شوف.. مقاييس صلاح السلطة، أي سلطة في أي بلد، تستطيع أن تحسبها “حسبة بدو”، إذا استصعبت متابعة “مؤشر مدركات الفساد”، ومقاييس التنمية البشرية والإدارية، وعناصر الشفافية، وغير ذلك.. الحسبة سهلة و”هايلة” على رأي سيد مكاوي.
ما إن تهبط طائرتك في بلد، ابدأ بالتركيز على المطار، من حيث البناء، والنظافة، وتنظيم الناس، وصراخهم أو هدوؤهم، وطريقة تعامل سائقي التاكسي معك، وهل تصدمك صورة الحاكم في كل زاوية أم لا.. وفي المدينة، ركز على نظافة شوارعها، أكثر من تركيزك على هندسة الطرق وتصميمها، فإذا كانت الشوارع قذرة، فاحزم أمرك، وإن شئت أمتعتك، على أن سلطة هذا البلد فاسدة، لا ريب في ذلك ولا شيب.
وإذا كنت قارئاً للصحف، فابحث عن الطبالين الدوليين من الكتّاب (غالبيتهم عرب)، ولن أذكر لك اسم أحد منهم، كي لا يرفع جهاد الخازن عليّ دعوى قضائية.. أقول إذا كانت سلطة هذه الدولة تحظى بمديحهم ومعلقات ثنائهم، والمعارضة فيها ينالها منهم الشتم والتقريع والتشويه، فاعلم أثابك الله أنك في دولة سلطاتها فاسدة لا يُرجى صلاحها، فالدولة الفاسدة إكلينيكياً لبشاعتها لا تخرج إلى الشارع إلا بمساحيق المطبلين إكلينيكياً.
بعد ذلك التفت إلى مانشيتات الصحف وأخبارها، ولو بعجالة، فإن وجدتها تثني بمبالغة على السلطة، وتخبئ الانتقادات في زوايا الصفحات الداخلية، والانتقادات فيها توجه لصغار المسؤولين فقط، فضع يدك على أنفك تفادياً لروائح الفساد التي ستعترض طريقك.
خذ هذه المقاييس بحسبة البدو، وأرِح دماغك الكريم من كل المقاييس والمعايير. على أن قذارة الشوارع والمدن هي المعيار الأهم من بين كل هذه المعايير، يأتي بعده من حيث الأهمية معيار المطبلين إكلينيكياً.