسة الكويتي أو نظام الكفيل)، وهو، أيضاً، فساد بصور أخرى مثل دفع الرشوة للموظف العام حتى تنجز المعاملة، وهو فساد في تفشي المحسوبية والواسطة كي تنهي المعاملة في دولة المعارف والمقربين، وهو الفساد الذي وضع الدولة في قمة قائمة الأكثر فساداً بين دول الخليج في تقرير منظمة الشفافية الدولية، الفساد هنا يمتد من القرار السياسي بمعنى سلطة إصدار القرار إلى القرار الإداري بمعنى تنفيذ ذلك القرار… من يسمعكم يا شباب؟! كثيرون يستمعون لكم… لكنهم لا يمكنهم أن يفعلوا شيئاً لكم… "الشق عود" في الثوب الكويتي، وليس لدينا خياط يرتقه… هناك ترزية كثيرون لكن ليس من أجلكم، بل من أجلهم… أعتقد أنكم عرفتمو (هم).
احمد الصراف

الآن.. أو لا أبداً!

قام طلاب من جامعة الكويت، تابعون لحزب الإخوان المسلمين، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان العالمي، بإيقاف فعالية غنائية في الجامعة، بحجة حرمة استخدام آلات موسيقية، علما بأن الفقرة الفنية موافق عليها ضمن أنشطة أسبوع «أنا إنسان» في الجامعة! وفي السياق نفسه، طلب غيرهم، ومن الحزب نفسه، من إدارة الجامعة منع طالبات من السفر في رحلة ثقافية لمركز الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لعدم وجود «محرم» معهن! ورضخت الجامعة لمطالبهم. وربما سيقوم زميل بالإشادة بـ«منجزات» هؤلاء الطلبة في مقال له، فهذه هي الانتصارات الوهمية الوحيدة التي برع فيها الإخوان في الثمانين سنة الماضية! ومن الطبيعي هنا الاستنتاج أن إدارة الجامعة التعبانة ما كان بإمكانها الوقوف في وجه بضعة طلبة، لو لم تكن تشعر بأن معظم مفاصل الدولة الأخرى هي بيد كبارهم، ومن الممكن أن يقلبوا الدنيا عليها! ومن الطبيعي كذلك الافتراض أن الحكومة الرشيدة عاجزة عن التصدي لما حدث، بسبب قوة الإخوان وتغلغلهم، أو أنها راضية بأفعالهم. وكان من الممكن القبول بذلك طالما أن هذا قرارها! ولكن في كلتا الحالتين يعتبر تصرفها مستغربا ومتعارضا مع ما قامت به تجاه مصر في الفترة الأخيرة، فقد وضعت الكويت كل «ثقلها» السياسي والمالي خلف السيسي، ودعمت انقلابه، أو ثورته، على الإخوان، الذين كانوا سيحولون مصر لعزبة خاصة بهم. وبذلت الكويت الكثير في سبيل ذلك، مما يعني أنها كانت ضد الإخوان بطريقة صارمة وواضحة لا لبس فيها، ولم تتدخل في الشأن المصري لولا شعورها بما كان يمثله استمرارهم في الحكم من خطر عليها بالذات، وعلى مستقبل مصر والمنطقة برمتها! فإن كان الوضع هكذا، وهو حتما كذلك، فما سبب سكوتها عن إخوان الكويت وهم الممولون الرئيسيون لإخوان مصر، وقوتهم المالية والسياسية الخطيرة هنا لا تقل عما كانت عليه في مصر. فأصابع وأيادي وخراطيم الإخوان المالية والسياسية امتدت، على مدى اربعين عاما تقريبا، وطالت كل مرفق ومفصل في الدولة، ويبدو هذا واضحا من شبكة ممتلكاتهم من المؤسسات المالية والجمعيات والمبرات، إضافة إلى سيطرة محازبيهم على أهم مناصب الدولة وأكثرها خطورة.
وإن كانت الكويت قد دفعت المليارات لمصر لكي تمكنها من التخلص من الإخوان، فلم لا تصرف أقل من ذلك بكثير للتخلص منهم هنا؟ علما بأنهم الآن المعارضون الأساسيون للسلطة؟.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

