اعتدنا من كبار السن أن “ينتخي” – من النخوة – أحدهم بذكر اسم أخته: “أخو فلانة”، في حال كان غاضباً أو معتداً بنفسه في موقف ما، أو ما شابه. لم يعب أحد على أحد ذكر اسم أخته في مجتمع تفيض الذكورة من كل جوانبه. متابعة قراءة أخو دليّل… وألحان الواثقين
الشهر: ديسمبر 2013
جسر الخداي!
احدى اهم مشاكل المطبات التي تزرع بعشوائية شديدة في مختلف المناطق الكويتية، عدم تلوينها، ومن ثم لا يراها السائق فتتسبب اما في تكسير السيارات، وفي هذا هدر للثروة الوطنية، او وقوع حوادث للسيارات حيث ما ان يخفف السائق السرعة بشكل مفاجئ لحظة مشاهدتها حتى تصطدم به السيارات التي خلفه، والاخطر هو تسببها في اختلال ميزان عجلات السيارت مما يتسبب في تآكلها سريعا ومن ثم انفجارها والارواح التي تزهق نتيجة لذلك.
***
مختار اليرموك النشط عبدالعزيز المشاري بالتعاون مع ادارة جمعية اليرموك المبدعة ومجلس حي المنطقة ساهموا مشكورين في وضع الوان زاهية جميلة تفرح القلب للمطبات وحتى لمناطق عبور المشاة.. الخ، وبدلا من ان تشكر ادارة المرور ذلك الجهد الرائع قامت بتهديدهم برفع القضايا عليهم وكأن المطلوب ان تبقى المطبات سوداء كي لا يراها احد لزوم .. استكمال مشروع تكسير وتدمير السيارات!
***
لائحة السرعات المرورية الجديدة ستتسبب اولا في زيادة الزحمة على الطرق السريعة طبقا لمعادلة السرعة والزمن والمسافة حيث ان تقليل السرعات يعني تكدس السيارات، وستتسبب ثانيا في كثرة المخالفات التي ستسجلها الادارات (المخالفات هي البديل الذي يحضر للنفط في الكويت)، وثالثا ان السيارات في بلدنا ستصبح كالطائرات اي ان هناك حاجة الى مساعد ينبه قائد المركبة بين لحظة واخرى الى السرعات المتغيرة على كل جزء من الطريق.
***
آخر محطة: مقابل منطقة اليرموك هناك جسر غريب عجيب نتحدى ان يوجد مثيل له في العالم اجمع ويستحق للأسف الشديد ان يسمى بـ«جسر الخداي» كونه يأخذك من طريق الملك فيصل ليوصلك الى طريق الملك فيصل، وهذا هو الخداي الاول، اما الخداي الثاني فهو بقاؤه مغلقا رغم انتهاء العمل فيه منذ سنوات، وأمان ربي أمان!
حكايات فؤاد
يقول الصديق فؤاد، تعليقاً على فيلم وثائقي أرسلته اليه: إن ما أصبح التطور العلمي قادراً عليه يفوق قدراتنا على فهمه، فكيف بالعمل به أو منافسته؟! فقد اصبح بالإمكان قطع الشفرات الوراثية عن طريق الإنترنت عن بعد، وتركيبها معاً، أو أخذ جينات حبّار وزرعها في كائنات أخرى لصناعة الشفائف القزحية، أو عن إمكانية إنتاج خميرة تحول السكر لديزل لاستخدامه وقود سيارات، أو صنع بكتيريا إيكولاي تشع في الظلام باستعارة جينات قنديل البحر، أو المقدرة على حقن خلايا معينة في الدماغ بمادة من خلايا الطحالب لجعلها حساسة للضوء، هذا غير ما توصل إليه العلم من قدرة على تفكيك وإعادة تركيب وبرمجة الأحياء كيفما يشاء الإنسان! ويستطرد قائلا إن التطورات التي تحدث في المجال الطبي، وهو ميدان عمله، متسارعة ومخيفة حتى للعلماء أنفسهم، وقد تم التوصل الى وسيلة جديدة في مجال معالجة الأورام الخبيثة، بأن جعلها متاحة للجميع تقريبا، بعد أن كانت مقتصرة على مراكز علاج محدودة، بسبب كلفتها العالية، فقد تم تخفيض كلفة صناعة جهاز العلاج الإشعاعي، الذي يتميز بقدرته على استهداف الخلايا السرطانية – فقط – من دون أن يؤذي الخلايا السليمة، من 450 مليون دولار للجهاز الواحد، إلى 15 مليون دولار فقط. ويقول كذلك إن التطور الطبي المذهل الآخر كان في إنتاج قلب صناعي قادر على ضخ الدم في الشرايين بواسطة توربينات ضخ تعمل بشكل متواصل وغير متقطع، كما هي الحال في القلب الطبيعي، وهذا التقطع أو الخفقان هو الذي نسميه بنبض الإنسان. كما أن القلب الصناعي لا صوت له ولا نبض، ومع هذا تتعدى كفاءته عمل القلب العادي بأكثر من %30!
