سامي النصف

الحكومة الجديدة والمبادئ القديمة!

تأتي استقالة الحكومة المستحقة بعد التذمر الشعبي من محدودية إنجازها، فالأغلبية البرلمانية في الدول ذات الممارسة الديموقراطية الصحيحة لا تستغني على الإطلاق عن الأغلبية الشعبية التي تمثلها في الكويت الدوواين ومرافق العمل، ونذكر بأن جميع دول الربيع العربي التي قامت بها الاضطرابات والثورات كانت حكوماتها تحظى بأغلبية مريحة في برلماناتها المنتخبة.

***

إن ما يجب أن يسبق تغيير الشخوص، وقد رأينا في الحكومة الحالية وزراء ليسوا بالوزراء ولا يملكون من استحقاقات الوزير الحقيقي شيئا، هو تغيير معادلة أضرت كثيرا بالحكومات المتعاقبة وهي تقديم المحاصصة على الكفاءة، والمراضاة على الأمانة، والتكسب والإثراء الشخصي على حساب التقييد بالأنظمة والقوانين ومحاربة الفساد المستشري الذي هو المتسبب الأول في خنق الناس.

***

إن الشعب الكويتي المحبط لما يراه من إنجاز ومحاربة الفساد لدى الجيران وإخفاق لدينا، يتوقع وزارة غير تقليدية بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية غير التقليدية المقبلة على الطريق، فالمنطق والحس السياسي السليم يقول ان كان التذمر وغياب الرؤية للمستقبل قائما وأسعار النفط تفوق المائة دولار فماذا سيحدث عندما تصدق توقعات بعض الخبراء ويبدأ الانحدار الشديد والسريع لأسعار النفط؟!

***

إن التحديات الحقيقية المقبلة توجب تغيير طريقة اختيار الوزراء التقليديين، حيث يجب أن يتفق أولا على «خارطة طريق الحكومة الجديدة» ثم يتم اختيار الوزراء الأكفاء والأمناء والأفضل لتحقيق تلك الرؤية وليس العكس كما كان يحدث في الماضي عندما يتم اختيار الأشخاص ثم يبحث لهم عن خطة (!)، ومن الضرورة بمكان الاستعانة بمستودعات عقول وأكاديميين ومختصين لخلق بنك معلومات يحدد أفضل المؤهلين للتوزير.

***

آخر محطة: 1 – يجب تغيير فلسفة الحصول على أغلبية برلمانية لإفشال الاستجوابات الدستورية المستحقة التي توجه للوزراء المقصرين وذلك عبر اختيار وزراء أكفاء منجزين، لن يقبل الشعب الكويتي الواعي بمحاسبتهم وعرقلة خططهم.

2 – الأغلبية البرلمانية يجب أن تستخدم فقط لتمرير المشاريع التنموية وعدم استفزاز النواب عبر محاولة حرمانهم من أدواتهم الرقابية، فضمن خطة وسياسة واضحة وثابتة لن تفقد الحكومة شيئا بخسارة وزير مقصر حيث يمكن لها أن تعوضه فورا بوزير آخر عبر مبدأ «سياسة ثابتة ووزراء متغيرون» بدلا من المبدأ المعمول به وغير المسبوق في الديموقراطيات الأخرى ومضمونه «وزراء ثابتون وسياسات تتغير فقط للحفاظ عليهم».

 

 

 

 

 

 