مجلس التعاون والثقة المعدومة

أفهم أن تراعي الحكومة الكويتية شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية في بعض المواقف في السياسة الخارجية، وأتفهم الحرص على عدم إثارتها وتجنب التنافر معها في هذا المجال، وأستطيع أن استوعب التبعية لها في كل ما يتعلق بالموقف السياسي من العراق وايران، حتى الموقف من الانقلاب في مصر قد أتمكن من تفسيره مراعاة لخاطر الشقيقة الكبرى، لكن ما لا يمكن أن أستوعبه هو حرص الكويت على نجاح الانقلاب والتطبيع مع مؤسساته والدعم المادي المتواصل الذي تجاوز المعلن عنه من دون اي فائدة تذكر او اي مردود، ولو معنوياً على البلاد! زيارة الاخ شريدة المعوشرجي وزير الاوقاف الى الازهر وتبادل الهدايا التذكارية مع قياداته الذين افتى بعضهم للجيش بقتل المواطنين الابرياء وسحلهم، فقط لانهم اعترضوا على الانقلاب الدموي، هذه الزيارة استفزت مشاعر الكثير من الناس، كما ان محاولات التطبيع مع النظام العسكري التسلطي، وبالاخص في مجال الرياضة والاقتصاد والثقافة، اصبحنا نشاهدها بوضوح بين الطرفين، وإن كانت على استحياء!
أنا أعرف أن بعض المسؤولين في الكويت غير متحمسين لهذا الدعم او لهذا التطبيع، وانما مراعاة لتوجهات بعض الاشقاء في منظومة مجلس التعاون، وكنا نجد لحكومتنا عذرا من باب المحافظة على تماسك هذه المنظومة. لكن ما حدث في الايام السابقة لاجتماع مجلس التعاون في قمته بالكويت اثار لدينا استفسارات عدة عن صلابة هذا المجلس وامكانية المحافظة عليه! فهذه تهدد بالانسحاب من المجلس إن كان هناك سعي للتكامل المنشود! وثانية تهدد بتجميد عضوية دولة اخرى، إن استمرت في سياستها تجاه بعض القضايا، وثالثة تغرد خارج السرب، والكويت مهمتها ان تلملم الشتات الممتلئ بالجراح من هنا وهناك! وما دام انعدمت الثقة بين الاشقاء، فان فرض السيطرة على البعض لاتباع سياسات محددة امر لن يكون سهلاً، ولنا استكمال لهذه النقطة في المقال المقبل يوم الاربعاء بإذن الله!
* * *
أسئلة نثيرها هنا اليوم عل وعسى ان نلفت نظر الاجهزة الرقابية لمتابعتها:
– لماذا أُنشئ جسر اليرموك الجديد المطل على طريق الملك فيصل والموجود امام منزل وزير الداخلية السابق؟! ما الحكمة من انشائه؟! ولماذا ما زال مغلقاً حتى اليوم؟!
– أبراج الكويت.. معلم البلد الرئيسي، ما زالت مغلقة للصيانة منذ فترة طويلة! ما علتها؟!
هذه عينة قصيرة من قائمة طويلة من المشاريع المتعطلة بسبب فعل فاعل وليس بسبب الرقابة المسبقة لديوان المحاسبة!
* * *
بعض المثقفين عندنا متحسر على البصرة ايام الخمسينات (يوم كان بطل العرق بمائتي فلس والنساء بالكازينو يسهرن للفجر) ويختم مقالته (ونحن نعيش في عصر لا يمكن فيه ان تنهض امة سبق أن تخلفت عن ركب العصر)!
بئس التقدم وبئس التخلف!

سامي النصف

لو عاد ابن الأحمر للأندلس!