يسكت فؤاد قليلاً ويتنهد، ثم يستطرد قائلا إن رجل دين في الأردن توصل إلى فتوى أخيرا، مفادها أن المرأة – ويقصد هنا السورية – لها أن تصبح أمة للرجل الذي يوافق على إيوائها وإطعامها! وأنه توصل لفتواه تلك بعد دراسات مستفيضة في أمهات الكتب الدينية!
وينهي فؤاد حكاياته عن «العلوم في بلادنا»، مقارنة بغيرنا، بقصة قيام إدارة جامعة عربية بدعوة كامل هيئة التدريس في كلية الهندسة لرحلة بالطائرة فوق العاصمة!
وقبل غلق الأبواب قيل لهم إن الطائرة قديمة، وإن طلاب كلية «العلوم الهندسية» قاموا بإصلاحها! هنا هرع الجميع نحو باب الطائرة يريدون الخروج منها والنجاة بأنفسهم، ولكن أحد الأساتذة، الذي كان يشغل كرسيا في الصف الأمامي، رفض الخروج من الطائرة، وعندما سأله أحدهم عن سبب ثقته الكبيرة بما قام به طلبته، أجاب بثقة: إنهم تلاميذي. فسأله آخر: هل أنت واثق بأنك درستهم جيدا؟
رد في هدوء: لا، ولكني على يقين بأن هذه الطائرة لن تطير، هذا إذا اشتغلت أصلا!
أحمد الصراف
حركة المحامي العسعوسي
قام المحامي المميز بسام العسعوسي برفع دعوى قضائية، طالب فيها بحل «جمعية الإصلاح الاجتماعي»، ذراع حركة الإخوان المسلمين المحلية، التابعة للتنظيم العالمي. وبرر مطالبته بأن الجمعية خالفت النظام الأساسي لقانون إنشائها، وخرجت عن الأهداف المقررة لها، وجمعت التبرعات تحت مسمى الزكاة، وقانون إنشائها لا يسمح لها بذلك. كما أعلنت عن مقاطعتها للانتخابات النيابية الأخيرة، قبل إجرائها. كما سبق أن أصدرت الجمعية بيانات عن الأوضاع داخل وخارج البلاد، وبيان حول تطورات الوضع في سوريا، وآخر عن الأحداث في مصر، وما وقع في جمهورية مالي، وغيرها الكثير. وقال المحامي العسعوسي ان الحكومة سبق أن حلت نادي الاستقلال، وأقالت مجلس إدارة الجمعية الثقافية، لتدخلهما في الشأن السياسي، فل.مَ تستثني جمعية الإصلاح، وهي أكثر نشاطا منهما وتدخلا في الشأن السياسي، من هذا الإجراء؟ وهذا تساؤل مشروع جدا من المحامي العسعوسي!
