بشار الصايغ

الحلقة الثانية: رياض العدساني .. هل تجروء؟

يقول النائب رياض العدساني في تغريدة لحقت ما كتبه من رسالة للتحالف الوطني “لا أتردد بقول الحق أبدا، فليست لدي مناقصات حتى أخشى عليها، ولا أرتجي معاملات أو تعيينات سياسية”

ولكن هل هذا ينطبق على رياض فعلا؟ لا أعتقد ذلك! فمن خلال متابعتي للنائب رياض والعودة الى أرشيف تصريحاته ولقاءاته في قناة سراق الوطن المتكررة، يتضح أن العدساني يتردد فعلا في قول الحق، بل لا يمانع في تضليل ناخبيه والناس من أجل أهداف “رُسمت” له لينفذها. متابعة قراءة الحلقة الثانية: رياض العدساني .. هل تجروء؟

بشار الصايغ

الحلقة الأولى: رياض العدساني وفواتير “الوطن”

يعود النائب رياض العدساني الى الأضواء مجددا عبر بوابة الهجوم على التحالف الوطني الديمقراطي، ومع التأكيد على حقه في قول ما يشاء عن “التحالف”، فأيضا من حقي كوني أحد منتسبيه أن يكون لي ردا على ما جاء في مقاله من اتهامات باطلة لا قيمة لها سوى التكسب السياسي.

يقول النائب رياض “لا يوجد لكم صديق ولا حليف سوى تحالف مصلحي منحرف عن المسار الوطني ولأجل مكاسب ضيقة” … صحيح عزيزي رياض .. لا يوجد لدينا صديق مثل أصدقاؤك! ولا يوجد لدينا حلفاء بتاريخ حلفاؤك! متابعة قراءة الحلقة الأولى: رياض العدساني وفواتير “الوطن”

سامي النصف

ذاكرة الأسماك

المقال الذي لا يحرك المياه الساكنة ولا يشحذ التفكير والنقاش حوله ولا يتحدث عنه الخلق هو مقال لا يستحق ان يكتب اصلا، لذا لم يكن غريبا ان يحظى مقال «الدولة العميقة» وقبله مقالات كثيرة بالنقاش بين مؤيد ومعارض، ما لم يكن مقبولا هو ان يترك البعض ما يكتب الى من كتب وتبدأ محاكمة النوايا والاعتقاد بأن ذاكرة الشعب الكويتي هي اقرب لذاكرة الأسماك التي لا يزيد أمدها الزمني عن عدة ثوان.

 

إن محاربة الفساد المالي والإداري ليست قولا يقال بل عمل يعمل وهذا ما انتهجناه في كل موقع عملنا به صغر او كبر، ولم تتوقف قط مقالاتنا المحاربة للفساد المالي والإداري في البلاد ولم يوقفنا تقلدنا للمناصب العامة بل ان هذا هو السبب الحقيقي لحملة البعض علينا مع أقلامهم وهذا هو السبب الحقيقي لفزعة الناس بكافة ألوان طيفهم وتعاطفهم معنا.

وأعيد للأذهان مقالات كتبتها قبل أشهر قليلة وكنت في موقع المسؤولية ذكرت فيها ان الخلاف الحقيقي في الكويت ليس بين الازرق والبرتقالي بل بين اصحاب الرايات الحمراء ممن يرون ان المال العام وبقاء الكويت خطوط حمراء لا يقبل تجاوزها، وبين حاملي الرايات الخضراء ممن يرون ان الكويت دولة مؤقتة وبلد زائل لا محالة وأن النهج الصحيح هو ان تعبأ منه الجيوب بالمال الحرام قبل الحلال وان تتم سرقته ونهبه وحتى اكل اموال ايتامه.

وذكرنا في مقال لاحق أسميناه «تكالبت علينا الرايات الخضر» ونشر في 8/6/2013 ان الفريق الاحمر المحارب للفساد والمحافظ على الاموال العامة يضم قوى من الموالاة ومن المعارضة، ومن الاسلاميين ومن الليبراليين، سنة وشيعة، حضرا وقبائل، يقابلهم حاملو الرايات الخضراء الداعمون للفساد والمستبيحون للأموال العامة ممن يضم معسكرهم كذلك موالاة ومعارضة، ازرق وبرتقالي، اسلاميين وليبراليين، سنة وشيعة، حضرا وقبائل.. إلخ، لذا لم اغير بندقيتي قط المحاربة للفساد وللأخطاء لا بالأمس ولا في اليوم ولا في الغد.