حسن العيسى

أغمضوا عيونكم وتخيلوا غيابهم

بمناسبة أخبار الصحافة عن استقالة الوزراء أمس الأول، والتوقعات المحتملة عن نتائج حكم الدستورية في الطعون الانتخابية أمس، والتي لا أعرف مصيرها حتى كتابة هذا المقال، فلا أملك موهبة "كاسندرا" ابنة ملك طروادة التي وهبها الإله أبولو قدرة قراءة المستقبل في الأساطير اليونانية، تصادف نشر الخبرين مع قراءتي بالمصادفة لعرض كتاب "الموت وما بعد الحياة" لسامويل شيفلر، فهو يقرر بمثالية متسامية أننا زائلون، والبشر الذين نحبهم سيرحلون في زمن ما، وليس هذا ما يفترض أن يهمنا بقدر ما يجب أن نكترث لاستمرار الحياة الإنسانية الكريمة لمن يأتون بعدنا في مسيرة الزمن، فقيمة وجودنا الحاضرة تستمد معانيها من أمل استمرار الأجيال القادمة، وبين ثنايا هذا الفكر يقرر المؤلف بدهية جميلة، أنه إذا أردت أن تعرف قيمة أمر ما فتخيل غيابه وانظر ماذا يحدث.
بدوري تخيلت بقاء هذه الوزارة، ثم تخيلت غيابها، ومن جديد أغمضت عيني وتذكرت ذهاب وزارات سابقة ثم تشكيلات وزارية مختلفة جاءت بعدها، وتذكرت، أيضاً، برلمانات استمرت قليلاً ثم تم ترحيلها للمجهول، وكان آخر حفلات الحل قد تمثلت في المجلسين السابقين خلال العامين الماضيين، الأول حل بعد حكم الدستورية، ووجدت السلطة ضالتها في حكم المحكمة لتشكل مجلساً آخر يناسب مقاس الانفراد بالهيمنة السلطوية، وجاء مجلس جديد كان "شبه مناسب" لأسرة الحكم، ليحل في ما بعد لبطلان إجرائي – لا يهم معرفة طبيعته – ولن يهم اليوم نتيجة الحكم المحتمل في أي لحظة في ظل معطيات تاريخنا مع سوابق ماضية لم تنهض بمجملها لتأكيد المبادئ الدستورية ممثلة بأن الأمة مصدر السلطات، ومبدأ الفصل بين سلطات الدولة الثلاث، هل تغير شيء؟!
غابت الحكومة وحضرت حكومة، وغاب مجلس وجاء مجلس جديد، ماذا سيحدث؟ لن يحدث شيء، فحضور أو غياب، أي من الحدثين لن يغير من الأمر شيئاً أمام منهج السلطة الواحدة الحاكمة، ماذا يعني أن يستبدل وزير بوزير آخر، وماذا يعني استقالة كل الوزراء وتركيب طقم وزراء جدد، وماذا يعني يغيب هذا النائب، أو ذاك يحل محله… لا شيء.
في تاريخ الدولة السياسي كانت هناك قلة من الوزراء وضعوا بصماتهم في الإصلاح والتطوير خلال فترات عملهم، وطبعاً، التاريخ لم يعد نفسه لهؤلاء الوزراء الاستثنائيين، وإنما عاد بملهاة في ما بعد، ومن نهاية الستينيات يظهر الخط البياني لتدهور واقع الدولة في مجمل قضاياها، من خنق الحريات إلى توطن الفساد بكل صوره… لم يتغير شيء، غياب وزراء وحضور وزراء، غياب مجلس، وحضور مجلس جديد، غيابهم أو حضورهم لن يكونا مجديين، الأمر سيان، نحن راحلون وكذلك من نحبهم اليوم، أما الأجيال القادمة… ماذا أبقوا لهم…؟ لا شيء… أغمضوا عيونكم وتخيلوا عدماً.