وفي مقابلة تلفزيونية بثت قبل ايام قليلة، ذكر الكاتب المصري محمد حسنين هيكل أن تنظيم الإخوان قد رصد مبلغ 10 ملايين جنيه استرليني لملاحقة مسؤولين مصريين أمام المحكمة الجنائية الدولية، وان محاميهم ذهبوا لإنكلترا وللمحكمة الدولية لمقاضاة السياسيين المصريين، ولكن المحكمة اعتذرت عن نظر القضية، لأن مصر لم توقع على الاتفاقية الدولية الخاصة بإنشائها. واضاف هيكل أن استثمارات الإخوان في منطقة الخليج فقط تتراوح بين 10 إلى 12 مليار دولار، وانهم نجحوا في «ظروف تاريخية خاصة» في جمعها!
ولو صح كلام هيكل، وهو أقرب للصحة منه الى أي شيء آخر، وبما أن الكويت تعتبر أكبر مراكز الإخوان في الخليج، فهذا يبين مدى ما تشكله قوة الإخوان من خطورة على نظام البلد السياسي، ولديهم كل هذه الأموال الكافية لتمويل اي حركة أو نشاط معاد، هذا غير ما نجحوا في إنشائه من تنظيم سري محكم في سريته، وقواعد وخلايا، وهم الذين لم يخفوا يوما تطلعاتهم للوصول للسلطة، وكانوا في فترة أصحاب أكبر كتلة برلمانية، كما أن قادتهم يتصدرون المعارضة السياسية الحالية.
إن حكومة الكويت، التي بذلت المليارات لمساعدة النظام الجديد في مصر على التخلص من نظام حكم الإخوان المسلمين، حري بها الالتفات لما يجري في الكويت، وما قد يضمره «الإخوان» من شر، وبالتالي من الحكمة التفكير جديا في حظر أنشطتهم قبل ان يستفحل شرهم أكثر، ويصبح من المستحيل التخلص منهم!
أحمد الصراف
ثلاثون ألف غمزة
سبحان مقلب القلوب وأولويات مجلس الأمة، من الإسكان والصحة والتعليم، إلى تنشيط الدورة الاقتصادية، وإحراق الدورة الدموية.
يبشرنا “مجلسهم” أن البرلمان على وشك إقرار المئة ألف دينار وزيادة علاوات الأطفال، وهي البشرى التي تقطعت حناجر نواب الحكومة التقليديين وهي تطالب بها، ولا أدري ما الفرق بين مطالب مجلسهم الحالي وبين نواب الحكومة التقليديين، باستثناء فرق واحد وبسيط، وهو أن مجلسهم الحالي لم يطالب بزيادة دعم العلف، وهو المطلب التقليدي لنواب الحكومة بعد كل استجواب وقبل كل طرح ثقة لتبرير مواقفهم. متابعة قراءة ثلاثون ألف غمزة
حتى لا تبدأ الانفجارات في الكويت!
بعد انفجارات مصر ولبنان وتوازيا معها ما هو قائم في دول الربيع العربي، نخشى أن يمتد مخطط التدمير للمنطقة الآمنة الوحيدة في محيطنا العربي ونعني الخليج، ونخشى أكثر أن تكون الكويت دون غيرها المرشحة لمثل تلك الأعمال تكرارا لانفرادنا لعشرين عاما، أي منذ السبعينيات حتى غزونا بداية التسعينيات، بعدم مرور أسبوع دون تفجيرات واغتيالات وخطف طائرات ..الخ، وذلك بسبب تدخلنا الدائم في شؤون وصراعات الدول الأخرى، وهو ما يتكرر مرة أخرى هذه الأيام.
***
ففي حين اختطت الدول الخليجية منذ استقلالها مبدأ حكيما بالبعد عن التدخل في خلافات ونزاعات الدول الأخرى، انفردنا بمبدأ معاكس، فبدأنا منذ عهد استقلالنا الأول بمحاولة إنهاء الصراع المصري ـ السعودي في اليمن، فاخفقنا وحصدنا الكلمة الساخرة الشهيرة «الدول الكبرى ثلاث أميركا وروسيا والكويت»، ثم تدخلنا في النزاع الفلسطيني فلم ننجز شيئا وان حصدنا التفجيرات والاغتيالات التي تمت على أرضنا كلما اختلف فصيل فلسطيني مع آخر، والحقنا ذلك بإدخال أنفسنا في الصراع الأردني ـ الفلسطيني عام 1970، وأخرجنا ياسر عرفات بدشداشة كويتية من عمان التي عاث فيها فسادا فخسرنا بذكاء شديد الاثنين عرفات والملك حسين فعادونا إبان غزونا.