 

آخر محطة: أتى في تعقيب لقارئة فاضلة اسمها غادة على ذلك المقال قولها «اهل الكويت كلهم معاك، وبإذن الله اهل الكويت كلهم من اصحاب الرايات الحمراء».

احمد الصراف

نهاد رزق.. جارة القمر

هذا هو الاسم الأصلي للفنانة الكبيرة «فيروز»، التي ستبلغ الثمانين خلال عام تقريبا! ولدت فيروز لأسرة فقيرة في منطقة «زقاق البلاط» ببيروت، لأب سرياني، تركي الأصل وأم مارونية، وبدأت عملها الفني في اربعينات القرن الماضي. وكانت أولى أغانيها المسجلة باللهجة المصرية، وهي «يا حمام يا مروح»، من ألحان حليم الرومي، والد الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، وبالمناسبة هو الذي عرّفها، عندما كان مديرا للإذاعة اللبنانية، على عاصي الرحباني الذي تزوجها لاحقا واطلقها في سماء الفن مع أخيه منصور. أحدث ثلاثي الرحابنة، ومن بعدهم ابنها زياد، شبه انقلاب في الموسيقى العربية بتميز اغانيهم بكلماتها والحانها، وقصر مدتها وقوة معانيها، على عكس ما كان سائدا في حينه. كما شاركوا في تقديم عشرات الأوبريتات المسرحية والأفلام السينمائية، لمختلف المواضيع الناقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية، ممجدة البطولة وحياة الضيعة والحب بأنواعه. وبالرغم من طغيان ألحان الرحابنة على أغانيها، فإن كثيرين لحنوا لها كذلك. كما غنت أشعار ميخائيل نعيمة وسعيد عقل، وبالرغم من ان فيروز شاركت في الغناء في مناسبات وطنية عديدة، بحضور ملوك ورؤساء. وبالرغم من تأثير زوجها، الذي توفي عنها عام 1986، وأخيه على أعمالها، فإن ابنها زياد نجح في أن يضع لها ألحانا أكثر تميزا وذات بعد فلسفي.
غنت فيروز لوطنها لبنان ولفلسطين والأردن وكندا، وأدت أغانيها في دمشق وفلسطين والبحرين والكويت والإمارات وقطر والأردن وسوريا ومصر والمغرب والجزائر واليونان وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وهولندا والمكسيك والبرازيل والارجنتين واستراليا وولايات أميركية عدة. وبالرغم من ادعاء البعض أن عدد أغانيها بلغ 3000 فإن الحقيقة انها لم تبلغ الألف، ولا يقلل هذا من قيمتها وجمال ما قدمت.كما أنها غنت للكنيسة تراتيل دينية رائعة. وتكاد فيروز أن تنفرد بين المغنين العرب الكبار برفضها الغناء لأي شخصية سياسية، كملك او رئيس، وكان موقفها هذا سببا لغضب نظام «عبدالناصر» منها، ومنع بث أغانيها لفترة طويلة من الإذاعة والتلفزيون المصري.
وتصدح فيروز في احدى أغانيها، التي يملأ عبق لبنان رئتي عند سماعها وهي تغني: «نحنا والقمر جيران بيته خلف تلالنا بيطلع من قبالنا يسمع الألحان.
نحنا والقمر جيران عارف مواعيدنا وتارك بقرميدنا أجمل الألوان
وياما سهرنا معه بليل الهنا مع النهدات
وياما على مطلعه شرحنا الهوى غوى حكايات
نحنا والقمر جيران لما طل وزارنا ع قناطر دارنا رشرش المرجان».

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

إحذر… أمامك «مواطن»!

 

يتفنن الكثير من المسئولين في التصريحات الصحافية التي يمكن اعتبارها فعلاً، حبراً على ورق. ولا يُلام المواطن حين يفقد أعصابه ويصرخ من قمة رأسه على أحد المسئولين حين يشاهده في التلفاز أو يقرأ له (بضع خرابيط) في صحيفة هنا أو هناك، قائلاً: «كلامك… فوحه واشرب مايه»!

