سامي النصف

الدولة العميقة في الكويت!

العزاء الحار للصديق العزيز الشيخ سلمان خالد الصباح بوفاة السيدة حرمه (أم أسامة) التي يحسب لها وطنيتها المتوثبة، حيث تم الغزو الصدامي وفلذات كبدها الصغار في زيارة لوالدهم في دبي، وأتيحت لها أكثر من فرصة للخروج واللحاق بهم، إلا أنها أبت وقررت إما العيش في الكويت أو الموت فيها، فللفقيدة الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

***

«الدولة العميقة» هو مصطلح بدأ استخدامه في تركيا (Deep state) ليظهر منظومة الدولة الخفية المتكونة داخل الدولة المعلنة للحفاظ على جملة مصالح تؤمن بها حتى لو كانت على حساب الحكومات المنتخبة من الشعب والتي أطاحت بها كتلة الدولة التركية العميقة أعوام 1960، 1971، 1980 و1997، وفي مصر يتم هذه الأيام استخدام مصطلح الدولة العميقة للدلالة على المؤسسات التي تعمل بالباطن على بقاء الأوضاع المتوارثة مهما تغيرت الشخوص والواجهات المعلنة.

***

في الكويت تحركت أعمدة الدولة العميقة أعوام 67، 76 و86 لتحريف أو حل البرلمانات المنتخبة من الشعب، وعاد التحرك مرة أخرى قبيل غزو 90 لإنشاء مجلس وطني «بديل» مع تهديد مباشر لمن يقوم بمقاطعة انتخاباته، وتم إصدار الأوامر لبعض المسؤولين للتصدي لتجمعات الاثنين مما اضر بسمعتهم رغم أنهم كانوا منفذين لا صانعين لتلك السياسة التي أرسلت رسائل خاطئة لذئب الشمال واستمرت الدولة العميقة بالعمل حتى ابان مؤتمر جدة مما كاد يفشله وبعد التحرير عبر إفساد الانتخابات بشراء الأصوات.

***

يرى مراقبون أن أعمدة الدولة العميقة في الكويت تقوم على مثلث يتكون ضلعه الأول من بعض رجال الحكم وضلعه الثاني من قلة من الفعاليات الاقتصادية المؤمنة بمبادئ الليبرالية المتوحشة المعادية بطبعها للإصلاح ورفاه الشعب، والثالث من حاشية وقوى سياسية وإعلامية تستفيد استفادة مباشرة من الفساد المالي والإداري القائم في الدولة، ويتحرك مثلث الرعب دائما للبطش بمن يقف عثرة في طريقه ولا يشارك في عمليات الإفساد المدمرة التي يقوم بها.

***

آخر محطة: سيتكفل التاريخ والمخلصون من الكويتيين بتسليط الضوء على من يحرك الدولة العميقة في السر والتي أدت بالكويت للكوارث التي انتهت بالغزو والصورة القاتمة لمستقبلها.

 

 

 

 

 

 

 