***
وتدخلنا في الحرب الأهلية اللبنانية ولم نوقفها أو ننجز شيئا وان تسبب تدخلنا كالعادة في التفجيرات والاغتيالات وخطف الطائرات الذي أصابنا ولم يصب غيرنا، وأغلق البلد وتضرر اقتصاديا بينما نعم الإخوة الحكماء والعقلاء في الخليج بالأمن فانفتحت وتقدمت وانتعشت اقتصاديا بلدانهم وتحولت إلى مراكز مالية عالمية، ومثل ذلك تدخلنا في النزاع اليمني فلم ننجز شيئا ولم نوقف حربا وان انقلب علينا الطرفان عبر مواقف رئيسيهما علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض إبان غزونا، كما تدخلنا في الحرب الأهلية السودانية فلم نوقفها وان انقلب علينا الرئيس البشير ووزير خارجيته علي سحلول عام 1990.
***
ولم نتعلم الدرس من كل ما سبق فتدخلنا بشكل سافر في الحرب العراقية ـ الإيرانية ولم نحصد إلا العداء الإيراني الصديق التاريخي للكويت الذي آلمه نصرتنا لمن غزا أرضه واستحل عرضه فحصدنا نتيجة لذلك التفجيرات وضرب الناقلات وخطف الطائرات، ثم انقلب علينا صدام فغزانا، وبذا خسرنا بذكاء شديد الجارين معا، ومعهما عراق الحاضر الذي يلومنا كل أطرافه من شماله إلى جنوبه بالتدخل في شؤونه، إن للتاريخ فائدة واحدة هي التعلم من دروسه، فهل تعلمنا شيئا؟!.. لا أعتقد.
***
آخر محطة: 1 – هل يمكن هذه المرة وكنوع من التغيير أن نمنع سياسة التدخل الرسمي أو الأهلي في أحداث دول الربيع العربي أمثال مصر وسورية كي لا يصيبنا ضررها مرة أخرى دماء ودموعا؟!
2 – الحكمة عمانية، عندما قاطعنا مصر إبان حكم السادات ووقفنا مع معسكر صدام والقذافي وعرفات، لم يقاطعوا وثبتت صحة موقفهم، وعندما ناصرنا طاغية بغداد إبان غزوه لإيران التزموا الحياد وثبتت صحة موقفهم، الأمر كذلك في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فهل نتعلم من الحكمة العمانية؟! نرجو ذلك.
3 – سخرت السياسة القطرية الحاضرة الصراعات العربية لخدمة بلدهم، بينما سخرنا نحن بلدنا بالامس لخدمة الصراعات العربية، لذا ربحوا و..خسرنا!
تهنئة المسيحي لا المسلم
كتبت سعاد لتقول، معاتبة، إنها لاحظت في السنوات الأخيرة تكرار تهنئتي المسيحيين بعيد الكريسماس، وأني انسى تماما تهنئة المسلمين بأعيادهم؛ وأن علي أن اكون منصفا، ولا أفرق بين أتباع دين وآخر، إن كنت ادعي الليبرالية، أو شيئا من هذا القبيل! وهنا لا انكر ما قالته، ولكن المقارنة بين مسلمي الشرق ومسيحييه مقارنة غير سليمة، فلكي نقارن يجب أن تكون عوامل المقارنة لدى الطرفين متساوية، أو على الأقل متقاربة!