إحدى المآسي التاريخية التي يتحدث عنها الارث الانساني هي مغادرة الامير أبي عبدالله محمد الصغير آخر خلفاء دويلات الطوائف بالأندلس ورافع راية «لا غالب إلا الله»، ودمعة الحسرة التي ذرفها عندما نظر خلفه ليرى نهاية دولته التي تسمى باللاتينية «El ULTMO SUSPIRO DEL MORO»، وقول والدته عائشة الحرة، تميزا لها عن ضدتها الجارية ايسابلا او ثريا «ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال».

***

والسنوات الأخيرة لحكم بني الأحمر ترسم خارطة زرقاء متكررة لسقوط الدول والممالك، فقد تفشى الخلاف والصراع بين أسر ملوك الطوائف، وطرد ابوعبدالله الصغير الذي اسماه اهل غرناطة بالزغابي (اي المشؤوم) والده ابا الحسن بعد معارك شرسة بينهما ثم استدار لحرب عمه حاكم مالقا الامير أبي عبدالله محمد الزغل (الزغل تعني الشجاع) ولم ينتبه ابان تلك الصراعات للمتغيرات على حدود بلاده عندما تحول الصراع التاريخي بين مملكتي قشتاله والارغون الى تفاهم وتحالف حرر الاندلس من اعدائهم.

***

والأكيد ان القدر لو اعاد ابا عبدالله الصغير الى مملكته لما كرر اخطاءه، وفي المقابل في عام 90-91 ضاع بلدنا كما ضاعت الاندلس عام 1492، وعدنا لوطننا في مصادفة تاريخية نادرة الحدوث، فهل استفدنا من دروس الضياع ام عدنا بنفس الاخطاء ومن ثم التحضير لضياع آخر؟! وهل نحن اكثر ترابطا في الداخل وقوة ومنعة في الخارج مما كنا عليه قبل صيف عام 90؟!

***

آخر محطة: (1) لمن استمتع بإجازة صيف 90 ربيع 91 نقول لو لم يتحرر بلدنا عبر مصادفة تاريخية غير قابلة للتكرار، لانتهى الدعم الحكومي الذي ابقى المهاجرين في فنادق 5 نجوم، ولضاق الضيف بضيوفه ولتحولنا لحالة «بدون» في تلك البلدان ولبتنا قضية منسية اخرى من قضايا عالمنا الواسع، وما القضية الفلسطينية عنا ببعيد.

 

 

 

 

 

 

احمد الصراف

شط العرب وهذا مو إنصاف منك

لا يوجد من هم في جيلي، وقبلي قليلا، من رواد البصرة، في عزها، من لا يعرف فندق وكازينو شط العرب، فقد كان «المكان»! عادت بي الذكريات لذلك المكان عندما ارسل لي صديق عزيز صورة إعلان يعود تاريخه لمارس 1954، اي قبل 60 عاما، يتضمن دعوة لحضور حفل «بالو» ساهر، ولا اعرف معنى «بالو»! وأن الحفل سيكون في يومه الأول للرجال فقط، وفي يومه الثاني للرجال حتى منتصف الليل، وللنساء بعدها حتى الرابعة فجرا! وأن الحفل سيتضمن رقصا غربيا وعرض أزياء باريسية تقوم به ملكات جمال العالم وجمال النرويج وجمال حوض البحر الأبيض، وجمال باريس. كما سيتضمن عزفا موسيقيا من قبل اوركسترا «ماريو أريكوني»، مع المغنية ربن ديديا، وأن سعر بطاقة الدخول ديناران، والعشاء 600 فلس والشاي 150 فلسا والمشروب 200 فلس! وقد أعادني الإعلان لذكريات قديمة، وقمت دون أن أشعر، أدندن بكلمات بأجمل اغنية عراقية سمعتها، وهي «هذا مو انصاف منك»، والتي اعتقد ان من وضع كلماتها هو الشاعر العراقي ضاري إبراهيم، وهي من ألحان الفنان الكبير صالح عزرا الشهير بصالح الكويتي، الذي ظلمه مجتمعه البغدادي، الذي رحل له من الكويت مع اسرته، عندما أجبرته أحداث «الفرهود» الجائر التي حصلت في بعض مناطق العراق، على الهرب بجلده إلى إسرائيل، وكان ذلك في بداية الخمسينات، لتفقد المنطقة فنانا كبيرا. ويذكر أن أغنية «هذا مو إنصاف منك» قد شدا بها الكثيرون، ومنهم يوسف عمر وبيدر البصري، وربما عزيز علي، وبلقيس فالح وغيرهم، ولكن البداية كانت مع المطربة سليمة مراد، التي سماها «الباشا» نوري السعيد، في لحظة تجلي، بسليمة باشا، التي سبق وان غنت كذلك «قلبك صخر جلمود» وغيرها. تقول كلمات أغنيتها الشهيرة: هذا مو انصاف منك غيبتك هالقد تطول الناس لو تسألني عنك شرد اجاوبهم شقول؟ ألف حيف وألف وسفه مثلك يخون ويه ولفه لا تظن قليبي يشفى والالم منه يزول الناس لو تسألني عنك شرد اجاوبهم شقول؟ قلبي خليته يتجوى بنار هجرانك تلوى هذي مو منك مروة لا ولا منك أصول الناس لو تسألني عنك شرد اجاوبهم شقول؟ واني في العادل بسرعة والوصل عني تمنعه هذا جم دوبات توسعه وغيرى عن الحاضر ينول الناس لو تسألني عنك شرد اجاوبهم شقول؟ اين ذهب العراق الذي كنا نعرف ونحب؟ لقد خربه الطغاة وسفاكو الدماء واجهز عليه المتخلفون، ولن تقوم له قائمة، فنحن نعيش في عصر لا يمكن أن تنهض فيه أمة سبق وأن تخلفت عن ركب العصر.