احمد الصراف

لكي لا تتكرر المأساة

يبلغ عدد عواصم العالم المائتين تقريباً، وحدها الكويت تنفرد بعاصمتها الخالية تماما تقريبا من مواطنيها، فبخلاف مجمع الصوابر، الذي تم أو سيتم إخلاؤه قريبا وهدمه، لا يوجد حضور حقيقي للمواطنين في العاصمة! وكان من الممكن لمجمع الصوابر أن يكون نواة إعادة إسكان عدد أكبر من المواطنين في العاصمة، بعد زيادة مساحتها، وملء ما بها من فراغات مخجلة، إلا أن المشروع فشل بسبب التقاعس الحكومي من جهة، ونقص القوانين الحامية لشاغلي شقق هذا المجمع التعيس من جهة ثانية، وستتكرر مأساة الصوابر، المجمع الذي ترك لمصيره على مدى أربعين عاما دون زراعة ولا حدائق ولا صيانة ولا إدارة ولا حماية، ستتكرر مع مجمعات أخرى قام من بناها ببيع وحداتها للراغبين فيها من دون أن تكون للملاك الجدد للشقق فكرة عن الطريقة التي سيدار بها المجمع، خاصة بعد قيام مالكها الأصلي ببيعها أو وفاته. وتصبح المسألة مربكة حقا مع التزايد الذي نراه في اتجاه المواطنين لامتلاك شقق سكنية في عمارات شاهقة في أجزاء متفرقة من الدولة، في ظل طول قوائم انتظار البيوت الحكومية، ولكن جميع هؤلاء لا يتمتعون بحماية كافية فيما يتعلق بحقوقهم ومسؤولياتهم، أو عن كيفية إدارة المجمع وصيانته، أو التأمين عليه.
إن زيادة مثل هذه المشاريع السكنية بحاجة لتدخل حكومي سريع لتنظيم عملية تملك وإدارة الشقق في العمارات المشاع، إن من ناحية حقوق الملاك أو التزاماتهم تجاه بعضهم البعض، كل حسب نسبة ملكيته، وغير ذلك، هذا غير توضيح لمن يمكن اللجوء في حال وجود خلاف. ففي مجمع الصوابر مثلا كان الوضع يشبه {حارة كل من ايدو الوه».
لقد تكلفت الدولة عشرات الملايين لبناء مجمع الصوابر، وستتكلف أكثر لتعويض سكانه، هذا غير تحمل تكاليف هدمه. ولو قارنا وضعه بمجمع لؤلؤة المرزوق مثلا، الذي بني قبل مجمع الصوابر بسنوات قليلة، مع الفارق في الملكية، لوجدنا أنه لا يزال صالحا للسكن، ولسنوات طويلة قادمة، وارتفع ثمنه عشرات المرات، وكل ذلك لأن صيانته لم تتوقف يوما.
إن حقوق المئات من مالكي الشقق السكنية، الذين هم بازدياد يوميا، في ظل شح البيوت الحكومية، ستضيع، وسيدخلون في متاهات وخلافات مع بقية الملاك واصحاب المشروع، ولن يكون امام هؤلاء حينها غير اللجوء للحكومة لتحل «شرباكتهم»، وبالتالي من الضروري قيام الفتوى والتشريع بتحضير ما يلزم من قوانين تتعلق بكيفية إدارة وصيانة الأملاك الأهلية المشاع، بحيث تحفظ حقوق كل مالك. علما بأن تحضير مثل هذا القانون لا يحتاج لجهد كبير، فهو مطبق منذ مئات السنين في الكثير من دول العالم، ولا يتطلب الأمر غير الاستعانة بأحدها وإجراء ما يلزم من تعديلات عليه، وعملها هذا لا يعفي مشرعينا، المنشغلين هذه الأيام إما بمساءلة الحكومة، بجنون، أو الوقوف معها بجنون أكثر، لا يعفيهم من مسؤولية الاستعجال في اقتراح وإقرار هذا القانون الحيوي.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