المشاهد الفكاهية كثيرة، فالعمل الصحافي الميداني يضعك أمام مواقف في غاية الطرافة، وتزداد تلك الطرافة إذا رأيت مسئولاً يحاول التهرب من مواطن/ مواطنة، وقف/ وقفت له (كالعظم في البلعوم) أثناء جولة تفقدية أو حفلٍ أو زيارةٍ أو حتى وهو يدخل باب وزارته. أما نوعية المواطنين من طراز (كلامه يشق القحفية)، فهؤلاء، والله أعلم، لو يزداد عددهم في البحرين، لوجدت حالات الإصابة بالإغماء والغيبوبة والسكتة القلبية والدماغية بل وربما… شلل الأطفال، تنتشر بشكل كبير بين بعض المسئولين.

(إحذر..أمامك «مواطن») لعلها اللافتة التي يتوجب على بعض المسئولين ذوي التصريحات واللعلعة والكلام الزائد عن حده اتباعها جيداً والالتزام بها كما يلتزمون بإشارات المرور والقوانين واللوائح… هذا إن كانوا يلتزمون بها أصلاً! وعلى أي حال، فذلك النوع من المواطنين يمثل خطورة بالغة على «السلم الاجتماعي» وعلى «الاستقرار» وعلى «نفخة المسئولين»، خصوصاً حينما يكون سليط اللسان (ووجهه بليته) لا تنفع معه عين حمراء ولا سوط مشهر ولا تهديد هذا المرافق أو ذاك (السكورتي).

المواطن أيها السادة، لا يمكن أن يكون مخرباً ومعادياً للحكومة وللوطن وللناس حين يعترض، وإن بقسوة، على أمور يختلط فيها الفساد بالتلاعب بالمال العام، بتجاوز القوانين والمحسوبية، وبالواسطات وبستين داهية. بل من حقه الدستوري أن يعبر عما يجيش في صدره بكل راحة. الغريب في بعض الزيارات التي يقوم بها بعض المسئولين إلى مناطق أو مجالس، يتم تخصيص «جندرمان» أو «قبضايات» أو «فداوية» أو «طرزانات» عملهم الرئيس هو الانقضاض على أي مواطن يحمل في يده خطراً مدمراً أشد فتكاً من الأسلحة الخطرة كأن يحمل معه مثلاً رسالة كتب فيه معاناته وهمومه، أو يخبّيء في جيبه، مثلاً مثلاً، تقريراً طبياً يؤكّد حاجته أو حاجة أحد أفراد عائلته للعلاج العاجل. أو، خذ مثلاً أيها القاريء الكريم، أن يحمل مواطن أو مواطنة شيئاً مخيفاً بالنسبة للكثير من المسئولين… أوراق طلب توظيف واحد من عيالهم.

بعض، أقول بعض المسئولين، نعم، يستقبل المواطن سواءً في مكتبه أو حين يلتقيه في زيارة أو جولة، يصبغ «المواطن» ويملأ جيوبه بالكلام الجميل الرائع والوعود البراقة، أما صنف آخر، فهو يفضل الهروب، بل ولا يتردد في أن يظهر للناس أن الشرر يتطاير من عينه غضباً (يا زعم قوي)! وهناك نوع آخر (يرفع الضغط)، وهو ذلك المسئول الذي يتفلسف على الناس ويحتقرهم ويتحدث معهم من طرف (خشمه).

قبل سنوات، وفي إحدى الزيارات الميدانية لأحد الوزراء، تقدّم أحد المواطنين برسالة محاولاً إيصالها إلى المسئول نفسه وليس في يد أحد من مرافقيه كسكرتيره أو مدير مكتبه أو كائن من يكون. ذلك الوزير، قابل المواطن بابتسامة عريضة واستلم منه الرسالة، مع أن ذلك المواطن، بولسان طويل، وهو يتمشى على طرف والوزير في طريقه إلى سيارته قال: «طال عمرك عاد هالله هالله في رسالتي لا تنقط في الزبالة على فاضي بلاش»، أما (سالفة) أن بعض المسئولين، وخوفاً من الالتقاء بالمواطنين، فيهربون من باب خلفي مرفق بمكاتبهم، فهذه والله ما رأيتها بأم عيني، لكن والعهدة على الراوي، الذي هو أنا… فإنني، كما قلت، لم أرى لكنني شخصياً «ضبطت» أحدهم ذات يوم وهو يحاول الهروب من معاملات الناس، ومن بينهم معاملة لي أنا الفقير لله.