سعيد محمد سعيد

مصرع رجل في الرابعة والثلاثين من العمر

 

الحادث مؤلم فجيع مزلزل حقاً، إلا أن البعض يقول بأن الرجل البالغ من العمر 34 عاماً لقي مصرعه، فيما يقول بعض آخر بأن فيه رمقاً من حياة. فهو لا يزال ينازع بين الحياة والموت، لكن طرفاً ثالثاً يؤكد بأن هناك الكثير من الأمل لإنقاذه من الموت وإعادته إلى الحياة، فيما ذووه لا يلوون على شيء، ولا يدرون عن حقيقة حالته إلا القليل القليل وسط تلك الأنباء المتضاربة.

على أية حال، عاش ذلك الرجل منذ ولادته طموحاً في كنف أعمامه الستة، وكان أولئك الأعمام وذووهم قاطبةً، يحيطونه بالرعاية والاهتمام والمحبة، إلا أن فترة سنيه الأولى كانت صعبة. في تلك الحقبة، كان يعيش في منطقة مهمة للغاية هي محط أنظار كل الطامعين، وفجأة، نشب نزاع وخلاف كبيران بين اثنين من معارفه المقربين، الأول إيراني والآخر عراقي، وتحول ذلك الخلاف إلى حرب طاحنة ألقت بمخاطرها وتبعاتها على الجميع، وكان الأعمام الستة في غاية القلق، حتى أن الرجل أصبح وكأنه (حمال الأسى) بين الجميع، وطوال ثمانية أعوام مريرة قاسية، كان هو بمثابة حائط الصد الذي يتلقى كل الضربات، حتى وجد نفسه مضطراً لأن يلقي كل اللائمة والخطأ على جاره الإيراني، وبذل كل ما يملك من مال وجهد ومواقف ليساند جاره العراقي، لكنه لم يتوقع يوماً أن ذلك الجار العزيز الغالي الذي يحمي جنبه الشرقي، سيطعنه طعنة موجعة كادت تودي بحياته.