هيبة الحكم

‏كم حزنت وأنا استمع الى الاشاعات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي حول الانقلاب المزعوم في بيت الحكم..! وحزني ليس لأنني مصدق لما يقال، حاشا لله، فأنا اعتقد ان ما يتم تداوله من اخبار ما هو إلا تخرصات يروّج لها من يستفيد من زعزعة الاستقرار النفسي والاجتماعي في البلاد، وإنما حزنت لشعوري باهتزاز هيبة الحكم في نفوس الناس، بحيث أصبح الصغير والكبير يتحدثان عن المناصب السيادية بكل أريحية ومن دون اعتبار لمكانتها! كما ساءني استخدام هذا النوع من الاخبار الملفقة لتصفية الحسابات الشخصية ولتشويه الخصوم، حتى وصل الامر في بعض الحالات الى الضرب تحت الحزام!
إن الذي يعرف طبيعة النظام في الكويت يدرك ان ما يتم تداوله من تغيير في المناصب القيادية من سابع المستحيلات! فاستقرار المناصب السيادية من اهم صفات النظام في الكويت، وكلنا يذكر ان المرض الشديد الذي ادى الى فقدان الاهلية للاستمرار في منصب ولاية العهد لم يؤد الى التغيير في ذلك الوقت، مع وجود المبرر لذلك، اما ما يقال عن التنازل بسبب الظروف الصحية لولي العهد، فكلنا يدرك ان سموه في صحة جيدة بدنياً وذهنياً! وفي هذا المقام لابد من التأكيد على حقيقتين: اولاهما ان منصب ولاية العهد يشترط له موافقة مجلس الامة بعد ترشيح سمو الامير، وثانيهما ان سوء الاختيار لأمير المستقبل ــ على فرض ان المجلس «بوصوت» في جيب الحكومة ــ سيؤدي الى تحريك الساحة السياسية والشعبية من جديد، وقد تحدث فتنة غير متوقعة.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد!
ختاماً، نقول لمن يسوّق لهذه الإشاعات والخزعبلات والتفاهات ان يتق الله في الكويت واهلها، فالبلد وصل الى حالة من الاحتقان لا تطاق، والشعب وصل الى حالة من التذمر والتحلطم لم تعد خافيةً على احد، ونقول لبعض ابناء الاسرة، الذين قد يكونون متورطين في مثل هذه الاشاعات، ان يحافظوا على ما تبقى لهم من احترام في نفوس اهل الديرة، وليتركوا خلافاتهم خلف ظهورهم، فدوام الحال من المحال!
سمو ولي العهد باقٍ، ومكانته في نفوس اهل الكويت عالية لما أُث.ر عنه من التزام في دينه ودنياه، ولا نزكي على الله احدا.
***
نهنئ الاخ المهندس محمد العليم تزكية اخوانه بالحركة الدستورية الاسلامية له لمنصب الامين العام، وهو بلاشك تكليف وليس تشريفا، ونؤكد في هذه المناسبة ان الحركة لم تستأذن احداً لهذا الاختيار، وانما هو المؤتمر العام الذي كان بمقدوره ان يرفض الترشيح لو أراد ذلك، لكنه الاجماع والثقة بامكانات الاخ العليم وقدراته في قيادة الحركة الى تحقيق اهدافها في هذا الليل المظلم، ووسط هذا الكم الهائل من الخصوم الذين لا يخجلون من التجاوز في الخصومة، مثل هذا المدعي للثقافة الذي قال في مقال له مؤخراً ان على الحكومة ان تضرب التيار الاسلامي في الكويت، لانه امتداد لتيار الاخوان المسلمين في مصر، الذي تسعى الحكومة لدعم النظام المصري في حملته لتصفية هذا التنظيم! هذه هي العلمانية التي يطالبون الناس بتبنيها منهج حياة! ضرب التيار الذي يختلف معك في الفكر والرؤية!
***
أعتذر عن عدم استكمال موضوع مقالتي الاخيرة كما وعدت الاخوة القراء، وذلك لأن امورا كثيرة استجدت.

بشار الصايغ

هل لدينا سجناء رأي في الكويت؟

هل لدينا سجناء رأي في الكويت؟ هذا السؤال له اجابتين نعم ولا، وكل صاحب موقف له تبريراته الداعمه أو المعارضة لمفهوم سجناء الرأي.

قبل الحديث اكثر، ودرءا للاشاعات والتفسيرات المضللة، فانا شخصيا ارى ان كل شخص يسجن بسبب ابداء رأي هو سجين رأي .. وهذا الموقف مبدئي ولكن له تكمله في نهاية البوست. متابعة قراءة هل لدينا سجناء رأي في الكويت؟

محمد الوشيحي

حسبة بدو..

