نبدأ بتعليق طريف أرسله لي أحد الكباتن المخضرمين بعد انتشار صورة طائرة خليجية لم تستطع النزول في احد المطارات الأوروبية فتحولت إلى مطار آخر، حيث تساءل الزميل بسخرية بالغة: هل يتصور احد قط ان يقوم وزير المواصلات الخليجي المعني بايقاف الطيار ورئيس شركة طيرانهم دون معرفة شروط الهبوط الآمن للطائرات؟! كوميديا سوداء أخرى تحدث في بلدنا تفقد كثيرين الأمل في الإصلاح أو الوصول إلى ما وصل اليه الأشقاء الخليجيون من تطور وتقدم قائم على الشفافية ودعم أهل الاختصاص والمعرفة.
***
يقول د.أحمد زويل العالم المصري الشهير والحائز جائزة نوبل، ان الفارق بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ان في الأولى يتم دعم الفاشل حتى ينجح، أما في الثانية فتتم محاربة الناجح حتى يفشل، ويرى كثيرون أن هذه الظاهرة ومعها ظاهرة مكافحة الكفاءة والأمانة متفشيتان حتى النخاع في البلد، وهما للعلم من أهم أسباب فكرة الهجرة المتفشية بين المخلصين والمحبين للكويت.
***
علينا أن نتذكر ان «الكويتية» هي تجربة الخصخصة الأولى في البلد التي يرقبها العالم اجمع وكان الواجب ان تدعم التجربة ـ لا ان تحارب ـ منذ اللحظة الأولى لاعلانها من كل المستويات بالدولة، وان يطعم مجلس ادارتها قبل عام بأفضل شخصيات اقتصادية وقانونية ومختصة بشؤون الطيران بالكويت، ويضاف لهم خبرات اجنبية ومحلية في الجهاز التنفيذي قادرة على منافسة كبرى شركات الطيران في العالم والتي تقع على مسافة دقائق قليلة من الكويت ضمن عالم الاجواء والمنافسة المفتوحة، لذا نقول ان الطائرات الحديثة هي جزء من الحل وليست كل الحل، فكل كرسي خال هو عدو لدود لنجاح اي شركة طيران.
***
آخر محطة: (1) بعد التجربة المرّة الأخيرة التي سنكتشف لاحقا انها قتلت فرصة خصخصة «الكويتية» بعد استحالة تحولها للربحية نظرا للتدخل السافر في قراراتها وتحميلها مليارات الدولارات دون داع، على الدولة ان تسارع بنقل تبعية «الكويتية» للهيئات الاقتصادية المختصة.
(2) للعلم طائرات «ايرباص A350» و«ايرباص A320 Neo» ربما هي أفضل طائرات تعاقدت عليها «الكويتية» في تاريخها الطويل الممتد الى عام 1954 حيث انها تقنيات مستقبلية غير متوافرة في الاسواق حاليا بينما اعتادت «الكويتية» ان تشتري طائرات موجودة بالأسواق منذ زمن طويل، كما انها نوعان فقط كبير وصغير ومن مصنع واحد ما يوفر الكثير من نفقات التشغيل وقطع الغيار بينما كان الأمر المعتاد هو شراء طائرات متعددة الأنواع من مصانع مختلفة.