أكتب مقالاتي باللغة العربية، وفي صحيفة محلية، شبه إقليمية، وتقرأ عالميا على الإنترنت، وأعيش في محيط إسلامي مترامي الأطراف، وبالتالي لا أخاطب في تهنئتي مسيحيي العالم الغربي، المتمكنين والآمنين الأقوياء، بقدر ما أخاطب مسيحيي محيطي الذين يعيشون في خلجان صغيرة منه، والذين عرفتهم هذه الأرض منذ ألفي عام، والذين كانوا دوما مصدر نور وإلهام لكثيرين منا، فأنا أكتب لهؤلاء مهنئا لأشعرهم بأن هناك من يفكر بهم، ويتمنى لهم الخير؛ أكتب لهم لأطمئنهم وأحثهم ليبقوا بيننا، بعد أن أنهك الخوف غالبيتهم، إن لم يكن كلهم، نتيجة تآكل أعدادهم بالهجرة، وهؤلاء هم المحظوظون، أو سيئو الحظ الذين حصدهم التعصب وعصف سفاكو الدماء بحياتهم، وشرد الأوغاد أبناءهم، وخرب السفلة بيوتهم وحرقوا كنائسهم وسرقوا وفجروا متاجرهم، فقط لأنهم مسيحيون!
أكتب لمن بقي من هؤلاء بيننا، حيا، مهنئا، فهم بحاجة لسماع صوت المحبة والعقل فينا؛ أما المسلمون، بمحيطهم الكبير، فإنهم في غنى عن تهنئة مني أو من غيري، علما بأن هناك عشرات الآلاف الذين يقومون كل عام بهذه المهمة.
وإن اصررت يا سيدتي على أن اقوم بتهنئة المسلمين بأعيادهم، فعن أية أعياد تتكلمين؟ كيف تصبح أعيادنا أياما سعيدة، إن كنا في الأضحى والفطر، وقبلهما وبعدهما، ننحر رقاب بعضنا بعضا بالسكاكين، نفجر في الأضحى مسجدا في بيشاور، وفي الفطر نفجر حسينية في بغداد، ونقتل عشرات المصلين في هذا المزار ونسفك أرواح غيرهم في مبنى أو مجمع، من دون أي إحساس بالإنسانية؟
نعم، المسلم ليس بحاجة في محيطي لأن أهنئه بأعياده، المبكية، بقدر ما المسيحي القلق بحاجة لتلك التهنئة! وإلى أن تنقشع الغمة، إن انقشعت، فإننا سنستمر في إرسال رسائل المحبة للإخوة والأخوات المسيحيين، متمنين للجميع عاما أقل ألما ودما ودموعا.
أحمد الصراف
إنهم يحاربون الاعتدال
قررت سلطة الانقلاب الدموي في مصر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية! ولأنها تدرك جيداً خطورة هذا القرار وتبعاته على الأمن والاستقرار في مصر، أرادت أن «يضيع الدم بين القبائل»، فطلبت من الدول العربية أن تتبعها في قرارها وتتعامل مع الجماعة كجماعة إرهابية! ثم أصدرت قرارها الصارخ الآخر بالحكم بالسجن على كل من يشارك في التظاهرات لمدة خمس سنوات! ولاستكمال الصورة التسلطية الدموية اللاإنسانية قررت إعدام كل من يقود هذه التظاهرات!
لم أسمع أو أشاهد قراراً إرهابياً أشد من هذه القرارات الدموية. مجرد مشاركتك في تظاهرة سلمية تزج بالسجون خمس سنوات! هكذا تصدر التشريعات والقوانين في سلطة الانقلاب! وطبعاً القضاة المؤيدون لهذا الإرهاب جاهزون وعلى أتم استعداد لتطبيقه من اليوم الاول! أليسوا هم القضاة الذين كانوا يزوّرون النتائج لحسني مبارك وحزبه في كل انتخابات؟! أليسوا هم القضاة الذين سيعلنون نتيجة الاستفتاء على الدستور المصري المغتصب؟!