تعال وانظر إلى ذلك المسئول الذي (درعم) مواطن أو مواطنة طريقه وقد فقدا الأمل من طول انتظار التوظيف. بالمناسبة، الشباب الذكور، في الغالب، وخصوصاً الجامعيون منهم، ممن ذاقوا مرارة التعطل لسنين منذ تخرجهم، تراهم وعلى وجوههم التذمر الشديد. وكذلك الحال بالنسبة للإناث، لكن في الغالب، ترى الواحدة منهن وهي تتحدث والدموع في عينيها، لا سيما حين تتحدث عن مصاعب المعيشة وضيق ذات اليد، ويتفطر قلب كل إنسان يحمل في قلبه ذرة إنسانية، وهو يراها، ويرى غيرها من أبناء البلد. ويرى المواطن، ويرى جاره وزميله وقريبه، وهو يقص عليه حكايات من العذاب والمرارة بسبب.. المسئول أبو عيون حمراء وقلب صخر.

عزيزي المسئول… أياً ما تكون… إحذر، أمامك مواطن.

عادل عبدالله المطيري

إلى مانديلا الأغلبية

أتنمى لو أرى كل الأغلبية السابقة ورموز الحراك السياسي في الكويت يقبعون وراء قضبان السجون، ليس كرها فيهم لا سمح الله، ولكن لأن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه السياسي الإصلاحي الذي يدافع عن قضية يعتقد بأنها عادلة، فلم يعد مقبولا أن تظل المعارضة الكويتية (معارضة دواوين وميكروفونات)، تنشط في الشتاء وتنحصر في الصيف حيث لا تتحمل حرارة الجو ناهيك عن تحملها حرارة السلطة.

إلى متى يدور الحراك السياسي حول رموزه كدوران الكواكب حول الشمس، فمع شديد احترامي لتلك الرموز وتقديري لعملها الوطني إلا ان القضية الجوهرية والتي يجب أن يلتقي المجتمعون حولها هي الأفكار الإصلاحية.

لن تحققوا الانتصار على الفساد وأنتم تتعاملون معه في بيئة سياسية لا تمكنكم من تحقيق الإصلاح ووفق قواعد لعبة غير متكافئة.

والحل أن تطرحوا رؤية سياسية شاملة وواضحة يجتمع عليها أغلب المعارضين ومن ثم تقومون بتسويقها للمجتمع بطريقة سلمية وراقية فيها إصرار وليس فيها تحد، وبلغة راقية ملتزمة قانونيا.

لم يعد بإمكاننا إصلاح الواقع الفاسد المنتشر في كل مكان، فالفساد كبير جدا ومتغلغل في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ـ نكاد نصبح فاسدين ـ لأن الفساد مغر جدا وتصعب مقاومة إغرائه، ولن تجدي نفعا الدعوة إلى الإصلاح في كازينو مليء بالمفاسد.

نحن في الكويت بحاجة إلى منديلا كويتي وليس لبوعزيزي كويتي، لرجال يضحون في سبيل الإصلاح وليس لرجال يحرقون كل شيء.

فالزعيم الأفريقي الراحل مانديلا لم يكن مهادنا في مقاومته للفساد، ولكنه تميز عن غيره بإصراره على الإصلاح والتضحية من أجله، وحتى عندما انتصر على خصومه لم ينتقم منهم بل شاركهم السلطة.

خاتمة ـ هذا الخطاب موجه إلى الوطنيين المعارضين ـ من حقكم أن توحدوا جهودكم للإصلاح وتغيير الواقع بالطرق السياسية ولكن لا تجعلوا هدفكم محاربة أشخاص بعينهم لأنكم بذلك تقزمون أهدافكم وتسهلون على أعدائكم تصيد الأخطاء لكم، وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه.

محمد الوشيحي

صحتين… اشرب يا سامي!

• عام ١٩٥٧ قرر رئيس مجلس إدارة شركة الطيران الأميركية “أميركان إير ويز” شراء طائرات مستعملة، واستئجار طائرات جديدة، فغضب وزير المواصلات الأميركي وأوقفه عن العمل. ولا أظن أن الأخ سامي النصف، الرئيس السابق للخطوط الكويتية، أفضل من رئيس أميركان إير ويز، ولا نظامنا أفضل من نظام الأميركان.
• وفي استوكهولم، قبل نحو أربعين سنة، انفرد رئيس مجلس إدارة شركة حكومية باتخاذ القرار، فقرروا فصله، وحرمانه من مستحقاته المالية، وحرمانه من أي وظيفة تتبع الحكومة. ولا أعتقد أننا أفضل من السويديين يا أخ سامي. متابعة قراءة صحتين… اشرب يا سامي!