احمد الصراف

تحدثوا عن نسائكم

تضع بعض العقائد الدينية المرأة في مكانة متدنية إنسانيا، مع تفاوت في المكانة بين عقيدة وأخرى! ولكن الجميع تقريبا استطاع، مع الوقت، الإفلات من هذا الإرث بعد ان تبين له، من خلال وقائع وتجارب وحقائق علمية، خطأ هذا الاعتقاد، وأن مسألة إنسانية المرأة، دعك عن أي أمر آخر، أمر مفروغ منه، وبالتالي على الرجل اعتبار المرأة ندا له بقدراتها العقلية والمهنية، وهي ليست فقط زميلة في الإنسانية، بل وشريكة حياة وأم وأخت وخالة وخبيرة وقائدة ومعلمة وفنانة وسياسية ومخترعة ورائدة فضاء، وأيضا المعيلة الوحيدة لمئات ملايين الأسر! وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن المرأة، أو بالأحرى مخها، لا يشكو من أي نقص، مقارنة بمخ الرجل، بل ويمتاز عنه، كما ثبت علميا مؤخرا، بقدرته على القيام بعدة مهام في وقت واحد، وهو ما يعجز عنه غالبية الرجال! فقد بينت صور رنين مغناطيسي mri أجريت لعدد كبير من الشباب من الجنسين، أن تصميم مخ الرجل يناسب تنفيذ مهمة منفردة واحدة، مثل قراءة جريدة أو إيقاف سيارة في موقف ضيق، أو إعداد وجبة طعام، حيث ينجح في ذلك بتميز، ولكنه يفشل عندما يتطلب الأمر منه الانتباه لمهام متعددة في وقت واحد، كالرد على الهاتف، ومراقبة قدر الطبخ وملاحظة طفل! والسبب أن كثرة العقد العصبية في مقدمة ومؤخرة مخ الرجل تعطيه القدرة على فهم المعلومات بسرعة واستخدامها في تنفيذ مهمة معقدة. أما مخ المرأة فإنه أفضل في مهام تحتاج لربط أكثر من أمر للوصول لنتيجة، كتذكر حادثة ما أو وجه شخص مثلا، فعملية التذكر هذه تتطلب من المخ القيام بالعديد من الاتصالات بين أجزائه. وتقول د. راجيني فيرما، من جامعة بنسلفانيا، التي أشرفت على دراسة علمية «بالطبع يوجد لكل قاعدة شواذ، ولكننا اذا قمنا بإعطاء 1000 رجل وامرأة مهمة يتطلب تنفيذها تفكيرا منطقيا وحدسيا، مع تحليل للنتائج بطريقة احصائية، فسوف نجد أن المرأة أقدر من الرجل على القيام بهذه المهام، حيث ان الجزء الأيمن من مخها يرتبط بشكل أفضل بجانبه الأيسر، مقارنة بالرجل، بسبب الترابط بين جميع أجزائه. بينما نجد أن النشاط المكثف للمخيخ عند الرجل يجعله أفضل في تعلم أمر محدد، أو القيام به بصورة افضل. وقالت د. فيرما ان هذه الاختلافات تزداد مع العمر.
وقد يرى البعض أن نتائج هذا البحث لا تنطبق على من يعرفون من نساء، وأنهن بالفعل أقل قدرة من الرجل عقليا! ولكن إن صح ذلك، فهو يعود للطريقة التي تلقت بها المرأة تربيتها، وإقناعها بأنها أقل من الرجل، وبالتالي تصرفت كذلك وصدق من حولها هذا النقص، فالمستوى العقلي للشخص هو في النهاية نتاج ثقافة مجتمع، فالمرأة ليست اقل من الرجل في قدراتها متى ما توافرت لها التربية والبيئة الصحية، والأدلة على ذلك لا تحصى! وبالتالي فإن من يعتقد بأن المرأة ناقصة عقل، فهو يتكلم عما يعرف من بيئته، ولا ينطبق ذلك الاعتقاد بالضرورة على غيرهن.

أحمد الصراف

سامي النصف

أخطاء على الطريق

النقد الهادف يفيد في تصحيح المسار ولا يضر، وأعتقد ان على القائمين على حركة الإخوان المسلمين فرع الكويت، خاصة بعد اختيارها الصائب للمهندس محمد العليم امينا عاما لحركة «حدس» ان تقف لمراجعة مسيرة الحركة الأم التي تلقي بظلالها سلبا او ايجابا على دول المنطقة حيث انها، شاء من شاء وأبى من أبى، احد الروافد السياسية الرئيسية في المحيط العربي والاسلامي، ان صلحت صلح حال دولنا وشعوبنا وان فسدت او اخطأت في الاجتهاد او أخذتها العزة بالاثم، فسد حال دولنا وشعوبنا.

***

من سلسلة الأخطاء الكبرى التي لم تتم محاسبة القيادات عليها ومن ثم تم تكرارها، الاخذ بنهج الاغتيالات والتفجيرات في مصر الاربعينيات والتي راح ضحيتها شخصيات شديدة الوطنية امثال رئيسي الوزراء احمد ماهر والنقراشي باشا، ثم محاولة اغتيال عبدالناصر والخلاف الشديد مع حركة القومية العربية الهادفة لوحدة الأمة والتي ألهبت آمال الجماهير، بدلا من التحالف معها، وبعد ذلك أحداث سورية 82 والجزائر 92، وأنهار الدم التي دفعت لمعارك غير مستحقة وغير متكافئة نتيجة لاجتهادات الخارج غير الصائبة.

***

ومن الأخطاء التي كتبنا عنها في حينه، العمل كقفاز قط للحرب الاميركية ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان ردا على هزيمة ڤيتنام، ودفع الحركة الاسلامية ثمن حفل عشاء كان الداعي له والمستفيد منه القوى الغربية، ثم دعم الحراك الشيشاني الانفصالي في الدولة الروسية، وهو للعلم أحد أسباب الموقف الروسي الحالي من القضية السورية، ومثل ذلك الخطأ الجسيم بالاصطفاف خلف صدام العدو الاول للاسلاميين في غزوه الغادر للكويت وتهديده لدول الخليج الداعم الأول للحركة الاسلامية.