تألم كثيراً، تندم، غضب، هدّد، حاول.. تكلّم باللين تارةً وبالشدة تارةً أخرى، لكن ذلك الجار أراد اقتطاع مساحة من كيانه فلم يقبل، فلجأ إلى الأغراب الذين كانوا يتحينون الفرصة أصلاً لنهب خيرات وفيرة كان ذلك الرجل يمتلكها ويأمل كل أهله وأقاربه أن تكون لهم تلك الثروات والخيرات أملاً بمستقبل عامر زاهر بالتطور والخير والنماء، لكن هذا ما حدث، وخسر هو وأعمامه وأهله وأرضه الكثير مما أصابه بالوهن الشديد، لكنه بقي يعيش على الأمل، لطالما أن الأعمام باقون ويساندونه، فما عليه سوى أن يتسلح بالصبر والمثابرة والعمل لعل وعسى.

كبر ذلك الرجل، وفي كل عام جديد، يصيغ أحلام وطموحات أهله وذويه ويبث الأمل تارة، ويخفي مرارة الألم وغصة الخلاف والنزاع المستتر بين قومه تارة أخرى. أراد دائماً أن يتقدّم المشهد. لا ينقصه شيء، فها هو قد بلغ سن الرشد ويمتلك من الخبرات والمعارف والمال والأهم.. يحيط به أقارب متعلمون قادرون على تحقيق تلك الطموحات. المشكلة، أن جيرانه، كلما مر به وبهم العمر، يشتعلون خلافاً ونزاعاً وتصادماً يغذيه الأغراب الذين استعان بهم يوماً ليحموه، لا من جار واحد طعنه غدراً. بل منه ومن جار آخر تحول إلى عدو لدود يثير قلقه دائماً على الرغم من أنه حرص على أن يتبادل مع ذلك الجار العدو، في كل ظرف ومناسبة وأزمة، الكلام الشديد تارة، والكلام الجميل عن الجيرة والمحبة والدين تارات أخرى. وبقيت تلك العلاقة حتى يومنا هذا، لا تعرف فيها الصادق من الكاذب.

مر الزمن، وامتلك الرجل علاقات مع القاصي والداني، وكان بإمكانه أن يتجاوز كل المعوقات ليصبح أقوى وأقوى، لكنه وجد نفسه محصوراً في طموحات قومه التي لا يمكن أن تعيش إلا إذا رضي الأغراب! وإن لم يرضوا، فإن تلك الطموحات تتحطم على صخرة جاثمة تعيق حركته ولا يستطيع إزاحتها من طريقه.

جلس مراراً مع أعمامه وقومه لسنوات وسنوات، حيناً في السر وحيناً في العلن. أراد متمنياً ألا يمثل النفاق والطبطبة ويتحدث معهم بصراحة ليتجاوزوا كل سحابات الصيف، إلا أن تلك السحابات بدت هي الأخرى جاثمة! تنزاح يوماً وتعود يوماً آخر… ما العمل؟ كان ذلك هو السؤال الذي يضيق عليه الخناق. فمن جهة، هو يرغب صادقاً في ألا يتدمر قومه في محيط لا يقبل إلا الأقوياء، ومن جهة أخرى، تضيق عليه الحيرة في عدم رغبة قومه في أن يكونوا أقوياء فعليين وألا يكتفوا برضا وحماية وزعل وغضب الأغراب. ينجح مرة، على مضض، ويخفق مرات أخرى.

حالته اليوم في غاية الحرج، فلا أهله وأحبته يعلمون بكل تفاصيل ما جرى له، ولا هو بقادر على أن ينهض ليخبرهم! كل ما بلغهم من علم هو أنه لقي مصرعه من باب.. ومن باب آخر، علموا بأنه ينازع محتضراً بين الموت والحياة، لكن من الباب الثالث، قيل لهم أنه في غيبوبة، ومن الممكن إنقاذ حياته فيستعيد أنفاسه وينطلق من جديد.

لا يزال في عنفوانه، فهو في الرابعة والثلاثين من العمر. نتمنى أن ينهض بالسلامة وتقر أعين أهله به. ذلك الرجل اسمه «مجلس التعاون لدول الخليج العربي».

بشار الصايغ

#اسمعني … قصص نجاح مخفية

تابعت برنامج #اسمعني والذي بثته مساء يوم الجمعة قناة الوطن، حيث شدني لمشاهدته الأسماء التي ظهرت في “البروموشن” إذ أن كثير منهم من الأصدقاء العزيزين علي، كما تابعت ردود الفعل في “تويتر” ما بين مؤيد لما جاء في الحلقة، وآخر معارض، وكل مغرد كان لديه وجهة نظر تحترم فيما أبداه من رأي.

