أفهم أن تراعي الحكومة الكويتية شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية في بعض المواقف في السياسة الخارجية، وأتفهم الحرص على عدم إثارتها وتجنب التنافر معها في هذا المجال، وأستطيع أن استوعب التبعية لها في كل ما يتعلق بالموقف السياسي من العراق وايران، حتى الموقف من الانقلاب في مصر قد أتمكن من تفسيره مراعاة لخاطر الشقيقة الكبرى، لكن ما لا يمكن أن أستوعبه هو حرص الكويت على نجاح الانقلاب والتطبيع مع مؤسساته والدعم المادي المتواصل الذي تجاوز المعلن عنه من دون اي فائدة تذكر او اي مردود، ولو معنوياً على البلاد! زيارة الاخ شريدة المعوشرجي وزير الاوقاف الى الازهر وتبادل الهدايا التذكارية مع قياداته الذين افتى بعضهم للجيش بقتل المواطنين الابرياء وسحلهم، فقط لانهم اعترضوا على الانقلاب الدموي، هذه الزيارة استفزت مشاعر الكثير من الناس، كما ان محاولات التطبيع مع النظام العسكري التسلطي، وبالاخص في مجال الرياضة والاقتصاد والثقافة، اصبحنا نشاهدها بوضوح بين الطرفين، وإن كانت على استحياء!
أنا أعرف أن بعض المسؤولين في الكويت غير متحمسين لهذا الدعم او لهذا التطبيع، وانما مراعاة لتوجهات بعض الاشقاء في منظومة مجلس التعاون، وكنا نجد لحكومتنا عذرا من باب المحافظة على تماسك هذه المنظومة. لكن ما حدث في الايام السابقة لاجتماع مجلس التعاون في قمته بالكويت اثار لدينا استفسارات عدة عن صلابة هذا المجلس وامكانية المحافظة عليه! فهذه تهدد بالانسحاب من المجلس إن كان هناك سعي للتكامل المنشود! وثانية تهدد بتجميد عضوية دولة اخرى، إن استمرت في سياستها تجاه بعض القضايا، وثالثة تغرد خارج السرب، والكويت مهمتها ان تلملم الشتات الممتلئ بالجراح من هنا وهناك! وما دام انعدمت الثقة بين الاشقاء، فان فرض السيطرة على البعض لاتباع سياسات محددة امر لن يكون سهلاً، ولنا استكمال لهذه النقطة في المقال المقبل يوم الاربعاء بإذن الله!
* * *
أسئلة نثيرها هنا اليوم عل وعسى ان نلفت نظر الاجهزة الرقابية لمتابعتها:
– لماذا أُنشئ جسر اليرموك الجديد المطل على طريق الملك فيصل والموجود امام منزل وزير الداخلية السابق؟! ما الحكمة من انشائه؟! ولماذا ما زال مغلقاً حتى اليوم؟!
– أبراج الكويت.. معلم البلد الرئيسي، ما زالت مغلقة للصيانة منذ فترة طويلة! ما علتها؟!
هذه عينة قصيرة من قائمة طويلة من المشاريع المتعطلة بسبب فعل فاعل وليس بسبب الرقابة المسبقة لديوان المحاسبة!
* * *
بعض المثقفين عندنا متحسر على البصرة ايام الخمسينات (يوم كان بطل العرق بمائتي فلس والنساء بالكازينو يسهرن للفجر) ويختم مقالته (ونحن نعيش في عصر لا يمكن فيه ان تنهض امة سبق أن تخلفت عن ركب العصر)!
بئس التقدم وبئس التخلف!