***

وهناك سلسلة الأخطاء القائمة في مرحلة ما بعد الربيع العربي التي أدت إلى الحال البائس الحالي والتي تراوحت بين عدم الرغبة في مشاركة الآخرين في الحكم واختيار شخصيات غير مناسبة للقيادة كحال الرئيس مرسي وخيرت الشاطر والخروج للشوارع بشكل دائم في الاعتصامات المدمرة للاقتصاد الوطني والمهددة بتفتيت الدول، وأخيرا مقاطعة استفتاء الدستور المصري وبالتبعية عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت الحركة الاسلامية تحظى فيها بأغلبية الى اقل من عامين مضيا، وقد بدأت الحركة الاسلامية نتيجة لتلك الأخطاء تفقد معاقلها الحصينة في الجمعيات والنقابات المهنية في مصر.

***

آخر محطة

: 1 – على المستوى المحلي لا توجد أخطاء جسيمة او مميتة كالحال في المحيط العربي وان كان هناك خطأ عدم المشاركة في انتخابات الصوت الواحد التي أبعدت رموز «حدس» عن الوجود في البرلمان، وقد تثبت الايام اضرار هذا القرار على الحركة.

2 – حالة اليأس من الاصلاح قد توصل كثيرين لرفع شعار، لماذا لا نجرب نهجا جديدا، فالوضع لن يصبح قطعا أسوأ مما نشهد، وهذا قد يصب في صالح بعض مطالب «حدس» الأخرى!

 

 

 

 

 

 

احمد الصراف

شقة في عاصمة خالية

تعقيباً على مقال مجمع الصوابر، اتصل بي قارئ صديق، ليخبرني بأن المجمع لا يزال مأهولا بسكانه، وأن الحكومة لم تقرر حتى الآن، بصورة نهائية، إخلاءه من سكانه، وتعويضهم، ربما لأن غالبيتهم رفضوا مبلغ التعويض، الذي يقارب المليون دولار، أكرر دولار، لأنه مبلغ ربما لا يكفي لشراء قطعة أرض مناسبة، فكيف ببنائها؟
إن تخبّط حكوماتنا المتتالية، على مدى ثلاثين عاما، وغياب الرؤية عنها، وعجز المؤسسة التشريعية عن القيام بدورها بصورة فعالة لغياب معظم القيادات السياسية فيها، نتج عنه تراكم وتوالد مئات المشاكل لدينا، ومنها مشكلة مجمع الصوابر، لتبقى شوكة في البلعوم، ليس سهلا إخراجها، ويستحيل بلعها!
إن الحكومة الرشيدة أو ما يقارب ذلك، ملزمة بأن تفعل شيئا فيما يتعلق بهذا المجمع، والأمر ليس بهذه الصعوبة، متى ما توافرت النية، فهناك حتما بين من يمتلكون وحداته من لا يودون مغادرته، إن لقربه من مكان عملهم، أو لعدم كفاية ما سيدفع لهم لشراء مأوى محترم بديل، أو لأية اسباب معنوية أو نفسية أخرى. وبالتالي من الأفضل إبقاء المجمع كما هو، بعد إجراء صيانة شاملة وكاملة عليه، وإزالة المخالفات منه، وإحياء حدائقه وتنظيف كراجاته وإدخال نظام أمني إليه، والتأمين على المبنى، وترتيب أمر إنشاء جمعية لملاك وحداته، من خلال عقود تلزم الجميع بالمحافظة على نظافته وجماله وأمنه بشكل مستمر، مع إعطاء ملاكه صكوك ملكية خالية من اية معوقات، بحيث يمكنهم بيعها بسهولة في السوق.
لقد تسبب خبر نية الحكومة تعويض ساكني المجمع بمبالغ كبيرة من المال، وإخلاءه، تسبب في التأثير «سلبا» في أسعار العقار في السوق، حيث ارتفعت كثيرا تحسبا لقيام سكان المجمع، الذين يقدر عددهم بالمئات، بالهجوم على الأراضي الخالية والبيوت المعروضة للبيع. ولو ألغت الحكومة خطة شراء وحدات المجمع وهدمه، فإن أسعار العقارات الفارغة والبيوت، ستنخفض حتما، وسيكون ذلك في مصلحة الغالبية الباحثة عن بيت سكن محترم بسعر معقول. أقترح ذلك بالرغم من أنه في غير مصلحتي، ماديا!
كما على الحكومة أن تبعد سمعها ونظرها عن القلة «المتمصلحة» من كل قرار، وتحزم أمرها، وتقوم باللجوء إلى السكن العمودي، في داخل العاصمة، فهذا سيعيد الحياة لمدينة شبه ميتة، خاصة في الفترة المسائية، ويحل جزءا كبيرا من مشكلة السكن المتفاقمة، كما سيكون تأثيره إيجابيا في دفع الأسر الجديدة للسكن في مبانٍ جميلة وراقية داخل العاصمة. وسأكون أول من يشجع ابناءه على القبول بهذه الشقق، بدلا من انتظار بيت في «بر جول»!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أيتها الصبايا… الحصان الأبيض موجود!