بالنسبة لي، فأعتقد أن حديث الإخوه والإخوات فيه الكثير من الواقع الذي يعيشه أي مواطن كويتي يريد أن يبدأ مشروعا صغيرا أو متوسطا، فتلك العقبات التي تحدث عنها الشباب هي واقع موجود منذ أن وجدت الوزارات الحكومية، وما تغير هو فقط نمط الحياة ما بين الشباب السريع في خطواته، واستمرار البطىء الذي يسيطر على الإدارات الحكومية. متابعة قراءة #اسمعني … قصص نجاح مخفية

عادل عبدالله المطيري

الكويت وسلاح الديبلوماسية

عادة، لا تقاس الدول بأحجامها بل بأهميتها، ولذلك فإن الكويت (دولة المدينة) ذلك البلد الصغير جدا جغرافيا له أهمية كبرى.

وتكمن أهمية الدول بعظمة اقتصادها ومواردها البشرية، ولا شك أن الاقتصاد دائما وأبدا بحاجة إلى من يحميه ويدافع عنه، وأقصد بالتحديد السياسة الخارجية للدولة، وحتما ليست القوة العسكرية هي العامل الحاسم في الأمر، والدليل انهيار نظام صدام ذي القوة العسكرية الجبارة وبقاء كويت الديبلوماسية.

فالكويت تتميز بسلعتين استراتيجيتين تصدرهما للخارج ـ (البترول والديبلوماسية) وكلاهما يكملان بعضهما البعض ـ فالبترول عصب الحياة والحضارة وهو السلعة الأكثر أهمية والتي تورد للخزينة العامة الكويتية مليارات الدولارات.

وأما الديبلوماسية بالنسبة للكويت فهي مسألة حياة او موت – لا رفاهية وترف ـ فهي سلاحنا الاستراتيجي امام اعدائنا.

وللحديث عن السياسية الخارجية وخاصة الديبلوماسية الكويتية والتي كانت دائما هي الحصن الحصين بعد الله سبحانه وتعالى في استقرار الدولة وضمان أمنها، فإنها تبدأ منذ تأسيس الدولة الحديثة في زمن حكم الشيخ مبارك الكبير أواخر القرن الـ 19 الميلادي حيث استطاع بسياسته الخارجية ان يراهن دائما على الحصان الفائز، حيث ارتبطت الكويت بالخلافة العثمانية ارتباطا شديدا ومباشرا حفظت به استقلالها عن محيطها، وعندما بدأت تنهار الدولة العثمانية، تحولت الكويت بتحالفاتها سريعا وبذكاء الى الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وهي الدولة العظمى آنذاك (بريطانيا) ووقع الشيخ مبارك الكبير اتفاقية الحماية معها عام 1899، والتي استفادت الكويت منها حتى ايام حكم الشيخ عبدالله السالم عندما واجه تهديد نوري السعيد العراقي باحتلال الكويت وبعد استقلال الكويت عام 1961 اعتمدت الديبلوماسية الكويتية على البعد القومي العربي في تأمين حمايتها وسلامة اراضيها، وكانت بلا شك سياسة ناجحة حفظت امننا القومي بالرغم من اشتعال المنطقة ايام الحرب العراقية ـ الايرانية.

وكان عدم الرضوخ لتهديدات صدام حسين للكويت عام 1990، القرار الاكثر شجاعة في تاريخ الديبلوماسية الكويتية، فقد تصدت للعدوان العراقي الديبلوماسية الكويتية والبلد تحت الاحتلال لتهزمه اولا ديبلوماسيا ومن ثم عسكريا حتى عادت الكويت الى الكويتيين.