د. شفيق ناظم الغبرا

موت مانديلا و «الأبارثايد» الجديد

بموت نلسون مانديلا، ولد ثاني مبادئ المناضل الذي تخلى عن فكرة الانتقام لمصلحة التسامح وذلك بهدف كسر حلقة الموت بين طرفين فصلتهما بحار من الصراع على الحقوق. أثبت مانديلا عبر كفاحه المرير الطويل ضد الأقلية البيضاء التي استأثرت بالسلطة والثروة في جنوب أفريقيا أن لا مستقبل لها بلا إلغاء لنظام الفصل العنصري المدمر، وأن لا سلام بلا عدالة ولا استقرار بلا حقوق لكل الناس. وفي النهاية، تيقنت النخبة البيضاء السياسية والاقتصادية من أن الاستقرار والسلام يتطلبان تحولاً صادقاً وحقيقياً، فكان ذلك بداية نهاية نظام الفصل العنصري (الابارثايد) في العام ١٩٩٤. متابعة قراءة موت مانديلا و «الأبارثايد» الجديد

احمد الصراف

أنا والتاكسي وهواك

انتقدنا في مقال تسمية المرور بعض سيارات الأجرة بالجوالة، وكأن هناك أجرة ثابتة، وتبين من مكالمة من صديق و«قائد مرور سابق» أن المقصود بالجوالة هو مقارنتها بالأجرة الثابتة، أي تلك التي تقف في مواقف مخصصة، كتاكسي المطار، فهذه لا تتجول باحثة عن «زبون»، بعكس الجوالة التي لا تقف في مكان محدد بل تستمر في التجوال باحثة عن الراكب! ومع الاحترام لتفسيره، إلا أن التسمية لا تزال غير سليمة، فالتاكسي الجوال أيضا، حسب أنظمة المرور، غير مسموح له بالتجول في الشوارع دون توقف، بل عليه البقاء في مواقف الشركة التابع لها، بانتظار اتصال من راكب أو عميل ليتم نقله للعنوان المطلوب، وبالتالي يجب البحث عن تسمية أكثر ملاءمة من التاكسي الجوال!
مشكلة سيارات الأجرة لا تقتصر على التسمية بل أساسا على وضعها البائس، الذي يدفع الكثيرين لعدم استخدامها. وقد حاول عدد من كبار قياديي المرور السابقين تعديل أوضاعها، ولكن كبار المسؤولين، ونتيجة لتدخلات مشرعين، آثروا مصلحة بضع عشرات من سائقي التاكسي الكويتيين، على مصلحة وسمعة وطن بكامله. فتجربة تاكسي المطار خير مثال على الوضع «الكسيف» الذي يعانيه الكثيرون، هذا غير تعرضهم للاستغلال وسوء المعاملة. فقد تزايدت الشكوى اخيرا من الاستغلال، سواء في المطار أو خارجه، نتيجة عدم وجود عدادات! والمؤسف أن رفض مبدأ تركيب عداد لسيارات الأجرة جاء نتيجة تدخل من «جهات ذات مصلحة»، فغيابها يسهل فرض رسوم نقل فاحشة، خصوصا إن كان المسافر «غربيا وغريبا!»، كما أن «البيك»، أو السائق الكويتي، قد يكون الوحيد في العالم الذي غالبا ما يرفض حمل حقيبة المسافر، وبالذات من ضعيفي الحال، ووضعها في صندوق سيارته الخلفي، بل غالبا ما يطلب من المسافر أن يضعها بنفسه في الصندوق! كما أن تشغيل المكيف صيفا عادة ما يكون مقابل أجر إضافي، وهذا ليس تعميما، ولكن المثل يقول «الشر يعم والخير يخص!».
نضع هذه الملاحظات برسم السيد وكيل المرور، اللواء عبدالفتاح العلي، متمنين أن يتحلى بالشجاعة، التي نعتقد أنها لا تنقصه، ويسعى جاهدا لتنظيم هذا المرفق الحيوي وجعل خدمة التاكسي مشرفة بحيث تستحق الاستعانة بها من قبل رافضي الوضع الحالي. كما أن وجود نظام سيارات أجرة نظيفة ومعقولة الأجر ومتوافرة سيساهم حتما في التخفيف من أزمة المرور، فوقتها لن يتردد الكثيرون، وأنا أحدهم، في الاستعانة بها لقضاء حاجاته.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