شوف.. مقاييس صلاح السلطة، أي سلطة في أي بلد، تستطيع أن تحسبها “حسبة بدو”، إذا استصعبت متابعة “مؤشر مدركات الفساد”، ومقاييس التنمية البشرية والإدارية، وعناصر الشفافية، وغير ذلك.. الحسبة سهلة و”هايلة” على رأي سيد مكاوي.
ما إن تهبط طائرتك في بلد، ابدأ بالتركيز على المطار، من حيث البناء، والنظافة، وتنظيم الناس، وصراخهم أو هدوؤهم، وطريقة تعامل سائقي التاكسي معك، وهل تصدمك صورة الحاكم في كل زاوية أم لا.. وفي المدينة، ركز على نظافة شوارعها، أكثر من تركيزك على هندسة الطرق وتصميمها، فإذا كانت الشوارع قذرة، فاحزم أمرك، وإن شئت أمتعتك، على أن سلطة هذا البلد فاسدة، لا ريب في ذلك ولا شيب. متابعة قراءة حسبة بدو..

حسن العيسى

هل هذا ما تريدون؟

قبل أيام نشرت "القبس" خبراً عن قيام جمعية طلبة كلية العلوم الاجتماعية "… التابعة لتيار الإخوان المسلمين في الجامعة… بإيقاف فعالية غنائية، بحجة وجود آلات موسيقية محرمة شرعاً…"، وورد في الخبر ذاته أيضاً اشتراط "… النادي السياسي التابع للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الكويت (إخوان مسلمون) وجود محرم للطالبات من أجل قبولهن لزيارة مبنى الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل…". ولم تمض بضعة أيام من ذلك الخبر حتى نشرت الصحافة تحذير النائب السابق محمد هايف، ممثلاً عن جماعة ثوابت الأمة، "من وضع أصنام في أرض المعارض، التي يمكن عدها كفراً…"!
يمكن أن نغفل أهمية أي من هذين الخبرين، فجمعية طلبة كلية العلوم الاجتماعية هي جماعة منتخبة تمثل أغلبية الجسد الطلابي في الكلية، مثلما يمثل الاتحاد الوطني فرع الجامعة طلبة وطالبات الجامعة بانتخابات صحيحة، والنائب السابق كرئيس لتجمع ثوابت الأمة لم يفعل إلا أنه عبر عن رأيه في "الأصنام"، وربما دان كل عمل فني يبرز الإبداع الإنساني، خشية أن يتحول الناس عن عبادة الله ليعبدوا تمثالاً رملياً… لكن على الضفة الأخرى من التحريم والمنع للموسيقى البريئة أو حظر التماثيل الرملية، والتي لم يساهم فيهما لا بيتهوفن ولا مايكل أنجلو، يبرز هنا المأزق المحرج لنا حين نطالب بالحريات والديمقراطية على نحو كامل، وندين انفراد السلطة في الكويت بتقليص مساحة كل منهما بعد إجراءاتها الأخيرة بالصوت الواحد وإغراقها البلد في الملاحقات الأمنية والقضائية للمختلفين معها.
الاتحاد الوطني لطلبة الجامعة كممثل للإخوان يشغل حيزاً كبيراً ومهماً في المعارضة الكويتية للسلطة، وبدرجة أقل (ربما) يمثل الفكر السلفي الذي يتبناه محمد هايف حيزاً من هذه المعارضة، فما العمل، حين ندعو للحريات، فنجد أن من بين الداعين منا يعتقد وبغير خلاف أن الحرية محددة بتخوم رؤيته الدينية أو الطائفية أو العرقية، ولا حرية تتجاوزها، فالحرية عند هذا المذهب الفكري هي "محاربة الفساد" المالي والإداري في الدولة، ويزيد عليها حين يحشر الحريات الشخصية والاجتماعية التي مرجعها "الضمير الفردي" تحت بند "الفساد الأخلاقي"، وعند الفريقين الدينيين (ثوابت الأمة، والاتحاد الطلابي) يتم تفصيل فكرة الحرية على مقاسهم الخاص، وهو مقاس قهري متعنت قاتل للفكر لا يقل استبداداً عن انفراد السلطة بالحكم، إن لم يكن أسوأ، فهل أصبح وضعنا كالمستجير من الرمضاء بالنار! وهل يتعين أن نتقبل مرارة التسيب والفساد المالي في إدارة الدولة كثمن واجب دفعه كي لا يأتي من يعصف بوجودنا، ويحيلنا إلى آلات ميكانيكية تتحرك بالريموت كونترول لفقهاء السياسة الدينيين.
لابد، هنا، من وقفة مراجعة يفترض أن ينتبه لها الإخوان أو الحركات السلفية، فمثلاً الرئيس محمد مرسي المصري الإخواني المخلوع بالقوة العسكرية لم يطالب مثلاً بإزالة الأهرامات، أو تدمير التماثيل الفرعونية في مصر على طريقة "طالبان" وهدمها تمثال بوذا التاريخي في منتصف التسعينيات، ويستحيل على مرسي وغيره فيما لو قدر للإخوان الاستمرار في قيادة الشرعية مجرد التفكير في هذا، ولم يقم إخوان مصر بتحريم الموسيقى وقتل الفنون جملة وتفصيلاً، مع أنهم "إخوان" مثل حال "إخواننا" في الكويت والخليج، وطبعاً حين نذهب إلى تونس فهوامش الحرية تحت قيادة حزب النهضة (الإسلامي) أوسع بكثير من الحالة المصرية، إذاً لماذا الجماعة هنا، الذين يشكلون أحد أسس المعارضة يقفون ذلك الموقف المتصلب وهم خارج دائرة الحكم؟! فهل حجتهم أن الثقافة الخليجية هنا أكثر "محافظة"، وأكثر التصاقاً بالدين الإسلامي…؟! لهم أن يبرروا رؤيتهم كما يشاؤون، لكن في المقابل عليهم أن يحذروا من أن إطلاق مثل تلك الممارسات الاستبدادية سينهش من جسد المعارضة، ويبعد الكثيرين عنها، فهل هذا ما يريدون في النهاية؟