بعد عام 1991 تحول العالم من نظام القطبين (الاتحاد السوفييتي وأميركا) الى نظام احادي القطب (أميركا فقط)، ولأن الديبلوماسية الكويتية مرنة جدا وذكية في قراءتها للمستقبل والمتغيرات الدولية الجديدة وقعت الكويت اتفافية الحماية مع الولايات المتحدة لتدخل معها في تحالف استراتيجي وفر لها الامان لأكثر من عقدين من الزمان.

من ميزات الديبلوماسية الكويتية ايضا، دعمها للتغير الايجابي في الجوار، فالكويت دعمت عملية توحيد اليمن سابقا ومشروع الانتقال السلمي للسلطة فيها مؤخرا، كما انها ساهمت في العملية الكبرى وهي تحرير العراق من حكم صدام، وشاركت في عملية التغير الإيجابي في العراق وغيرت معه سياساتها اتجاهه، فبعد اكثر من 13 عاما من العداء تحولت الكويت الى اكبر الداعمين لعراق ما بعد صدام بل تحتفظ الكويت بعلاقات متينة مع اكثر وأهم القيادات السياسية العراقية الحالية .

حتى علاقات الكويت مع الجار الخليجي الاكثر راديكالية وهو ايران ماتزال على مايرام، فالكويت لا تخشى ايران ولكن لا تستعديها ايضا.

وفي العلاقات الخليجية ـ الخليجية بإمكان الكويت دائما ان تكون الوسيط النزيه بين جيرانها في الخليج لحل مشكلاتهم او لتقريب وجهات النظر، بل كانت الكويت صاحبة فكرة إنشاء مجلس التعاون وستكون المحرك الرئيسي ايضا في مسألة مشروع الاتحاد الخليجي وما جرى في كواليس القمة الخليجية الأخيرة في الكويت خير شاهد.

القوة الحقيقية التي تحمي الكويت من الأخطار بعد الله سبحانه هي «قوات النخبة» القابعة في ديوان وزارة الخارجية وفي سفارات الكويت في الخارج، حيث ترصد وتحلل ومن ثم تصنع سياسة خارجية تنسج من خلالها علاقات دولية تحقق اهدافنا الاستراتيجية.

وعلى رأس هذه النخبة بكل تأكيد صانع السياسة الخارجية الكويتية صاحب السمو الأمير حفظه الله، والذي مارس الديبلوماسية منذ استقلال الكويت ومازال يعمل على الحفاظ على هذا الاستقلال.

ختاما، ستستمر الديبلوماسية الكويتية في نجاحها وتحقيق أهدافها مادام هناك رجال مرابطون على الجبهات الدولية، على مستوى وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله الذي تتلمذ على يدي عميد الديبلوماسية صاحب السمو الأمير حفظه الله، فالسفير الجارالله ديبلوماسي لا يشق له غبار، عاصر أهم الأحداث وعصرها ليصنع منها ديبلوماسية معاصرة بنكهة الخبرة.

وكل الشكر إلى جميع ديبلوماسيينا المرابطين في سفاراتنا بالخارج.

 

 

 

 

 

 

محمد عبدالقادر الجاسم

مفترق طرق 4/4

من هو الأوفر حظا، من بين الشيوخ الخمسة الذين أشرت إليهم في مقالاتي السابقة، للحصول على منصب ولي العهد في مرحلة الشيخ نواف الأحمد؟

حتما سيخيب ظن من يتوقع أنني سوف أسجل هنا تفضيلي الشخصي أو توقعي. ففي الحقيقة، أنا لا يعنيني ‘من’، إنما ينصب اهتمامي الشخصي على الظروف الموضوعية التي سوف تؤدي إلى اختيار ولي العهد… مهتم أكثر بتنمية دور الشعب الكويتي في اختيار ولي العهد… مهتم بالجديد الذي يفترض أن يأتي به الشيخ نواف الأحمد حين تؤول إليه السلطة وتتشكل حكومته وطاقمه السياسي… مهتم أكثر وأكثر بوضع الكويت في العهد القادم، أو في اليوم التالي، لأن هناك مؤشرات تستدرج القلق الشديد من الحاضر قبل المستقبل. متابعة قراءة مفترق طرق 4/4