اسمعني

أصداء سلبية واسعة النطاق تابعتها على خلفية عرض فيلم "اسمعني" المتعلق بالمشاريع الشبابية الكويتية والعقبات التي تواجهها، وما أثار انتباهي فعلا أن تلك الأصداء لم تكن من فئة معينة من الشباب بل من شرائح مختلفة ومتنوعة. حيث ارتكزت انتقادات من تابعتهم على محاور أساسية، وهي أن معظم من طل علينا بفيلم اسمعني من أصحاب المشاريع الشبابية هم من الميسورين مادياً، ولا يواجهون المشاكل الفعلية لمشاريع الشباب، بل إن هذا الفيلم هو مجرد تلميع أكبر لهم ولمشاريعهم. شخصياً أنا أختلف مع هذا الطرح بشكل كبير، وإن كان لي نقد على الفيلم فهو نقد لتعاسة المشاهد التمثيلية المضافة إلى كلمات أصحاب المشاريع وآرائهم.  على أي حال فإن سبب اختلافي مع انتقادات الكثيرين لفيلم اسمعني أبنيها على ما شاهدت وليس على ما توقعت أن يقال في الفيلم كحال البعض ممن انتقدوا دون مشاهدة، فقد أجمع الشباب أصحاب المشاريع من المشاركين في الفيلم على تعاسة الإجراءات الحكومية في مختلف الوزارات المرتبطة بمشاريعهم؛ كالشؤون والبلدية والتجارة، فوزارة تطلب رشوة، وأخرى تحدد العمالة بالمساحة وليس متطلبات العمل، وثالثة تتقاعس في تسريع إجراءات التراخيص عطفاً على شح الأماكن التجارية مقارنة بمتطلبات السوق.  كما ركز الشباب على كيفية احتضان دول الجوار للمشاريع الشبابية وتسهيل الإجراءات، بل أحيانا التكفل بالمصاريف، وهو بلا شك من أسباب استقطاب تلك الدول للناس من مختلف أنحاء العالم وليس دول المنطقة فحسب.  كما أن المشاركين في الفيلم لم يتطرقوا إلى مشاكل التمويل كي لا يقعوا في مطب التناقض، فكثير من أبطاله يُعرفون بأنهم من أصحاب الوضع المادي الجيد، ولن يكون مقبولا للعقول أن يتحدثوا عن شح الموارد المالية بالنسبة إليهم، وهذا ما فرض على المخرج أن يغطي جانب التمويل بمشاهد تمثيلية، وهي إن كانت تعيسة برأيي إلا أنها غطت الجانب الذي لم يتطرق له أصحاب المشاريع، وإن كنت أعتقد أنه كان يفترض الاستعانة بشباب واجهوا مشاكل تمويلية لمشاريعهم بدلا من تلك المشاهد التمثيلية لإيصال الرسالة بشكل أفضل. لقد جلب القائمون على الفيلم عددا من المشاريع الشبابية الناجحة والمعروفة للحديث عن العقبات التي تواجههم، وهو اختيار سليم جداً برأيي، وأعتقد أنه من بدهيات إيصال الرسائل المرئية للعامة؛ لأنه لو تم استبدالها بمشاريع مغمورة أو لم تنجح لما وصلت الرسالة بشكل جيد، كما أننا لو فرضنا أن أصحاب تلك المشاريع لم يواجهوا عقبات كبيرة كتلك التي تواجه بقية الشباب، وعلى الرغم من عدم مواجهتهم لتلك الصعوبات الفعلية، فإنهم يقدمون هذه الصورة المظلمة لإجراءات وزارات الدولة، وتلك النقطة تحسب لرسالة الفيلم لا عليه. برأيي الخاص لم أجد أي مبرر منطقي للهجوم العنيف على فيلم "اسمعني" فقد قدم صاحبه رسالة معينة للجهات المعنية، فإن تم تلقي الرسالة بشكل جيد من المسؤولين فإن الوضع حتما سيتحسن لهم ولأي شاب آخر، فشكراً على رسالة الفيلم.