احمد الصراف

الزوجة.. ورأي البعيجان!

أقامت جمعية إنسانية – أبعد ما تكون عن حقوق المرأة – ندوة قبل ايام تعلق موضوعها باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة (25 نوفمبر من كل عام) وكان عنوانها «كيف نحقق للمرأة الأمان؟»، ووجهت المحاضرات دعوة للرجال، الذين ندر وجودهم في الندوة، لإقرار كل حقوق المرأة ومناهضة جميع اشكال التمييز ضدها! ودعون «الجهات المختصة»، الى وقف ممارسة أي عنف ضد المرأة، مع العلم أن هذه الجهات هي أصلا وراء تكريس هذا النوع من العنف! وأكدت المحاضرات أن المرأة تشكل نصف المجتمع، وعلى الجميع احترامها، وهذا ما لم نكن نعلم به! وكان أفضل ما قيل في الندوة، وأكثره إيلاما، ما جاء على لسان رئيسة برنامج المرأة والتنمية الاجتماعية التابع للأمم المتحدة، سحر الشوا، من ارتفاع قضايا الاعتداء والعنف ضد المرأة في الكويت، وفقا لاحصائيات رسمية صادرة من قبل «العدل»، حيث وصلت الى 345 قضية عام 2000 وارتفعت إلى 443 عام 2009! وهذه فقط أرقام النساء اللاتي تبرعن بتقديم شكاوى رسمية ضد من اعتدى عليهن، أما الغالبية العظمى فمن المؤكد أنهن فضلن البقاء صامتات، خوفاً من فضيحة أكبر وعقاب أشد! وقالت الشوا إن اكثر القضايا المسجلة هي هتك العرض والخطف والمواقعة بالإكراه او التهديد مع الضرب بمكان محسوس. وطبعاً انتهى المؤتمر بكلام عام، كما بدأ، من دون أن يتوقع أحد أن يتمخض عنه شيء، طالما بقيت المناهج الدراسية مكرسة لممارسة العنف ضد المرأة، وطالما كانت القوانين الحالية قاصرة عن حماية حقوقها.
وبعيدا عن قضايا العنف، يقول صديقنا البعيجان إن المرأة الكويتية بالذات أصبحت تعيش تحت هاجس الخوف من أن يتزوج زوجها عليها! بعد أن تبين أخيرا، عند توزيع تركات أشخاص متوفين، ظهور زوجات لهم لم يكن أحد يعرف بوجودهن. وقال إن ذلك شكل صدمة كبيرة للكثيرات. ويقول صديقنا «البعيجان» إنه طالما أن هناك لدى البنوك الكويتية «مركز مخاطر» يمكن لأي بنك الاستعانة به لمعرفة حجم مديونية أو قروض اي عميل، لدى أي بنك، قبل منح هذا العميل أي قرض جديد، فإنه يجب بالتالي إيجاد «مركز مخاطر» مماثل يمكن للتي تود الاقدام على الزواج اللجوء اليه لمعرفة ماضي وحاضر من يود التقدم للاقتران بها. وكما يمكن للزوجة مراجعته، متى شاءت، للتأكد من أن زوجها (الفحل) لم يتزوج عليها!
وعلى الرغم من معقولية ووجاهة اقتراح الصديق، فان تطبيقه، كما يعرف هو جيدا، أمر ليس بالهيّن، فالزواج الإسلامي الصحيح لا يتطلب تسجيلاً لدى أي جهة كانت، وما يجري الآن من توثيق لعقود الزواج ما هو إلا بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبئس القرار!