كل التهم تُلقى على كاهل الرجل، وكل المصائب يُضرب بها كاحل الرجل، فاندثار العشق بسبب الرجل، وضمور الحب بسبب الرجل، وانقراض الرومانسية بسبب الرجل، بينما الصبايا يا عيني مشغولات بالبكاء على زمن قيس وأيام روميو وقصائد نمر بن عدوان…
ويقول علماء الجريمة: “خلف كل جريمة فتش عن امرأة”، ويقول محمد الوشيحي ويؤيده المنطق: “خلف كل علاقة حب فاشلة تريث قبل أن تتهم الرجل”. فلو أن الصبايا هيأن ظروف العشق، كما فعلت ليلى وجولييت ووضحاء، لوجدن من شبان هذا الجيل مَن جنونه يفوق جنون قيس، وتفانيه يفوق تفاني روميو، ووفاؤه يفوق وفاء نمر بن عدوان. متابعة قراءة أيتها الصبايا… الحصان الأبيض موجود!

سامي النصف

مراجعات!

دخل الزعيم الكبير نيلسون مانديلا السجن عام 63 وكان شعاره «أفريقيا للأفريقيين فقط» أي ضرورة خروج البيض والآسيويين منها، حاله كحال شعار القوميين العرب والفلسطينيين «فلسطين للفلسطينيين من النهر إلى البحر»، إبان السجن الطويل غيّر مانديلا فكره ورفع شعار «أفريقيا لمن عاش على أرضها» أي راجع فكره وتقبل وجود الآخرين من بيض وآسيويين ممن يسمون «الأفريكانو» ضمن الدولة فأنجز وأبهر بينما بقي العرب على شعارهم المتعصب وغير المتسامح ففشلوا وأخفقوا.

***

في الكويت، أحد أكبر إشكالات الوضع السياسي الراهن هو الانسداد القائم بين الموالاة والمعارضة، الأزرق والبرتقالي وإصرار كل طرف على عدم التزحزح عن موقفه وهو اشكال وثقافة متوارثة منذ القدم والتي تسببت في أزمات تلد أزمات وصراع كسر عظم قائم، ولعبة صفرية هدفها أن فريقا يحصد كل شيء وفريقا لا يحصد شيئا ومعادلة كهذه ليست من السياسة العاقلة والحكيمة بشيء، بل بلغ السخف والحمق أن يعيب المتطرفون والمتشددون على المعتدلين اعتدالهم.

***

ولو عدنا للمحيط الإقليمي والعربي لوجدنا أن التشدد والتعصب والتطرف في الرأي هو مشكلة المشاكل وسبب الأزمات المدمرة القائمة في مصر وسورية والعراق وليبيا وتونس واليمن ولبنان وحتى مع إيران فالشعار المرفوع هو «رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب» وكل مراجعة يفرضها المتغير وحكم الواقع وسياسة الممكن هو تهاون وتخاذل وخيانة، وذلك التعصب في الرأي هو للعلم ما اسقط الأنظمة القائمة عبر الثورات الشعبية بعد أن رفضت أن تتغير وأخذتها العزة بالإثم فقامت الشعوب بتغييرها.

