تتميز الكويت بثوابت اجتماعية لا يمكن ان تتغير مهما طال الزمن. ولعل السبب في ذلك يعود الى الاواصر الاجتماعية التي تربط الناس بعضهم ببعض، والى تميز المجتمع الكويتي بانه مجتمع محافظ متدين على العموم ويراعي جوانب الحلال والحرام في علاقاته.
واليوم، سأتحدث عن بعض هذه الثوابت وأركز عليها لارتباطها بما يتداوله الناس من احاديث واخبار في منتدياتهم ودواوينهم!
الطيبة والوفاء والرحمة واحترام الاخ والصديق، كل هذه ثوابت في المجتمع الكويتي توارثها الآباء عن الاجداد، وهاهم الابناء يحافظون عليها!
لذلك تجد علاقة كبار الشيوخ ووجهاء البلد مع اقرانهم واقاربهم تعكس هذه المعاني الكويتية الجميلة. ولذلك، ما ان تداول الناس اخبار اعفاء سمو الشيخ نواف الاحمد حتى عرفنا انه خبر ملفق وغير صحيح. والسبب بكل بساطة الثوابت الكويتية التي تجعل القيادة السياسية للبلاد، والممثلة في سمو الامير وولي عهده، ثابتة لا يغيرها الا قدر الله سبحانه وتعالى. وضربنا في مقال سابق دليلا على ما نقول عندما ذكرنا ان سمو الشيخ جابر الاحمد رفض اعفاء الشيخ سعد (يرحمهما الله) مع انه كان غير قادر على ممارسة صلاحياته بسبب مرضه. فكيف وكلنا يعلم جيداً ان سمو ولي العهد بكامل لياقته وصحته ولله الفضل والمنة؟! كما ان اعفاء ولي العهد في هذه المرحلة سيكون سابقة في الكويت قد يُبنى عليها في المستقبل، مما يؤدي الى عدم استقرار بيت الحكم وانتشار الفتنة والفرقة بين أركانه! أضف إلى ذلك ان واحدة من مشكلات البلد اليوم تكمن في الخلافات الشديدة بين بعض ابناء الاسرة التي لا استبعد ان بعض جهالهم وراء ما يدور في البلد من اشاعات أزعجت الصديق وأفرحت العدو!
ومما يؤكد ما ذهبنا اليه ما يتم تداوله من رجوع بعض الرموز السياسية السابقة الى الواجهة من جديد! وهذا في ظني من سابع المستحيلات، فالساحة السياسية لم تكد تهدأ قليلا حتى نثيرها مرة اخرى بمثل هذا الحدث لو حصل لا قدر الله!! والبلد اليوم في وضع صعب داخليا وخارجيا، لذلك ليس من الحصافة تنفير الناس في هذه الظروف!! كما ان الناس اليوم ينتظرون من حكماء الاسرة وكبارها ان يلجموا صغارهم ويأخذوا على ايديهم ان كانوا يريدون استقراراً لبلدهم ورخاء لشعبهم.
بقي ان اقول ان بعض رموز في المعارضة السياسية «ما چذبت خبر» وسارعت بتناول الموضوع وكأنه ثابت لديها! وهددت وتوعدت بالويل والثبور وعظائم الامور ان ثبت ما يحاك في الشريط من مكائد للبلد وأهله! وكم كنت اتمنى لو صبرنا قليلا حتى نتأكد من الخبر، فلعل ناشره اراد الفتنة والبلبلة وزعزعة الاستقرار المهزوز اصلاً! ودخول المعارضة على الخط يؤكد صدق الحدث مما يزيد من روع الناس وخوفهم من المستقبل الذي ينتظرهم. ومع اني أتفهم خوف المعارضة من وقوع بعض ما ذُكر في الشريط الا ان التثبت كان احوط قبل الحكم المسبق على اخبار ملفقة!
بقي ان اتساءل: وماذا لو كان الشريط وما فيه من معلومات صحيحا؟!
اقول على البلد السلام.. ويخلف الله عليكم يا اهل الكويت لو كانت هكذا تُدار الامور!
***
أؤكد للمرة الالف، ان ما أكتبه هنا يعبر عن رأيي الشخصي ولا يعبر بأي حال من الاحوال عن رأي الحركة الدستورية الاسلامية حتى وان كنت أحد قيادييها! فالحركة عندنا تتسع لكل الآراء والافكار ونتعاون في ما نتفق فيه ويعذر بعضنا بعضاً في ما نختلف فيه، ما لم يكن اثماً. لكن عندما تتخذ الحركة موقفاً سياسياً واحداً وواضحاً، فالجميع يلتزم به ونترك خلافاتنا وراء ظهورنا. هكذا نفهم الديموقراطية وهكذا نمارس العمل السياسي.