85 عاماً مرت على جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها، لم يطلقوا فيها رصاصة واحدة داخل مصر! فقط عام 1948 عندما غزا اليهود فلسطين شكلوا كتائب الجهاد وانتقلوا الى فلسطين وأبلوا بلاء حسناً لولا الخيانة المعروفة على الجبهة الشرقية، وعندما رجعوا إلى مصر كانوا يتوقعون أن تستقبلهم الدولة بالتكريم والتقدير لكنهم فوجئوا بأبواب القطارات تفتح داخل السجون! ثم اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا، ثم حُلّت الجماعة! واستمرت الجماعة تمارس العمل الدعوي السلمي، وبدأ تأثر الناس بهم مع شدة التضييق عليهم من نظام عبدالناصر الذي لم يجد عذراً لضربهم بالقاضية من جديد، فاختلق قصة حادثة المنشية واتهم الجماعة بمحاولة الاغتيال واستأنف فيهم التعذيب والسجن والقتل، وبعد أن هلك عاد الإخوان يمارسون الدعوة بتوجيهات الإمام الشهيد نفسها لهم (النصح والارشاد وليس الخلع والابعاد)، ومع استمرار حظر الجماعة وحرمانهم من ابسط حقوقهم، الا ان دعوتهم دخلت قلوب المصريين لصدقهم وواقعيتهم وسلميتهم، ثم جاء عصر حسني مبارك وكان شديداً عليهم كذلك، واستمر في تقييد حرياتهم وتعذيبهم لدرجة أن بعضهم أصبح يعرف طريق السجن أكثر من معرفته لطريق بيته، ولن ننسى كلمة المرشد بالامس القريب عندما قال للقاضي إننا منذ ستين عاماً نعرف الظلم ومعاناته!
اليوم الوضع في مصر يرجع مقلوباً بعد أن كاد يعتدل.. الذي يقتل ويسحل ويسجن ويحرق الجثث ويجرفها بالجرافات ويغلق قنوات الرأي الآخر يسمى بطلاً ويدعم بالمليارات! بينما الذي يصل إلى الكرسي عن طريق صناديق الاقتراع ويمارس الاعتراض السلمي يوصف بالإرهاب!
الإخوان المسلمون جماعة وسطية معتدلة تفهم الإسلام وفقا للكتاب والسنة الصحيحة، كما بيّن ذلك الإمام الشهيد في رسالة التعاليم، وترفض التطرف في كل شيء. ولذلك، هم يحاربونها لأنهم يرون في هذا الاسلوب ما يقض مضاجعهم ويعطي الصورة الحقيقية للإسلام العظيم، هم يريدون ان يواجهوا جماعة متطرفة تمارس العنف حتى يجدوا ذريعة للقتل والسحل، ومع هذا لم يجدوا سبيلاً للانتظار، لأن نزعة الإرهاب تسري في عروقهم فبدأوا بفض رابعة والنهضة بهذه الطريقة الوحشية التي شاهدها العالم كله.
الانتماء للإخوان المسلمين اليوم أصبح مفخرة واعتزازاً للصورة الناصعة التي أظهروها للعالم أجمع، أثناء محنتهم وابتلائهم، هي كذلك عند كل شريف محب للخير والسلام والإسلام، كما أنها جريمة عند كل جاهل بالحقيقة حاقد على الدين وأهله.
الإخوان مدرسة تربوية، حفظ الله بها الجيل وتتلمذ فيها أجيال ولا ينكر فضلها إلا جاحد.
شكراً كبيرة لكل الدول العربية التي رفضت الهرولة وراء تهور حكومة الانقلاب ورعونتها، وشكراً كبيرة لكل الشرفاء من السياسيين والمفكرين غير المنتمين إلى الإخوان الذين استنكروا هذا التصرف الأحمق، وحفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء.
العدساني ومزرعة علي العمير ..
بيني وبين النائب د. علي العمير ما صنعه الحداد .. فهو اسلامي سلفي وأنا ليبرالي علماني، وفي أي عملية انتخابية أرى فكره خطر على العمل السياسي والديمقراطية الحقيقية، وهو وفكره وجماعته أعتبرهم خصومي الى يوم الدين!
وهذا على المستوى السياسي، أما على المستوى الشخصي فتربطني به علاقة شخصية جيده جدا .. فهو يتقبلني كمواطن ليبرالي وأنا اتقبله كمواطن سلفي، فالانتماء السياسي والفكرى رغم ضراوة صراعه فيما بيننا إلا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يصنع بيننا خلافات على المستوى الاجتماعي. متابعة قراءة العدساني ومزرعة علي العمير ..
التعديل الواجب للدستور!