***

آخر محطة: 1 ـ التزم المفكر والإعلامي والسياسي العراقي حسن العلوي بخط حزب البعث ثم انقلب عليه وكفر بفكره ولمّا لامه أحد الصحافيين ذات مرة على ذلك التغيير، أجابه: إن المخلوق الوحيد الذي يتصلب في موقفه ولا يتغير مهما تغيرت الظروف وتكشفت الحقائق هو.. الحمار!

2 – في لقاء لقناة CBC مع الأستاذ هيكل الأسبوع الماضي روى قصة لقائه مؤخرا مع أحد الملوك العرب الذي قال له إنه معجب بإخلاصه لفكر صاحبه أي عبدالناصر، يقول هيكل أجبته بأن مواقفي تغيرت وأن الوفاء دون تفكير هو صفة.. الكلب!

3 – في هذا السياق لا أعلم سبب اختيار الأستاذ هيكل لشخصية مثل لميس الحديدي بينما توجد شخصية مقتدرة مثل الإعلامي الكبير عماد الدين أديب (أخو زوجها) تعمل في نفس القناة.

 

 

 

 

 

 

حسن العيسى

في معنى الفشل

كوستكا براداتان يمجد الفشل (نيويورك تايمز سبتمبر ١٥ – ٢٠١٣) لعدة أسباب، فالفشل يرينا حقيقتنا الوجودية عارية، فهو يحيل الحياة إلى الضد، فنحن كثيراً ما ننسى مصيرنا الحتمي في زخم الأمور اليومية، ونرى حياتنا صلبة دائمة للأبد، فيعيدنا واقع الموت، وهو الفشل الأكبر، إلى حقيقة هذا الوجود الزائل، والفشل بهذا المعنى هو تفجر مفاجئ للعدم في رحلة العمر، فخبرة الفشل ترينا ذلك التصدع في نسيج الوجود، وبهذا يصير الفشل نعمة متخفية، فنحن نتصرف كأطفال وكأن الكون وجد من أجلنا، وفي لحظاتنا المعتمة نضع أنفسنا في مركز الكون، ونطلب أن يرضخ هذا الكون لما نريد، ولعل الفشل يعيدنا إلى الواقع حين يعلمنا "ليس كل ما تتمناه النفس تدركه…"، فتلك الرياح التي تجري بغير ما تشتهي سفننا هي الفشل.
توماس مور في "ياتوبيا" (الكمال المطلق) تخيل جزيرة مثالية يقام فيها العدل المطلق والإيمان، لم تكن هذه الجزيرة سوى حلمه بأن تكون هي إنكلترا في ذلك الزمن، إلا أن ياتوبياه الحالمة للكمال الإنساني يجب أن تقرأ بالمقلوب، فهي إقرار صريح بالفشل في الواقع الإنساني، وتحقق هذا الفشل في نهاية القديس مور تحت فأس الجلاء، بعد محاكمة ظالمة كان الملك هو الحاكم والقاضي، هنا نجد الفشل البيولوجي، وهو المرض أو الحادث الذي يوصل للموت، في فيلم seven seals (الأختام السبعة) عام ٥٧ من القرن الماضي لمخرجه انغمار بريغمان يعود الفارس أنتونيوس بلوك من الحروب الصليبية الى وطنه ليتحدى القدر، ويلعب الشطرنج مع "عزرائيل"، نهاية اللعبة معروفة سلفاً، والانتصار مكتوب على صفحة القدر ذاته لقابض الأرواح، وينتهي الفارس "بلوك" بالفشل إلا أن العبرة هي بمحاولة "بلوك" تحدي الواقع ومصارعته.
مقال "كوستكا البحثي"، شيق، طويل لا يمكن أن أعرضه كاملاً، لخصت بعض نقاطه وزدت عليه رتوشاً، إلا أن كوستكا، أستاذ الفلسفة في جامعة تكساس، كان يقرأ معاني الفشل برؤية شمولية فلسفية، والعبرة التي يجب أن ندركها من بحثه أن نتعلم معنى الفشل، فالفاشلون الحقيقيون هم الذين لا يتعلمون من دروس الفشل، فهل تعلمت أنظمتنا الحاكمة يوماً ما من دروس الفشل المتواصل منذ لحظة ميلادها الوطني حتى الآن، وعلى مدى عقود ممتدة؟ وهل استوعبت تجاربها وتجارب الغير في الدول التي سبقتنا في عوالم الحريات والتنمية، الإجابة نافية، فهم مثل هؤلاء الأطفال الذين يرون أن أزلهم يمتد بلا نهاية، وأن الكون فصل على مقاسهم، وهم في نهاية الأمر يفتقدون فروسية "بلوك" وشجاعته حين تحدى القدر، لأنهم يرون أنفسهم أنهم ذواتهم القدر حقيقة، أي قدر الأمة المنكوبة بهم.