أحمد الصراف

سامي النصف

النظرة القاتلة!

أظهر تقرير لقناة «العربية» لقطة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يبتسم في وجه زوج عمته والرجل الثاني في بدعة الشيوعية الوراثية المعمول بها في كوريا الشمالية حيث العطش والجوع وكوبا حيث الغرق والموت، وبعد الابتسام تغيرت نظرة الزعيم إلى التفاتة غنية بالتهديد والوعيد ودون سبب واضح.

***

أحد مظاهر الديكتاتورية المقنعة النظرة الغاضبة دون عناء التحقق والتأكد حيث يتم الركون إلى اشاعة أو خبر عابر بالصحف أو تغريدة كاذبة في التويتر لخلق موقف معاد يصيب الأبرياء، في الديموقراطيات الحقة أمور كهذه لا تحدث قط ولا يتم تقسيم الناس بشكل ظالم إلى ملائكة وشياطين.

***

ويزيد الطين بلة ان التصنيف في العادة معاكس تماما لما يفترض فمن يصنفون أخيارا قد يكونون هم الأشرار، ومن يصنفون اشرارا قد يكونون هم الأخيار وضمن تلك المغالطات والنظرات يزداد الظلم ظلما حتى يعم ويتحول الى ظلام حالك يثير غضب الناس ونظرتهم المتشائمة للحاضر والمستقبل وما أخطر الشعوب القلقة على مستقبلها.

***

آخر محطة: إذا كانت الناس قلقة ومتشائمة على مستقبلها وسعر النفط يزيد على 100 دولار، فماذا سنفعل عندما ينخفض إلى 30 دولارا أو أقل؟!

 

 

 

 

 

 