لم يبق من دستور الآباء العظام إلا عظام يتاجر بها بعض الأبناء ويسترزق منها الباشوات وعليه وحتى ينطبق حال الدستور النظري مع الحال العملي القائم ولا نبقى على خديعة وأكذوبة لا يرضاها الآباء المؤسسون، نقترح أن يتم تعديل بعض مواد الدستور إلى الآتي:
المادة 2: «دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.. متى ما وافق ذلك الأهواء».
المادة 6: «النظام السياسي في البلاد ديموقراطي، السيادة فيه للدينار مصدر السلطات جميعا، وتكون ممارسة سيادة الدينار على الوجه.. غير المبين بالدستور».
المادة 8: «لا تصون الدولة دعامات المجتمع وتتكفل بعدم الأمن ونشر القلق وعدم الطمأنينة وتخل بتكافؤ الفرص بين المواطنين.. لصالح الباشوات».
المادة 10: «تتعهد الدولة بالتفريط في النشء ورميه للاستغلال والإهمال الأدبي والجسماني والروحي».
المادة 11: «تسلب الدولة المعونة المقررة للمواطنين في حال الشيخوخة والإعاقة ويتم منحها لمن يدعي زيفا الإعاقة الصحية الكاذبة بقصد الاستيلاء على الأموال العامة وتتعهد الدولة بترقيته ودعمه».
المادة 15: «لا تعنى الدولة بالصحة العامة للمواطنين ويتم إرسال غير المحتاجين للعلاج بالخارج».
المادة 17: «لا توجد للأموال العامة حرمة، وسرقتها واجبة على كل مسؤول.. من استطاع إليها سبيلا».
المادة 20: «الاقتصاد الوطني أساسه العمولات والرشاوى للباشوات والفتات لباقي شرائح المجتمع وهدفه الأسمى.. تحقيق حلم إفقار واحتقار المواطنين».
المادة 23: «تشجع الدولة التعاون والادخار.. التعاون على السرقة وتسليم المدخرات لـ.. الباشوات».
المادة 26: «الوظاىف العامة حكر على بعض المسؤولين وتستهدف.. زيادة ثرواتهم الخاصة».
المادة 28: «الناس ليسوا سواسية في الكرامة الإنسانية، والتمييز بينهم واجب بسبب الجنس والأصل والفئة والدين والمذهب».
المادة 29: «الحرية الشخصية.. غير مكفولة».
المادة 37: «للمساكن حرمة إلا أنه يجوز دخولها عنوة بغير إذن أهلها و.. خارج إطار القانون».
المادة 38: «حرية المراسلة البريدية والهاتفية غير مصونة ويحق التنصت والتسجيل الهاتفي دون إذن من قبل المسؤولين في مكاتبهم ثم اتهام الآخرين بما قاموا به».
المادة 40: «يحق للدولة أن ترغم الكويتي على أن يصبح عاطلا عن العمل وأن تحوله من البطالة إلى.. البطانة السيئة».
المادة 43: «لا يملك الأفراد حق الاجتماع بإذن أو بدونه ويجوز لقوى الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة دون إذن للتنصت والتسجيل».
المادة 44: «لكل فرد أن يخاطب السلطات العامة كتابة وبتوقيعه.. ثم اختيار السجن الذي يريده وتحمل تبعات الكتابة والتوقيع».
المادة 46: «الهرب من الوطن واجب مقدس وأداء الخدمة العسكرية شرف لغير المواطنين ينظمه القانون».
المادة 48: «مراعاة النظام العام واحترام الآداب العامة واجب على جميع سكان الكويت عدا.. منضوي تحالف الباشوات».
المادة 49: «تقوم اللعبة السياسية في الكويت على.. تجاوز السلطات للسلطات ورشوة السلطات للسلطات و.. تعاركهم لا تعاونهم».
***
آخر محطة: (1) نستكمل في إحدى المقالات اللاحقة مقترح التعديل الواجب لبعض مواد الدستور كي يتطابق مع ما هو مكتوب.. مع ما هو قائم!
(2) العزاء الحار للشعبين الشقيقين المصري واللبناني على ضحايا جرائم الانفجارات الشنعاء التي تمت على أراضيهما