احمد الصراف

الجعة والضرائب

وضع عالم اقتصاد أميركي المعادلة التالية لشرح فلسفة الضرائب:
يقوم عشرة اشخاص بتناول البيرة، أو الجعة، في حانة الحي. ويتقاسمون ثمنها بينهم بطريقة دفعهم للضرائب نفسها. وبما ان ثمن ما يتناولونه يوميا يبلغ 100 دولار، فإن أربعة منهم، الأكثر فقرا، لا يدفعون شيئا، والخامس يدفع دولارا، والسادس ثلاثة، والسابع 7 والثامن 12 دولارا والتاسع 18، أما الأغنى فيدفع 59 دولارا من ثمن الفاتورة البالغ 100 دولار. بقي الحال هكذا إلى أن قرر صاحب الحانة منحهم خصما %20 لسدادهم للفاتورة بانتظام، فقرر هؤلاء قسمة المبلغ الجديد بينهم بالمعادلة الضريبية السابقة نفسها، وبالتالي لم يتأثر وضع الأربعة الأول، واستمروا في عدم دفع شيء، أما الخامس، فقد جعله خصم الـ%20 لا يدفع شيئا أيضا. أما السادس فقد اصبح عليه دفع دولارين بدلا من3، والسابع يدفع 5 دولارات بدلا من 7، والثامن 9 بدلا من 12 والتاسع يدفع 14 بدلا من 18، أما الأخير، والأغنى، فعليه دفع 49 دولارا بدلا من 59 دولارا! وهكذا اصبح وضع الجميع أفضل من قبل، كما، مع الأربعة الأول.
ولكنهم اجتمعوا يوما خارج الحانة، واجروا مقارنة بعضهم مع بعض فيما حققوه من توفير نتيجة خصم الـ%20، فاشتكى السادس من أنه لم يحصل على غير دولار سخيف واحد، وقال السابع، إنه وفر دولارا واحدا فقط. وقال الثامن: أنا حصلت على مبلغ ضئيل، وقال التاسع لقد وفرت أنا 4 دولارات فقط، أما أنت، مشيرا للعاشر، فقد حصلت على عشرة دولارات كاملة، أو %50 مما حصلنا عليه جميعا من خصومات! وهنا تعالى صراخهم، وهم يشكون من ضآلة ما حصلوا عليه مقارنة بما حصل عليه العاشر من خصم كبير، وحتى الذين لم يكونوا يدفعون شيئا اصلا شاركوا بالشكوى من أنهم لم ينالوا نصيبهم من الخصم، ورغم اعتراضات العاشر بأنه كان طوال الوقت يدفع أكثر منهم، فإن احتجاجاته لم تلق أذنا صاغية من أحد، وانهالوا عليه ضربا. وفي اليوم التالي تغيب العاشر عن الحانة، فجلس الباقون يحتسون بيرتهم، وعندما جاءت الفاتورة تبين أن ليس لديهم جميعا ما يكفي لدفع ثمن الجعة، فقد كان العاشر يدفع النصف! وهذه هي الطريقة التي يعمل بها نظام الضرائب «العادل»!
وقد ذيل عالم الاقتصاد مقالته القصيرة بالقول إنه من الطبيعي أن يحصل أولئك الذين يدفعون ضرائب أعلى على نسبة خصم أعلى من غيرهم من الضرائب المرتجعة. واضاف أن من فهم فكرته فلا حاجة لشرح أكثر له، ومن لم يفهمها فلا فائدة من الشرح أكثر.
والآن، هل آن أوان فرض الضرائب في الكويت لكي يساهم فرضها في تقويم أخلاق وتصرفات الكثيرين بطريقة فعالة، وترشيد الإنفاق بطريقة أكثر حكمة؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ثوابت كويتية