احمد الصراف

الهروب الكبير

تكرر سيناريو هروب الكثير من المطلوبين، أو المساجين، من البلاد وخروجهم عبر الحدود الرسمية، البرية والجوية، وبجوازات سفرهم أو بهويات شخصية، بالرغم من وجود أحكام قضائية بحقهم تمنع مغادرتهم، كما تكرر هروب مساجين من قلعة السجن المركزي، أو هروبهم من حراسهم عند اقتيادهم من وإلى المحاكم أو المستشفيات، وما كان بالإمكان وقوع مثل هذه الحوادث الأمنية الخطيرة، لولا تلقي هؤلاء مساعدة، أو «غض نظر»، من بعض رجال أمن، إن بسبب نخوة قبلية أو ميل طائفي! كما تكرر تهريب مواد ممنوعة إلى داخل السجون، كالملابس التي ارتداها آخر من تمكن من الهرب من المركزي. إضافة طبعا لتهريب المخدرات إلى داخل السجن، أو قيام بعض المساجين بإدارة عملية بيعها من الداخل، ومن خلال هواتف نقالة ممنوع استخدامها أصلا! والسؤال هنا لا يتعلق بالكيفية التي تم فيها ارتكاب مثل هذه الجرائم المخلة بأمن البلاد ومصلحتها العليا، والمسيئة لهيبة وسمعة الأجهزة الأمنية فحسب، بل بالوضع العام غير المريح. فهناك شعور طاغ يكتنف أفئدة أعداد متزايدة من المواطنين بأننا مقبلون على سنوات «خراب»، وأن الوضع الأمني والأخلاقي في تدهور مستمر، وأن من صادها عشى عياله، وبالتالي من ليس بإمكانه الإثراء من مناقصة أو عقد توريد أو رشوة من معاملة في الداخلية أو الشؤون، أو فحص العمالة، فعليه إيجاد وسيلة أخرى للإثراء، فثروة الوطن اصبحت بالنسبة للبعض كالماء والعشب في الصحراء، إن لم ترو نفسك منها وتطعم خرافك، فإن الماء سرعان ما سيتبخر والعشب سيجف حتما! كما أن التساهل، وهذا هو الانطباع العام، في تعامل بعض القيادات الأمنية العليا مع مرتكبي هذه الجرائم، دفع الكثيرين لخوض غمار المخالفات والإثراء السريع منها، فإن تم القبض عليهم بالجرم المشهود، فهناك دائما من سيتدخل ويتوسط لهم، وسينتهي الأمر غالبا بلا شيء! ولو نظرنا للقضية التي أثيرت اخيرا عن قيام قيادي أمني في وزارة الداخلية بتزوير أو تمرير أكثر من 2000 معاملة إقامة، لعلمنا حجم الضغوط التي يتعرض لها الشرفاء في جهاز الداخلية في البقاء خارج منظومة الفساد!
ملاحظة: طلبت مني صديقة أن أتفاءل، وأن انشر الخير، وأكتب عن الجوانب المضيئة في حياتنا، وأن ابتعد عن السلبيات، فلا تزال هناك أشياء كثيرة، ومواهب رائعة تستحق الكتابة عنها والإشادة بها، وهي أحق بأن تلقى العناية من الجوانب السلبية.. كلامها صحيح طبعا، ولكن؟!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

التقدمي يتقدم على الإخوان والليبرال!

هي دراسة من دون دراسة، أي أن ما ستقرأه الآن عبارة عن ملاحظات وقناعات تشكلت في ذهني، من دون رصد دقيق، بعد مخالطتي لأعضاء التيارات السياسية المختلفة. وهي دراسة تختص فقط بمستوى ثقافة أعضاء التيارات السياسية، تقوم على إجابة سؤال واحد: “ما هو التيار السياسي المؤدلج الذي يتمتع أعضاؤه بثقافة أعلى من ثقافة أعضاء التيارات الأخرى؟”.
لاحظ أنني قلت “مؤدلج”، أي أنني أتحدث هنا عن التيارات الفكرية في الكويت؛ الإخوان المسلمين، والسلف، والليبرال (بمن فيهم النيو ليبرال)، والاشتراكيين (أعضاء التيار التقدمي، اختصاراً نسميهم في مجالسنا: الاشتراكيين أو الشيوعيين)، وأخيراً المحافظين… ولا أتحدث عن تكتلات سياسية، كالشعبي، والوطني، والتنمية والإصلاح، وتكتل نواب الحكومة، وتكتل الحرية والعدالة، وتكتل إلا الدستور، وغيرها…

متابعة قراءة التقدمي يتقدم على الإخوان والليبرال!