تتميز الكويت بثوابت اجتماعية لا يمكن ان تتغير مهما طال الزمن. ولعل السبب في ذلك يعود الى الاواصر الاجتماعية التي تربط الناس بعضهم ببعض، والى تميز المجتمع الكويتي بانه مجتمع محافظ متدين على العموم ويراعي جوانب الحلال والحرام في علاقاته.
واليوم، سأتحدث عن بعض هذه الثوابت وأركز عليها لارتباطها بما يتداوله الناس من احاديث واخبار في منتدياتهم ودواوينهم!
الطيبة والوفاء والرحمة واحترام الاخ والصديق، كل هذه ثوابت في المجتمع الكويتي توارثها الآباء عن الاجداد، وهاهم الابناء يحافظون عليها!
لذلك تجد علاقة كبار الشيوخ ووجهاء البلد مع اقرانهم واقاربهم تعكس هذه المعاني الكويتية الجميلة. ولذلك، ما ان تداول الناس اخبار اعفاء سمو الشيخ نواف الاحمد حتى عرفنا انه خبر ملفق وغير صحيح. والسبب بكل بساطة الثوابت الكويتية التي تجعل القيادة السياسية للبلاد، والممثلة في سمو الامير وولي عهده، ثابتة لا يغيرها الا قدر الله سبحانه وتعالى. وضربنا في مقال سابق دليلا على ما نقول عندما ذكرنا ان سمو الشيخ جابر الاحمد رفض اعفاء الشيخ سعد (يرحمهما الله) مع انه كان غير قادر على ممارسة صلاحياته بسبب مرضه. فكيف وكلنا يعلم جيداً ان سمو ولي العهد بكامل لياقته وصحته ولله الفضل والمنة؟! كما ان اعفاء ولي العهد في هذه المرحلة سيكون سابقة في الكويت قد يُبنى عليها في المستقبل، مما يؤدي الى عدم استقرار بيت الحكم وانتشار الفتنة والفرقة بين أركانه! أضف إلى ذلك ان واحدة من مشكلات البلد اليوم تكمن في الخلافات الشديدة بين بعض ابناء الاسرة التي لا استبعد ان بعض جهالهم وراء ما يدور في البلد من اشاعات أزعجت الصديق وأفرحت العدو!
ومما يؤكد ما ذهبنا اليه ما يتم تداوله من رجوع بعض الرموز السياسية السابقة الى الواجهة من جديد! وهذا في ظني من سابع المستحيلات، فالساحة السياسية لم تكد تهدأ قليلا حتى نثيرها مرة اخرى بمثل هذا الحدث لو حصل لا قدر الله!! والبلد اليوم في وضع صعب داخليا وخارجيا، لذلك ليس من الحصافة تنفير الناس في هذه الظروف!! كما ان الناس اليوم ينتظرون من حكماء الاسرة وكبارها ان يلجموا صغارهم ويأخذوا على ايديهم ان كانوا يريدون استقراراً لبلدهم ورخاء لشعبهم.
بقي ان اقول ان بعض رموز في المعارضة السياسية «ما چذبت خبر» وسارعت بتناول الموضوع وكأنه ثابت لديها! وهددت وتوعدت بالويل والثبور وعظائم الامور ان ثبت ما يحاك في الشريط من مكائد للبلد وأهله! وكم كنت اتمنى لو صبرنا قليلا حتى نتأكد من الخبر، فلعل ناشره اراد الفتنة والبلبلة وزعزعة الاستقرار المهزوز اصلاً! ودخول المعارضة على الخط يؤكد صدق الحدث مما يزيد من روع الناس وخوفهم من المستقبل الذي ينتظرهم. ومع اني أتفهم خوف المعارضة من وقوع بعض ما ذُكر في الشريط الا ان التثبت كان احوط قبل الحكم المسبق على اخبار ملفقة!
بقي ان اتساءل: وماذا لو كان الشريط وما فيه من معلومات صحيحا؟!
اقول على البلد السلام.. ويخلف الله عليكم يا اهل الكويت لو كانت هكذا تُدار الامور!
***
أؤكد للمرة الالف، ان ما أكتبه هنا يعبر عن رأيي الشخصي ولا يعبر بأي حال من الاحوال عن رأي الحركة الدستورية الاسلامية حتى وان كنت أحد قيادييها! فالحركة عندنا تتسع لكل الآراء والافكار ونتعاون في ما نتفق فيه ويعذر بعضنا بعضاً في ما نختلف فيه، ما لم يكن اثماً. لكن عندما تتخذ الحركة موقفاً سياسياً واحداً وواضحاً، فالجميع يلتزم به ونترك خلافاتنا وراء ظهورنا. هكذا نفهم الديموقراطية وهكذا نمارس العمل السياسي.